"منظمة شنغهاي".. حلف سياسي واقتصادي
منظمة دولية حكومية دائمة واتحاد إقليمي سياسي وأمني واقتصادي، وأحد أبرز التكتلات الإقليمية في أوراسيا، وتضم في عضويتها 10 دول من بينها الصين وروسياوالهند.
تأسست عام 2001 في مدينة شنغهاي الصينية بهدف تعزيز التعاون والسلام بين دولها الأعضاء، إلى جانب الدفع نحو إقامة "نظام سياسي واقتصادي دولي جديد، ديمقراطي وعادل وعقلاني".
التأسيس
تأسست منظمة شنغهاي للتعاون في 15 يونيو/حزيران 2001 بمدينة شنغهاي في جمهورية الصين الشعبية، بمبادرة من 6 دول هي: كازاخستان والصين وقيرغيزستان وروسيا وطاجيكستان وأوزبكستان.
وقد جاءت هذه المنظمة امتدادا لـ"خماسية شنغهاي" التي تأسست عام 1996، وكانت تضم الدول المؤسسة ما عدا أوزبكستان.
وفي عام 2002، اعتمد قادة الدول الأعضاء في اجتماعهم بمدينة سانت بطرسبورغ ميثاق منظمة شنغهاي للتعاون، الذي دخل حيّز التنفيذ في 19 سبتمبر/أيلول 2003، وهو الوثيقة الأساسية التي تحدد أهداف المنظمة ومبادئها وبنيتها التنظيمية ومجالات عملها الرئيسة.
الأهداف
تهدف منظمة شنغهاي للتعاون إلى تعزيز سياسة حسن الجوار بين الدول الأعضاء، إلى جانب دعم التعاون بينها في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والأمنية، إلى جانب الثقافة والتعليم والطاقة والنقل والسياحة وحماية البيئة والتجارة والعلوم والتكنولوجيا وسواها.
كما تهدف إلى مواجهة التكتلات الدولية بالعمل على إقامة نظام دولي "سياسي وديمقراطي وعادل"، والعمل المشترك على ترسيخ السلم والأمن وضمان الاستقرار الإقليمي.
ومنذ تأسيسها، كان التعاون الأمني إحدى المهام الرئيسية للمنظمة، ولا تزال على قمة أولوياتها وهدفا رئيسيا في المستقبل.
وتصرح المنظمة بأنها تعمل على مكافحة الإرهاب ومواجهة التطرف والحركات الانفصالية، والتصدي لتجارة الأسلحة والمخدرات، ويرى كثير من المحللين أنها حلف عسكري جديد يهدف إلى مواجهة حلف شمال الأطلسي (
ناتو).
تضم منظمة شنغهاي للتعاون 10 دول أعضاء هي الصين وروسيا وكازاخستان وقرغيزستان وطاجيكستان وأوزبكستان والهند
وباكستانوإيران وبيلاروسيا.
وقد بدأت المنظمة عام 2001 بست دول مؤسسة، ثم توسعت بانضمام أوزبكستان في العام نفسه، والتحقت فيما بعد الهند وباكستان عام 2017 في قمة أستانا، ثم إيران في 2023، وبيلاروسيا عام 2024.
وإلى جانب الأعضاء الدائمين، تضم المنظمة دولا بصفة مراقب هي منغوليا
وأفغانستان، كما ترتبط بشبكة واسعة من شركاء الحوار بلغ عددهم 14 دولة، من بينها
تركيا ومصر وقطروالسعودية والإمارات إلى جانب دول آسيوية من ضمنها سريلانكا ونيبال وكمبوديا
وأذربيجانوأرمينيا.
تمتد دول منظمة شنغهاي للتعاون على مساحة تتجاوز 60% من إجمالي مساحة أوراسيا، ويعيش فيها نحو 42% من سكان العالم، وتشكل هذه الدول مجموعة نحو 25% من
الناتج المحلي الإجمالي العالمي.
