مؤتمر دولي بجنيف عن أسرى فلسطين
المؤتمر يعقد تحت شعر العمل من أجل العدالة
تعتزم عدة مؤسسات وهيئات حقوقية أوروبية عقد أول مؤتمر دولي مختص لمناقشة حقوق الأسرى الفلسطينيين، وذلك بمقر الأمم المتحدة بجنيف في أوائل الشهر المقبل وبمشاركة متوقعة فاعلة وكبيرة من رجال سياسة وقانون، إضافة إلى مؤسسات حقوقية دولية.
ويشارك في تنظيم المؤتمر عدة مؤسسات أوروبية، هي الشبكة الأوروبية للدفاع عن حقوق الأسرى الفلسطينيين المعروفة بـ"Ufree"، وجمعية الحقوق للجميع السويسرية، وجمعية 21 شمال جنوب.
ومن المقرر أن يعقد المؤتمر في هيئة الأمم المتحدة بجنيف على مدار يومين، وستكون جلسات اليوم الأول مقتصرة على ندوات وسماع بعض الشهادات الحية لمعتقلين سابقين أفرج عنهم مؤخرا.
وسيتم خلال المؤتمر عقد دائرة مستديرة، تستهل جلستها بالاستماع إلى شهادات حية من الأسرى الفلسطينيين وعائلاتهم، كما ستتم مناقشة واقع وأثر السجن على المعتقلين من مختلف النواحي، وبحث الأبعاد السياسية والقانونية لملف الأسرى.
صبغة قانونية
وقال رئيس الشبكة الأوروبية للدفاع عن حقوق الأسرى الفلسطينيين محمد حمدان إن المؤتمر يهدف لإضفاء الصبغة القانونية الدولية على حقوق الأسرى الفلسطينيين، معتبرا أن المؤتمر هو الأول من نوعه الذي سيحاكي الحقوق القانونية والإنسانية للأسرى التي تناقشها مجموعة من المختصّين والحقوقيين والقانونيين من أجل نقل تلك الحقوق إلى الساحة الدولية بصورة فاعلة.
وأكد حمدان للجزيرة نت أن المؤتمر الذي يحمل شعار "العمل من أجل العدالة" سيناقش على مدى يومين واقع الأسرى والأسيرات في سجون الاحتلال الإسرائيلي، وتقديم حالات حية لبعض المعتقلين الذين أفرج عنهم مؤخرا لتتحدث عن نفسها وتعرض الظروف التي عاشوا فيها خلال فترة اعتقالهم.
وشدد على أن المؤتمر لن يكتفي بعرض معاناة الأسرى وظروفهم المأساوية حيث اعتبر عام 2010 أسوأ الأعوام على المعتقلين الفلسطينيين من ناحية تشريع الانتهاكات والممارسات التعسفية التي تنفذها إدارات السجون بحق الأسرى بشكل مستمر.
لكن المؤتمر -وفق حمدان- سيركز كثيرا على الأبعاد القانونية والسياسية لما يتعرض له الأسرى من تقييد لحريتهم، وتسليط الضوء على حقوقهم المفقودة، وكل ذلك من خلال شخصيات ومؤسسات مختصة في الحقوق والقانون.
وأوضح أنه تم توجيه دعوة للعديد من الحقوقيين الأوروبيين والمعنيين العرب بملف حقوق الإنسان وقضية الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين وعدد من المؤسسات المعنية بالدفاع عن الأسرى، إضافة لمشاركة عدد من الأسرى المفرج عنهم مؤخرا.
الأسرى يعانون ظروفا مأساوية بسجون الاحتلال
الصوت الغائب
ويحرص المؤتمر -حسب حمدان- على أن يكون صوتَ المعتقلين الغائبين عن ذويهم وممارسة حياتهم بشكل سلمي وآمن وفق ما كفلته القوانين الدولية والشرائع الدستورية، كما يهدف إلى تشكيل ضغط دولي لإنهاء معاناتهم وفك أسرهم، لا سيما أن ظروف اعتقالهم تمت بصورة مخالفة للقوانين الإنسانية والدولية ودون أي وجه حق، حسب تعبيره.
وأضاف رئيس الشبكة الأوروبية للدفاع عن حقوق الأسرى الفلسطينيين أن المؤتمر سيشكل نافذة للتعرف على قضية الاعتقال ومعاناة الأسرى وظروف اعتقالهم الصعبة، وكذلك اعتقال المئات من النساء ومئات الأطفال القصر ومحاكمتهم والتحقيق معهم، بالإضافة إلى قضية الاعتقال الإداري وانتهاكات حقوق السجناء ومنعهم من زيارات ذويهم وانتهاك المعايير الدولية في معاملة الأسرى وتحديد الصيغة القانونية للمعتقلين.
تفاؤل
كما أعرب حمدان عن تفاؤله لانعقاد هذا المؤتمر الذي يعتبر الخطوة الأولى بالاتجاه الصحيح لتشكيل قوة ضغط دولية واتخاذ إجراءات عملية لنصرة قضية الأسرى ونقلها إلى المحافل الدولية لا سيما أنه سيعقد في هيئة الأمم المتحدة.
ويأمل أن يساهم المؤتمر في تشكيل فريق قانوني وحقوقي دولي يسعى للإفراج عن الأسرى وملاحقة المسؤولين الإسرائيليين على جرائمهم في حق الأسرى.
المصدر:الجزيرة نت