بايدن يتعهد بدعم الديمقراطيات وحقوق الإنسان في العالم ويعلن وقف دعم الحرب في اليمن
بايدن أعلن "عودة" الدبلوماسية الأميركية بعد أربع سنوات من تراجع التزامات الولايات المتحدة الدولية في عهد دونالد ترامب، وفقا لسياسة "أميركا أولا" التي انتهجها ترامب
الرئيس الأميركي جو بايدن يتحدث في خطاب له بمقر وزارة الخارجية الأميركية (الأوروبية)
5/2/2021
أعلن الرئيس الأميركي جو بايدن الخميس أمام موظفي وزارة الخارجية في واشنطن، وقف كافة أشكال الدعم العسكري للحرب في اليمن، قائلا إن هذه الحرب يجب "أن تنتهي" لكنه تعهد بمواصلة الدعم الأميركي للسعودية.
وقال بايدن في أول خطاب له عن السياسة الخارجية بمقر وزارة الخارجية في واشنطن إن الولايات المتحدة ستواصل دعم السعودية ومساعدتها في الدفاع عن سيادتها وأراضيها.
وأعلن تعيين تيموثي ليندركينغ مبعوثا أميركيا خاصا إلى اليمن للدفع باتجاه حل دبلوماسي.
أخطر منافس لأميركا
ووصف بايدن الصين بأنها أخطر منافس للولايات المتحدة، لكنه قال إن واشنطن مستعدة للعمل معها عندما يكون من مصلحتها القيام بذلك.
وقال في كلمته "سنتصدى بشكل مباشر للتحديات التي تشكلها الصين، أخطر منافس لنا، على قيمنا للازدهار والأمن والديمقراطية".
وتابع قائلا "سنواجه انتهاكات الصين الاقتصادية وسنتصدى لتحركاتها العدوانية وتعديها على حقوق الإنسان والملكية الفكرية والحوكمة العالمية.. لكننا مستعدون للعمل مع بكين عندما يكون من مصلحة أميركا القيام بذلك".
مواجهة "استبداد"روسيا
وبشأن العلاقة مع روسيا، تعهّد الرئيس الأميركي جو بايدن بمواجهة "استبداد" روسيا والصين، مشددا على رغبته تغيير نهج سلفه الرئيس السابق دونالد ترامب حيال موسكو.
وقال بايدن إن الولايات المتحدة يجب أن "تكون موجودة في مواجهة تقدم الاستبداد، خصوصا الطموحات المتزايدة للصين ورغبة روسيا في إضعاف ديمقراطيتنا".
وأضاف "لقد قلت بوضوح للرئيس (الروسي فلاديمير) بوتين، وبشكل مختلف جدا عن سلفي، إن الزمن الذي كانت تخضع فيه الولايات المتحدة لأفعال روسيا العدوانية (…) قد ولّى".
وشدد على أن واشنطن سوف تكون أكثر فعالية في التعامل مع روسيا بالتنسيق مع حلفائها.
وأكد أن التحالفات الأميركية تعني التعاون مع الشركاء، "ولكن بالمقابل يتعين علينا التعاطي بشكل دبلوماسي مع الخصوم، ويجب أن نعمل على توحيد العالم والدفاع عن الديمقراطية".
مضاعفة أعداد المهاجرين
على صعيد آخر، أعلن بايدن نيته مضاعفة عدد المهاجرين الذين تستقبلهم الولايات المتحدة سنويا بـ8 مرات، مقارنة بالقيود التي فرضها دونالد ترامب في نهاية عهده.
وتماشيا مع وعود حملته الانتخابية، حدد الرئيس الجديد بـ125 ألفاً عدد المهاجرين الذين يمكن قبولهم في إطار برنامج إعادة التوطين، مقابل 15 ألفا في السنة المالية الحالية.
وقال بايدن أيضا إنه سيصدر أمرا تنفيذيا يستعيد برنامج الولايات المتحدة لإعادة توطين اللاجئين، الذي قال إنه "تضرر بشدة".
