ستراتفور: هذه أبرز التهديدات التي تواجه حكام تشاد العسكريين الجدد

عناصر من قوات الأمن التشادية بالعاصمة نجامينا (رويترز)
30/4/2021
قال موقع مركز ستراتفور (Stratfor) الأميركي إن قادة المجلس العسكري الانتقالي الجديد -الذي تقلد السلطة في تشاد بعد مقتل الرئيس إدريس ديبي- يواجهون العديد من الأزمات الأمنية والسياسية الداخلية التي ستؤثر سلبا على انخراط بلادهم في جهود مكافحة الإرهاب التي تقودها فرنسا بمنطقة الساحل، خاصة في كل من مالي والنيجر وبوركينا فاسو المجاورة.
الاحتجاجات الشعبية
وذكر الموقع أن أول هذه التهديدات هي الاحتجاجات الشعبية المستمرة في العاصمة نجامينا، والتي تشكل "تهديدا مباشرا" لشرعية واستقرار المجلس العسكري.
فبعد وفاة ديبي في 19 أبريل/نيسان الجاري، علق الجيش فعليا العمل بالدستور وحل الحكومة والهيئة التشريعية، وشكل مجلسا عسكريا انتقاليا، مما تسبب في اندلاع موجة من المظاهرات الدامية أحيانا في العاصمة للمطالبة بتمثيل مدني أكبر الفترة الانتقالية.
ولا تظهر مؤشرات -وفق ستراتفور- على تراجع حدة وزخم هذه الاحتجاجات مما يضع ضغوطا متزايدة على قادة المجلس العسكري الانتقالي لقبول فترة انتقالية خاضعة لمبدأ تقاسم السلطة بين المدنيين والعسكريين، على غرار ما شهدته التجارب السياسية لبلدان مثل السودان ومالي.
ورغم الغضب والاحتقان الشعبي، فقد بقيت فرنسا على موقفها الثابت في دعم المجلس العسكري ولم تصدر حتى الآن، على عكس الولايات المتحدة والعديد من المنظمات الإقليمية، أي دعوة لمشاركة أكبر للمدنيين خلال المرحلة الانتقالية.
وتولي باريس أهمية قصوى لضمان "استمراريتها" في تشاد حيث يعتبر هذا البلد بالغ الأهمية لإستراتيجيتها الأمنية الشاملة بمنطقة الساحل، والتي تدير عملياتها من قاعدة لها في نجامينا.
وقد جعل هذا الدعم المستمر للمجلس العسكري الانتقالي فرنسا هدفا لغضب المتظاهرين، حيث وردت تقارير عن حرق محطة وقود مملوكة لشركة توتال الفرنسية على الأقل خلال المظاهرات المناوئة للحكم العسكري.
المتمردون
التهديد الثاني الذي يواجهه قادة المجلس العسكري الانتقالي هو الهجوم الذي يشنه متمردو "الجبهة من أجل التناوب والوفاق" منذ مطلع هذا الشهر، والذين يواصلون تقدمهم صوب نجامينا.
وقد زعم المتمردون أمس أنهم وصلوا مدينة نوكو على بعد أكثر من 300 كيلومتر شمال العاصمة، لكن القادة العسكريين نفوا ذلك رافضين دعوات الجبهة لإجراء حوار وطني.
ويرى الموقع الأميركي أن متمردي "الجبهة من أجل التناوب والوفاق" ليس لديهم على ما يبدو ما يكفي من القوة البشرية لمواصلة هجومهم على طول الطريق إلى نجامينا، ما لم تحدث انشقاقات في صفوف الجيش، لكن حملتهم المستمرة قد تتطور لتهديد دائم يستنزف موارد الجيش التي يحتاجها في ساحات أخرى، وإن حققوا نجاحات أكثر من المتوقع فيرجح أن تتدخل حينها فرنسا عسكريا لحماية المجلس العسكري الانتقالي.

مراقبون يعتبرون أن الاحتجاجات الشعبية في تشاد تشكل "تهديدا وجوديا" لقادة المجلس العسكري (رويترز)
تهديدات أخرى
تواجه تشاد تهديدا آخر يتمثل في هجمات "تنظيم الدولة الإسلامية غرب أفريقيا" جنوبي البلاد، وتحديدا منطقة بحيرة تشاد الحدودية مع كل من النيجر ونيجيريا.
وكثيرا ما شكلت هذه المنطقة موطنا للعنف المجتمعي على خلفية عرقية بسبب الاشتباكات حول حقوق ملكية المياه والنزاعات على الأراضي بين المزارعين ورعاة الماشية، والتي غالبا ما تتطلب انخراط الحكومة وقوات الأمن.
كما أن الأزمة السياسية والأمنية المستمرة بجمهورية أفريقيا الوسطى المجاورة، وأحداث العنف المتفرقة بإقليم دارفور في السودان، تسببت في موجة من اللاجئين إلى حدود البلاد الشرقية والجنوبية.
لكن هاتين المعضلتين وتهديد مقاتلي تنظيم الدولة -يختم موقع ستراتفور الأميركي- لا تشكل "تهديدا وجوديا" لقادة المجلس العسكري الانتقالي، على العكس تماما من التمرد القادم من الشمال والمظاهرات المستمرة في قلب نجامينا.
المصدر : ستراتفور