نفت تهديدها لكييف.. موسكو تحذر الناتو من نشر قوات في أوكرانيا
قال البيت الأبيض إن الرئيس الأميركي جو بايدن أكد دعم الولايات المتحدة الثابت لسيادة أوكرانيا ووحدة أراضيها "في مواجهة العدوان الروسي المستمر في دونباس وشبه جزيرة القرم"

الجيش الروسي يُتهم بإذكاء التمرد في شرق أوكرانيا (الأوروبية)
2/4/2021
قال الكرملين اليوم الجمعة إن أي تحرك من حلف شمال الأطلسي (ناتو) لنشر قوات في أوكرانيا سيؤدي إلى تأجيج التوترات قرب الحدود الروسية الأوكرانية، كما نفت روسيا تهديدها لأوكرانيا مشددة على أن تحركاتها العسكرية الأخيرة تجري داخل أراضيها.
وقال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف، في تصريحات صحفية اليوم، إن بلاده قد تضطر لاتخاذ إجراءات إضافية لضمان الأمن في حال أرسلت دول غربية قوات لأوكرانيا.
وأضاف تعقيبا على احتمال نشر الناتو قوات في أوكرانيا "لا شك أنه من شأن سيناريو كهذا أن يزيد التوتر قرب الحدود" الروسية.
وكانت كييف قد أعلنت قبل أيام رصدها تحركات لجنود روس في شبه جزيرة القرم جنوبي البلاد، والتي ضمتها موسكو إليها قبل سنوات، فضلا عن تحركات عسكرية روسية في منطقة دونباس شرقي أوكرانيا على الحدود بين البلدين.
تحركات ميدانية
ففي كلمة أمام البرلمان يوم 30 مارس/آذار الماضي، صرح رئيس هيئة الأركان الأوكراني رسلان خومتشاك بأن روسيا أرسلت قوات إلى مناطق قريبة من حدود بلاده بذريعة إجراء مناورات عسكرية، وذكر أن هناك 28 كتيبة تابعة للقوات المسلحة الروسية على طول الحدود المشتركة تضم نحو 32 ألفا و700 جندي، متهما موسكو باتباع "سياسة عدوانية".
وقد أعلنت القوات المسلحة الأوكرانية إصابة اثنين من جنودها بجروح، جرّاء إطلاق نار من قبل انفصاليين موالين لروسيا الخميس في منطقة دونباس (شرق).
يشار إلى أن أنه في 26 مارس/آذار الماضي، تصاعد التوتر مجددا في "دونباس" عقب مقتل 4 جنود أوكرانيين وإصابة اثنين آخرين جرّاء إطلاق نار من قبل انفصاليين موالين لروسيا.
تحذير أميركي
من جانبها، حذرت الولايات المتحدة روسيا من ترهيب أوكرانيا معربة عن قلقها حيال "تصعيد روسيا الخطير" لتحركاتها "الاستفزازية والعدائية" شرقي أوكرانيا.
وأوضحت الخارجية الأميركية أن وزيري الدفاع لويد أوستن والخارجية أنتوني بلينكن اتصلا بنظيريهما الأوكرانيين لتأكيد دعم واشنطن "لسيادة أوكرانيا، وسلامة أراضيها في مواجهة العدوان المستمر في دونباس وشبه جزيرة القرم".
وقال البيت الأبيض اليوم الجمعة إن الرئيس الأميركي جو بايدن تحدث هاتفيا مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي.
وأضاف أن بايدن أكد دعم الولايات المتحدة الثابت لسيادة أوكرانيا ووحدة أراضيها "في مواجهة العدوان الروسي المستمر في دونباس وشبه جزيرة القرم".
ومن جانبه، أثنى الرئيس الأوكراني على الشراكة "البالغة الأهمية" مع واشنطن.
وكتب على تويتر، "الشراكة الأميركية بالغة الأهمية بالنسبة للأوكرانيين"، مشيدا بالدعم الأميركي الثابت للسيادة الأوكرانية.
كما عبر حلف الناتو عن قلقه أمس الخميس بشأن ما قال إنه حشد عسكري روسي كبير قرب شرق أوكرانيا، بعدما حذرت موسكو من أن أي تصعيد كبير للصراع في منطقة دونباس قد "يدمر" أوكرانيا.
حملة تجنيد
وعلى صعيد متصل، أدانت وزارة الخارجية الأوكرانية قيام روسيا بحملة التجنيد في شبه جزيرة القرم التي ضمتها إلى أراضيها بطريقة غير قانونية.
وقالت في بيان، إن التجنيد ينتهك القانون الدولي واتفاقية جنيف الرابعة لعام 1949.
رواية موسكو
بالمقابل، دافعت روسيا أمس عن تحركاتها العسكرية بالقرب من شرق أوكرانيا، ووجهت انتقادات حادة للدول الغربية، وأوضح الكرملين أن تحريك قوات ومعدات عسكرية بالفترة الأخيرة قرب الحدود مع أوكرانيا يهدف إلى ضمان أمن روسيا، ولا يشكل أي تهديد لأحد.
وأضاف الكرملين أن "روسيا تتخذ الإجراءات لضمان أمن حدودها على طول خط نشاطات الناتو".
وبين الفينة والأخرى، تتواصل الاشتباكات في دونباس بين القوات الأوكرانية والمسلحين الذين أعلنوا انفصالهم عام 2014، مما أدى إلى مقتل أكثر من 13 ألف شخص منذ ذلك الحين وحتى اليوم.
يذكر أن العلاقات بين كييف وموسكو تشهد توترا متصاعدا منذ نحو 7 سنوات، بسبب ضم روسيا شبه جزيرة القرم الأوكرانية إلى أراضيها بطريقة غير قانونية، ودعمها المسلحين الانفصاليين في دونباس.
المصدر : الجزيرة نت + وكالات