أحمد منصور:
أنت اتهمت السويد في هذا الجانب بأن لها علاقة إستخباراتية بالولايات المتحدة لا يعلم عنها البرلمان السويدي شيئا.
جوليان أسانج:
نعم، نحن نشرنا برقيات وفيلما وثائقيا من 44 دقيقة مع التلفزيون السويدي بشأن هذه العلاقات الوطيدة السرية حيث يقال إن السويد هي عضو في الناتو ولا حديث عن هذه المسألة بالإضافة إلى علاقات وطيدة بين الاستخبارات السويدية والأميركية ولكن هذا الأمر غير معروف حتى من أناس في الحكومة السويدية فهناك اتفاقيات تشاطر معلومات إستخبارية سرية لا يطلع عليها لا أعضاء في الحكومة ولا البرلمان لأن هذا ينتهك الدستور.
أحمد منصور:
في إطار أجهزة الإستخبارات هل لديك أيضا وثائق تتحدث عن أجهزة الإستخبارات في الدول العربية وعلاقتها بالـ CIA وإعطائها معلومات للـ CIA أو اجتماعات مع رجال الـ CIA أو ترتيبات بين الأميركيين والحكومات العربية؟
جوليان أسانج:
نعم هذه الأمور تذكر من وقت لآخر في كل البرقيات التي نشرت وستنشر وبسبب طبيعتها بأنها من سفارات وهي ليست مراسلات من وكالة استخباراتية مع أخرى ولكنها سفراء يتحدثون عن الترتيب ربما للاجتماع بين هذه الوكالة الإستخباراتية أو تلك أو أناس كبار في الحكومة يتذمرون أو يشكون بشأن وكالة إستخباراتية ما أو يتفاوضون بشأن كيف أن الوكالات الإستخباراتية ستبدأ في تبادل المعلومات فيما بينها، في حالة أحمدي نجاد في الأمم المتحدة السويد كانت هي الرجل المؤشر في الأمم المتحدة والمندوب السويدي في الأمم المتحدة تآمر مع ألمانيا والولايات المتحدة ودول غربية أخرى بأن يستمع إلى الحد الذي يتحدث عنده أحمدي نجاد عن أمور مهمة مثل المحرقة أو اليهود عندها السويد ستعطي الإشارة وكل الدول الغربية ستخرج.
أحمد منصور:
هذا ما حدث في اجتماع الجمعية العامة الماضي.
جوليان أسانج:
هذا ما حدث وهذا يتحدث عن قصة ما حدث ثم كان خلاف رغم أن السويد اختارت -لأنها دولة محايدة حسبما يفترض- ألمانيا ودول غربية أخرى خرجت وبدأت الخروج حتى قبل أن يتحدث أحمدي نجاد عن المحرقة وحتى قبل أن يتحدث عن اليهود ولذا كان هناك خلاف أو فرق، السويد كانت قالت لم نعط الإشارة، وعندما نرى ما رأينا كيف أن هذا الخروج الجماعي خلال خطاب أحمدي نجاد تم تصميمه وهندسته من خلال أن تقوم السويد بلعب الرجل المعطي للإشارة.
أحمد منصور:
أعطنا أمثالا أخرى.
جوليان أسانج:
هناك الكثير، هذا الذي أجده مثيرا للاهتمام ولكنه لم ينشر بعد.
