وصرح رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو آنذاك في الاجتماع الأسبوعي لمجلس الوزراء في القدس أن غانتس ضابط ممتاز وقائد ذو خبرة، ويتمتع بخبرة غنية وبكل السمات اللازمة ليكون قائدا ناجحا للجيش.
وفي عامه الأول رئيسا للأركان العامة عين غانتس أول امرأة برتبة لواء في الجيش الإسرائيلي وهي "أورنا باربيفاي"، كما شارك في قرار تبادل الأسرى الفلسطينيين مقابل إطلاق سراح الجندي الإسرائيلي المختطف جلعاد شاليط.
وقاد غانتس الجيش الإسرائيلي في العدوان على غزة في عملية "عمود السحاب" في نوفمبر/تشرين الثاني 2012، والتي بلغ فيها عدد الشهداء الفلسطينيين 168 من بينهم 34 طفلا، كما دمرت قوات الاحتلال 2153 منزلا، ووصل عدد المهجرين قسرا جراء هدم وتدمير المنازل نحو 20925 من بينهم 9259 طفلا وفقا لتقرير مركز الميزان لحقوق الإنسان.
وقاد غانتس أيضا العملية العسكرية الإسرائيلية "الجرف الصامد" على غزة في عام 2014، والتي استمرت 51 يوما، وشنت إسرائيل فيها أكثر من 6 آلاف غارة جوية وأطلقت حوالي 50 ألف قذيفة مدفعية، وأسفرت عن استشهاد 1462 مدنيا فلسطينيا ثلثهم من الأطفال.
وتباهى غانتس في تسجيلات مصورة بعدد القتلى الفلسطينيين والأهداف التي تم تدميرها تحت قيادته، قائلا إنه تم قتل "1364 إرهابيا" في القطاع، الذي قال عنه إنه "أعيد إلى العصر الحجري".
وفي يوم 16 فبراير/شباط 2015، انتهت فترة ولاية غانتس رئيسا للأركان العامة بعد مسيرة عسكرية استمرت 38 عاما.

بيني غانتس قاد الجيش الإسرائيلي في العدوان على غزة عام 2012 وعام 2014 (الأوروبية)
القطاع الاجتماعي والأعمال
بعد تقاعده من الجيش الإسرائيلي دخل غانتس فترة انتظار إلزامية مدتها 3 سنوات لا يمكن أن يترشح خلالها للكنيست.
وفي هذه الأثناء انخرط في أنشطة اجتماعية وشارك في مشاريع مختلفة، فشغل منصب رئيس المجلس الاستشاري العام لمركز "ناتال إسرائيل"، وكان رئيس مؤسسة "ياد ديفيد بن غوريون"، وكذلك أطلق برنامج "مدى نقب" الذي يعرّف الأطفال على مجالات العلوم والتكنولوجيا.
ودخل أيضا قطاع المال والأعمال، فشارك في مؤسسات عدة، مثل شركة العقارات "أموت للاستثمارات" و"إلرون للصناعات الإلكترونية".
وأصبح رئيس "شركة البعد الخامس" عام 2015، وهي شركة إسرائيلية ناشئة في مجال التكنولوجيا الأمنية، أُغلقت عام 2018 بعد أن فرضت الولايات المتحدة عقوبات على مستثمرها الروسي، وقالت إن له دورا في المحاولات الروسية للتدخل في الانتخابات الأميركية.
التجربة السياسية
أعلن غانتس رسميا دخوله السياسة في يوليو/تموز 2018، وبعد 6 أشهر أسس حزب "الصمود لأجل إسرائيل"، الذي تبنى سياسات تركز على التعليم والأمن القومي. وفي يناير/كانون الثاني 2019 أعلن عن تحالف انتخابي مع وزير الدفاع السابق ورئيس أركان الجيش الإسرائيلي موشيه يعلون وحزبه "تيلم".وفي الشهر الذي يليه انضم إلى التحالف حزب "يش عتيد" بزعامة يائير لابيد، وتم تأسيس قائمة موحدة تعرف باسم حزب "أزرق أبيض" بزعامة غانتس لخوض الانتخابات العامة لعام 2019.

بدعم من حلفاء نتنياهو أصبح بيني غانتس الرئيس 17 للكنيست بعد استقالة "يولي إدلشتاين" (رويترز)
وبدأ غانتس مساره السياسي بقوة، وزاحم نتنياهو على رأس السلطة، إذ أشار استطلاع للرأي أجرته القناة 12 الإسرائيلية في مطلع عام 2019 إلى أن غانتس نال تأييد 35% من الإسرائيليين مقابل 36% لنتنياهو.
وفي انتخابات أبريل/نيسان 2019 تعادل كل من التحالف والليكود بحصول كل منهما على 35 مقعدا، وانتُخب غانتس لعضوية الكنيست 21 وأصبح رئيسا لكتلة حزب "أزرق أبيض".
وبعد فشل نتنياهو في تشكيل ائتلاف حاكم، تمت الدعوة لانتخابات جديدة في سبتمبر/أيلول من العام نفسه، وفاز فيها حزب "أزرق أبيض" بـ33 مقعدا مقابل 32 مقعدا لليكود، لكن الحزبين فشلا مرة أخرى في التوصل إلى اتفاق لتشكيل الحكومة.
وزير الدفاع الإسرائيلي
في 2 مارس/آذار 2020، أجريت انتخابات ثالثة ولم تسفر عن أغلبية ملموسة، وعلى الرغم من تكليف الرئيس الإسرائيلي رؤوفين ريفلين غانتس بتشكيل الحكومة، فقد انتهى تفويضه بفشل في تقديم ائتلاف للكنيست.
وكان من الواضح أنه من دون الانضمام إلى حكومة وحدة مع الليكود، فمن المرجح الذهاب إلى انتخابات رابعة، وهي النتيجة التي أراد غانتس تجنبها، لذا تراجع يوم 26 مارس/آذار 2020 عن تعهده "بعدم العمل تحت قيادة رئيس وزراء متهم بالفساد"، معلنا أنه "سيدرس تشكيل حكومة طوارئ وطنية" بالاتفاق مع نتنياهو.
وأصبح غانتس بدعم من حلفاء نتنياهو السياسيين الرئيس 17 للكنيست بعد استقالة "يولي إدلشتاين"، إذ صوّت لصالحه 74 عضوا و18 ضده من أصل 120 عضوا في الإجمال.

