جمهورية بولندا (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 0 - عددالزوار : 32 )           »          جمهورية ليتوانيا (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 0 - عددالزوار : 28 )           »          كالينينغراد.. مقاطعة روسية وسط أوروبا (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 0 - عددالزوار : 26 )           »          بولندا تفتح الباب لنشر أسلحة نووية على أراضيها وروسيا ترد (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 0 - عددالزوار : 27 )           »          الجيش الإسرائيلي يعلن حصيلة جديدة لإصابات جنوده في غزة (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 0 - عددالزوار : 24 )           »          بايدن يلتقي مشرعين معارضين للحرب الإسرائيلية على غزة (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 0 - عددالزوار : 27 )           »          مقتل 10 في تصادم مروحيتين عسكريتين في ماليزيا (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 0 - عددالزوار : 23 )           »          هل قرر المجلس العسكري في مالي البقاء في السلطة؟ (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 0 - عددالزوار : 39 )           »          عبد المجيد الزنداني ...سياسي وداعية إسلامي يمني (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 0 - عددالزوار : 36 )           »          حزب الله يهاجم مواقع عسكرية ويسقط مسيرة إسرائيلية (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 0 - عددالزوار : 46 )           »          ألم المستقيم.. الأسباب والعلاج (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 0 - عددالزوار : 43 )           »          "الجزيرة 360" تروي قصة اختفاء أميركي يقاتل مع الروس في دونيتسك (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 0 - عددالزوار : 60 )           »          جنود وتدريبات وقواعد عسكرية.. روسيا تثبت أقدامها في القارة السمراء (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 0 - عددالزوار : 51 )           »          تعرف على أبرز الطائرات المسيرة الإيرانية (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 0 - عددالزوار : 49 )           »          القوة النارية الإيرانية.. بين العقيدة الهجومية ونقاط الانتشار (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 2 - عددالزوار : 49 )           »         



 
العودة   ..[ البســـالة ].. > جـناح التــاريخ العسكــري و القيادة > قســـــم التــاريخ العـســــكــري
التعليمـــات قائمة الأعضاء وسام التقويم مشاركات اليوم
 


“عصر الفايكنغ”.. يوم بسط غزاة الشمال حكمهم على أوروبا

قســـــم التــاريخ العـســــكــري


إضافة رد
 
أدوات الموضوع

قديم 01-02-23, 07:31 PM

  رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
الباسل
المديــر العـــام

الصورة الرمزية الباسل

إحصائية العضو





الباسل غير متواجد حالياً

رسالتي للجميع

افتراضي “عصر الفايكنغ”.. يوم بسط غزاة الشمال حكمهم على أوروبا



 

“عصر الفايكنغ”.. يوم بسط غزاة الشمال حكمهم على أوروبا
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة


خاص- الجزيرة الوثائقية
Published On


1/2/2023

في يوم الأحد 27 من يوليو/تموز عام 1214، حضرت الحشود الباريسية حفل تتويج “كونراد الكبير” على وقع أجراس كاتدرائية نوتردام، ليصبح رئيس أقوى دولة في أوروبا؛ الإمبراطورية الرومانية المقدسة. وقبل 4 قرون فتح النهب الرهيب لباريس العالم أمام الفايكنغ، وكاد أن يعجل بسقوط إمبراطورية الفرنجة، ولكن قطعة أرض صغيرة منحت لهم عام 886 أنهت حصار باريس، وسمحت لمملكة الفرنجة بالبقاء على قيد الحياة.
تاريخنا ليس سوى سلسلة من الأحداث المدهشة، ويستطيع كل منا أن يؤثر في مجراه، من ولادة إمبراطورية عمرها ألف سنة إلى انهيار حضارة مزدهرة، ومن العبقرية الإبداعية لحفنة من الرواد إلى ثورة ثقافية عالمية، ومن أسوأ الرؤى الاستبدادية إلى أبشع الحروب الكبرى، ومن المقاومة البطولية لشعب كامل إلى التصميم الحديدي لأقلية معينة، فأبسط القرارات التي نتخذها قد تؤثر في مستقبل البشرية، وبمعرفة الماضي نستشرف المستقبل.