عن الوثائق السرية جدا ومذكرات أسانج وفلسفته
أحمد منصور:
جوليان هناك معلومات تشير إلى أنه في حالة اعتقالك وسجنك أو لا قدر الله اغتيالك أو التخلص منك هناك كم من الوثائق السرية جدا جدا جدا سوف يتم نشرها على الفور أنت تحتفظ بها في بعض الأماكن السرية، ما حقيقة هذا الأمر وأنه ستكون هناك فضائح كبرى أكبر من كل ما يمكن أن يتخيله الناس من الوثائق عن الأميركان وغيرهم؟
جوليان أسانج:
هذا صحيح ليس إن كنت في السجن ولكن إن كان أنصار ويكيليكس في كل أرجاء العالم والذين أعطوا مفتاح حل شيفرة هذا الأرشيف الداعم الكبير إن كان هؤلاء الناس يرون أن ويكيليكس لم يعد باستطاعته العمل وأنه قد خضع لهجمات كبيرة أو بسبب عملية اغتيال أو هجمات كبيرة أدت إلى أن الناس العاملين معنا يسجنوا أو أن شبكاتنا الحاسوبية يتم اختراقها في كل مكان وحجبها وحظرها أو أن هناك هجمات متزامنة على موظفينا في كل أرجاء العالم في الوقت ذاته هذا يعني أننا لن نكون قادرين على الاستمرار في النشر ولذلك أعلم وأخبر بأنه إن حدث هذا وإن كنا في موقف لا نستطيع الاستمرار في النشر فإن على هؤلاء الناس أن يبدؤوا بالنشر لصالحنا والسبيل الوحيد لذلك هو من خلال النشر مفتاح حل الشيفرة.
أحمد منصور:
كم عدد هذه الوثائق الخطيرة جدا؟
جوليان أسانج:
في هذه المختارات هناك الملايين.
أحمد منصور:
ما محتواها؟
جوليان أسانج:
لا يمكنني أن أجزم.
أحمد منصور:
إلى هذه الدرجة بخلاف كل ما تحدثت عنه؟
جوليان أسانج:
ولكن يمكن أن أقول إنها فيها مواد كثيرة حساسة غير منشورة وهذا يعكس ما نحصل عليه في العادة وهو نعم نحن نحصل على معلومات من الولايات المتحدة ولكن أيضا من كينيا ومن بريطانيا العظمى ومن روسيا وهذا مهم، لذا ينبغي على كل الحكومات أن تعلم بأنه إن اغتيل جوليان أسانج غدا فلن تكون هناك وثائق تنشر عن الولايات المتحدة فحسب ولكن سوف تكون هناك وثائق تنشر عن روسيا وعن الصين وعن إيران ومصر وهكذا، لذا فهذا أمر مهم لأن هناك منشورات قائمة ويجب أن نحميها.
أحمد منصور:
هذه ستسبب صدمة للعالم أكبر من كل ما سببته خلال الفترة الماضية؟
جوليان أسانج:
نعم هذا سيخلق صدمة كبيرة في العالم ولكن هذا ليس السبيل الأفضل لخلق إصلاحات طويلة الأمد ونحن عندنا خبرة في هذا الجانب، إذا ما أطلقنا كل البيانات والمعلومات على الإنترنت مرة واحدة عن قصة ما عندها تحصل صدمة كبيرة أولا ولكنها تنخفض فجأة والسبب أن كل صحافي وكل مؤسسة إعلامية تظن أن كل مؤسسة إعلامية أخرى وكل صحفي آخر سوف يكتب قصة عنها لأنهم يتنافسون مع بعضهم بسرعة ولذا لا يتمحصون ولا يعمقون بحثهم وفي الغالب لا يكتبون قصة ما لأنهم قد يعتقدون بأن الصحفي الآخر سيكتب عنها، في هذه الحالة بالتحديد إن كان هناك نشر كبير فلنقل بعد اغتيالي أو بعد أن تصبح منظمتنا غير قادرة على العمل هذا مختلفة لأن هذا نوع من النشر الهائل نتيجة لعمل منظمتنا سوف يستقطب اهتماما كبيرا وتحقيقا وتدقيقا لأنه الأمر الأخير.
أحمد منصور:
ما حقيقة أنك تعد الآن لنشر مذكراتك خلال الأشهر القليلة القادمة؟
جوليان أسانج:
نعم صحيح.
