هكذا غطى الإعلام الأسترالي هجوم بوندي وأشاد "بالبطل" أحمد الأحمد

الهجوم خلف 12 قتيلا ونحو 29 جريحا (أسوشيتد برس)
أحمد حموش
14/12/2025
خصص الإعلام الأسترالي تغطية واسعة للهجوم الذي استهدف يهودا كانوا يحتفلون بعيد الحانوكا بمنطقة شاطئ بوندي الشهير قرب مدينة سيدني، حيث كشف بعض التفاصيل عن الهجوم، ونقل معطيات عن أنواع السلاح الذي يرجح استخدامه في الهجوم، وخصص مجالا للإشادة بالرجل المسلم أحمد الأحمد الذي هاجم أحد المسلحين وانتزع منه سلاحه.
وأعلنت الشرطة الأسترالية اليوم الأحد مقتل 12 شخصا وإصابة نحو 29 آخرين في إطلاق النار. وذكر موقع صحيفة سيدني مورنينغ هيرالد أن الشرطة سارعت للوصول إلى شاطئ بوندي بمجرد سماع دوي طلقات نارية، حيث شوهد مئات الأشخاص يفرون من عين المكان.
أحمد الأحمد (43 عاما) الذي نجح في انتزاع سلاح أحد المهاجمين، هو مواطن من سيدني يمتلك متجرا للفواكه في منطقة سذرلاند، وأب لطفلين، وقد أصيب برصاصتين خلال الهجوم
وتابع أن أولى الصور التي وصلت كانت لرجلين يرتديان ملابس سوداء وهما يطلقان النار مما بدا أنها بنادق هجومية من جسر المشاة الذي يربط "كامبل باريد" و"جناح بوندي".
وذكر أن الشرطة قتلت أحد المسلحين رميا بالرصاص، واعتقلت المسلح الثاني وهو الآن قيد الاحتجاز.
وزاد الموقع أن مفوض الشرطة لانيون أكد أن الحادث هو "عمل إرهابي"، في حين بادرت شرطة نيو ساوث ويلز لطمأنة السكان وأكدت عدم وجود تهديد آخر.
كما أشار لانيون إلى العثور على عبوات ناسفة بدائية الصنع في سيارة في "كامبل باريد" مرتبطة بالمسلح الذي قُتل. وسارعت الشرطة لمداهمة منزل في منطقة بونيريج في غرب سيدني على صلة بالهجوم.
وبحسب الموقع، فقد أكد مفوض الشرطة لانيون أن أكثر من 1000 شخص كانوا يحتفلون بعيد "حانوكا" في شاطئ بوندي وقت وقوع الهجوم.

إعلام أسترالي قال إن ما جرى في شاطئ بوندي يعد ثاني أسوأ هجوم في تاريخ البلاد (أسوشيتد برس)
على لائحة الشرطة
وردّا على سؤال حول كيف تمكن المسلحان من التخطيط وتنفيذ الهجوم إذا كان أحدهما معروفا لدى الشرطة، رد المفوض لانيون "ما قلته هو أننا نعرف الشخص، هذا لا يعني أن هناك أي تهديد محدد يشكله هذا الشخص. لو كان لدى الشرطة معلومات استخباراتية بوجود خطر على المجتمع أو على هذا الحدث، لكنا اتخذنا إجراءات كبيرة".
من جهته، ركز موقع "إيه بي سي نت" الأسترالي على موضوع توثيق كاميرات المراقبة اللحظة التي نجح فيها رجل يرتدي ملابس مدنية في الاشتباك مع أحد منفذي إطلاق النار في شاطئ بوندي وانتزع السلاح منه.
وتابع أن مقطع الفيديو يظهر رجلا كان يختبئ خلف سيارة بالقرب من المسلح الذي كان يطلق النار، ثم سرعان ما انقض عليه وانتزع منه السلاح.
بعد ذلك -يتابع الموقع- أظهر الفيديو المهاجم الثاني وهو يواصل إطلاق النار، وبدا المهاجم الثاني وكأنه يشير إلى رفيقه الذي فقد سلاحه للعودة إلى الجسر. وأكدت الشرطة لاحقا مقتل أحد المسلحين رميا بالرصاص في مكان الحادث.