عرضت قناة الجزيرة الوثائقية فيلم “عصر الفايكنغ” ضمن سلسلة “سيناريوهات تاريخية”، وهو يروي لنا تاريخ هذه الحقبة التي تعد من الأحداث المدهشة التي غيرت وجه العالم، وشكلت مفترق طرق في تاريخنا، حيث يتأرجح العالم في اتجاه أو آخر.

“عصر الفايكنغ”.. ثلاثة أحداث غيرت وجه أوروبا

في 8 يونيو/حزيران عام 793 تعرض دير ليندزبارم الهادئ إلى مهاجمة من رجال من الشمال وهم الفايكنغ. وفي عام 885 شوهدت بضع مئات من السفن الحربية التابعة للفايكنغ تصل إلى باريس. وفي عام 911 منح ملك الفرنجة لزعيم الفايكنغ الجبار الذي يدعى “رولو” أرضا في النورماندي. إنها أحداث ثلاثة مرتبطة ارتباطا وثيقا، وتشرح اللحظات الحاسمة للتوغلات الإسكندنافية في أوروبا، وتعرف باسم “عصر الفايكنغ”.
خلال معركة “فويلي” ربيع عام 507، هزم ملك الفرنجة “كلوفيس” جيش القوط الغربيين، وسحق الملك المحارب بلاد الغال كلها. وقبل 30 عاما من ذلك التاريخ عند انهيار الإمبراطورية الرومانية الغربية، سيطر عدد من الشعوب الجرمانية على مقاطعات الإمبراطورية الرومانية السابقة، ومن بينهم الشعب الفرنجي الذي كان يتسم بالطموح والضراوة.
وكان الإفرنج أساسا وثنيين، لكنهم اعتنقوا المسيحية بدافع من الملك “كلوفيس”، فسهل لهم ذلك الانضمام إلى النخب الرومانية ذات الثوابت المسيحية الراسخة، وبعد قرنين من الزمن توسع نطاق مملكتهم من بحر الشمال إلى البحر الأبيض المتوسط.


“تشارلز الأكبر”.. باني إمبراطورية حماة الدين المسيحي

في عام 768 تُوّج “تشارلز الأول” ملكا للفرنجة، فكان عهد هذا السياسي الاستثنائي والمحارب العظيم عبارة عن سلسلة طويلة من الفتوحات، وسرعان ما بسط سيطرته على أوروبا الغربية، وحول مملكته إلى إمبراطورية، وتحول من “تشارلز الأول” إلى “تشارلز الأكبر”.
وقد أعيد تنظيم الإمبراطورية إلى حد كبير، وساهم كثير من الإصلاحات الإدارية بتعزيز السلطة، وسطعت معرفة القدماء من جديد، وفي عام 800 عيّنه البابا إمبراطورا في روما، وبدا كأن العظمة الرومانية عادت إلى الحياة من جديد، وسيصبح الإفرنج الذي كانوا في السابق وثنيين حماة للدين المسيحي.
لم يكن الإفرنج غرباء عن الرومان، بل العكس، فقد هاجر هؤلاء الجرمان خلال القرن الثالث إلى الإمبراطورية الرومانية أثناء فترات الهجرات الكبرى، ورغم معارضة الرومان في البداية فقد مُنح الشعب الإفرنجي في النهاية صفة شعب فيدرالي.
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

خريطة توسع الفايكينغ في الأراضي الأوروبية وفي مقابل أراض داخل الإمبراطورية، وافق الإفرنج على خدمة الإمبراطورية والدفاع عنها، وبمعنى آخر فإن الغزاة تحولوا إلى مدافعين مخلصين، وعند انهيار الإمبراطورية الكارولنجية التي كانت لا تقهر في أوج قوتها، حافظ الإفرنج على الإدارة، وأدخلوا إليها عادات رومانية، لينصهر المجتمعان معا في مجتمع جديد.

