أفريقيا تحت استعمار أوروبا: فصل الإبادة الكبرى في تاريخ البشر

تُعرّف الإبادة الجماعية بأنها "النية المتعمدة لتدمير، جماعة قومية، أو عرقية، أو دينية، أو إثنية تدميرا كليا، أو جزئيا". (غيتي)
رافائيل شيخاني
مؤرخ ومثقف أفريقي من موزمبيق.
18/9/2025
لقد تم بناء السرد السائد حول الاستعمار الأوروبي تاريخيا على أسطورة "المهمة الحضارية" التي تحدث عنها رئيس الوزراء الفرنسي جول فيري عام 1884، وتوسع التقدم، وعالمية الحداثة. ومع ذلك، يكشف التحليل النقدي أن الاستعمار شكل، في أبعاده المتعددة، أكبر إبادة جماعية في تاريخ البشرية.
إلى جانب الإبادة الجسدية لملايين الأرواح، أدى الاستعمار إلى تدمير أنظمة ثقافية ولغوية وإبستمولوجية (معرفية) كاملة، بالإضافة إلى فرض هياكل اقتصادية وسياسية لا تزال تعيد إنتاج التفاوتات العالمية حتى اليوم، كما بين الشاعر والمفكر المارتينيكي إيمي سيزير في كتابه الصادر 1950، والمفكر الكاميروني أشيل مبمبيه في أعماله المنشورة 2001.
ويُضاف إلى ذلك تدمير الاقتصادات المحلية، ونهب الموارد، وفرض الحدود الاصطناعية وأنظمة الاستخراج، وفي الوقت الحاضر، استمرار الاستعمار الجديد من خلال مؤسسات، مثل صندوق النقد الدولي، وفرنك السي إف إيه (CFA).
1- الاستعمار والإبادة الجماعية: قراءة قانونية - تاريخية
من هذا المنطلق، من المهم إقامة جسر بين النقد الأخلاقي والفلسفي للاستعمار، والأدوات القانونية الدولية التي تسمح لنا اليوم بتصنيفه كجريمة إبادة جماعية.
وفقا لاتفاقية الأمم المتحدة لمنع جريمة الإبادة الجماعية ومعاقبتها (1948)، تُعرف الإبادة الجماعية بأنها "النية المتعمدة لتدمير، جماعة قومية، أو عرقية، أو دينية، أو إثنية تدميرا كليا، أو جزئيا".
ينطبق هذا التعريف على العديد من الحلقات الاستعمارية: إبادة الشعوب الأصلية في الأميركتين، كما عرضها المؤرخ الأميركي ديفيد ستانارد في دراسته 1992؛ والمجازر في الكونغو تحت حكم ليوبولد الثاني، كما تناولها المفكر الكونغولي جورج نزونغولا-نتالاجا 2002؛ وإبادة شعبي الهيريرو والناما في ناميبيا، كما وثقها المؤرخ الألماني يورغن زيمرر في كتابه المنشور 2005؛ وغيرها.
لم يقتصر الاستعمار على الهيمنة الإقليمية، بل صاحبته مشاريع لإعادة هندسة المجتمع والدين واللغة، غالبا على افتراض أن الشعوب المستعمَرة كانت أدنى منزلة أو "شبه بشرية".
2- سيزير وإدانة بربرية الاستعمار
بعيدا عن المنظور القانوني، قدمت أصوات من المستعمرات السابقة نقدا لاذعا للهمجية المقنعة بالتمدن. في هذا السياق، تبرز إدانة إيمي سيزير العميقة.
في كتابه "خطاب حول الاستعمار"، يدين سيزير، في الطبعة الصادرة عام 1950، نفاق أوروبا الاستعمارية في تصدير ما أسمته "الحضارة"، والتي اتضح عمليا أنها همجية منظمة. بالنسبة لسيزير، لا يمثل الاستعمار مأساة أخلاقية فحسب، بل هو مرض سياسي لأوروبا الحديثة. "الحضارة التي تعجز عن حل المشكلات التي تخلقها هي حضارة منحطة".