أحمد منصور:
ما هي المفاجآت التي ستكون في هذه المذكرات؟
جوليان أسانج:
هناك الكثير من المفاجآت في هذه المجموعة وآمل لها أن تصحح بعض الخرافات بشأن هذه المنظمة وبشأني وأن تظهر فلسفتنا الحقيقية وبوضوح بطريقة أحيانا لا نحظى بها رغم أنني معك الآن في برنامج قصير هذا لا يكفي.
أحمد منصور:
قل لي باختصار ما هي فلسفتك في الحياة يا جوليان؟
جوليان أسانج:
هذا الجواب ليس لنشر كتاب ولكن أقول إن عندي مبادئ شخصية وأفكار وهي أن الشجاعة معدية وإذا ما قمت بعمل شجاع فإنك تستقطب آخرين ليقوموا بأعمال شجاعة أيضا وأن الشجاعة لا تعني بأنك لا تشعر بالخوف بل إن الشجاعة هي التغلب على الخوف وأن تكون حذرا في فهمك لطبيعة العالم وسيرته وأن تتخذ الخطوات اللازمة لفعل ما هو شجاع بالفعل، أنت لا تهرب من الخوف ولكن تواجهه وأن تقوم بفهم كيف يعمل العالم وكيف هي بنيوية العالم عندها نستطيع أن نعمل لجعل العالم أكثر عدلا وأن نجعله مكانا أفضل، وأنا أتحدث عن الرجال لأنني رجل فالرجال مفوضون ومن خلال فهمهم لكيفية سير العالم وبنيوية العالم أن يعملوا بطريقة لجعل العالم عادلا وأن يجعلوه مكانا أفضل وأن الرجال أيضا -وأكرر أنا أتحدث عن الرجال لأنني رجل- إن الرجال مفوضون بالقيام بهذه المسؤوليات وأن يسخروا مواهبهم وقدراتهم لتعزيز ودعم العدالة بدلا من أن يكابدوا من أجل الثراء والغنى فقط، وهذا ليس صعبا أبدا، فأنت كنت قد حظيت بتحصيل تعليمي أو عندك خبرات في مجال ما فعندها تمتلك الموارد والقدرات اللازمة والتي لا ينبغي لك فقط أن تكابد باستخدامها لتحصيل المال فقط، هناك أناس ليسوا محظوظين وأجبروا على أن يكون واحدا منهم على سبيل المثال حارسا أو يعمل في الشرطة أو في الجيش ليعيل أهله أنا لا أنتقد هؤلاء الناس أبدا ولكن هناك آخرين يمكنهم أن يفعلوا أمورا كثيرة ولذلك أعتقد أن على هؤلاء الناس حقا أن يبذلوا جهودهم لجعل العالم أفضل وأكثر عدلا، فعندما أنظر حولي في العالم وأرى عناء الناس فإنني أشعر بالألم ولأن هذا هو عالمي ولا أحب أن أرى أي إنسانا يعاني في هذا العالم، فعالمي هو عالم أكثر سعادة لا يعاني الناس فيه، لذا فأنا أفعل ما بوسعي للتخلص من كل هذه الظروف الشائنة بكل القدرات المتاحة لي وأن أبذل كل ما بوسعي للعمل من خلال ويكيليكس ومنشورات أخرى لتحقيق ذلك.
أحمد منصور:
لا بد أن أخصص أكثر من حلقة للحديث معك عن فلسفتك وأفكارك ونظرتك للحياة وأيضا أخصص حلقات أخرى حينما تنشر مزيدا من الوثائق لا سيما عن الحكام والحكومات العربية. جوليان أسانج أشكرك شكرا جزيلا على ما تفضلت به وسعدت باليومين الذين قضيتهم قريبا منك هنا. كما أشكركم مشاهدينا الكرام على حسن متابعتكم، في الختام أنقل لكم تحيات فريق البرنامج وهذا أحمد منصور يحييكم بلا حدود من مقاطعة سافاك في عمق الريف البريطاني والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
المصدر:الجزيرة نت