انقلابيو ميانمار
وفي شأن آخر، طالب بايدن، الجيش في ميانمار بـ"التخلي عن السلطة" والإفراج عن المسؤولين والناشطين الذين احتجزهم هذا الأسبوع، بعد الانقلاب على الحكومة المدنية برئاسة أونغ سان سوتشي.
وقال بايدن "ينبغي على جيش ميانمار التخلي عن السلطة التي استولى عليها، والإفراج عن الناشطين والمسؤولين الذين احتجزهم، ورفع القيود عن الاتصالات، والامتناع عن استخدام العنف".
عودة واشنطن
وفي كلمة سابقة، أعلن الرئيس الأميركي جو بايدن "عودة" الدبلوماسية الأميركية بعد 4 سنوات من تراجع التزامات الولايات المتحدة الدولية في عهد دونالد ترامب، وفقا لسياسة "أميركا أولا" التي انتهجها ترامب.
وقال بايدن إن الولايات المتحدة عادت من جديد لقيادة العالم، وإن دبلوماسية واشنطن عادت مرة أخرى وستعزز التحالفات لمواجهة التحديات.
وتعهد في كلمته قبيل خطاب مخصص للسياسة الخارجية في وقت لاحق، بـ"إعادة بناء تحالفاتنا"، مؤكدا مبادئ الشفافية والنزاهة والمحاسبة واستعادة ثقة واشنطن في العالم.
كما أكد أيضا أن واشنطن ستدعم الديمقراطية وحقوق الإنسان في كافة أقطار العالم.
وقف دعم حرب اليمن
وكان مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان قال إن الرئيس جو بايدن سيعلن الخميس انتهاء الدعم الأميركي "للعمليات" العسكرية الميدانية في اليمن.
وقال أمام الصحفيين في البيت الأبيض قبيل الخطاب الأول للرئيس الأميركي حول السياسة الخارجية "اليوم سيُعلَن انتهاء الدعم الأميركي للعمليات الهجومية في اليمن"، مشيرا إلى أن الرئيس بايدن سيوقع عددا من الأوامر التنفيذية بشأن الأمن القومي الأميركي.
وأضاف سوليفان أنهم تحدثوا مع المسؤولين في السعودية والإمارات بشأن وقف دعم واشنطن للحرب في اليمن، مؤكدا أن وقف دعم العمليات العسكرية فيه لا يشمل محاربة تنظيم القاعدة.
وكان وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن قد تعهد بإنهاء دعم واشنطن للتحالف العسكري الذي تقوده السعودية، إلى جانب الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا.
مبعوث خاص
ونقلت وكالة رويترز عن مصدر مطلع قوله إن من أولى مهام الدبلوماسي الأميركي المخضرم تيموثي ليندركينغ الذي عين مبعوثا خاصا إلى اليمن تشجيع الأطراف على إنهاء الصراع.
ويشير تعيين ليندركينغ إلى تصميم بايدن على تعزيز مشاركة الولايات المتحدة في الجهود الدبلوماسية لإنهاء الحرب الأهلية المدمرة في اليمن.
وكانت صحيفة وول ستريت جورنال أول من أشار إلى هذا الخبر.
وقالت الصحيفة إن تعيين ليندركينغ يدل على نهج أميركي أكثر نشاطا لإنهاء الحرب، وإن واشنطن تقدّم نفسها طرفا محايدا.
ونقلت الصحيفة عن مسؤول أميركي قوله إن من المرجح أن يلغي بايدن قرار إدارة ترامب تصنيف الحوثيين منظمة إرهابية.
ولكن إنهاء الحرب في اليمن -بحسب ما نقلت الصحيفة عن مسؤول أميركي- سيكون عملا صعبا، ولن ينجح دون متابعة يومية.
ويتمتع ليندركينغ بخبرة واسعة في التعامل مع ملفات اليمن والخليج، وقد شغل منصب معاون وزير الخارجية لشؤون الخليج، وعمل في سفارة الولايات المتحدة بالرياض.