"أحمد الأحمد بطل"
وبحسب الموقع، فقد وصف رئيس وزراء نيو ساوث ويلز، كريس مينز، ما حدث بأنه "حدث صادم" و"غير مألوف في أستراليا"، لكنه أضاف أن لقطات الرجل الذي نزع سلاح أحد المهاجمين كانت "المشهد الأكثر إثارة للدهشة الذي رأيته على الإطلاق".
وقال مينز "هذا الرجل بطل حقيقي، وليس لدي أدنى شك في أن العديد من الأشخاص على قيد الحياة الليلة نتيجة لشجاعته".
موقع "نيوز كوم" الأسترالي كشف اسم الرجل، وقال إنه يدعى أحمد الأحمد (43 عاما)، وهو مواطن من سيدني يملك متجرا للفواكه في منطقة سذرلاند، والذي نجح في انتزاع سلاح أحد المهاجمين.
وأشاد الموقع بالرجل، ووصفه بالبطل، وقال إنه أب لطفلين، وقد أصيب برصاصتين خلال "هذا العمل البطولي الذي لا يصدق، وفقا لابن عمه الذي تحدث لشبكة "7 نيوز" الأسترالية.
وشبكة "7 نيوز" هي خدمة الأخبار التلفزيونية التابعة لشبكة "سفن نتوورك"، وتعد الأعلى تصنيفا ومشاهدة في أستراليا.
وصرح مصطفى، ابن عم أحمد الأحمد، للشبكة قائلا "هو في المستشفى ولا نعرف بالضبط ما يحدث في الداخل، نأمل أن يكون بخير، إنه بطل 100%".
وبحسب موقع "نيوز كوم" من المقرر أن يخضع الأحمد لعملية جراحية الليلة، وتشير التقارير إلى أنه لا يملك أي خبرة سابقة في استخدام الأسلحة، لكنه كان يمر صدفة بعين المكان، وقرر التدخل.

صورة تظهر المهاجمين على جسر للمشاة بمنطقة شاطئ بوندي (رويترز)
اسم أحد المهاجمين
وفي تقرير آخر، ذكر الموقع أن السلطات كشفت عن هوية أحد المسلحين، ويدعى نافيد أكرم من بونيريج بجنوب غرب سيدني.
وقال مصدر رسمي، تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته، إن الشرطة تداهم منزل نافيد أكرم في بونيريج.
ونقل عن رئيس الاستخبارات الأمنية الأسترالية، مايك بورغيس، قوله إنه يدرس هويات المهاجمين وما إذا كان هناك أي شخص آخر في المجتمع "لديه نية مماثلة".
وردا على سؤال عما إذا كان أي من المسلحين مدرجا في قوائم مراقبة الاستخبارات، قال بورغيس "كان أحد هؤلاء الأفراد معروفا لدينا، ولكن ليس بمنظور تهديد وشيك، لذا نحتاج إلى البحث فيما حدث هنا".
السلاح المشتبه باستخدامه في الهجوم هي بنادق "بولت أكشن رايفلز"، وهي مصممة لتحقيق إصابات قاتلة على مسافات بعيدة، وهي أبطأ من الأسلحة نصف الآلية، لكنها قادرة على إطلاق عدة أعيرة نارية موجهة في الدقيقة الواحدة.
كيف حصلا على السلاح؟
موقع "نيوز كوم" تساءل عن كيفية حصول منفذي هجوم بوندي على أسلحتهما، وذكر أن الشرطة لم تؤكد رسميا بعد نوعية الأسلحة التي استخدمها المسلحان اللذين أطلقا النار في شاطئ بوندي بعد ظهر اليوم.
وقال إن لقطات ما بعد الحادث -التي التقطت بالقرب من جسر المشاة المطل على حديقة بوندي- قدمت أدلة هامة، حيث ظهرت فوارغ ذخيرة من نوع "شوزن" حمراء متناثرة على الأرض، إلى جانب فوارغ معدنية أرق يبدو أنها تعود لبنادق صيد.
