البنتاغون يحذر من غزو دموي.. أوكرانيا تنفي إرسال "مخربين" لروسيا وتبادل اتهامات بين كييف و"الانفصاليين" بشأن خرق الهدنة

جنود أوكرانيون على مشارف مدينة نوفولانسك قرب إقليم دونيتسك (رويترز)
21/2/2022
نفت أوكرانيا رسميا اليوم الاثنين إرسال "مخرّبين" إلى روسيا بعدما قالت موسكو إنها قتلت 5 منهم على أراضيها، وهو إعلان يهدد بتصاعد التوترات المحتدمة أصلا بين البلدين المجاورين، في حين يستمر القصف المتبادل بين القوات الأوكرانية والمسلحين المدعومين من روسيا في إقليم دونباس.
وقال أنتون غيراشتشينكو وهو مسؤول كبير في وزارة الداخلية الأوكرانية للصحفيين "لم يعبر أحد من جنودنا الحدود مع روسيا، ولم يقتل أي منهم اليوم (الاثنين)".
وصرح جهاز الأمن الروسي بأن قذيفة أوكرانية استهدفت نقطة تفتيش روسية في مدينة روستوف على الحدود بين البلدين، في حين نفى الجيش الأوكراني المسؤولية عن إطلاقها.
وكان الجهاز الأمني الروسي قد ذكر أن قصفا من الجانب الأوكراني أصاب ودمّر نقطة لحرس الحدود داخل الأراضي الروسية على بعد 150 مترا عن الحدود مع أوكرانيا، ولم يشر إلى سقوط أي ضحايا جراء القصف.
وأعلن الجيش الأوكراني تسجيل 32 خرقا من قبل المسلحين في دونباس منذ صباح اليوم الاثنين. وتحدث مراسل الجزيرة عن إصابة 3 جنود أوكرانيين جراء قصف على مواقعهم في الإقليم.
واتهم الجيش الأوكراني الانفصاليين بنصب معداتهم العسكرية الثقيلة في المناطق المأهولة، وقرب الأبنية السكنية، ونفى استهداف البنية التحتية.
وقال مراسل الجزيرة إن دوي قصف مدفعي عنيف سُمع في محيط مطار دونيتسك والأحياء الغربية من المدينة.
ضحايا مدنيون
من جهتهم، أعلن "الانفصاليون" في شرق أوكرانيا وقوع ضحايا في صفوف المدنيين والعسكريين جراء القصف المتواصل والعنيف من قبل القوات الأوكرانية، وأشاروا إلى استهداف المناطق السكنية 9 مرات بقذائف هاون من عيار 120 مليمترا، المحظورة بموجب اتفاقيات مينسك.
وتحدث "الانفصاليون" عن مقتل أحد جنودهم ومدنيين اثنين، وإصابة 3 آخرين، في قصف أوكراني على بلدات.
وقالت ما تسمى "المليشيات الشعبية" في لوغانسك إن قذائف أوكرانية سقطت على مدرستين وعدد من البيوت في أطراف المدينة، وأوضحت أن قواتها ردّت على مصادر النيران على طول خط التماس، كما أشارت إلى انضمام أكثر من 400 متطوع من روسيا إلى قواتها.
وقال الانفصاليون في دونيتسك إن مجموعة عسكرية أوكرانية اخترقت، صباح اليوم الاثنين، تحصيناتهم، وفجّرت مستودعا للأسلحة والذخائر في منطقة "نوفو-آزوفسك" بجنوب دونيتسك.
وأضاف الانفصاليون أن الهجوم أدى إلى تفجير المستودع بالكامل، وأن تلك القوات كانت تسعى لفتح ممر باتجاه الحدود الروسية، وذلك دفع قواتهم إلى إغلاق الطرق ووقف حركة السير في المنطقة.
وقال وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو إن نحو 60 ألف عسكري أوكراني يتمركزون بالقرب من حدود لوغانسك ودونيتسك.
وأوضح أن إعلان كييف رغبتها بالعودة لتكون قوة نووية أمر خطير جدا، مؤكدا أن لدى أوكرانيا إمكانات لصناعة أسلحة نووية أكبر من إيران وكوريا الشمالية.
وأبلغ شويغو الرئيس بوتين اليوم الاثنين بأن أوكرانيا حشدت قوات كثيرة بالقرب من مناطق "الانفصاليين" في شرق البلاد، وربما تستعد لمحاولة استعادتها بالقوة، وهو أمر نفته كييف مرارا. واتهم شويغو أوكرانيا بتكثيف قصفها لهذه المناطق.
ودعا المسلحون الموالون لروسيا في دونيتسك ولوغانسك بوتين للاعتراف بـ"استقلال" المنطقتين وتوقيع اتفاقية تعاون، وقد أكد بوتين أن روسيا تدرس الطلب، وأنها ستبتّ فيه اليوم الاثنين.
تصعيد
من جهتها، صرحت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) بأنها تتوقع خسائر كبيرة على الأرض في أوكرانيا إذا حدث الغزو، وكذلك خسائر في صفوف الروس.
وأضاف البنتاغون أنه ما زال يشهد حشد قوات قتالية كبيرة على الحدود مع أوكرانيا، مبرزا أن بوتين إذا اختار الذهاب إلى أوكرانيا بقوات كبيرة فستكون النتيجة دموية. وقال البنتاغون إن الدبلوماسية لا تزال ممكنة رغم أن الوقت ينفد.
وقال 3 مسؤولين غربيين إن المخاوف الغربية من غزو روسي لأوكرانيا زادت في الأيام القليلة الماضية، وإن التوقعات قاتمة على ما يبدو.
وأضاف المسؤولون الذين طلبوا عدم نشر أسمائهم أن الوحدات العسكرية الروسية تستعد لغزو أوكرانيا، وأن هناك تصعيدا بشأن ما يُعتقد أنها استفزازات في منطقتين انفصاليتين مدعومتين من روسيا في أوكرانيا.
وأكد المسؤولون أن الصورة العامة "قاتمة جدا مع تراكم سحب العاصفة على الحدود الأوكرانية".
دعوة للمغادرة
في الوقت نفسه، دعت السفارة الأميركية في موسكو مواطنيها لإعداد خطط تأمين وإجلاء شخصية، لا تعتمد على حكومة الولايات المتحدة.
وقالت السفارة إنه كانت هناك تهديدات بشن هجمات على مراكز التسوق ومحطات السكك الحديد والمترو وتجمعات عامة في مناطق حضرية رئيسة، بما في ذلك موسكو وسان بطرسبورغ، وكذلك في مناطق التوتر المتصاعد على طول الحدود الروسية الأوكرانية.
وجددت السفارة دعوتها رعاياها لمغادرة أوكرانيا على الفور، وقالت -في بيان- إن الوضع الأمني في أوكرانيا "ما زال غير قابل للتنبؤ، وقد يتدهور من دون سابق إنذار".
وأشار البيان إلى وجود احتمال قوي يرجح أن تؤدي أي عمليات روسية إلى تقييد السفر جوا.
المصدر : الجزيرة نت + وكالات