ورود في بندقية.. الحكايات المنسية لفتيات السوفييت المقاتلات خلال الحرب العالمية الثانية
ورود في بندقية.. الحكايات المنسية لفتيات السوفييت المقاتلات خلال الحرب العالمية الثانية
17/6/2021
"ملايين القتلى بثمن بخس، داسوا على الدرب في الظلمة".
(الشاعر أوسيب ماندلشتام)
الحرب هي جحيم ينساق إليه الإنسان دون إرادته، وهي واقع أليم يفرض نفسه، ويُؤلَف فيه الفقد والدماء، ثم بعد انقشاع ظلماته، يدرك عديدون ممَّن بقوا أحياء كم كانوا عميانا. يستقبلون النصر ذاهلين، بأيادٍ وملابس ملطخة بالدماء وأعين حمراء من فرط ما سكبت من دموع أو أمسكتها، أو كما يقول أحدهم: "في قُرانا في يوم النصر، الناس يبكون ولا يفرحون. كم كان رهيبا، لقد دفنت جميع أقاربي وأهلي، لقد دفنت روحي في الحرب".
أكثر من 60 مليون قتيل أُزهقت أرواحهم في الحرب العالمية الثانية، كان من بين القتلى آلاف النساء المُجنَّدات من قِبَل الاتحاد السوفيتي اللاتي ابتُعثن للقتال مع الرجال ضد الألمان. بعد الحرب، أفصح الجنود الناجون منها عن مآثرهم، قُلِّدوا أوسمة ونُصِّبوا أبطالا، في حين خفتت الأضواء عن المجندات من النساء اللائي حاربن معهم. لم يسعهن النصر ولم يلتفت إليهن ولم يَدعُهُنَّ إلى محافله.
بعد أعوام طويلة من طي صفحة الحرب، سعت الصحفية البيلاروسية "سفيتلانا أليكسييفيتش"، الحائزة على جائزة نوبل في الآداب عام 2015، إلى طرق أبواب المئات من هؤلاء النساء، وتخليد أصواتهن في كتابها "ليس للحرب وجه أنثوي"، محاولة الإجابة عن سؤال بسيط: لِمَ حدث ذلك؟ لماذا لُذن بالصمت ولم يلتفت أحد إليهن؟!
تنتمي "أليكسييفيتش" إلى جيل لم يَعهد العالم دون حرب، وُلدت عام 1948 في أوكرانيا السوفيتية لعائلة بيلاروسية أوكرانية، وكانت واحدة ممّن وصفتهم بـ "أبناء النصر"، الجيل الذي فاته أهوال الثلاثينيات والأربعينيات من القرن الماضي. ومع ذلك، لم تنقطع الحكايات عن الحرب أبدا (1)، حيث قضت الكاتبة طفولتها في قرية نسائية لا تتذكَّر سماع أصوات الرجال فيها، ولكن الكتب الحربية التي كانت مُفضَّلة عند أقرانها لم تحز على إعجابها.
مَثَّلت قراءتها لكتاب "أنا من قرية النار" لـ "أليس أداموفيتش" و"يانكه بريل" و"فلاديمير كولينسيك" مفترق طرق في حياتها، ورأت في "أداموفيتش" تحديدا مُعلِّما لها (2). حوى الكتاب شهادات مئات الأشخاص الذين نجوا من الموت عقب قيام الجيش النازي الألماني -إبان الحرب العالمية الثانية- بحرق مئات القرى البيلاروسية. وجد هؤلاء الأشخاص ملجأ لهم في روايته الوثائقية مُتعدِّدة الأصوات.
كانت قناعة "أداموفيتش" بأن "الكتابة عن مآسي القرن العشرين باللغة التقليدية والرواية الخيالية هي استهانة بمعاناة الضحايا وجرح لشعورهم، وأنه لا يجوز في هذه الحالة أن نتخيل أو نختلق، بل ينبغي التعبير عن الحقيقة على نحو فني من دون قناع أو تحريف" (3). بهذا كان أداموفيتش أحد رواد الرواية غير الخيالية أو الرواية الوثائقية التي انتهجتها "أليكسييفيتش" في كتاباتها. من هنا، ومن زقاق طفولتها ورماد قُرى مُعلِّمها، خرجت فكرة كتابها الأول "ليس للحرب وجه أنثوي".