بحارة الشمال.. مستكشفو إسكندنافيا يجوبون العالم

في 8 يونيو/حزيران عام 793 جاء مجموعة من المقاتلين على متون سفن غريبة من وراء الضباب، وارتكبوا ذنب مهاجمة رجال دين، ثم غادروا وهم يحملون غنائمهم، بعد أن دنسوا أرض دير ليندزفارم قبالة السواحل الإنجليزية.
كان هذا الهجوم نذير شؤم للمملكة الأوروبية، وكان بمثابة إعلان عن بدء حقبة جديدة وعصر جديد هو “عصر الفايكنغ”، وقد قدم هؤلاء الرجال من إسكندنافيا، وهي منطقة شاسعة تقع داخل دائرة الجليد القطبية الشمالية، وظلت تخضع للاستيطان بشكل متصاعد من قبل الشعوب الجرمانية، وسرعان ما أدت الأنهار الكثيرة التي تصب في خلجانها العميقة إلى بروز ثقافة بحرية مهمة.
وفي نهاية القرن الثامن ظهرت الموانئ التجارية، وبدأ تبادل جلود الفقمة وأنياب الفظ والعبيد بوصفها عملات، وبدأت العلاقات مع الممالك الأوروبية في النمو، وقد شهدت هذه الأراضي المنقسمة ظهور بنية سياسية مميزة، فالمجتمع الإسكندنافي مبني على قادة يتمتعون بشخصية مؤثرة، ولهذا كانوا يتوقعون منهم القتال بشجاعة وإغداق الأموال على الشعب.
وهذا النظام بطبيعته يشجع على المنافسة الشرسة، وغالبا ما يكون مصدر عدم استقرار، وفي القرن التاسع قرر الكثير منهم تجريب حظه، وانطلق في بعثات استكشافية بحرية محفوفة بالخطر، بحثا عن المال والشهرة. وهكذا اتجه الإسكندنافيون شرقا بحثا عن طرق تجارية جديدة فوجدوا أنفسهم في الطريق إلى القسطنطينية وبغداد.
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

استعمل الفايكينغ أسطولًا بحريا كبيرا ساعده في غزو أوروباوفي عام 870 نجحت بعثات أخرى في استعمار أيسلندا وغرينلاند، وأبحرت بعض القبائل بعيدا، حتى وصلت إلى أمريكا الشمالية قبل 500 عام من وصول “كريستوفر كولومبوس”. وقد لاحظ هؤلاء المكتشفون الطامحون -تدريجيا- نقاطَ ضعف ممالك أوروبا الغربية، وأبرزها أن جيوشهم لا تستطيع حماية منطقتهم بأكملها، إضافة إلى أن الأديرة الغنية خالية تماما من الحراسة، وبالنسبة لهؤلاء المغامرين كان هذا كافيا ليتحولوا من التجارة إلى النهب.

فرسان البحر.. خطط الغارات السريعة تحت الضباب

يعتبر كثيرون أن كلمة “فايكنغ” تشير إلى قطاع طرق متعطشين لسفك الدماء، ولكن في اللغة الإسكندنافية القديمة كانت الكلمة ترمز إلى فرسان البحر والبعثات البحرية الساعية خلف المال، ولا يحمل المرء هذه الصفة عند الولادة، بل يصبح كذلك عندما ينطلق في بعثة استكشافية.
وكان يمكن لأي أحد من هؤلاء أن يكون حِرفيا أو مقاتلا أو صيادا أو مالك أراض ثريا، ولكنه اختار أن يكون فارسا في البحر.
ولم تكن لكل سفن الفايكنغ مقدمة على شكل تنين، ولكنها تشترك في بنية فريدة تضم 70 رجلا مسلحا على مقاعد للتجديف، وتستطيع الإبحار في المياه الضحلة في أي نهر، وكذلك يمكن حملها من نهر إلى آخر. وبفضل أشرعتها المرنة والكبيرة، فقد سمحت للبحارة الأكفاء بمواجهة غضب المحيطات والبحار، ومنحت هذه السفنُ للفايكنغ السرعةَ وعنصر المفاجأة. لقد كانوا شعبا صعب المنال في المياه.
بعد التسلل عبر النهر تحت ضباب الصباح، يربض محاربو الفايكنغ في قواربهم مستعدين بانتظار إشارة قائدهم، بينما لا يرى أحدٌ في القرية القاربَ يقترب، وباستخدام الأنهار للتحرك، تشن مجموعات صغيرة من المقاتلين غارات خاطفة على عوالم غير مهيئة، وعندما تصل المساندة تكون مجموعات الفايكنغ قد غادرت بالغنائم والأسرى، وراحت تبحث عن فريستها السهلة التالية.


