بحلول عام 2025، تحرّكت العديد من الدول بسرعة نحو اقتناء أو تصنيع الطائرات دون طيار، وجاءت الولايات المتحدة الأميركية على رأس القائمة بامتلاكها حوالي 13 ألف مسيّرة، متنوعة بين طائرة "إم كيو-9 ريبر" المتميزة بقدرتها العالية على التحمّل ودقتها في ضرب الأهداف وجمع المعلومات على مسافات واسعة، و "إم كيو-1 سي غراي إيغل" أو كما يطلق عليها "النسر الرمادي" التي يستخدمها الجيشان الأميركي والإسرائيلي في العمليات العسكرية.
إضافة لمسيرة "آر كيو-4 غلوبال هوك" الخاصة بعمليات المراقبة وجمع المعلومات الاستخباراتية عبر القارات، و"آر كيو-11 رافن" أو كما يطلق عليها "الغراب" التي تستخدم لعمليات الاستطلاع من مسافات قريبة.

وتليها
تركيا بحيازة 1421 طائرة مسيّرة، إذ تمتلك ثاني أكبر أسطول عسكري للطائرات المسيرة في العالم، كما برزت
أنقرة كأحد أقطاب صناعة المسيرات التي أثبتت كفاءتها في ضرب الأهداف بدقة عالية والتحمل، وأهمها طائرة "بيرقدار تي بي -2".

بينما حلت بولندا ثالثة بنحو 1209 طائرات مسيّرة مصممة خصيصا لعمليات الاستخبارات في ساحة المعارك، أبرزها، "وورمايت" المعروفة بدقة ضرباتها وسهولة انتشارها، و"أورليك بي جي زاد -19 آر" التكتيكية المتخصصة في عمليات الاستطلاع والمراقبة و"أوربايتور 2/3″ المطورة بالشراكة مع إسرائيل تستخدم في عدة مهام دفاعية.
وتأتي روسيا في المرتبة الرابعة بامتلاكها حوالي 1050 طائرة مسيّرة، من أبرزها مسيرة "أورلان -10" التي تعتبر العمود الفقري في العمليات التكتيكية الروسية في ساحة المعركة وفقا للتقديرات، "سيرتشير إم كا – 2" وتستخدم في دعم مهام الاستطلاع.
أمّا ألمانيا فقد حلت خامسة بنحو 670 طائرة مسيّرة وتليها الهند بحوالي 625 مسيرة وفرنسا بـ 591 وأستراليا بـ557 وكوريا الجنوبية بـ518 طائرة مسيرة وفي المركز العاشر فنلندا بحوالي 412 طائرة مسيّرة.

كما نشير أيضا إلى الطائرات المسيّرة الإيرانية، حيث تعدّ إيران اليوم، من أكبر مصنعي الطائرات بدون طيار في العالم، على الرغم من العقوبات الغربية المفروضة عليها، وأشهرها "شاهد 129″، و"
شاهد 136"، و"مهاجر 6".. وغيرها.
ويقول رئيس وحدة الدراسات الأوروبية والإستراتيجية بمركز العرب هاني الجمل للجزيرة نت "إن المسيرات أصبحت النقطة المفصلية لجمع المعلومات في الطلعات الاستكشافية".
وأشار إلى أن هناك العديد من الدول اليوم باتت تستخدم المسيّرات كتكتيك جديد للأسلحة الجوية استخداما لعدة مسارات، أولها هو الاستكشاف وجمع المعلومات خاصة في المناطق التي يصعب فيها استخدام سلاح الجو التقليدي، وأيضا لانخفاض تكلفتها وصغر حجمها ودقتها وفاعليتها الكبيرة مقارنة بالأسلحة الأخرى.
وأوضح تقرير نشر على موقع "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية عام 2019، أنّ الطائرات بدون طيار الإسرائيلية دخلت أول مرة حيّز الاستخدام عام 1960، ومن بعدها كثَفت تل أبيب جهودها في تطوير وابتكار المسيرات التي استخدمتها خلال حروبها في احتلال شبه جزيرة سيناء عام 1967، وفي
حرب أكتوبر/تشرين الأول 1973، وحربها مع
لبنان 1983.
يشرح التقرير كيف نجحت إسرائيل في استخدام هذه الطائرات الاستطلاعية لتحقيق أهدافها العسكرية آنذاك. ووفقا للرئيس السابق لصناعة الطائرات الإسرائيلية ديفيد هاراري، فإنّ بلاده هي من طورت أوّل نظام تشغيل للمسيرات، ومن خلال تعاونها مع الولايات المتحدة تمّ تطوير طائرة الاستطلاع التكتيكية "آي آي آر كيو-2 بيونير" عام 1986.
كما أظهر تقرير لموقع "وورلد بيس فاونديشن" أن تل أبيب قامت بتصدير طائرات بدون طيار إلى 56 دولة على الأقل، رغم القيود المفروضة على المصنعين الإسرائيليين للإعلان علنا عن تقنيتهم.
وفي عام 2021، شكّلت الطائرات بدون طيار نحو 9% من صادرات الأسلحة الإسرائيلية برقم قياسي قدّر بـ11.3 مليار دولار، حيث إنّ نصف هذه الصادرات يذهب لأوروبا وثلثها إلى آسيا، وحوالي 10% من صادرات الأسلحة الإسرائيلية هي طائرات بدون طيّار.
وبحسب التقرير، فإنّ إسرائيل من عام 2009 إلى عام 2018، قدّمت أسلحة بما فيها الطائرات دون طيّار إلى المشاركين النشطين في النزاعات في عدة دول مثل: أفغانستان وإثيوبيا والهند وليبيا وميانمار ونيجيريا والصومال وتركيا وغيرها. وتقدّر عائدات الصادرات الإسرائيلية للطائرات بدون طيّار سنة 2025، بـ 11.6 مليون دولار، وفقا لمنصة البيانات الألمانية "ستاتيستا".
وحول تأثير المسيرات على منطقة الشرق الأوسط في ظل الأحداث الراهنة والحرب الإسرائيلية الإيرانية: يقول هاني الجمل للجزيرة نت إن "المسيرات سيكون لها تأثير على دول الشرق الأوسط، من النواحي الإنتاجية والاستخباراتية التي من الصعوبة الحصول عليها من دول المنطقة والدول المحيطة بها في ظل وجود أجهزة تجسّس متطورة تعتمد عليها دول الجوار في الشرق الأوسط.
ومن ناحية أخرى، قد لا تؤثر على المنطقة، لأنّ المسيّرات لا تحسم معارك حربية بعينها وهذه هي النقطة المفصلية، كونها قد تصيب الهدف ولكنها لا تستطيع أن تحصل على أراض ومساحة جغرافية في المعارك الحربية بشكل واقعي".