الجمعية القحطانية بالأستانة (1909)
كانت الجمعية تهدف إلى تحويل المملكة العثمانية إلى إمبراطورية تركية عربية، على أساس دستوري ذي برلمان وحكومة، تكون اللغة الرسمية فيها هي العربية إلى جانب التركية.
انتشرت في 5 عواصم عربية، وكان من بين أعضائها الأمير عادل أرسلان من
لبنان، وسليم الجزائري من
دمشق، وعلي المصري من طرابلس وجورج أنطونيوس والدكتور علي النشاشيبي، وكلاهما من القدس.
اتسمت الجمعية بسرّيتها وسعت إلى إقامة كيان عربي داخل الدولة العثمانية، لكن نشاطها بقي محدودا نظرا للمراقبة الشديدة من السلطات الاتحادية.
جمعية العلم الأخضر بالأستانة (1912)
هدفت الجمعية إلى تقوية الروابط الوطنية بين الطلاب العرب في المدارس العليا، وتوجيه النهوض القوي بالأمة العربية.
أسسها 3 فلسطينيين، هم عاصم بسيسو من
قطاع غزة، ومصطفى الحسيني وشكري غوشة وهما من القدس.
أصدرت الجمعية مجلة "لسان العرب" التي عُرفت بمواقفها القومية، ثم أُبدلت لاحقا باسم "المنتدى الأدبي".
وكان نشاط الجمعية مركّزا في إسطنبول، مع ارتباطات محدودة في القدس عبر أعضائها الذين تواصلوا مع الطلبة الفلسطينيين في الجامعات العثمانية.
جمعية العهد بالأستانة (1913)
أنشئت جمعية العهد قبل
الحرب العالمية الأولى، وكانت من أقوى الجمعيات العربية العسكرية السرية في تلك المرحلة.
أسسها العقيد عزيز علي، الذي كان في السابق عضوا في
جمعية الاتحاد والترقي التركيةقبل أن يستقيل منها، وانضم إليه عدد من الضباط العرب، من أبرزهم سليم الجزائري الدمشقي وياسين وطه الهاشمي من العراق ونوري السعيد وكذلك علي النشاشيبي من القدس.
ووُصفت الجمعية بـ"العسكرية"، لأن غالبية أعضائها كانوا ضباطا في الجيش العثماني، وقد استثمروا مواقعهم العسكرية في التسلل إلى بنية الجيش بهدف التخطيط لاستقلال داخلي للعرب عن الإدارة العثمانية المركزية.
وكان لعلي النشاشيبي دور تنظيمي مهم في التنسيق بين فرعي الجمعية في إسطنبول وسوريا، بينما كان سليم الجزائري من الشخصيات البارزة في الحركة القومية ذات الطابع العسكري.
أما ياسين وطه الهاشمي، فقد أصبحا لاحقا من كبار قادة العراق وتوليا منصب رئاسة الوزراء، كما برز نوري السعيد، الذي كان ضابط استخبارات، بصفته شخصية محورية في تاريخ العراق السياسي الحديث.
وكانت الجمعية تهدف إلى تحقيق الاستقلال الداخلي للبلاد العربية ضمن إطار الدولة العثمانية، مع الحفاظ على الخلافة الإسلامية بيد العثمانيين.
تنظيمات أخرى ذات صلة
إلى جانب الجمعيات السابقة تأسست أيضا الجمعية العربية الفتاة في العاصمة الفرنسية
باريس عام 1909، وهي جمعية سرية قومية نادت بالوحدة والاستقلال، وانضوى تحتها شباب عرب من سوريا ولبنان و
فلسطين.
كما برز حزب اللامركزية الإدارية في العاصمة المصرية
القاهرة عام 1913، الذي ضم سياسيين ومثقفين عربا، ودعا إلى منح صلاحيات ذاتية للمناطق العربية ضمن الدولة العثمانية دون الدعوة للانفصال.
بعد نهاية الحكم العثماني، شهدت فلسطين ميلاد الجمعيات الإسلامية المسيحية، والتي كانت من أوائل التكتلات السياسية الوطنية.
تأسست هذه الجمعيات في القدس و
يافا و
حيفا و
نابلس بين عامي 1918 و1920، وأصدرت بيانات تعارض
وعد بلفور وتطالب بالاستقلال، وشكلت النواة للمؤتمرات الوطنية الفلسطينية، وأبرزها مؤتمر القدس عام 1919، الذي هدف إلى إعلان رفض وعد بلفور، والمطالبة باستقلال فلسطين ضمن وحدة الأراضي العربية، وتمثيل العرب الفلسطينيين في المحافل الدولية.
وتأسس حزب الاستقلال الفلسطيني عام 1932، وكان من أبرز الأحزاب السياسية المطالبة بالتحرر من
الاحتلال البريطاني، كما تأسس حزب الإصلاح عام 1935 بقيادة المقدسي حسين الخالدي، وركز على رفض
المشروع الصهيوني وتنمية روح المقاومة المدنية.