يجادل المؤلف بأن النازية لم تكن شذوذا، بل هي عودة أوروبية لممارسات كانت مطبقة مسبقا في المستعمرات. "ما لا يغفره الأوروبي لهتلر ليس الجريمة نفسها، جريمة ضد الإنسان، بل الجريمة ضد الرجل الأبيض".
بتلخيص وموافقة لسيزير (نفس المرجع)، تدين أوروبا ككل، وامتدادا لها العالم بأسره، جرائم الرايخ الثالث. ومع ذلك، فيما يخص الاستعمار، تُبرَر هذه الجرائم تماما من الناحية الأخلاقية والأيديولوجية والثقافية والتاريخية، حتى يومنا هذا.
تبرر أحزاب مثل حزب تشيغا في البرتغال الدور الحضاري والتحديثي للاستعمار: "تركنا طرقا وجسورا". هذه التصريحات التي أدلى بها أندريه فينتورا، زعيم الحزب، هي جزء من موقف سياسي أوسع لحزب تشيغا وغيره من الكيانات السياسية في أوروبا والعالم الغربي، ضد أي تعويضات محتملة للمستعمرات السابقة.
3- فانون والعنف كأساس استعماري
علاوة على ذلك، يجد نقد سيزير تعميقا وجوديا وثوريا في فرانتز فانون، الذي يحول العنف الاستعماري ليس فقط إلى تشخيص، بل إلى أرضية للمقاومة.
في كتابه "المعذبون في الأرض"، يحلل فانون، في عمله المنشور 1961، الاستعمار كنظام قائم على العنف الكلي -شكل متقن وكامل من السيطرة التامة. بالنسبة لفانون، الاستعمار هو إنكار لإنسانية المستعمَرين، الذين تُختزل حياتهم إلى الخضوع والصمت.
من هذا المنظور، يشكل نظام الفصل العنصري في جنوب أفريقيا (1948-1994) كنظام سياسي واقتصادي، نسخة شرعية له. "الاستعمار لا يكتفي بفرض الاحتلال الملموس؛ بل يفرض كونا ثقافيا أجنبيا، مبنيا على الاحتقار".
العنف الاستعماري، إذن، ملموس ومعنوي -يفكك الهويات والثقافات والذاتيات. وقد تجسد هذا العنف الذي وصفه فانون بشكل ملموس عبر جغرافيات استعمارية متعددة. تم تجسيد منطق التجريد من الإنسانية، من الأميركتين إلى آسيا، إلى سياسات منهجية للإبادة والاستغلال.
4- استمرار الاستعمار: مبمبيه وكويخانو ونقد الاستعمار الجديد
لا تشكل تلك الأحداث التاريخية مجرد وقائع نادرة من الماضي. كما يوضح مبمبيه وكويخانو، أعادت هياكل الهيمنة الاستعمارية تنظيم نفسها تحت أشكال جديدة، محافظة على نفس التسلسلات الهرمية العرقية والاقتصادية.
يجادل أشيل مبمبيه (2001)، في عمله "حول المستعمرة الجديدة"، بأن نهاية الاستعمار الرسمي لم تعنِ نهاية الهيمنة. ما يستمر هو "استعمارية السلطة"، وهو مفهوم صاغه أنيبال كويخانو (2000)، ويشير إلى استمرار التسلسلات العرقية والإبستمولوجية (المعرفية) والاقتصادية المؤسسة في الاستعمار، والتي تعيد إنتاجها اليوم مؤسسات مثل البنك الدولي، وصندوق النقد الدولي، وقوى مثل فرنسا، التي لا تزال تحافظ على علاقات التبعية مع مستعمراتها السابقة من خلال سياسات "تعاون" غير متماثلة، كما يشرح هينينغ ميلبرر في كتابه المنشور عام 2016.
"لم يختفِ الاستعمار مع الاستقلال. لقد أعاد تنظيم نفسه تحت أشكال جديدة من القيادة المالية والثقافية"، كما كتب كويخانو. فرضيات صندوق النقد الدولي للسياسات التقشفية، وفرض السياسات النيوليبرالية، وشروط الديون العامة تفرض نفسها اليوم كشكل جديد من الهيمنة الاقتصادية -"إعادة استعمار" حقيقية تحت ستار العولمة.
