لوّحت بإجراءات أحادية إن لم تستجب باريس.. مالي تطالب بمراجعة اتفاقيات التعاون العسكري مع فرنسا والأخيرة تبحث الرد

مظاهرات نظمت قبل أيام في باماكو دعما للحكومة الحالية ورفعت فيها شعارات مناوئة لفرنسا (رويترز)
30/1/2022
قال وزير الخارجية المالي عبد الله ديوب إن بلاده طلبت مراجعة اتفاقيات التعاون الدفاعي والأمني مع فرنسا فورا، ملوّحا باتخاذ إجراءات أحادية إن لم تستجب باريس لذلك.
وأضاف الوزير أن أحكام المعاهدة الحالية فيما يتعلق بالدفاع، بها بنود معينة تتعارض مع الدستور وسيادة مالي، مشيرا إلى أن مالي تنتظر ردا سريعا من فرنسا وأن باريس ستتحمل مسؤوليتها في حال لم يأت هذا الرد، كما أن بلاده ستتولى ما عليها من مسؤوليات في هذا الصدد.
من جهته، اتهم وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان، شركة فاغنر الروسية بنهب الثروات المعدنية في مالي.
وقد كشف وزير الخارجية الفرنسي، أن باريس تبحث مع حلفائها التدابير اللازمة للرد على الوضع الجديد في المنطقة.
وأكد لودريان استمرار الحرب على الجماعات المسلحة في الساحل، متهما عناصر مجموعة فاغنر الروسية المنتشرين في مالي بنهب الموارد المعدنية لهذا البلد، مقابل حماية المجلس العسكري الحاكم.
وكانت وزيرة الجيوش الفرنسية فلورانس بارلي، صرحت بأن الوجود العسكري الفرنسي في مالي لا يمكن أن يستمر تحت أي ظرف.
احتجاجات شعبية
وفي السياق ذاته، ينتظر أن تخرج اليوم في نيامي، عاصمة النيجر مسيرات للمطالبة بإجلاء القوات الفرنسية.
وكانت العاصمة المالية باماكو شهدت أمس، احتجاجات مناوئة للوجود الفرنسي في البلاد.
وقد طالب المحتجون بإنهاء ما قالوا إنه احتلال لبلادهم، ورفعوا شعارات مناوئة للسياسة الفرنسية وداعمة للتعاون مع روسيا.
الوجود الفرنسي والروسي
ويثير الحضور الروسي الطارئ في منطقة الساحل الأفريقي حفيظة فرنسا القوة الاستعمارية التاريخية، والتي تحتفظ بوجود عسكري كبير في المنطقة.
وكانت باريس أعلنت العام الماضي عزمها تخفيض قواتها الموجودة في منطقة الساحل، والتي يقدر عددها بنحو 5 آلاف عسكري في صيف 2021، حيث سيتم تخفيض هذا العدد إلى نحو 3 آلاف بحلول الصيف المقبل.
كما يوجد حضور للقوات الجوية الفرنسية في شكل مقاتلات ومسيرات ومروحيات في عدد من بلدان الساحل.
ويعتبر الوجود الفرنسي في مالي هو الأكثر والأوسع انتشارا ويتمركز في مدن كيدال، وغاوة، وتيساليت شمالي البلاد وغوسي في الوسط.
وفي بوركينا فاسو، يوجد تمركز للقوات الخاصة الفرنسية في قاعدة جوية بالعاصمة واغادوغو.
أما بالنسبة لمقاتلي مجموعة فاغنر الروسية، واستنادا لصحيفة التايمز البريطانية فإن نحو ألف مقاتل موجودون في مالي حاليا بموجب صفقة مع الحكومة، في حين يقدر مجموع عناصر هذه المجموعة في أفريقيا بـ10 آلاف موزعين على دول مختلفة، من بينها جمهورية أفريقيا الوسطى والسودان وموزمبيق، وقد وقعوا هذا العام عقودا مع حكومتي إثيوبيا ونيجيريا.
وبينما يكتنف الغموض طبيعة وتعداد ونقاط تمركز هذه القوات في تلك الدول الأفريقية، تحدثت صحيفة "لوموند" الفرنسية هي الأخرى عن مقاتلي فاغنر في مالي وقالت إنهم يقدرون بنحو 300 إلى 350 مقاتلا.
المصدر : الجزيرة نت + وكالات