الرأس الحربي Hollow Charge .. ماذا يعني
1: الغطاء الديناميكي الهوائي 2 : الحاوية الفارغة 3: المبطّن المخروطي 4 : مفجر 5: مادّة متفجّرة 6 : مجس Piezo الكهربائي .
فى العام 1920 قام عالم ألماني يدعى Neuman بمتابعة وتطوير إكتشاف توصل إليه مهندس أمريكي ، يدعى Munro عام 1908 ، وقد أخذ هذا الكشف إسم صاحبة ، لتعرف العملية بإسم " تأثير مونرو " . وتتلخص هذه العملية بترك جزء أجوف فى مقدمة رأس المقذوف ، وبشكل مخروط مقلوب ، جدارة من نحاس ، وتحيط به وبترتيب خاص الشحنة الناسفة . بحيث إنه متى إصطدم المقذوف بجسم الدبابة أو الهدف ، فإنه ينفجر لتبداء عملية مونرو سالفة الذكر .
أطلق على القذيفة التى تستخدم هذا التأثير ، لتحقيق الإختراق إسم HEAT ، وهي اختصار High Explosive Anti-Tank ( المتفجر عالي الطاقة المضاد للدبابة ) ويطلق عليها أيضا اسم الشحنة المشكلة Shaped Charge أو الشحنة الجوفاء Hollow Charge ويستخدم هذا النوع من القذائف ، لدحر الدرع أو أهداف أخرى قاسية ، حيث أنه واسع الانتشار والاستخدام في كثير من أشكال أسلحة م/د المعروفة .
وللتوضيح نقول أن هذا النوع من الذخيرة يتألف من شحنة على شكل مخروط ، مهمتها توجيه كامل الطاقة المتولدة لدفع المقذوف نحو الهدف، ويتولى المفجر السريع الموجود في مقدمة القذيفة ، تفجير حشوة من المتفجر العالي بعد وصول المقذوف إلى مسافة محدودة ( يطلق عليها مسافة التوقف stand-off distance ) من الهدف ، وتندفع بعد الإصابة كتلة معدنية مركزة ( نفاث jet ) بسرعة تصل إلى نحو 8000 - 10000 م/ث . ويتولى هذا النفاث اختراق الدرع ، دافعا معدنا مصهورا وعلى درجة كبيرة من السخونة داخل الدبابة . وينتج عن ذلك إصابة طاقم الدبابة إصابات خطيرة إن لم تكن قاتلة ، هذا بالإضافة إلى احتمالات انفجار الذخيرة المخزنة وتدمير الأنظمة الهيدروليكية .
وقد اكتشف العالم الأمريكي ( وود ) أثناء الحرب العالمية الثانية ، أن تبطين سطح المخروط ببطانة من مادة معدنية رقيقة ( كالنحاس مثلا ) يزيد من فعالية هذا النوع من الذخائر إلى أربعة أضعاف قدرته على الاختراق ، ورغم عدم وجود تفسير ثابت ومحدد لهذه الظاهرة حتى الآن ، إلا أنه يعتقد أن مادة البطانة التي تقل سماكتها عادةً عن 1 ملم ، والتي تنصهر فور عملية التفجير ، تعمل جزيئاتها المنصهرة والمندفعة بصورة كبيرة فور اصطدامها بالهدف ، على زيادة طاقة التصادم مما يعجل من عملية الاختراق ، أما تيار الغازات السريع ، فإن يمكن تشبيهه بشعلة قطع المعادن ، التي يكون مفعولها أكبر ما يمكن عندما يكون مصدر الشعلة على مسافة محددة من الصفيحة المراد قطعها .
ترتبط قابلية النفاذ فى هذا النوع من الرؤوس الحربية ارتباطا وثيقا بقطر الشحنة ، والتي تقدر ( أي قابلية النفاذ ) بخمسة أضعاف قطر الشحنة ، وبكلمات أخرى فإن قذيفة من هذا النوع قطرها 10 سم تستطيع اختراق درع ثخانته 50 سم ( مع ثقب قطره من 8-10 مرات من قطر النفاث jet نفسه ) ، ولا يعتمد هذا النوع من القذائف على عامل السرعة كما في قذائف الطاقة الحركية .
يوجد شكل آخر للعتاد HEAT يعرف بالحشوة اللوحية PC ، وهو يختلف عن النوع الأول بكون بطانته أكثر انفراجا ، لذلك فهي تشكل كتلة أكبر وأقوى على الخرق من إطلاقه النفث السريع .
من مساوئ قذائف HEAT العامة ، أنها تفقد فعاليتها مع سرعة دورانها حول نفسها ، بعد خروجها من سبطانة المدفع - هذا بالنسبة لذخيرة الدبابة التي تستخدم هذا النوع من الرؤوس الحربية - لأن النفاث يتبعثر نتيجة قوة الطرد المركزية ، وجاء الحل مع المصممين الفرنسيين ، الذين طوروا قذيفة تتلافى هذا العيب، وأطلق عليها اسم OBUS-A ، وهي من عيار 105 ملم ، وبها يثبت غلاف خارجي للقذيفة يدور بسرعة كبيرة ، في حين أن القذيفة ذاتها تدور ببطىء ( نحو 20-30 دورة في الدقيقة ) وبلغت سرعة القذيفة في سبطانة المدفع نحو 1000 م/ث ، واستطاعت إحداث ثقب في لوح مدرع بسمك 360 ملم عند زاوية اصطدام قدرها صفر . ولاشك أن استخدام المقذوف من مدفع ذي سبطانة ملساء smoothbore يتلافى هذا العيب ، حيث لا يدور المقذوف حول نفسه في السبطانة ، بالإضافة إلى أن استخدام الزعانف fins في المقذوف تمنع أي دوران .