على سبيل المثال، يذكر الاقتصادي البريطاني جاسون هيكل أن "أفريقيا فقدت منذ 1980 أكثر من تريليون دولار في تدفقات مالية غير مشروعة- 33 مرة أكثر مما تلقت كمساعدات".
يشكل هذا البناء الاقتصادي والأيديولوجي والسياسي نموذجا هيكليا يحافظ على نموذج ما بعد الاستعمار الذي يمارسه المركز على كامل محيطه السابق، متغلغلا في مزيج قسري من الديمقراطية.
وبالتالي، تؤدي نماذج الدولة بعد الحرب الباردة إلى نسخة منحرفة نسبيا من الديمقراطية الغربية وإنكار مرضي وغير متأمل للنماذج ما بعد الاستعمار. وهنا، يعاني قطاع الأكاديمية بشكل خاص من الضغط للحفاظ على هذا النموذج، غالبا ليُجبر على التفكير ضمن النموذج الاستعماري أو استمراريته بدلا من إيجاد بدائل للخروج من هذا النمط الفكري.
5- منظور المركز وقمم "بلس أفريقيا"
بالإضافة إلى ذلك، تعيد المنتديات والآليات للتنسيق الجيوسياسي بين المركز والمحيط، مثل قمم "بلس أفريقيا"، إنتاجا رمزيا لعدم التماثل الذي ورثته فترة الاستعمار.
تعمل قمم مثل الاتحاد الأوروبي-أفريقيا، فرنسا-أفريقيا، أو الصين-أفريقيا على تعزيز فكرة أن أفريقيا يجب أن "تُدمج" ضمن قيم السوق والأمن والتنمية -وهي مصطلحات محددة من "المركز". وغالبا ما تفترض هذه المنتديات منطقا أبويا ونفعيا يستمر في تبعية الأجندات الأفريقية، كما أوضح المفكر البرتغالي بوالنتيمو دي سوسا سانتوس في دراسته المنشورة 2007.
ويكاد الخطاب السائد في هذه المساحات يتجاهل المسؤولية التاريخية للاستعمار ويرفض مناقشة مواضيع مثل التعويضات، إعادة التراث المنهوب، أو استعادة السيادة الإبستمولوجية (المعرفية) للدول الأفريقية بجدية.
6- مؤلفون مؤيدون للاستعمار: كيبلينغ وفيري و"المنطق الحضاري"
من المهم أيضا تسليط الضوء على أن المنطق الإمبريالي لم يتوطد فقط من خلال الوسائل العسكرية أو الاقتصادية، بل أيضا عبر الإنتاج الخطابي، الذي منحه المفكرون الأوروبيون وقادة الدول في ذلك الوقت المشروعية.
غالبا ما برر المثقفون والدبلوماسيون الأوروبيون الاستعمار. قصيدة روديارد كيبلينغ "عبء الرجل الأبيض" (1899) تعرض الهيمنة الاستعمارية على أنها "مهمة تضحية" من البيض تجاه "الهمج". وفي خطاب له أمام الجمعية الفرنسية عام 1884، قال رئيس الوزراء الفرنسي جول فيري: "للأجناس المتفوقة الحق لأن لديها واجبا في تمدين الأجناس الأدنى".
كانت هذه المفاهيم، المستندة إلى الداروينية الاجتماعية والعنصرية العلمية والعالمية الإمبريالية، مركزية لتبرير سياسات التوسع الاستعماري.
7- البيانات التاريخية حول الإبادة الجماعية الاستعمارية
الخطابات التي تبرر هذه الممارسات تجد انعكاسها في ممارسات الإبادة التي يمكن قياس حجمها بملايين الأرواح المفقودة. فيما يلي جدول ملخص لأهم مظاهر الإبادة الجماعية الاستعمارية:

المصدر: كما أورد المؤرخ ديفيد ستانارد في دراسته عام 1992، وجورج نزونغولا-نتالاجا في مؤلفه الصادر عام 2002، ويورغن زيمرر في عمله المنشور عام 2005، وكذلك المؤرخ الأميركي آدم هوششايلد في كتابه الصادر عام 1998.