"عليّ أن أؤلف كتابا عن الحرب، بحيث يشعر القارئ بالغثيان منها، وكي تغدو فكرة الحرب كريهة، والأهم كي يشعر الجنرالات أنفسهم بالغثيان".
(سفيتلانا ألكسيفيتش)
كتاب أليكسييفيتش إذن ليس إلا تأريخا للروح، عبر كل ما هو صغير وإنساني، التأريخ من خلال حديث لم يلحظه معظم الشهود. هي كما كتبت، لا تكتب عن الحرب، بل عن الإنسان في الحرب، عن تاريخ العواطف والنفس والروح. تعتقد أليكسييفيتش أن كل شيء يمكنه أن يصبح أدبا، لكن الذكريات تتجاوز التاريخ والأدب، إنها ببساطة الحياة كما نثرتها يد الرسام ولم تنظفها. نعم، هناك مادة خام من الحديث، فقط تحتاج إلى تنظيمها في لبنات تتراكم من كل مكان.
عن طريق توثيق الروايات المُهمَلة للبشر، يمكن أن يُستحضَر التاريخ من زوايا منسية، مُهمشة، يكون الإنسان فيها هو حامي قصته، ومالك زمام السردية، تهدف أليكسييفيتش إلى إثبات أن الإنسان أكبر من الحرب، أن تجيب عن سؤال "دوستويفسكي": كم في الإنسان من الإنسان؟ وكيف يمكن لهذا الإنسان أن يدافع عن إنسانيته؟
كلما استغرقت أليكسييفيتش في عالم الحرب، أدركت مدى توحُّش الإنسان، وازدادت قناعتها أن ذاكرتنا ليست أداة مثالية، فهي ليست تعسفية فحسب، بل ومزاجية متقلبة. إنّ الذكريات كما تراها، وتصفها، ليست إعادة سرد عاطفية للواقع الغائب، بل ولادة جديدة للماضي، في الذكريات قد يبدع الناس بينما يعيدون صياغة حياتهم الماضية. هنا يجب أن تكون أليكسييفيتش على أهبة الاستعداد (4)، تُنقِّب في التفاصيل، بين نظرات الوداع والكلمات الهامسة والصلوات الحارة، والقلوب المنكسرة، وكل ما حرَّك يوما الإنسان البسيط.
"أين يكمن نزاعي مع السلطة؟ لقد أدركت أخيرا أن الفكرة الكبيرة في حاجة إلى إنسان صغير، ولا تحتاج أبدا إلى إنسان كبير. فالرجل الكبير بالنسبة لها فائض وغير مريح، ويصعب تحويره واستدراجه. وأنا أبحث عن الإنسان الصغير الكبير: الإنسان المهين، المسحوق، المذلول الذي اجتاز معسكرات ستالين والخيانة، وانتصر رغما عن هذا كله".
بالنسبة إلى أليكسييفيتش، فإن مُحدِّثاتها لسن مجرد شاهدات، بل هنَّ قبل كل شيء ممثلات ومبدعات. بالنسبة إليها، من المستحيل الاقتراب من الحقيقة وجها لوجه، لأنه بين الحقيقة وبيننا تكمن العواطف، ولأنها تتعامل مع راويات، ولكلٍّ ممن تحدَّثن معها روايتها، لكن من مجموع تلك الروايات وتقاطعاتها تُولِّد صورة قريبة لواقع العصر والناس الذين عاشوا فيه. وبذلك فإننا، شيئا فشيئا، نتعلَّم عن نضالات النساء أثناء الحرب وبعدها؛ اصطدامهنّ بنمط حياة الرجال الخشنة انتهاء بالاعتياد عليها، ومغالبة الحنين إلى المنزل، قتالهن في الصفوف الأمامية ومداواة الجرحى، النزوع إلى حياة أنثوية، باقتطاع وردات ووضعها في البندقية، والحب الذي احتمى بعضهن به.