وأودت الحرب الأهلية في اليمن -بين الحكومة المعترف بها دوليا وجماعة الحوثي المتحالفة مع إيران- بحياة عشرات الآلاف، بينهم أعداد ضخمة من المدنيين، وفجّرت أسوأ أزمة إنسانية في العالم.
ومنذ بداية الأزمة في اليمن، ظل التدخل الأميركي فيها محدود التأثير نسبيا، وحاولت واشنطن أن تكون قريبة من كافة الأطراف، وفق مراقبين.
غير أن إدارة الرئيس السابق دونالد ترامب اعتمدت في نهاية ولايتها قرارا بتصنيف جماعة الحوثي منظمة إرهابية، وفرض عقوبات على عدد من قادتها، وهو القرار الذي أعلنت إدارة بايدن في 22 يناير/كانون الثاني الماضي أنها بصدد مراجعته.
رد حوثي
وقال الناطق باسم الحوثيين محمد عبد السلام إن البرهان الحقيقي لإحلال السلام في اليمن هو وقف ما وصفه بالعدوان ورفع الحصار، وأوضح أن صواريخ اليمن هي للدفاع عن اليمن.
من جهته، اعتبر القيادي في الجماعة محمد علي الحوثي أن أي تحرك لا يحقق نتائج على الأرض بإنهاء ما وصفه بالحصار وإيقاف العدوان سيتم اعتباره شكليا ولن يلتفت إليه.
أما الحكومة اليمنية فأعلنت ترحيبها بما ورد في خطاب جو بايدن الذي أكد فيه أهمية دعم الجهود الدبلوماسية لحل الأزمة اليمنية.
وأضافت الحكومة اليمنية في بيان، أنها ترحب بتعيين ليندركينغ مبعوثا أميركيا خاصا إلى اليمن، وقالت إن ذلك يعد خطوة مهمة تتخذها لواشنطن لإنهاء الحرب التي أشعلتها المليشيات الحوثية المدعومة من إيران.
وجددت الحكومة اليمنية التزامها بالعمل للتوصل إلى حل سياسي مستدام، يستند على المرجعيات الثلاث، المبادرة الخليجية، ومخرجات الحوار الوطني، وقرارات مجلس الأمن
ترحيب
ورحبت المملكة العربية السعودية بما ورد في خطاب بايدن حيال التزام الولايات المتحدة بالتعاون مع المملكة للدفاع عن سيادتها والتصدي للتهديدات التي تستهدفها، وأكدت موقفها الثابت في دعم التوصل لحل سياسي شامل للأزمة اليمنية.
كما أعربت عن تطلعها إلى استمرار وتعزيز التعاون والتنسيق مع الولايات المتحدة للتعامل مع التحديات في المنطقة، بما في ذلك الدفع بعملية السلام في الشرق الأوسط وحل النزاعات ودعم الاستقرار في لبنان وسوريا والعراق وأفغانستان ومنطقة القرن الأفريقي ودول الساحل، ومواجهة التطرف والإرهاب والتعامل مع تداعيات جائحة كورونا، والعمل على استقرار الأسواق النفطية والمالية.
من جهته، قال وزير الدولة للشؤون الخارجية الإماراتي أنور قرقاش إن بلاده أنهت تدخلها العسكري باليمن في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، وذلك بعد دقائق من قرارات إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن، بإنهاء دعم بلاده للحرب هناك.
وكتب قرقاش، في تغريدة عبر حسابه على تويتر "أنهت الإمارات تدخلها العسكري في اليمن في أكتوبر من العام الماضي؛ حرصا منها على انتهاء الحرب"، وأضاف أن الإمارات دعمت جهود الأمم المتحدة ومبادرات السلام المتعددة لليمن.
ويشهد اليمن حربا منذ نحو 7 سنوات، أودت بحياة أكثر من 233 ألف شخص، وبات 80% من السكان -البالغ عددهم نحو 30 مليون نسمة- يعتمدون على المساعدات للبقاء أحياء، في أسوأ أزمة إنسانية بالعالم، وفق الأمم المتحدة.
المصدر : الجزيرة نت + وكالات