تكشف هذه البيانات بُعدا واحدا فقط من أبعاد الإبادة الجماعية الاستعمارية. لفهم حجمها الحقيقي، من المهم إدراك أن الاستعمار يجب تحليله ليس فقط من خلال سياقاته الجغرافية الأكثر وضوحا (أفريقيا، أميركا، آسيا)، بل من خلال أصله الهيكلي والأيديولوجي: أوروبا. هذا البناء الجيوسياسي الفريد الذي يزعم الجغرافيا ليتميّز عن الآخرين.
في هذا السياق، تمتد شرور الاستعمار إلى الكون بأسره، كما يمكن فهمه من شعار الكومنولث الإمبريالي "حيث لا تغرب الشمس أبدا". على سبيل المثال، يمكننا النظر في العمليات الاقتصادية والديمغرافية التالية:
7.1 التجارة المثلثية
على الرغم من أن القارة الأفريقية تركز بشكل واضح على آثار الاستعمار، فمن الضروري توسيع النظر إلى سياقات أخرى تجلى فيها العنف الاستعماري بنفس الوحشية. أمثلة نموذجية تشمل تجارة العبيد عبر الأطلسي، إبادة الشعوب الأصلية في الأميركتين، والعنف المفروض في المستعمرات الآسيوية.
تُقدر أعداد الأفارقة الذين تم شحنهم بين القرنين السادس عشر والتاسع عشر بأكثر من 12.5 مليونا؛ توفي نحو 1.8 مليون، منهم أثناء عبور "الممر الأوسط" (Middle Passage). كانت الوجهات الرئيسية لهذه الهجرة القسرية:
- البرازيل: 4.9 ملايين.
- الكاريبي: 4.5 ملايين.
- أميركا الشمالية: 388 ألفا.
7.2 إبادة الشعوب الأصلية في الأميركتين
يُقدر أن السكان الأصليين في الأميركتين (شمال، وسط وجنوب) انخفض عددهم من نحو 70-100 مليون عام 1492، إلى نحو 5-10 ملايين في القرن الـ19 نتيجة: المجازر، الأمراض، الجوع القسري، والتهجير الإجباري من الأراضي. على سبيل المثال:
درب الدموع (ثلاثينيات القرن الـ19): تم نقل أكثر من 60 ألفا من السكان الأصليين قسرا. في مذبحة ونديد ني بولاية ساوث داكوتا في الولايات المتحدة (1890): قُتل 300 شخص من المدنيين الأصليين العزل.
7.3 الاستعمار البرتغالي
تسببت الحملات الاستعمارية البرتغالية (الحروب بين 1961-1974) في نحو 50 ألف وفاة بين العسكريين وعدد لا يُحصى من المدنيين، خصوصا في أنغولا وموزمبيق.
وأدى العمل القسري في أنغولا إلى معدل وفيات يقارب 40% في بعض المناطق، بحسب تقارير صحفية نشرتها صحيفة "نيويورك تايمز" في خمسينيات القرن الـ20، وتسبب في مجاعات في مزارع ساو تومي (القرنين 19-20) التي كانت تديرها شركات الكاكاو.
7.4 شبه القارة الآسيوية
لم تسلم شبه القارة الآسيوية من المنطق الاستعماري الأوروبي المفترس والعنصري. حدثان يبرزان هذا المسار بشكل دراماتيكي:
- مذبحة أمريتسار (1919): في أمريتسار بالهند، قتل البريطانيون أكثر من ألف شخص وأصابوا 1200 آخرين من المدنيين العزل.
