مقال في ناشونال إنترست: يجب على الكونغرس معاقبة حفتر بسبب دوره المدمر في ليبيا
مقال ناشونال إنترست اعتبر أن حفتر أكبر عقبة تمنع بلاده من المضي قدما (رويترز)
18/9/2021
شدد مقال في مجلة "ناشونال إنترست" (National Interest) الأميركية على ضرورة أن تعاقب الولايات المتحدة اللواء الليبي المتقاعد خليفة حفتر، الذي يحمل الجنسية الأميركية، بسبب دوره المدمر في ليبيا.
وذكر كاتبا المقال ساشا توبيريتش وديبرا كاغان -الأول نائب الرئيس التنفيذي لشبكة القيادة عبر الأطلسي، والثانية مستشارة الرئيس الأميركي السابق جورج دبليو بوش- أن حفتر شارك في انقلاب 1969 الذي أتى بمعمر القذافي إلى السلطة، وأن أول ظهور دولي له كان بعد أن خسرت ليبيا حربها مع تشاد عام 1987.
وبعد سجن حفتر في تشاد، أطلق سراحه في النهاية بموجب صفقة مع الحكومة الأميركية ليصبح بعدها أحد أصول وكالة المخابرات المركزية، ثم أصبح لاحقا مواطنا أميركيا.
وأشارا إلى أنه بعد اتفاق الصخيرات الذي توسطت فيه الأمم المتحدة عام 2015، تفاوض رئيس الحكومة الليبية المعترف بها دوليًا آنذاك، فايز السراج، سرًا على تسوية سياسية مع حفتر لمحاولة تحقيق الاستقرار في ليبيا.
وفي الوقت نفسه، كان مبعوث الأمم المتحدة آنذاك غسان سلامة يعمل بجد لجعل جميع الفصائل السياسية الليبية توافق على الانتخابات وعملية السلام.
وكان إعلان سلامة عن المؤتمر الوطني الليبي، الذي كان يفترض عقده من 14 إلى 16 أبريل/نيسان 2019 في مدينة غدامس، بمثابة اختراق، حتى أن الأمين العام للأمم المتحدة زار طرابلس في الخامس من أبريل/نيسان لإظهار الدعم لإنجازه.
ومع ذلك، اعتقد حفتر -حسب رأي الكاتبين- أن مؤتمر غدامس سينهي فرصته في أن يصبح القذافي القادم والزعيم المطلق لليبيا، وتحدث الكاتبان عن تعهد السعودية والإمارات بتقديم ملايين الدولارات لاستيلائه على طرابلس، وأنهما أرسلتا إليه إمدادات قتالية. من الصعب تخيل أن الولايات المتحدة ستدعم أي جزء من الحياة السياسية لحفتر، ويجب على الكونغرس التفكير بجدية في عقد جلسة استماع حول دوره المدمر في ليبيا، ودراسة كيف يمكن لمواطن أميركي أن يعمل بالطريقة التي يعمل بها من دون مواجهة العواقب
وبسبب هجومه على طرابلس لم ينعقد مؤتمر غدامس، وأدت حملته الفاشلة إلى نزوح 200 ألف شخص، وأسفرت عن مقابر جماعية في ترهونة، وزادت من انقسام ليبيا المنقسمة بالفعل.
وأضاف توبيريتش وزميلته كاغان أن مغامرة حفتر المميتة شجعت روسيا، إذ رحب اللواء المتقاعد -الذي أصبح حليفا قويا للكرملين- بمجموعة فاغنر الروسية للقتال من أجل قضيته. وسيطرت روسيا، التي لم تفوت فرصة في المنطقة أبدا، على العديد من القواعد العسكرية الليبية تدريجيا.
ويرى الكاتبان أن حفتر ليس مشكلة ليبيا الوحيدة، لكنه أكبر عقبة تمنع بلاده من المضي قدما، وأنه لا يزال يتلقى مساعدة مالية كبيرة، وقد عين مؤخرا لاني ديفيس المساعد السابق للرئيس بيل كلينتون، وزعيم مجلس النواب الجمهوري السابق بوب ليفينغستون، ليكونا واجهة لتحسين صورته والترويج له في انتخابات 24 ديسمبر/كانون الأول 2021 في ليبيا.
وألمح الكاتبان إلى أنه لا يمكن أن يترشح للرئاسة الليبية ما لم يتخل عن جنسيته الأميركية، لكنه قد يدفع أحد أبنائه للترشح بدلا من ذلك. وقد قام بالفعل بتعيينهم قادة عسكريين على الرغم من افتقارهم إلى التدريب أو الخلفية العسكرية.
وأضافا أنه من الصعب تخيل أن الولايات المتحدة ستدعم أي جزء من الحياة السياسية لحفتر، ويجب على الكونغرس التفكير بجدية في عقد جلسة استماع حول دوره المدمر في ليبيا، ودراسة كيف يمكن لمواطن أميركي أن يعمل بالطريقة التي يعمل بها من دون مواجهة العواقب.
واختتم الكاتبان مقالهما بأن حفتر -مع آماله في أن يصبح الزعيم المستبد القادم لليبيا- قد هدد الأمن القومي الأميركي وأمن الجناح الجنوبي لمنظمة حلف شمال الأطلسي "الناتو" (NATO) بشكل خطير عن طريق تحالفه مع المؤسسات العسكرية وشبه العسكرية الروسية، كل ذلك في أثناء ارتكاب جرائم حرب، مشيرين إلى أنه على الرغم من جنسيته الأميركية فإن حفتر ليس صديقا للولايات المتحدة.
المصدر : ناشونال إنترست