تمزق المملكة.. وباء إسكندنافي يخترق الدفاعات وينهب المدائن

ينتشر الوباء الإسكندنافي في الممالك السكسونية في بريطانيا، فقد كانوا يهبطون في إيرلندا، ويهاجمون السواحل الإفرنجية، ولا يبقى ميناء ولا دير في مأمن منهم، فحيث ما وجد هؤلاء الرجالُ القادمون من الشمال ثروةً غير محمية نهبوها.

بعد الهجمات الأولى رد “شارلمان” بإنشاء نظام دفاعي ساحلي للإمبراطورية، فسيد أوروبا لا يهاب اللصوص، بل ينتظرهم بالسلاح في يده، وكان ابنه “لويس” يحافظ على الدفاعات التي أنشأها أبوه لسنوات عدة أخرى، ولكن بعد موته عام 840 انقسمت إمبراطورية الفرنجة، وكان القانون الفرنجي ينص على أن الإمبراطورية يجب أن تقسم بين أبناء الملك الراحل.
أدى هذا إلى فترة طويلة ومعقدة من المشاكل في الإمبراطورية، وتسببت الخلافات المتعددة بين المتنافسين على العرش في إضعاف قوة الإمبراطورية المركزية، حتى خسرت بسبب الانقسام قوتها، وكان ذلك نعمة للفايكنغ، فراحوا يتفرجون على نظام “شارلمان” الدفاعي وهو ينهار تدريجيا.
أصبحت الإمبراطورية ضعيفة بعد تقسيمها، واستغل الفايكنغ هذه الفرصة للانقضاض على الفريسة، فقادتهم الأنهار إلى المدن الفرنجية الكبيرة، حتى نهبوا مدينة روان ثم نانت وتولوز، وقد اكتسب قادة الغزو الثقة، وبدؤوا التحضير لحملات نهب كبيرة، وأنشؤوا معسكرات عند منبع النهر، حتى لا يكلفوا أنفسهم عناء العودة إلى بلادهم في فصل الشتاء.
أصبح الوضع أسوأ يوما بعد يوم، ودفعهم الإفلات من العقاب للهجوم على أهداف أكبر، فحتى مدينة آخن التي كانت عاصمة “شارلمان” السابقة أصبحت تتعرض للنهب والخراب.


تحصين الأسوار وإعداد الجيوش.. إستراتيجية المعسكرين

في عام 885 أبحرت 120 سفينة من الفايكنغ بقيادة الزعيم “راغنار” في نهر السين، دون أن تواجه أي مقاومة لمهاجمة باريس، وستُدفع لها فدية كبيرة قيمتها 7 آلاف رطل من الفضة لجعلها ترحل، ولكن هذه الإستراتيجية قصيرة المدى ستشجع الفايكنغ على العودة من جديد.
تعتمد إستراتيجية الفايكنغ على أسطولهم البحري، وإثارة الخوف والرعب في قلوب فرائسهم، ويتحاشون المعارك الضارية، أما الجيش الإفرنجي القوي فحركته بطيئة، وغالبا ما يصل المدافعون متأخرين، ولا يفعلون غير معاينة الأضرار.
وفي منتصف القرن التاسع بذلت جهود كبيرة لبناء أسوار جديدة حول المدن وترميم الأسوار القديمة، كما بنيت متاريس جديدة عبر الأنهار، لمنع الفايكنغ من دخول أراضي الممالك. وفي عام 885 تحالف قادة الفايكنغ لإنشاء جيش لا يقهر، ولا يستطيع العدد القليل من جيش الإفرنج فعل الكثير لإيقافهم، ولا حتى الحواجز المتعددة المؤدية لمدينة باريس يمكنها تأمين الحماية اللازمة.


