شمشور الأوكراني.. مصفف شعر نهارا وقناص مسيّرات ليلا

شمشور في إحدى مهامه العسكرية (رويترز)
21/2/2023
قبل اندلاع الحرب، لم يكن أولكسندر شمشور يتقن سوى قص شعر الزبائن والتحدث معهم، غير أن حاله كحال الآلاف من الأوكرانيين الآخرين تغيرت منذ بداية الحرب الروسية على بلاده.
يحرس شمشور مع عديد من المتطوعين الآخرين سماء أوكرانيا ليلا، ويسقطون الطائرات المسيّرة الروسية.
ويواصل شمشور (41 عاما) عمله مصفف شعر نهارا، في حين يصطاد الطائرات الروسية المسيّرة ليلا.
ومع اقتراب الذكرى الأولى للاحتلال الروسي يوم 24 فبراير/شباط الجاري، يفخر شمشور بدوره في الوقت الذي أصبحت فيه أوكرانيا ماهرة بشكل كبير في إسقاط الصواريخ والطائرات المسيّرة التي تطلقها القوات الروسية على مدن بعيدة عن خطوط المواجهة.
ويتفاعل أعضاء وحدة الدفاع الإقليمية، ومن بينهم محامٍ ورجل أعمال، مع الإنذارات بالغارات الجوية الروسية داخل العاصمة كييف وعلى حدودها، فيهبون لإسقاط ما أمكنهم من طائرات "شاهد-136" الإيرانية الصنع، وذلك باستخدام مدفع رشاش من الحرب العالمية الثانية تمت صيانته.
وعلى سطح إحدى البنايات، يقول شمشور بينما يستطلع أفق العاصمة المضاء من خلال كاميرا حرارية مع جهاز تحديد المدى "أنا سعيد للغاية، لماذا؟ لأنني أدافع عن بلدي، وأدافع عن شعبنا الأوكراني"، وبالقرب منه، يقف زميله المقاتل وهو يعدل البراميل الخضراء للبندقية الآلية "مكسيم" السوفياتية الصنع.
ولا يريد شمشور أن يُعرف بغير مهنته الأصلية، إذ يصر على الذهاب إلى صالون التجميل والعمل مع الناس، العمل الذي يقول إنه يتقنه.
وقال إنه لم يخطر على باله كشخص مدني أن "يهرب ويختبئ في مكان ما" عندما اقتحمت القوات الروسية المدرعة أوكرانيا الشتاء الماضي وبدأت في قصف كييف ومدن أخرى.
ويتابع أنه "مع وجود العدو على الباب، كان يجب أن أفعل شيئا، كان يجب أن أدافع".
وذكر شمشور أنه خلال ليلتي 29-30 ديسمبر/كانون الأول 2022، أسقطت وحدته من على السطح طائرتين بدون طيار فوق كييف، وقام أعضاء فريقه أيضا بنقل المهارات التي تعلموها إلى وحدات أخرى.
ويضع شمشور عدة شارات على الزي الذي يرتديه، بما في ذلك واحدة كتب عليها باللغة الإنجليزية "قناص درونز" (Drone Hunters)، وأخرى باللغة الأوكرانية كُتب عليها (Ronin)، أي المحارب الياباني الإقطاعي، وهو الاسم الحركي الذي اختاره لنفسه.
وعندما شنت روسيا الحرب، يقول الجندي الاحتياطي السابق في الجيش قبل نشوب الصراع، دمرت قاعدته العسكرية بالفعل بسبب القصف الروسي، لذلك قرر الانضمام إلى الدفاعات الإقليمية، إذ قام في البداية بتوصيل الطعام إلى المدنيين والمساعدة في إجلاء الناس.
وفي صالونه بينما كان لا يزال مرتديا زيه العسكري الكاكي وهو يصفف شعر عملائه، يقول شمشور إنه يحاول عدم الكلام مع عملائه بخصوص الحرب، واصفا الأمر بأنه الجزء "المظلم"، على عكس الجزء "المشمس" من حياته المسالمة.
شمشور مع رفاقه يفحصون سلاح مكسيم قبل نهاية مناوبتهم (رويترز)

شمشور وهو يمارس عمله مصفف شعر. (رويترز)

شمشور يتحدث مع رفاقه عبر خدمة فيديو الجوال. (رويترز)

شمشور يمارس بعض مهاراته الاحترافية في تصفيف الشعر. (رويترز)

مصفف الشعر والمتطوع في وحدة الدفاع الإقليمي الأوكراني أولكسندر شمشور يستعد لتحضير صبغ الشعر في صالون تجميل. (رويترز)

شمشور في بدلته العسكرية الكاملة. (رويترز)