"أُصغي بانتباه إلى الألم، الألم بوصفه دليلا على الحياة الماضية. لا وجود لأدلة أخرى ولا أثق بأدلة أخرى، فالكلمات حرفتنا مرات كثيرة عن الحقيقة. إنني أتأمل الألم باعتباره مرتبطا بسر الحياة، والأدب الروسي كله عن هذا، فصفحات المعاناة في الأدب الروسي أكثر من صفحات الحب".
لهذا السبب، تبدأ "أليكسييفيتش" بمقاربة واضحة لسرديتها، حيث تأتي على ذكر مفهوم الضوء في علم البصريات وقدرة العدسة على تسجيل الصورة المُلتقَطة على نحو أسوأ أو أفضل. تُعبِّر عن ذلك بالقول إن الذاكرة النسائية عن الحرب هي قوة الضوء الأكبر، من حيث توتر المشاعر، فالحرب النسائية أشد رهبة من الحرب الرجولية.
الرجال يختبئون خلف التاريخ، خلف الوقائع، وحربهم تأسرك من حيث هي فعل ومجابهة وتفاعل للمصالح المختلفة. أما النساء فتسيطر عليهن العواطف، لذا فإن حربهن ذات رائحة ولون، تخلو من الأبطال والمآثر القتالية التي لا تُصدَّق، وفيها لا يشعر الناس وحدهم بالألم والمعاناة، بل وكذلك الأرض والطيور والأشجار وكل مَن يعيش معنا على هذا الكوكب. في حديثهن ستجد أنهن يطرقن غالبا على ثلاثة أشياء متتالية: أولها أن الحرب بالنسبة لهن هي جريمة قتل بادئ ذي بدء، وبعد ذلك العمل القاسي الذي كان عليهن القيام به، وأخيرا حياتهن العادية: الغناء، العشق ولفّ بكرات الشعر. (4)
"أتتصورين أن تذهب معي إلى المقاومة امرأة حامل؟ كانت تنتظر ولادة طفل تحبه وتريد أن تحيا. وكانت تخاف بالطبع، لكنها ذهبت للمقاومة، ليس من أجل ستالين، بل من أجل أبنائها؛ من أجل حياتهم المقبلة. لم تُرِد العيش راكعة على ركبتيها، ولم ترد الخضوع للعدو. ربما كنا عميانا ولن أنكر ذلك، كثير من الأشياء لم نكن نعرفها ولم نكن نفهمها، لكننا كنا عميانا وصادقين أنقياء في الوقت نفسه. كنا نتكوَّن من قسمين، من حياتين، وعليكِ أن تفهمي هذا".
(فيرا سييرغيفنا رومانوسكافيا، ممرضة في المقاومة (الرواية))
ماذا كانت دوافعهم وأعمارهم، هؤلاء اللائي شاركن في الحرب عندما اشتعل لهيبها؟! كانت هناك دعوات للقتال، يقودها ستالين، وكان فقدان الرجال سريعا وهائلا بعد غزو هتلر عام 1941، حيث وقع مئات الآلاف من الجنود والضباط في الأسر، أما الفتيات فكُنَّ قد نشأن على المساواة بين الجنسين، والدفاع عن الوطن، وكثيرات منهن كذلك آمنَّ بالقوة السوفيتية، والجميع كانوا يتضوَّرون جوعا وسمعوا أنهم في الحرب يوزعون حصص طعام وشايا بالسكّر، ناهيك بكون العديد من النساء فقدن أحباءهن، فامتلأن حقدا وسعين للثأر.
كانت كل تلك الأسباب كافية لتدفع الفتيات إلى الجبهة، كان أكثر المشاركات في الحرب ما بين الثامنة عشرة إلى منتصف العشرينيات، إنه سن الدراسة في الجامعة، لم يعتقدن أن الحرب ستكون طويلة، ولم يكنَّ واعيات لفكرة الحرب، فقد رقصت إحداهن بينما كانت تنتظر قطار الجيش!