حصار باريس.. عقبات غير محسوبة تعيق رحلة النهب

بالنسبة لقادة الفايكنغ، فإن باريس هي مجرد خطوة ضرورية، لأن الهدف هو بورغندي الغنية بثروات وافرة يمكن نهبها، لكن حينما يصل الجيش الشمالي إلى تخوم المدينة يلاحظ بعض التغيرات، فالأسوار الرومانية التي هجرت قرونا طويلة قد رُفعت وعززت من جديد، وهناك جسران محصنان على نهر السين يعيقان مرور الفايكنغ.
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

في عام 885 أبحرت 120 سفينة من الفايكنغ بقيادة الزعيم “راغنار” في نهر السين، دون أن تواجه أي مقاومة لمهاجمة باريس.لقد حصنت باريس نفسها بجزيرة المدينة، حيث يقع قلب الدفاع ويدافع عن الأسوار، وتبقى الأبواب مغلقة، والباريسيون مصممون على القتال بقيادة الكونت “أود”، وبما أن الطريق إلى بورغندي مغلق، فقد اضطر الفايكنغ إلى محاصرة باريس.
يهاجم المقاتلون البرج الكبير الذي يمنعهم من الوصول إلى الجسر الضخم، وكان هجومهم وحشيا لكن قوات الدفاع نجحت في تحطيم معنويات الفايكنغ، فالقوة الغاشمة لا تكفي هذه المرة، وحينها يدرك قادة الفايكنغ أن عليهم التحضير لحرب طويلة الأمد، ولهذا يبنون المراجم والمجانق، ويرسلون أيضا فرقا متنقلة للأماكن المحيطة بحثا عن موارد، لأن الثلج قاب قوسين.
تنجح الهجمات التي تزداد عنفا في تدمير البرج، ولكن من دون أي جدوى.


الكونت “أود”.. صخرة باريسية تصطدم بأحلام الشمال

يأتي فصل الشتاء ودفاعات الكونت “أود” تثبت صلابتها، والفايكنغ يقاتلون الآن في معركة لا يستطيعون السيطرة عليها.
وفي مطلع فبراير/شباط يستغل المهاجمون فيضان نهر “السين” للتغلب على دفاعات الجسر، ويذبحون كل جنود الحامية ويشتد الحصار، وفي محاولة لإنهاء المعركة يهاجم الفايكنغ من جميع الجهات، ويشنون هجوما واسع النطاق، وأصبحت المعركة قتالا حتى الموت، غير أن المدافعين يصمدون في جميع أنحاء المدينة، ويكبدون صفوف المهاجمين خسائر جسيمة.
كان الكونت “أود” يعلم أنه لا يستطيع الاستمرار بنفس الطريقة إلى أجل غير مسمى. وفي مايو/أيار تجاوز خطوط الفايكنغ سرا، وذهب لطلب المساعدة من الإمبراطور “تشارلز الثالث”، وعندما عاد إلى المدينة قطع عليه الفايكنغ الطريق، وبات هذا المقاتل الشرس أمام خيارين؛ إما المواجهة، أو العودة من حيث أتى، فاختار الأولى.


جيش الإمبراطور الجرار.. مفاوضات الجزية والتسليم للغزاة

يهاجم “أود” مع رجاله الأعداء مباشرة، لأن مقتله يعني سقوط المدينة واستسلام المقاتلين، وبعد مناوشات عنيفة نجح في الوصول إلى باريس.
بعد مرور عام على حصار الفايكنغ لباريس، وصل الجيش الإمبراطوري أخيرا إلى باريس، وعلى رأسه “تشارلز الثالث”، لكن المعركة التي طال انتظارها لم تحدث، فالإمبراطور يفضل التفاوض ودفع جزية للفايكنغ تمنحهم حرية المرور في النهر، مقابل رفع الحصار عن باريس، وتسليم بورغندي إلى الفايكنغ.
يفقد “تشارلز الثالث” -الذي أضعفته الصراعات الداخلية- مصداقيته بعد استسلامه للغزاة وخيانته لتضحيات المدافعين عن باريس، ولهذا فقد عُزل عام 887 وهو مريض، واختير البطل الكونت “أود” ملكا لفرنسا، فلولاه لكانت سقطت باريس بيد الفايكنغ، ومملكة الفرنجة الغربية وقعت فريسة بيد الصراعات السياسية والصراع على السلطة، وأصبحت منطقة مقسمة وفريسة سهلة.


