7 دقائق من الترقب.. ناسا تنشر فيديو هبوط مركبة "برسيفيرانس" على سطح المريخ
تواجه هبوط المركبات المريخية مشكلة الفارق الزمني بين المهمة وغرفة العمليات، وهو 14 دقيقة، ما يعني أن أول إشاراته تصل بعد تمامه بالفعل.
اعتمد فريق مهمة "برسيفيرانس" على منظومة رافعة السماء للهبوط على سطح المريخ (ناسا)
23/2/2021
نشرت وكالة الفضاء والطيران الأميركية (ناسا) أمس 22 فبراير/شباط الجاري أول فيديو لهبوط مركبتها "برسيفيرانس" (Perseverance) على كوكب المريخ والذي حدث يوم 18 فبراير/شباط الجاري، ولهذا الإنزال أهمية خاصة؛ لأنها المرة الأولى التي يُصوّر خلالها كاملا، من لحظة دخول المركبة إلى الغلاف الجوي.
وكان فريق الوكالة قد زوّد "برسيفيرانس" بعدد أكبر من الكاميرات التي ستلتقط صور وفيديوهات عملية الهبوط، التي استغرقت حوالي 7 دقائق، مع ميكروفونات تتمكن، لأول مرة، من التقاط الصوت أثناء الهبوط، والهدف من هذه التغطية هو إجراء دراسة مفصلة لآلية الهبوط، واستخدامها لتطوير المركبات المستقبلية لوكالة ناسا.
تعد المشكلة الرئيسة التي تواجه هبوط المهام المريخية أنها عملية أوتوماتيكية بالكامل، ذلك لأن فارق الإشارات بين المهمة وغرفة العمليات على كوكب الأرض هو 14 دقيقة؛ ما يعني أن الفريق سيتلقى أول إشارات الهبوط بعد أن يكون قد تم أصلا.
دقائق الرعب
مثل "كيوريوسيتي"، اعتمد فريق المهمة الجديدة على منظومة "رافعة السماء" (Sky Crane)، خلالها تدخل الكبسولة التي تحمل "برسيفيرانس" إلى غلاف المريخ بسرعة 45 ألف كيلومتر، ويجب أن تتباطأ خلال دقائق قليلة حتى تصبح "صفر" بوصولها لأرض الكوكب.
بعد أن وصلت سرعة الكبسولة إلى حوالي 15 ألف كيلومتر في الساعة، انفصل أول أجزائها من الأسفل، وهو الدرع الأمامي الواقي من الحرارة الشديدة أثناء الهبوط، وانفتحت الكبسولة من الأعلى لتُخرج مظلة تنطلق كقنبلة خارجة من المدفع للأعلى مسافة 50 مترا، وتبدأ بتخفيف سرعة الكبسولة الهابطة.
مع وصولها إلى سرعة 300 كيلومتر في الساعة انطلق حامل "برسيفيرانس" مسافرا للأسفل وتاركا الكبسولة، ولإبطاء نفسه يستخدم الحامل 4 صواريخ تدفع عكسيا للأعلى بينما يقترب من سطح الكوكب.
ولكن لأن قوة نفث هذه الصواريخ قد تسبب إثارة كم هائل من الأتربة إذا وصلت إلى سطح الكوكب، مما قد يتسبب في إتلاف المركبة، فإنها تصل فقط إلى ارتفاع 20 مترا عن سطحه، بعد ذلك تقوم بإنزال المركبة ببطء شديد عبر مجموعة من الأسلاك.
وخلال ثوان قليلة، وصلت "برسيفيرانس" إلى سطح الكوكب الأحمر. هنا تمكن فريق ناسا من أن يتنفس الصعداء بعد 7 دقائق من الرعب لمهمة كلفت 2.9 مليار دولار.
زود فريق الوكالة "برسيفيرانس" بعدد من الكاميرات لالتقاط صور وفيديوهات عملية الهبوط التي استغرقت 7 دقائق (ناسا)
أصل الحياة
تهدف المهمة الجديدة بشكل أساسي إلى البحث عن الحياة على سطح المريخ بصورتها البكتيرية، التي يمكن أن تكون قد عاشت عليها قبل مليارات السنين حينما احتوى على الماء؛ لذلك اختار علماء ناسا فوهة "جيزرو"، وهي منطقة من الكوكب طالما اعتقد العلماء أنها كانت بحيرة قديمة زاخرة بأشكال الحياة.
مقارنة بالمهمة السابقة "كيريوسيتي"، التي انطلقت إلى المريخ في 2011، فإن "برسيفيرانس" تمتلك الكثير من الإبداعات الهندسية، التي تمكنها من المضي قدما في مهامها، حيث تحتوي المركبة -لأول مرة- على طائرة مروحية صغيرة مثبتة على سطحها ستنطلق فور وصولها للمريخ، لتبدأ مهام جديدة تساعد المركبة في ضبط مسارها ودراسة الغلاف الجوي للكوكب.
من جهة أخرى، فإن كاميرات المركبة محسنة إلى حد كبير، حيث تضم 23 كاميرا تلتقط صورا بعشرة أضعاف الدقة مقارنة بـ"كيريوسيتي"، وفي نطاقات متعددة للطيف الكهرومغناطيسي، الأمر الذي يمكن أن يساعد في دراسة سطح المريخ وغلافة الجوي.
المصدر : مواقع إلكترونية