وذكر أن السلاح المشتبه باستخدامه في الهجوم هي بنادق "بولت أكشن رايفلز"، وقال إن هذه البنادق مصممة لتحقيق إصابات قاتلة على مسافات بعيدة.
وتابع أنها أبطأ من الأسلحة نصف الآلية، لكنها قادرة على إطلاق عدة أعيرة نارية موجهة في الدقيقة الواحدة.
كما يشتبه باستخدام سلاح "شوت غانز"، الذي يعتبر أكثر خطورة خاصة إذا استخدم من مسافة قريبة، حيث يطلق كمية كبيرة من الطلقات النارية في رمية واحدة.
وزاد "نيوز كوم" أن الحادثة تثير تساؤلات كبرى حول كيفية حصول المسلحين على مثل هذه الأسلحة الفتاكة، خاصة أن أستراليا تطبق بعضا من أشد قوانين الأسلحة صرامة في العالم، والتي تم إقرارها بعد اتفاقية الأسلحة النارية الوطنية عام 1996.
قوانين صارمة
وقال الموقع نفسه إن القانون الأسترالي يفرض تسجيل جميع البنادق ومنح ترخيص لجميع الملاك، مبرزا أن
الدفاع عن النفس لا يُعد سببا كافيا لامتلاك سلاح ناري في أي مكان بالبلاد.
وقال إنه على الرغم من هذا الإطار الصارم، يمكن للمدنيين امتلاك بعض البنادق بشكل قانوني، مثل بنادق "بولت أكشن" والعديد من بنادق (شوت غانز)، شريطة استيفاء متطلبات صارمة.
ونقل عن الاستخبارات الجنائية الأسترالية قولها إن أكثر من 260 ألف سلاح ناري تروج بالبلاد بشكل غير شرعي.
مداهمة منزل أحد المهاجمين
وتحدث موقع "نيوز كوم" في تقرير آخر عن مداهمة الشرطة الأسترالية منزلا في جنوب غرب سيدني، يُعتقد أنه مقر إقامة أحد منفذي هجوم شاطئ بوندي، وهو نافيد أكرم.
وزاد أن عشرات الأشخاص تجمعوا في الشارع محاولين الاقتراب من المنزل، في حين حذر أحد ضباط الشرطة الموجودين في الموقع الصحفيين قائلا "الأمر ليس آمنا، يجب عليكم العودة".
وذكر أن بعض السكان المحليين الذين منعوا من الوصول إلى منازلهم توسلوا إلى الشرطة للسماح لهم بالمرور، لكن طلب منهم العودة.
وتابع أن الهجوم لا يُعد أعنف إطلاق نار في تاريخ أستراليا، حيث ما تزال مجزرة بورت آرثر عام 1996 هي الأسوأ (35 قتيلا و23 جريحا)، والتي أدت إلى إصلاحات كبيرة في قوانين الأسلحة.
على الرغم من الإطار القانوني المنظم لامتلاك السلاح، يمكن للمدنيين امتلاك بعض البنادق بشكل قانوني، مثل بنادق "بولت أكشن" والعديد من بنادق "شوت غانز"، شريطة الالتزام بشروط صارمة.
شهادة أم
ونقلت شبكة "7 نيوز" شهادة أم أسترالية كانت في المنزل لتفاجأ باتصال من ابنتها التي ذهبت لشاطئ بوندي لقضاء اليوم برفقة صديقاتها.
وقالت إن ابنتها بعثت لها برسالة مفاجئة "أمي، حدث إطلاق نار في بوندي، لكن لا تقلقي، نحن بخير".
وتابعت أنها وهي تتساءل هل ابنتها تتحدث بشكل جاد أم تمزح كعادتها، فوجئت باتصال هاتفي من صديقتها التي كانت بنتها هي الأخرى في الشاطئ.
خاطبتها صديقتها قائلة "حدث إطلاق نار، الفتيات بخير، إنهن في أمان، امرأة طلبت منهن الركض".
وتابعت السيدة الأسترالية أن البنتين وصديقاتهما كن تحت الجسر قبل دقائق فقط من دوي الطلقات الأولى، وقالت إنها ما تزال تحت تأثير الصدمة.
المصدر: الصحافة الأسترالية + الجزيرة نت