أرض رجال الشمال.. صفقة تحول الغزاة إلى حماة للديار

كان الملوك الكارولنجيون ضعفاء وغير قادرين على أداء مهامهم المنوطة بهم باعتبارهم حماةً للمملكة، ولهذا فقد كانوا يخلعون بشكل دائم عن عروشهم.
عام 911 تلقى قائدُ الفايكنغ “رولو” منطقةَ روان من الملك الإفرنجي نفسه، وفي المقابل كان عليه أن يُعمد، ويقسم بالولاء للملك، ويتعهد بحماية المملكة. لقد وجد أمير الحرب -الذي قاتل في الحصار الكبير لباريس قبل بضع سنوات- نفسَه اليوم يدافع عن المملكة الفرنسية كلها.
هذه الأراضي الجديدة سوف تحمل قريبا اسم نورماندي، أي أرض رجال الشمال، وتحتل موقعا استراتيجيا عند قاعدة نهر السين، وهي نقطة غزو أساسية. وفي مقابل جزء من هذه الأرض يحصل ملك الفرنجة على الحماية لمملكته.


لغة الإفرنج واعتناق دين المسيح.. اندماج في المجتمع

كان الفايكنغ يحمون الإفرنج من فايكنغ آخرين، إنها خطوة جريئة ولكنها ستأتي أكلها قريبا، ومثل ما حصل مع الفرنجة قبل قرون كانت للإسكندنافيين مصلحة في الاندماج، والسلطة الإفرنجية الأساسية سمحت لهم بالاستمرار، وإقامة أسس دولة جدية.

يتبنى الإسكندنافيون بسرعة عادات الإفرنج وأسلوب حياتهم، ويتخذون اللغة الفرنسية بديلا عن الإسكندنافية، ويعتنقون المسيحية، ويتخلون عن آلهتهم، وقد صنع هذا المزيجُ المدهش بين الهيكل الإفرنجي والقوة الإسكندنافية دوقيةَ نورماندي تدريجيا إحدى أقوى إمارات المملكة وأكثرها ازدهارا.
في 14 أكتوبر/تشرين الأول عام 1066 في إنجلترا، يأتي “ويليام الثاني” أو الفاتح حفيد “رولو”، لمواجهة الملك السكسوني على أرضه، وفي نهاية اليوم يصبح سيد المعركة والمملكة. “ويليام الثاني” دوق نورماندي وسليل أحد قادة الفايكنغ الذين قادوا الهجوم على باريس من قبل، يصبح ملك إنجلترا.
انتهت ظاهرة الفايكنغ منتصف القرن الـ 11 بعد أن تركوا -في غضون ما يزيد على 200 عام- أثرا لا يمحى، وبصمة حية في الصور الشعبية، وعواقب سياسية كبيرة.
لقد تحدوا أقوى ممالك عصرهم، ورأوا نقاط ضعف أعدائهم، ووظفوا مهاراتهم الهائلة في التكيف، لزعزعة العالم الغربي. كما لعبوا دورا مهما في انهيار الإمبراطورية الكارولنجية الضخمة، مستغلين كثرة اضطراباتها، ولكن الحقيقة الأكثر بروزا من دوقية نورماندي إلى روسيا العصور الوسطى، هي قدرة الفايكنغ على الاندماج.
ورغم كل عنف البعثات الاستكشافية السابقة، فقد تعلموا التكيف والاندماج مع سكان هذه المناطق، وبسبب الانفتاح على الآخرين كانوا قادرين على صياغة مستقبل مشترك معهم.



