جنة وساطة بالسودان: الأزمة بين الجيش وقوات الدعم السريع في طريقها للحل

عناصر من قوات الدعم السريع في الخرطوم (الفرنسية-أرشيف)
أعلن وسطاء سودانيون فجر اليوم السبت إثر لقائهم رئيس مجلس السيادة الانتقالي عبد الفتاح البرهان أن الأزمة بين الجيش وقوات الدعم السريع في طريقها إلى الحل.
فقد قالت لجنة ثلاثية من قادة الحركات المسلحة مكونة من عضو مجلس السيادة مالك عقار ورئيس حركة العدل والمساواة جبريل إبراهيم ورئيس حركة تحرير السودان حاكم دارفور مني مناوي، إنها عقدت لقاء وصفته بالمثمر مع رئيس مجلس السيادة السوداني الذي يشغل أيضا منصب القائد العام للقوات المسلحة.
وأضافت اللجنة في بيان لها أنها لمست لدى البرهان استعدادا للإقدام على أي خطوة تعين على حلحلة الإشكال الطارئ بين القوات المسلحة وقوات الدعم السريع وإعادة الأمور لنصابها الطبيعي.
كما قالت لجنة الوساطة السودانية إن الأزمة في طريقها إلى زوال، وإن قيادة القوتين أوعى من أن يقودوا البلاد إلى حرب أهلية المنتصر فيها خاسر لا محالة، بحسب ما ورد في البيان.
وكان مراسل الجزيرة في الخرطوم الطاهر المرضي أفاد بأن اللجنة الثلاثية التقت أمس الجمعة قائد قوات الدعم السريع نائب رئيس مجلس السيادة محمد حمدان دقلو (حميدتي)، وأن الأخير أكد لهم عدم التصعيد واستعداده للقاء البرهان من دون شروط.
لقاء مع القوى المدنية
وقالت مصادر سودانية للجزيرة إن رئيس مجلس السيادة السوداني التقى مساء أمس الجمعة القوى المدنية الموقعة على الاتفاق الإطاري لبحث الأزمة بين الجيش وقوات الدعم السريع، في وقت أكد وسطاء سودانيون أن الأزمة في طريقها للحل.
ويأتي اللقاء بين البرهان والقوى المدنية بينما أثار التوتر بين الجيش وقوات الدعم السريع بقيادة نائب رئيس مجلس السيادة محمد حمدان دقلو (حميدتي) مخاوف من مواجهة عسكرية بين الطرفين.
وقال الجيش السوداني إن قوات الدعم السريع نشرت وحدات عسكرية في مروي والخرطوم دون التنسيق معه، في حين أكدت القوات التي يقودها حميدتي أن تحركها كان بموافقة الجيش.
واتهم الجيش السوداني الدعم السريع بحشد قوات داخل العاصمة وبعض المدن، وحذر مما وصفه بمنعطف خطير تمر به البلاد.
وقال قائد الفرقة الـ19-مشاة بمدينة مروي سليمان كمال حاج الخضر إنهم فوجئوا بدخول قوات الدعم السريع دون أي إخطار مسبق.
وفي مقابلة مع الجزيرة، أضاف حاج الخضر أن قواته تعاملت مع تحركات قوات الدعم السريع بمسؤولية وحكمة حتى تجنّب البلاد تأثير أي مواجهات، مشيرا إلى أن منطقة مروي لم تكن بحاجة إلى أي قوات إضافية لتأمينها وحمايتها، إذ إن الجيش السوداني يقوم بتلك المهمة وفق القانون والدستور، بحسب تعبيره.
نحو التهدئة
في هذه الأثناء، قال قيادي في الدعم السريع إن الأمور تتجه للتهدئة في مدينة مروي عبر وساطات داخلية وخارجية.
أما القيادي في قوى الحرية والتغيير-المجلس المركزي ورئيس المكتب التنفيذي بابكر فيصل فحذر مما وصفها بحرب أهلية تفكك السودان، متهما من سمّاهم أتباع النظام البائد بالوقوف وراءها لإجهاض الاتفاق النهائي المزمع توقيعه في أي وقت.
وفي وقت سابق، أعرب المبعوثون والممثلون الخاصون من فرنسا وألمانيا والنرويج وبريطانيا والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي عن قلق بالغ إزاء تصاعد التوترات في السودان، وخطر التصعيد بين القوات السودانية وقوات الدعم السريع.
واندلعت الأزمة بين الجيش والدعم السريع بينما تعثرت في الآونة الأخيرة المحادثات الرامية إلى صياغة اتفاق سياسي نهائي يكون من بين بنوده دمج قوات الدعم السريع في الجيش في إطار زمني محدد، ويمهد الطريق لتشكيل حكومة مدنية.
المصدر : الجزيرة نت + وكالات