"ماذا تحملين معك إلى الحرب؟
كراميل، حقيبة ممتلئة من كراميل الشوكولا".
كانت تلك حقيبة إحدى الفتيات ممن تولين المهن الحربية المتشعبة، كخبيرة ألغام أو مرشدة صحية أو رامية رشاش أو قناصة أو قائدة سلاح مضاد للطائرات أو حتى غسالة أو طاهية، كل منهن حاربت بطريقتها، فالطاهية تتذكَّر قدور الحساء التي أعدَّتها للجنود ولم تجد مَن يأكلها بعد المعركة، إذ عاد نحو سبعة جنود من أصل مئة وما يزيد، والغسالات يتذكرن ملابس الجنود الثقيلة التي تغطيها الدماء، وما عانته أياديهن جراء غسلها، وكيف نظر الجنود إليهن بفوقية، والممرضات عبَّرن على لسان إحداهن عن الحرب بالقول: "اسأليني ما السعادة؟ أُجِب؛ أن أعثر بين القتلى على جريح، على إنسان حي".
لكن الأمر لا يستمر على المنوال نفسه طوال الحكاية، لأنه لأجل الصمود في الحرب، وجب التخلي عن كل ما هو ناعم وأنثوي، قُصت جدائل الشعر وبقيت الغرة، ارتدت النساء ملابس رجالية، البعض تسلَّح بالكراهية باعتبارها أقوى من الخوف.
تقص إحدى المقاتلات حادثة مثيرة، عندما علم الألمان بموقع تموضع الفصيل الذي انتمت إليه في الغابة، وعددهم ثلاثون فردا، حاصروهم من كل اتجاه، فاختبأوا جميعا في المستنقعات. كانت إحداهن أُمًّا قد وضعت مولودها حديثا، وجف الحليب في ثدييها من شدة الجوع، وكان الرضيع لا يكف عن البكاء، وإذا بأصوات السفاحين الألمان تتردَّد على مقربة منهم ويزداد نباح كلابهم. ينظر أفراد الفصيل إلى الأم وقد ابيضت وجوههم من الخوف. يتخذ قائد الفصيل قرارا مرعبا، على إثره تحتضن الأم طفلها وتنزل به إلى قاع المستنقع، تُبقيه في الأسفل طويلا، حتى يتوقَّف عن الصراخ. ففي الحرب كما يُقال: أنت نصف إنسان ونصف وحش.
هنا تيقَّنت "أليكسييفيتش" من أن للإنسان حقيقتين: الأولى عميقة ومدفونة، والأخرى هي الحقيقة التي يشاركها علنا والمعبّقة بروح العصر ورائحة الصحف. فالمعلومات التي نُشرت بعد الغلاسنوست أو سياسة الانفتاح والشفافية، حول الماضي السوفيتي المأساوي، قوبلت بسخط جميع قراء الاتحاد السوفيتي، نساء ورجالا، إذ لم يكونوا مستعدين لتقبُّل الحقائق غير البطولية في الصفحات المخصصة لكشف وقائع الحرب.
أحد أشهر الأمثلة هنا هو الاعتراف الذي جرى على لسان إحدى الجنديات بعد عشرات السنوات: "لم نُطلق النار على الأسرى، كان ذلك موتا سهلا للغاية بالنسبة لهم؛ ضربناهم بمدافع مثل الخنازير، قطعناهم إربا إربا. ذهبت لأُلقي نظرة عليهم، انتظرت لوقت طويل اللحظة التي بدأت فيها عيونهم تنفجر من الألم!".
أن يحتفظ المرء بإنسانية وسط كل ما هو أليم وغير إنساني هو أمر عسير حقا، خاصة حين تضع الكراهية والألم الغشاوة على الأعين، خاصة حين تكون المحاكمات والقتل مصير مَن يفكر للحظة في التراجع. لكن على الرغم من ذلك كله، حدث وأن وجدت جنديات أنفسهن وجها لوجه مع جريح ألماني. للحظة، لا يعودان عدوين وإنما شخصان يُقاسيان، فيتقاسمان الخبز، ويساعد أحدهما الآخر، لم يعد للأيديولوجيات هنا أهمية بالغة.
