اجتياح المخيم 2002
ومطلع أبريل/نيسان 2002، تعرض مخيم جنين لعملية عسكرية إسرائيلية واسعة بهدف القضاء على قوات المقاومة وجنودها في المخيم.
قبل حصار المخيم، توجهت القوات الإسرائيلية إلى مدينة جنين فطوقتها وسيطرت على المداخل والمخارج، ثم حاصرت المخيم لمدة 10 أيام، وقطعت عنه الكهرباء والماء.
واجتاح الجيش المخيم وأعلنه منطقة عسكرية مغلقة، مستخدما المروحيات العسكرية و60 دبابة، بالإضافة إلى الجرافات التي استخدمها لتوسيع الطرق وهدم المنازل، وفق ما ورد في تقرير الأمم المتحدة الصادر مايو/أيار 2002.
وفرض الجيش الإسرائيلي حظرا للتجول على سكان المخيم ومنع أي جهة من دخوله، بما في ذلك سيارات الإسعاف والصليب الأحمر والعاملون بالقطاعين الإنساني والطبي.
وفي أثناء عمليات اجتياح المخيم، عمد الجيش الإسرائيلي إلى تدمير المساكن والمنازل واستهداف البنى التحتية والهياكل الأساسية للسلطة الفلسطينية، بالإضافة إلى تدمير المباني، إذ تمت تسوية 10% من المخيم بشكل كلي بالأرض. بالإضافة إلى تضرر 100 مبنى تضررا جزئيا، مما أدى إلى تشرد 4 آلاف شخص وفقدانهم المأوى.
وأوضح تقرير الأمم المتحدة أن القوات الإسرائيلية استخدمت المدنيين دروعا بشرية، وقامت بعمليات قتل غير مشروعة. كما منع الجيش مرضى الكلى من الوصول للمستشفى لإجراء الغسيل الكلوي.
وأشار تقرير صدر عن المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان أنه خلال أيام الاجتياح وُجدت جثث متفحمة وأخرى متعفنة تحت الأنقاض، وأن القوات الإسرائيلية كانت تنفذ عمليات إعدام ميداني في شوارع المخيم، لا سيما المدنيين الذين رفضوا مغادرة منازلهم والمسلحين الذين استسلموا بعد نفاد ذخيرتهم.
واجهت قوات الاحتلال الإسرائيلي مقاومة عنيفة في أثناء عمليات الاجتياح، فوفقا لرواية جيشه فإن الجنود الإسرائيليين واجهوا أكثر من ألف عبوة متفجرة، بالإضافة إلى مئات القنابل اليدوية ومئات الرجال المسلحين.
ويشار إلى أن العملية العسكرية تغيرت بعد يوم التاسع من أبريل/نيسان، وهو اليوم الذي تعرض فيه 13 جنديا إسرائيليا لكمين محكم أدى إلى القضاء عليهم، وهو كمين نفذته كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) وكتائب شهداء الأقصى، الجناح العسكري لحركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح).
وكانت نتائج هذه العملية اقتحام الاحتلال للمخيم ومقتل ما لا يقل عن 52 فلسطينيا، نصفهم من المدنيين. ومقتل 23 إسرائيليا، وفقا لتقرير الأمم المتحدة.
ويعدّ مخيم جنين معقلا للفصائل الفلسطينية المقاومة التي اتحدت في مواجهة القوات الإسرائيلية. كما أنه مركز للمطلوبين للاحتلال من المقاومة، لذا يتعرض باستمرار لعمليات عسكرية إسرائيلية واقتحامات بهدف القضاء على المقاومة واعتقال مطلوبين.
وقد استشهدت الصحفية في قناة الجزيرة شيرين أبو عاقلة برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي في أثناء تغطيتها إحدى الاقتحامات الإسرائيلية للمخيم يوم 11 مايو/أيار 2022.
أبرز المعالم التاريخية والسياحية في جنين
كنيسة برقين
تقع كنيسة برقين في قرية برقين التابعة لمحافظة جنين، وتبعد القرية 5 كلم جنوب جنين. وتقع الكنيسة على المنحدر الشمالي من المركز التاريخي للقرية مطلة على وادي برقين، وتسمى كنيسة جوارجيوس (الخضر) وتتبع لطائفة الروم الأرثوذكس.
وقد بنيت الكنيسة على مراحل، بدأت في الفترة البيزنطية إذ كانت الكنيسة حينها عبارة عن كنيسة الكهف وبئر روماني. وفي الفترة الواقعة ما بين القرنين السادس والتاسع الميلاديين، بنيت كنيسة أمام الكهف كما ورد في الوثائق الإفرنجية والعثمانية. أما الكنيسة بشكلها الحالي، فقد بنيت في القرن الـ18 وتتكون من الكهف والقاعة الرئيسية وصحن الكنيسة.
الجامع الكبير
يقع الجامع الكبير وسط مدينة جنين، ويعود تاريخ إنشائه إلى أواخر عهد السلطان سليمان القانوني سنة 1566. وبني بأمر من فاطمة خاتون بنت محمد الأشرف بن قانصوه الغوري سلطان المماليك.
وقد بني هذا المسجد على أنقاض مسجد صغير أُنشئ في عهد عمر بن الخطاب حينما فتح القدس. واحتوى المسجد عند بنائه على وقف مكون من تكية لإطعام الفقراء وعابري السبيل ومخبز أقيم للهدف ذاته.
كما تضم أيضا مكتبة ضخمة وحماما تركيا بقبة كبيرة. وقد هدمت بلدية جنين الحمام بدل ترميمه في خمسينيات القرن الماضي، وحولته إلى ساحة عامة.
ولا يزال المسجد يحتفظ بمكانته الدينية والتاريخية إلى الوقت الحالي، وتقام فيه حلقات التعليم الديني والقرآن الكريم.
نفق بلعمة
اكتشف النفق عام 1996 في أثناء عمليات حفر وتوسعة للشوارع. ويقع أسفل خربة بلعمة الأثرية. وهو متعرج ويبلغ طوله 115 مترا. ويعد أطول الأنفاق المائية في فلسطين ويتكون من 3 أجزاء: المدخل المقبب، والجزء المدرج الصاعد، ثم الممر المبني من الحجارة.
وعام 2005، أصبح متاحا للزيارة باعتباره أحد الأماكن الأثرية. ويعود تاريخ النفق إلى العصر البرونزي أي إلى عام 3000 قبل الميلاد.
تل الحفيرة (تل دوثان)
وهو تل يقع على بعد 8 كيلومترات جنوب مدينة جنين، إلى جانب سهل عرابة من الناحية الشرقية. وعند أسفل طرفه الجنوبي، يوجد نبع مياه قديم يشكل مصدر الماء الوحيد المتاح هناك.
يحتوي التل على مجموعة من الآثار تعود لعصور قديمة مختلفة. وفيه آثار تدل على أنه كان مأهولا بالسكان منذ زمن قديم.
تل تعنك
يقع التل في الطرف الجنوبي من سهل مرج ابن عامر. ويبعد نحو 8 كيلومترات شمال غرب مدينة جنين. وله موقع إستراتيجي على الطريق الرئيسية بين حيفا وجنين.
وذكر اسمه في رسائل تل العمارنة عام 1350 قبل الميلاد، كما ورد في بعض الكتب المقدسة وفي الآثار القديمة على أنه مدينة. أما القرية الفلسطينية تعنك، فقد أقيمت حديثا على المنحدر الجنوبي الشرقي من التل.