غانتس أصبح في 2011 رئيس هيئة الأركان العامة للجيش الإسرائيلي (الأوروبية)
ووقع نتنياهو وغانتس اتفاقا في 20 أبريل/نيسان 2020 لتشكيل "حكومة طوارئ وطنية"، وبموجب الاتفاق، يتولى نتنياهو رئاسة الوزراء لمدة 18 شهرا، ويكون غانتس نائبا لرئيس الوزراء ووزير الدفاع، بالإضافة إلى منصب "رئيس الحكومة البديل".
وبعد الفشل في إقرار الموازنة، تم حل الحكومة نهاية عام 2020 وأجريت الانتخابات الرابعة في أقل من عامين في 23 مارس/آذار 2021.
وأدى تحالف غانتس-نتنياهو إلى انهيار حزب "أزرق أبيض"، وفقد غانتس الدعم عندما نكث بوعده الانتخابي بعدم العمل في حكومة مع نتنياهو، وبدأ أعضاء الحزب بالانشقاق والتحول إلى أحزاب أخرى، وأعلن وزير الخارجية غابي أشكنازي، الرجل الثاني في القائمة الجزئية، أنه لن يترشح للانتخابات. كما قرر موشيه يعالون الانسحاب من السباق بعد ترشحه مع حزب "أزرق أبيض" في 3 انتخابات.
وفي مرحلة ما بدا أن "أزرق أبيض" قد لا يفوز بأي مقاعد، لكن غانتس حشد الدعم وفاز بـ8 مقاعد، واحتل المركز الرابع، وحصل نتنياهو على 30 مقعدا وحصل على تفويض بتشكيل الحكومة.
ولم يوافق غانتس على الانضمام إلى ائتلاف مع رئيس الوزراء هذه المرة، وخسر نتنياهو فرصته في تشكيل الحكومة وحصل زعيم حزب "يش عتيد" على تفويض بتشكيل الحكومة، وانضم إليه غانتس، إذ عُين وزيرا للدفاع في يونيو/حزيران 2021.

بيني غانتس في أحد اجتماعات حزبه في الكنيست بالقدس (رويترز)
إلى المعارضة من جديد
عقب حل الكنيست في يونيو/حزيران 2022 لإجراء انتخابات مبكرة، أعلن غانتس وجدعون ساعر في أغسطس/آب 2022 اندماج "أزرق أبيض" و"الأمل الجديد"، وعزمهما الترشح بقائمة مشتركة في انتخابات نوفمبر/تشرين الثاني من العام نفسه، وانضم لهما رئيس الأركان السابق غادي آيزنكوت، وسُمي التكتل الجديد باسم "حزب الوحدة الوطنية". لكن الفوز كان من نصيب نتنياهو وحلفائه في هذه الانتخابات.
وفي 12 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 أعلن نتنياهو تشكيل حكومة طوارئ عقب عملية "طوفان الأقصى"، وانضم غانتس إلى "المجلس الأمني" الذي يدير الحرب، والذي انبثق عن حكومة الطوارئ، وقال إنه ينظر بإيجابية للانضمام إلى حكومة تتركز مهامها حول الوضع الأمني، وتعهد ببذل كل ما يلزم لإعادة الأسرى الإسرائيليين لدى حركة "حماس".
التوجهات السياسية
يؤكد غانتس حرصه على وحدة إسرائيل الداخلية، التي تشتتها "الانقسامات"، ويعلن عن إيمانه "بإسرائيل آمنة ويهودية وديمقراطية"، ويرى ضرورة تعزيز قوة الجيش الإسرائيلي في مواجهة التحديات.ويشدّد على أن "القدس هي العاصمة الموحدة لإسرائيل"، لكنه يدعو إلى تحقيق السلام مع الفلسطينيين مع الحفاظ على المصالح الأمنية لإسرائيل. ويشير إلى تقديم تنازلات إقليمية للفلسطينيين، لكنه تجنب الحديث عن مسألة الدولة الفلسطينية، ويرفض أن تصبح إسرائيل دولة ثنائية القومية.
ويرى غانتس أن غور الأردن "جزء لا يتجزأ من دولة إسرائيل"، وهو الحاجز الدفاعي الشرقي للبلاد في أي صراع مستقبلي، كما يعارض الانسحاب من هضبة الجولان السورية. ويظهر صرامة شديدة في ما يتعلق بشأن أمن إسرائيل الخارجي، ويدعو لمواجهة خطر إيران وجماعة حزب الله وحركة حماس.

بيني غايتس عين وزيرا للدفاع من أبريل/نيسان 2020 إلى ديسمبر/كانون الأول 2022 (رويترز)
المسؤوليات والمناصب