المنطقة تشهد زخة قوية من الشهب هذه الليلة

13/12/2025
المهندس محمد شوكت عودة
مدير مركز الفلك الدولي
عضو منظمة الشهب الدولية
تشهد سماء المنطقة العربية مساء اليوم السبت 13 ديسمبر زخة شهب التوأميات والتي تعتبر من أفضل زخات الشهب، وهي تحدث كل عاميوم 14 ديسمبر، فإضافة إلى أنها صاحبة عدد الشهب الأكبر من بين باقي زخات الشهب، فإن نوعية الشهب أيضا هي الأفضل، فشهب زخةالتوأميات بطيئة مما يجعلها تظهر لفترة أطول من الزمن، حيث تبلغ سرعة شهب التوأميات 35 كيلومتر في الثانية.
وتظهر شهب التوأميات كل عام ما بين 04 و17 ديسمبر، وتصل الذروة (أكبر عدد من الشهب) يوم 14 ديسمبر، وفي هذا العام ستحدث الذروةيوم الأحد 14 ديسمبر في الساعة 08 صباحا بتوقيت غرينتش، وقد شهد موعد الذروة تذبذبا بسيطا خلال العقدين الماضيين، إلا أن الذروةخلال هذه الفترة حدثت في موقع الأرض حول الشمس الذي يوافق هذا العام الوقت ما بين الساعة 15 عصرا بتوقيت غرينتش من يوم السبتإلى الساعة 12 ظهرا بتوقيت غرينتش من يوم الأحد، مما يجعل ليلة السبت على الأحد هي الأنسب لمشاهدة هذه الشهب. ومن العواملالإيجابية في زيادة عدد الشهب يوم الذروة هو غياب القمر عن السماء معظم الليل.
وعلى المهتمين برؤية هذه الشهب الرصد من مكان مظلم والنظر إلى السماء ابتداء من حوالي الساعة التاسعة مساء، وتزداد الشهب بمرورالوقت، إلا أن تزداد بشكل ملحوظ بعد منتصف الليل وبالاقتراب من موعد الفجر. وكذلك يكون عدد الشهب أكبر كلما كان الراصد أقرب من موعدالذروة. ويفضل النظر بعيدا عن مجموعة "التوأمان" بمسافة تبلغ 45 درجة إلى اليمين أو اليسار منها وبارتفاع يبلغ 45 درجة عن الأفق.
وتبلغ عدد شهب التوأميات وقت الذروة حوالي 120 شهاب في الساعة، ولكن هذا الرقم لا يمكن رؤيته إلا من مكان مظلم تماما بعيد عنإضاءة المدن، وذلك لفترة وجيزة قرب وقت الذروة، ومن المناطق التي تكون فيها مجموعة التوأمين عالية في الأفق. أما في حالة الرصد منداخل المدينة فلا يتوقع رؤية أكثر من عشر شهب في الساعة في أفضل الأحوال. وفي العادة يبقى عدد الشهب المثالي (ZHR) لهذه الزخةحوالي 100 شهاب أو اكثر لمدة 10 إلى 12 ساعة حول وقت الذروة.
وسميت زخة شهب التوأميات بهذا الاسم لأن جميع شهبها تبدو منطلقة من نقطة وهمية موجودة في مجموعة التوأمين (أو برج الجوزاء كمايسميه المنجمون)، وسبب هذه الشهب هو كويكب اسمه "فيثون" ويتصرف هذا الكويكب مثل المذنبات أحيانا فتنفلت منه حبيبات غبارية تبقىسابحة في مداره، والبعض يرى أن هذا الكويكب هو في الحقيقة نواة لمذنب قديم، وعندما تقترب الأرض من مدار الكويكب كل عام يوم 14 ديسمبر تنجذب هذه الحبيبات الغبارية نحو الأرض وتدخل الغلاف الجوي فتحترق وتؤين الغلاف الجوي مكونة الشهب التي نراها.
وخلافا لمعظم زخات الشهب الأخرى، فإن نشاط شهب التوأميات ليس متماثلا قبل وبعد الذروة، فنشاط الشهب يتصاعد بشكل بطيء قبل الذروة،ولكنه ينخفض بشكل سريع بعدها، وبالتالي تشهد الليالي قبل الذروة نشاطا مميزا من الشهب أيضا. فقبل يومين من الذروة يكون عدد الشهبفي الساعة يساوي ربع عدد الشهب في الساعة يوم الذروة، وقبل الذروة بيوم يكون عدد الشهب في الساعة نصف عدد الشهب في الساعة يومالذروة. أما أول يوم بعد الذروة، يكون عدد الشهب في الساعة ربع عدد الشهب في الساعة يوم الذروة. ومن مميزات شهب التوأميات أن عددالشهب ذات اللمعان المتوسط منخفض، فمعظم شهبها إما لامعة أو خافتة.
والشهب عبارة عن حبيبات ترابية تدخل الغلاف الجوي الأرضي، فتنصهر وتتبخر نتيجة لاحتكاكها معه وتؤين جزء منه، ونتيجة لذلك نراهاعلى شكل خط مضيء يتحرك بسرعة في السماء لمدة ثوان أو جزء من الثانية. ومن النادر أن يزيد قطر الشهاب عن قطر حبة التراب، حيثيتراوح قطر الشهاب ما بين 1 ملم إلى 1 سم فقط. وتبلغ سرعة الشهاب لدى دخوله الغلاف الجوي ما بين 11 إلى 72 كم في الثانية الواحدة. ويبدأ الشهاب بالظهور على ارتفاع 100 كم تقريبا عن سطح الأرض، ويبلغ عدد الشهب التي تسقط على الأرض بحوالي 100 مليون يوميا،معظمها لا يرى بالعين المجردة.
هذا ولا تشكل الشهب أي خطر على سطح الأرض إطلاقا حتى وإن كانت على شكل عاصفة، فجميع الشهب تتلاشى قبل وصولها إلى سطحالأرض، إلا أن هناك خطرا حقيقيا قد تشكله الحبيبات الترابية على الأقمار الصناعية التي تدور حول الأرض، حيث قد تصل سرعة الشهاب إلى72 كم في الثانية الواحدة (200 ضعف سرعة الصوت). واصطدام جسيم بهذه السرعة قطره أقل من قطر شعرة الإنسان بإمكانه تكوين شرارةكهربائية كفيلة بأن تعطل أجهزة القمر الصناعي الحساسة، وبالتالي إيقافه عن العمل. فعلى سبيل المثال تعطل قمر الاتصالات "أولومبوس" أثناءزخة شهب البرشاويات عام 1993 بسبب اصطدامه مع إحدى الحبيبات الترابية.