كما أنه من خلال الأجهزة الملاحية هناك نوعان من الطرق الجوية وهي الطرق الجوية التي تعتمد على المنارات الملاحية VOR's وهناك طرق ملاحية التي تعتمد على الأداء الملاحي الأمثل RNP .
ولو تساءل أحدنا عن الجهة المسئولة عن الطرق الجوية وإنشاء الطرق الجوية فهي إدارة الخدمات الجوية في هيئات الطيران المدني لكل دولة شريطة ان تكون عضو في اتحاد الطيران العالمية .
حيث يتم من خلال هذه الإدارة إنشاء الطرق الجوية المحلية والدولية وكذلك إلغاء الطرق الجوية المحلية والدولية.
فحينما ترى إدارة الخدمات الجوية ضرورة إنشاء طريق أو طرق جوية جديدة يمكن من خلال هذه الطرق تقليل كثافة الحركة على طرق جوية أخرى أو يمكن من خلال إنشاء هذه الطريق توفير تكاليف مادية على شركات الطيران أي أن هناك فوائد من إنشاء هذه الطرق فإن إدارة الخدمات الجوية تسارع في إنشاء هذه الطرق،على ألا تكون عائق في سبيل تحقيق أهداف المراقبة الجوية , فإذا كانت هذه الطرق الجوية محلية أو داخلية أي داخل الدولة نفسها فإن عملية الإنشاء تكون سهلة بحيث تحدد إدارة الخدمات الجوية هذه الطرق ومن ثم تقوم بإنشائها ومن ثم وضع هذه الطرق في الإعلانات الملاحية NOTAM's،أما إذا كانت هذه الطرق دولية أي تشترك فيها الدولة مع دولة أخرى أو دول أخرى فإن إنشاء هذه الطرق يتطلب موافقة الدول المعنية حيث يتم الاجتماع بين هذه الدول والاتفاق على إنشاء هذه الطرق الجوية وبعد الاتفاق على عدة نقاط يتم إنشاء هذه الطرق ومن ثم يتم إدراجها في الإعلانات الملاحية.
ويتساءل كثير منا .. لماذا لا تكون الطرق الجوية خطوط مستقيمة ؟
ولماذا تكون خطوط متعرجة ؟
وللإجابة على هذا السؤال فإنني أقول أن الطرق الجوية نوعين إما طرق جوية عادية وهي التي تعتمد على المنارات الملاحية VOR's ، والمنارات الملاحية عبارة عن أجهزة ملاحية تصدر 360 شعاع على شكل دائرة وهي الدائرة المغناطيسية وكل شعاع يسمى Radial والممر الجوي يقع على شعاع من الجهاز الملاحي حتى الجهاز الملاحي الآخر وتلاحظ ذلك في خطط الطيران بحيث أنه في خانة الطرق الجوية تجد أسماء طرق جوية وبينها أسماء المنارات الملاحية وتختصر على ثلاث أحرف كبيرة فمثلاً لو افترضنا طائرة ستقلع من الرياض إلى تبوك فإننا سنجد في خانة الطرق الجوية في خطة الطيران الآتيKIA G662 GAS G662 HIL UA791 TBK)
وسنجد المنارات الملاحية لمطار الملك خالدKIA ، والقصيمGAS وحائلHIL وأخيراً تبوكTBK،هناك عدة عوامل لها تأثير كبير في عملية إنشاء الطرق الجوية كهذه وهي على سبيل المثال عدم توفر منارة ملاحية لربط هذا الطريق ،والمناطق العسكرية والمناطق المحظورة،وعدم الجدوى الاقتصادية من إنشاء هذه الطرق وكذلك في حالة عدم موافقة الدول التي ستمر من خلالها هذه الطرق .
والنوع الثاني من أنواع الطرق الجوية وهي الطرق الملاحية المنطقية أو مايعرف بـ RNP Routes أو طرق الأداء الملاحي
الأمثل ،حيث أن هذه الطرق حديثة جداً واستحدثت أخيراً بعد التطور التكنولوجي الهائل في صناعة الطائرات والتقدم التقني في صناعة النقل الجوي ويتطلب تطبيق مثل هذه الطرق الجوية توفر أجهزة تقنية متطورة على متن الطائرات حتى يتم السماح لها باستخدام مثل هذه الطرق حيث أنها تعتمد هذه الطرق على المنارات الملاحية وكذلك على الإحداثيات وهذه الطرق على عدة فئات يتم تحديدها بناءً على اتفاقيات إقليمية كما يجب أن تكون فئة الأداء الملاحي المطلوب المقررة ملائمة لمستوى الاتصالات والملاحة وخدمات الحركة الجوية التي تقدم في الفضاء الجوي المعني .
وفئات الأداء الملاحي الأمثل هيRNP4,RNP10,RNP12.6, RNP20
ويفترض على المراقب الجوي التدقيق في خطة الطيران للرحلات لحظة استلامها والتأكد من أن الطيار قد اختار الطرق الجوية المناسبة لخط سير رحلته أم لا ، كما ينبغي على المراقب الجوي أن يكون على دراية وعلم بكل الطرق الجوية التي تكون في منطقة المراقبة التابعة له ومعرفة ماهو محلي وما هو دولي حتى يتفادى الخطأ من خلال توجيه الطائرات إلى طرق جوية خاطئة.
ومع توفر هذه الطرق الجوية واتجاه الإدارات المعنية بخدمات المراقبة الجوية في كثير من دول في العالم إلى إنشاء المزيد من الطرق الجوية التي توفر الوقت على شركات الطيران فإن ذلك يعني المزيد من التقاطعات الجوية وتزايد احتمالات التعارض الجوي في الفضاء.
إذن لابد من الرفع أولاً من قدرات المراقبة الجوية وتحديث البنية التحتية للمراقبة الجوية وتدريب المراقبين الجويين وتأهيلهم التأهيل الجيد من خلال الدورات التدريبية والندوات العلمية بحيث يوازي هذه التطوير إنشاء المزيد من الممرات الجوية حتى يكون الأمر متوازي ومتوازن وحتى لا تتسبب هذه الممرات الجوية الجديدة خلخلة ميزان الخدمات الجوية التي يقدمها الإقليم للطائرات التي تحلق في أجواءه.
إنشاء ممرات جوية جديدة يعود بالنفع على الطرفين الشركة المشغلة وقطاع المراقبة الجوية بحيث أن شركة الطيران ستستفيد من خلال توفير تكلفة الرحلات من خلال التقليل من زمن الرحلة، أما قطاع المراقبة الجوية فإنه بإنشائه لطرق جوية جديدة توفر الوقت لشركات الطيران فإنها بذلك سترغم شركات الطيران على استخدام هذه الممرات الجديدة توفر لها ميزة توفير الوقت والذي هو مطلب أساسي في تشغيل الرحلات الجوية لجميع شركات الطيران حول العالم.
بقي أن أقول أن هناك طرق أو ممرات جوية خاصة بطائرات الهليوكوبتر وطرق جوية مخصصة للطائرات الأسرع من الصوت حيث أن في بعض دول العالم يخصص طرق جوية كهذا.