 

 


 

الباسل

يتولى القادة العسكريون مهمة الدفاع عن الوطن ، ففي أوقات الحرب تقع على عاتقهم مسؤولية إحراز النصر المؤزر أو التسبب في الهزيمة ، وفي أوقات السلم يتحمّلون عبء إنجاز المهام العسكرية المختلفة ، ولذا يتعيّن على هؤلاء القادة تطوير الجوانب القيادية لديهم من خلال الانضباط والدراسة والتزوّد بالمعارف المختلفة بشكل منتظم ، واستغلال كافة الفرص المتاحة ، ولاسيما أن الحياة العسكرية اليومية حبلى بالفرص أمام القادة الذين يسعون لتطوير أنفسهم وتنمية مهاراتهم القيادية والفكرية

   

رد مع اقتباس

قديم 01-02-23, 07:36 PM

  رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
الباسل
المديــر العـــام

الصورة الرمزية الباسل

إحصائية العضو





الباسل غير متواجد حالياً

رسالتي للجميع

افتراضي



 



 

 


الباسل

يتولى القادة العسكريون مهمة الدفاع عن الوطن ، ففي أوقات الحرب تقع على عاتقهم مسؤولية إحراز النصر المؤزر أو التسبب في الهزيمة ، وفي أوقات السلم يتحمّلون عبء إنجاز المهام العسكرية المختلفة ، ولذا يتعيّن على هؤلاء القادة تطوير الجوانب القيادية لديهم من خلال الانضباط والدراسة والتزوّد بالمعارف المختلفة بشكل منتظم ، واستغلال كافة الفرص المتاحة ، ولاسيما أن الحياة العسكرية اليومية حبلى بالفرص أمام القادة الذين يسعون لتطوير أنفسهم وتنمية مهاراتهم القيادية والفكرية

   

رد مع اقتباس

قديم 01-02-23, 07:37 PM

  رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
الباسل
المديــر العـــام

الصورة الرمزية الباسل

إحصائية العضو





الباسل غير متواجد حالياً

رسالتي للجميع

افتراضي



 



 

 


الباسل

يتولى القادة العسكريون مهمة الدفاع عن الوطن ، ففي أوقات الحرب تقع على عاتقهم مسؤولية إحراز النصر المؤزر أو التسبب في الهزيمة ، وفي أوقات السلم يتحمّلون عبء إنجاز المهام العسكرية المختلفة ، ولذا يتعيّن على هؤلاء القادة تطوير الجوانب القيادية لديهم من خلال الانضباط والدراسة والتزوّد بالمعارف المختلفة بشكل منتظم ، واستغلال كافة الفرص المتاحة ، ولاسيما أن الحياة العسكرية اليومية حبلى بالفرص أمام القادة الذين يسعون لتطوير أنفسهم وتنمية مهاراتهم القيادية والفكرية

   

رد مع اقتباس

قديم 01-02-23, 07:38 PM

  رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
الباسل
المديــر العـــام

الصورة الرمزية الباسل

إحصائية العضو





الباسل غير متواجد حالياً

رسالتي للجميع

افتراضي



 



 

 


الباسل

يتولى القادة العسكريون مهمة الدفاع عن الوطن ، ففي أوقات الحرب تقع على عاتقهم مسؤولية إحراز النصر المؤزر أو التسبب في الهزيمة ، وفي أوقات السلم يتحمّلون عبء إنجاز المهام العسكرية المختلفة ، ولذا يتعيّن على هؤلاء القادة تطوير الجوانب القيادية لديهم من خلال الانضباط والدراسة والتزوّد بالمعارف المختلفة بشكل منتظم ، واستغلال كافة الفرص المتاحة ، ولاسيما أن الحياة العسكرية اليومية حبلى بالفرص أمام القادة الذين يسعون لتطوير أنفسهم وتنمية مهاراتهم القيادية والفكرية

   

رد مع اقتباس

إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 02:52 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
 

شبكـة الوان الويب لخدمات المـواقع