تعود إحدى المجندات بذاكرتها إلى ستالينغراد حيث جرت المعارك الأشد قسوة: "أجرُّ جريحين، وبعد أن ابتعدت عن أرض المعركة وأصبحت الرؤية أوضح، اكتشفت أنني أجر جريحا من عناصر الدبابات عندنا، وآخر ألمانيا، فسيطر عليّ الرعب. في جو المعركة وبين الدخان لم أستطع أن أميز، أرى إنسانا ينازع، كلاهما أصيب بجروح وأصبح أسود البشرة، لا فرق بينهما. لا يمكن أن يكون هناك قلبان، قلب للكراهية وقلب للحب. للإنسان قلب واحد، وأنا دائما أفكر كيف أنقذ قلبي".
"كتبت أمي لي تميمة، ووضعتها مع الميدالية في رقبتي، وربما يكون ذلك قد ساعدني، فقد عدت إلى البيت. كنت دائما أُقبِّل الميدالية قبل كل معركة".
(ممرضة)
كان الجمال أيضا حاضرا دوما في قلب النساء، لاحظت أليكسييفيتش أنهن، ومهما كان موضوع حديثهن، حتى لو كان عن الموت نفسه، كُنَّ دوما يتذكرن الجمال. لقد كان ذلك بالنسبة إليهن جزءا لا يتجزأ من وجودهن، فتقول إحداهن: "كانت ترقد في تابوتها، جميلة كالعروس".
بعد أربعة أعوام تنتهي الحرب، تبوح الفتيات لبعضهن عن خوفهن من العودة إلى الحياة الطبيعية. تدور بخلدهن فكرة الزواج، هل سيتزوجن حقا أم لا؟ وإن تزوجن أسيكون ذلك عن حب أم بدون حب؟ يحاولن قراءة المستقبل على أزهار البابونج، ويرمين بأكاليل الورود في النهر، ويوقدن الشموع (4).
لكن القدر كان يُخبِّئ لهن حربا لا تقل ضراوة عن التي خرجن منها، فقد استقبلهن الوطن بالظنون بينما كان يُهلِّل للرجال الأبطال. صبَّت النساء على المحاربات الإهانات بطرق مختلفة، وأدار لهن رجال الجبهة ظهورهم، ليُتركن وحدهن في مواجهة مجتمع شرس لم يتردد في رجمهم بالأقاويل التي على غرار ذهابهن إلى الحرب للزواج وإغراء الرجال. أصبحن موضعا للامتهان، لذا تدثَّرن بالصمت، أو كما عبَّرن: "لقد اختطفوا النصر منا، وبهدوء وسكينة استبدلنا به سعادة امرأه عادية"، بعد ذلك اختبأن من قسوة الذكريات وراء أزواجهن، وخلف حفاضات الأطفال!
استلزم الأمر سنوات طويلة حتى هرم المجتمع وارتدى نظارات جديدة، ليُقدِّرهن أخيرا، هنا تظهر أليكسييفيتش لتقص حقيقة الشر وبشاعة الحرب، ووحدة الإنسان، وهشاشته وقوته، والتوق إلى لحظة سِلْم توقَّف فيها إطلاق النيران إثر غناء حزين لفتاة مُجنَّدة!
يتولى القادة العسكريون مهمة الدفاع عن الوطن ، ففي أوقات الحرب تقع على عاتقهم مسؤولية إحراز النصر المؤزر أو التسبب في الهزيمة ، وفي أوقات السلم يتحمّلون عبء إنجاز المهام العسكرية المختلفة ، ولذا يتعيّن على هؤلاء القادة تطوير الجوانب القيادية لديهم من خلال الانضباط والدراسة والتزوّد بالمعارف المختلفة بشكل منتظم ، واستغلال كافة الفرص المتاحة ، ولاسيما أن الحياة العسكرية اليومية حبلى بالفرص أمام القادة الذين يسعون لتطوير أنفسهم وتنمية مهاراتهم القيادية والفكرية