رودريغو باز

24/10/2025
سياسي وسطي يميني بوليفي ولد عام 1967 بإسبانيا، نجل الرئيس البوليفي الأسبق خايمي باز زامورا الذي تولى الرئاسة بين عامي 1989 و1993. قضى سنوات حياته الأولى في إسبانيا ثم توجه إلى واشنطن عاصمة الولايات المتحدة الأميركية وحصل من جامعاتها على شهادتين في الاقتصاد وإدارة السياسات العامة.
تقلد أثناء مسيرته السياسية مناصب حكومية عدة، منها عضو المجلس البلدي عن مدينة تاريا ثم عمدتها، وانتخب بعدُ نائبا في البرلمان البوليفي.
وفي بداية 2025 تولى رئاسة "الحزب البوليفي الديمقراطي المسيحي"، مما مهد له الطريق للترشح والفوز في الانتخابات الرئاسية للبلاد في أكتوبر/تشرين الأول 2025.
المولد والنشأة
ولد رودريغو باز عام 1967 في مدينة سانتياغو دي كامبوستيلا شمالي إسبانيا، وقضى معظم سنوات حياته هناك. يتحدر من عائلة ذات خلفية سياسية، فهو نجل الرئيس البوليفي الأسبق خايم باز زامورا.
عاش باز طفولته وشبابه متنقلا بين الدول بعدما اضطر والده إلى مغادرة بوليفيا والعيش في المنفى بإسبانيا، هربا من حكم الجنرال هوغو بانزر، أحد حكام البلاد العسكريين بين عامي 1964 و1982.
وبعد تنحي بانزر عن الحكم، عاد والده إلى بوليفيا بحلول عام 1978 وتولى الرئاسة في الفترة الممتدة من 1989 إلى 1993.
تزوج من ماريا إلينا ورزقا 4 أبناء.

رودريغو باز يحتفل مع مؤيديه بعدما أظهرت النتائج الأولية تقدمه في الانتخابات الرئاسية 2025 (أسوشيتد برس)
الدراسة والتكوين
تلقى تعليمه الأولي والثانوي في مدارس مسيحية بإسبانيا، ثم توجه إلى واشنطن لإكمال دراسته الجامعية.
وحصل على شهادة البكالوريوس في الاقتصاد، كما نال شهادة الماجستير في إدارة السياسات العامة من الجامعات الأميركية.
وقد أسهم هذا التعليم المزدوج في تشكيل رؤيته السياسية وجعلته أكثر انفتاحا على السياسات الاقتصادية
والليبرالية والعلاقات الدولية.
التجربة السياسية
بدأ باز تجربته السياسية في ثمانينيات القرن الـ20 ضمن حزب والده "حركة اليسار الثوري"، الذي أسس في الستينيات، ثم عين عضوا في المجلس البلدي لمدينة تاريا جنوبي بوليفيا.
اكتسب باز خبرة واسعة في العمل المحلي، ثم شغل في التسعينيات وأوائل الألفية منصب عمدة المدينة ذاتها.
انتخب عام 2020 عضوا في البرلمان عن حزب "المجتمع المدني"، مما مهد له الطريق للظهور على الساحة الوطنية بشكل أكبر، كما أنه تحول نحو تيار وسطي محافظ، وشجع سياسات اقتصادية ليبرالية.
ومع نهاية 2024 وبداية 2025 ترأس "الحزب الديمقراطي المسيحي"، وهو حزب وسطي يستند في مرجعيته الفكرية إلى المبادئ الديمقراطية المسيحية.

رودريغو باز يكسب ثقة أكبر عدد من المواطنين المنتقدين لحزب "الحركة نحو الاشتراكية" (غيتي)
الانتخابات الرئاسية
منذ عام 2006 كانت بوليفيا تحت حكم حزب "الحركة نحو الاشتراكية" (ماس) الذي أسسه الرئيس الأسبق
إيفو موراليس، وكان الحزب يحظى بدعم كبير خاصة من السكان الأصليين.
لكن ذاك الدعم بدأ يتراجع بشكل ملحوظ في السنوات الأخيرة بسبب تفاقم الأزمات الاقتصادية في البلاد، ولم يتمكن موراليس من الترشح من جديد بعدما صدر حكم قضائي حد من عدد الولايات الرئاسية وسمح بولايتين فقط.
ومع اقتراب نهاية حكم حزب "ماس"، شهدت بوليفيا في 17 أغسطس/آب 2025 أجواء انتخابية حاسمة، فقد تنافس ثمانية مرشحين في الجولة الأولى لكنهم لم يحصلوا على النسبة المطلوبة للفوز.
في حين حصل المرشحان السيناتور الوسطي باز ممثلا عن "الحزب الديمقراطي المسيحي" والسياسي المحافظ خورخي توتو كيروجا على أعلى نسبة من بين المرشحين، مما استدعى التوجه إلى جولة ثانية بينهما.
فوزه بالرئاسة
وبعد إعلان نتائج الجولة الانتخابية الثانية يوم الأحد 19 أكتوبر/تشرين الأول، حصل باز على نسبة 54.6% من الأصوات، وأصبح بذلك ثالث فرد من العائلة يتولى منصب الرئاسة، في حين حصل المحافظ كيروجا على 45.5%.
وتمكن باز من كسب ثقة المنتقدين لحزب "الحركة نحو الاشتراكية"، والرافضين سياسات كيروجا، بفضل برنامجه الانتخابي الجامع بين دعم الطبقات الفقيرة والمتوسطة في الأرياف، وإنعاش الاقتصاد المحلي بدعم القطاع الخاص.
ووعد بإلغاء نظام
سعر الصرف الثابت تدريجيا، إلى جانب دعم خفض أسعار الديزيل والبنزين، واستقرار أسعار المواد الأساسية والقضاء على الفساد.

رودريغو باز (يسار) مع نائبه المنتخب إدمان لارا (غيتي)
كما وعد بالحد من الإنفاق العام المفرط، في إطار تعديل النموذج الاقتصادي الذي رسخه "حزب نحو الاشتراكية" في فترة الحكم التي امتدت قرابة 20 عاما.
وشدد على أن هذه الإصلاحات ستنفذ بوتيرة تدريجية ومدروسة، من أجل تفادي
الركود الاقتصادي أو موجة تضخم حادة قد تؤدي إلى اضطرابات شعبية.
واختار باز ضابط الشرطة السابق، إدمان لارا، نائبا له، وقادا معا الحملة الانتخابية وتنقلا بين المدن والقرى البوليفية، وتميزت الحملة بطابعها البسيط بعيدا عن مظاهر الترف والاستعراض، مما أسهم في تعزيز ارتباطه بسكان تلك المناطق، على عكس حملة منافسه كيروجا، التي وصفت بـ"البذخ والإنفاق المبالغ فيه".
واعتبرت غلائيلديس غونزاليس كالنشي، وهي محللة متخصصة في شؤون منطقة "الأنديز" ضمن مجموعة الأزمات الدولية، فوز باز بالانتخابات تحولا سياسيا كبيرا للبلاد، وقالت "إن بوليفيا تسير نحو مسار أفضل".
من جهته أكد الرئيس المنتخب، أن حكومته ستكون "حكومة التغيير"، وعبر عن أمله في أن تتحقق العدالة الاجتماعية ويعم الاستقرار في البلاد.
المصدر: مواقع إلكترونية + الجزيرة نت