- المجاعة المتعمدة في البنغال (1943): أدت الإجراءات الاستعمارية البريطانية إلى مجاعة متعمدة أودت بحياة 3-4 ملايين شخص. لم تحدث المجاعة بسبب فشل المحاصيل، بل نتيجة قرارات سياسية وعسكرية متعمدة من الحكومة البريطانية تحت قيادة ونستون تشرشل، مثل:
- الأسلوب الاستخراجي الاستعماري: أضعفت النماذج الاقتصادية الاستعمارية الزراعة المحلية، واعتمدت بشكل كبير على المحاصيل الأحادية (مثل الأرز)، دون استثمار في التخزين أو الري أو توزيع الغذاء داخليا.
- مصادرة الأرز ونقله للحرب: خلال الحرب العالمية الثانية، اعتبرت الإمبراطورية البريطانية الهند قاعدة إستراتيجية في الصراع ضد اليابان، وتم تحويل كميات كبيرة من الأرز للجنود والمناطق ذات الأولوية.
- سياسة المنع: نفذها البريطانيون لمنع اليابانيين (الذين غزوا بورما) من الوصول إلى الموارد إذا تقدموا إلى الهند. أسفرت هذه السياسة عن تدمير متعمد للقوارب وحقول الأرز واحتياطيات الطعام في البنغال -معطلة حركة الغذاء في المناطق الريفية.
- استمرار تصدير الغذاء: حتى أثناء المجاعة، استمرت الهند في تصدير الحبوب إلى المملكة المتحدة، ما كشف أولوية المستعمِرة (المستهلك) واحتقار المستعمَرة (المنتج). بين 1942 و1944، تم تصدير أكثر من 70 ألف طن من الأرز من المناطق الهندية لتزويد الجيوش البريطانية والمستعمِرة.
- التقاعس واللامبالاة: رفض ونستون تشرشل إرسال الطعام أو السماح بتحويل الشحنات للبنغاليين. وعندما ضُغط عليه، قال: "الهنود يتكاثرون كالأرانب".
وكانت الاستجابة الرسمية الوحيدة للندن إرسال 600 طن من الحليب المكثف -وهو فعل سخرت منه حتى الإدارة الاستعمارية الهندية نفسها.
تمثل مجاعة البنغال مثالا صارخا على كيفية تضحية المنطق الإمبريالي البريطاني بحياة المستعمرين باسم أمن ومكانة المستعمِرة. مثل الكونغو تحت حكم ليوبولد الثاني، تمثل البنغال عام 1943 استخداما منهجيا للمعاناة الإنسانية كأداة للسلطة. في هذا السياق، تكشف الحداثة الغربية جانبها المظلم -ليس حضاريا، بل أداة عنصرية وإبادية.
يجادل عدة مؤرخين ومؤلفين، بما في ذلك الباحثة الهندية مادهوشري موكيرجي في كتابها "الحرب السرية لتشرشل" (2010)، بأن مجاعة البنغال لم تكن مأساة طبيعية، بل مجاعة متعمدة وقابلة للتجنب، ناجمة عن العنصرية وتجريد الإنسان من إنسانيته والإهمال الجنائي.
يشير بعضهم، مثل الاقتصادي الهندي أمارتيا سين في كتابه المنشور عام 1981، إلى هذا الحدث كمثال على العلاقة بين غياب الديمقراطية والكوارث الإنسانية: "لا توجد ديمقراطية فعالة سمحت بحدوث مجاعة واسعة النطاق".
الخاتمة
بهذا الشكل، يظهر الاستعمار ليس كعملية متجانسة، بل كنظام عالمي للهيمنة يعبر عن نفسه بعدة مظاهر إبادة جماعية. تحتم هذه الأمثلة استنتاجا سياسيا واضحا ومؤسسا على الوقائع التاريخية.
لا ينبغي تفسير الاستعمار على أنه انحراف أخلاقي عن التاريخ، بل كأساس عنيف وإبادي للحداثة الغربية. يظهر إرثه اليوم بأشكال الهيمنة الاقتصادية والثقافية والإبستمولوجية.
واعتبار الاستعمار أعظم إبادة جماعية في تاريخ البشرية ليس مبالغة سياسية، بل هو اعتراف ضروري لبناء العدالة التاريخية والفكر ما بعد الاستعماري الحقيقي.
المصدر: الجزيرة نت