الأزمة الأوكرانية.. باريس تستبعد تحركا روسيا وشيكا والتزام أميركي تركي بردع موسكو

عسكريون أوكرانيون يجرون مناورات في منطقة خيرسون (رويترز)
2/2/2022
قال وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان إنه ليس هناك دلائل في هذه المرحلة تشير إلى أن روسيا مستعدة للتحرك في أوكرانيا، فيما أكد مستشاران رئاسيان من الولايات المتحدة وتركيا التزامهما بردع تحركات موسكو تجاه كييف.
وأضاف لودريان للقناة الثانية في التلفزيون الفرنسي، اليوم الأربعاء، أن الخطر واضح وشيك، ولكن ليست هناك معلومات في هذا الوقت حول رغبة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في اتخاذ أي إجراء.
وقال وزير الخارجية الفرنسي إنه من الضروري مواصلة الحديث مع الروس بشأن الأزمة الأوكرانية.
وفي الأثناء، قال البيت الأبيض في بيان إن مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان وإبراهيم قالن كبير مستشاري الرئيس التركي تحدثا يوم الثلاثاء وناقشا التزامهما "بردع المزيد من العدوان الروسي على أوكرانيا".
وكانت مصادر دبلوماسية تركية قالت الشهر الماضي إن كلا من روسيا وأوكرانيا منفتحتان على فكرة أن تلعب تركيا دورا في تخفيف التوتر بين البلدين.
محور للصراع
وبعد مرور نحو 8 سنوات على استيلاء روسيا على شبه جزيرة القرم من أوكرانيا ودعمها لمقاتلين انفصاليين في دونباس في شرق البلاد، أصبحت الجمهورية السوفياتية السابقة محورا للصراع فيما قد تكون أخطر مواجهة بين الشرق والغرب منذ الحرب الباردة.
ويوم أمس، اتهم الرئيس الروسي الغرب بتعمّد جر بلاده إلى حرب وبتجاهل مخاوفها الأمنية المتعلقة بأوكرانيا، وأضاف أن موسكو لم تتلقَّ جوابا مناسبا من واشنطن وبروكسل على المطالب الروسية المحورية الثلاثة بعدم تمدد الناتو شرقا، والتخلي عن نشر أسلحة هجومية قرب حدود روسيا، وإعادة البنية العسكرية للحلف في أوروبا إلى خطوط عام 1997.
وتابع بهذا الصدد "وعدونا بعدم تقدم الناتو بوصة واحدة نحو الشرق، لكنهم خدعونا وتصرفوا بشكل آخر".
واتهم بوتين الولايات المتحدة بمحاولة احتواء بلاده واستخدام أوكرانيا أداة لذلك، محذرا من أن واشنطن قد تجر روسيا إلى حرب بهدف فرض عقوبات عليها.
بوتين: موسكو لم تتلقَّ جوابا مناسبا من واشنطن وبروكسل على المطالب الروسية المحورية الثلاثة بعدم تمدد الناتو شرقا (رويترز)
اتهامات ومطالبات
من جانبه، وصف سفير روسيا في واشنطن أناتولي أنطونوف تصريحات المتحدثة باسم البيت الأبيض جين ساكي بشأن استخدام روسيا لأسلحة كيميائية واحتلال دول أخرى بأنها كاذبة وعديمة الأساس.
وقال أنطونوف إن تصريحات ساكي تهدف إلى شيطنة روسيا في نظر الرأي العام الأميركي والمجتمع الدولي، وإنها لم تقدم أي دليل ملموس يثبت صحة مزاعمها.
في المقابل، طالبت الخارجية الأميركية موسكو بسحب قواتها من الحدود مع أوكرانيا، وقالت إنها لم تر بوادر روسية لخفض التصعيد.
وتخشى روسيا من انضمام أوكرانيا الواقعة على حدودها إلى الحلف العسكري، وهو ما زاد التوتر الحالي بين موسكو من جهة والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي من جهة أخرى.

الإدارة الأميركية تنتقد تحركات موسكو وتؤكد التزامها بدعم كييف (رويترز)
مخاوف وتهدئة
يأتي ذلك، بينما كشفت شبكة بلومبيرغ (Bloomberg) أن الإدارة الأميركية أبلغت الكرملين بأنها مستعدة لأن تسمح لروسيا بالتحقق من خلو قواعد حلف شمال الأطلسي (ناتو) في بولندا ورومانيا من صواريخ توماهوك الهجومية، وذلك في مسعى لتهدئة مخاوف موسكو.
وفي هذا السياق، قالت الخارجية الأميركية، للجزيرة إن واشنطن تشاورت مع حلفائها وشركائها بما فيهم أوكرانيا قبل الرد على روسيا بشأن منحها آلية للتحقق من عدم وجود صواريخ توماهوك في رومانيا وبولندا.
في هذه الأثناء، قال البيت الأبيض في بيان إن مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان، وإبراهيم قالن كبير مستشاري الرئيس التركي تحدثا يوم أمس وناقشا التزامهما "بردع المزيد من العدوان الروسي على أوكرانيا".
وكانت مصادر دبلوماسية تركية، قد قالت الشهر الماضي إن كلا من روسيا وأوكرانيا منفتحتان على فكرة أن تلعب تركيا دورا في تخفيف التوتر بين البلدين كما اقترحت أنقرة في نوفمبر/تشرين الثاني.

أوستن سيبحث بعد أسبوعين تطورات الوضع الأوكراني في أوروبا (رويترز)
مباحثات وتحذيرات
وبالتزامن مع هذه التطورات، أفادت إذاعة صوت أميركا بأن وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن سيسافر إلى أوروبا للاجتماع مع وزراء دفاع حلف الأطلسي يومي 16 و17 من فبراير/شباط الجاري، لبحث التوتر المتصاعد مع روسيا بشأن حشدها العسكري بالقرب من أوكرانيا.
ويوم أمس، حذّر رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون من خطرٍ واضح ووشيك بحصول تدخل عسكري روسي في أوكرانيا.
وقال جونسون في مؤتمر صحفي مع الرئيس الأوكراني في كييف، إن مصالح موسكو الإستراتيجية ستواجه عقوبات إذا قامت روسيا بغزو الأراضي الأوكرانية.
من جانبه، قال رئيس أوكرانيا فولوديمير زيلينسكي إن الصراع مع روسيا يعني حربا واسعة النطاق في أوروبا، كما وصف زيلينسكي بدء التصعيد الروسي ضد بلاده بالمأساة.
المصدر : الجزيرة نت