وللمنظمة حضور في المشهد السياسي العالمي، خاصة وأن دولتين من دولها لها عضوية دائمة في
مجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة، وهما الصين وروسيا، إضافة إلى مشاركة 5 أعضاء منها في
مجموعة العشرين، وهي الهند والصين وروسيا وتركيا والمملكة العربية السعودية، وكذلك 5 أعضاء في مجموعة البريكس وهم الهند وإيران والصين والإمارات العربية المتحدة وروسيا.
الهيكلة
مجلس رؤساء الدول
يعد مجلس رؤساء الدول أعلى هيئة لصنع القرار في منظمة شنغهاي للتعاون، وهو المسؤول عن تحديد أولويات المنظمة ومجالات نشاطها الرئيسية. ويناقش المجلس القضايا الأساسية المتعلقة بتنظيم عمل المنظمة الداخلي وتفاعلها مع الدول والمنظمات الدولية الأخرى، إضافة إلى القضايا الدولية الأكثر إلحاحا.
يعقد المجلس اجتماعاته مرة واحدة سنويا، ويرأسه رئيس الدولة المُنظِّم للاجتماع الدوري، ويتم تحديد مكان انعقاد الاجتماع عادة وفق الترتيب الأبجدي الروسي لأسماء الدول الأعضاء.
مجلس رؤساء الحكومات
يشمل مجلس رؤساء الحكومات أو رؤساء الوزراء الأعضاء التنفيذيين للمنظمة، ويعقد اجتماعاته السنوية لمناقشة إستراتيجيات التعاون متعدد الأطراف وتحديد الأولويات الاقتصادية وغيرها، إضافة إلى اعتماد ميزانية المنظمة.
كما يتابع المجلس القضايا المتعلقة بمجالات محددة، من ضمنها الاقتصاد والتجارة والتعاون الصناعي والطاقة والثقافة والتعليم والصحة والزراعة والنقل والطوارئ والرياضة، ويعمل على اتخاذ القرارات المناسبة في هذه المجالات.
ويُعقد اجتماع المجلس مرة واحدة سنويا، ويرأسه رئيس الدولة المضيفة للاجتماع، ويتم تحديد مكان الانعقاد بالتنسيق بين الدول الأعضاء، كما حدث في اجتماع يوم 1 نوفمبر/تشرين الثاني 2022 برئاسة الصين.
مجلس وزراء الخارجية
يتولى مجلس وزراء الخارجية متابعة الأنشطة اليومية للمنظمة، والتحضير لاجتماعات مجلس رؤساء الدول، وإجراء المشاورات بشأن القضايا الدولية داخل المنظمة. ويجوز للمجلس، عند الضرورة، الإدلاء ببيانات نيابة عن منظمة شنغهاي للتعاون.
يعقد المجلس عادة اجتماعا قبل شهر واحد من اجتماع مجلس رؤساء الدول، كما يمكن عقد اجتماعات استثنائية بمبادرة دولتين على الأقل، وبموافقة باقي الدول الأعضاء.
يرأس المجلس وزير خارجية الدولة المضيفة للاجتماع العادي. ويمثل المجلس المنظمة في اتصالاتها الخارجية وفق النظام الداخلي المعتمد.
كما تضم منظمة شنغهاي للتعاون هيئتين دائمتين: الأمانة العامة التي يقع مقرها في بكين، واللجنة التنفيذية للهيكل الإقليمي لمكافحة الإرهاب التي تتخذ من طشقند مقرا لها.
يُعيّن مجلس رؤساء الدول الأمين العام للمنظمة ومدير اللجنة التنفيذية للهيكل الإقليمي لمكافحة الإرهاب مدة ثلاث سنوات. ومنذ يناير/كانون الثاني 2022، تولى تشانغ مينغ (الصين) منصب الأمين العام، بينما شغل آر إي ميرزاييف (أوزبكستان) منصب مدير اللجنة التنفيذية للهيكل الإقليمي لمكافحة الإرهاب.
تعاونها مع الأمم المتحدة
منذ تأسيسها عام 2001، أولت منظمة شنغهاي للتعاون اهتماما رئيسيا لقضايا الأمن الإقليمي، مع تركيز خاص على مكافحة الإرهاب والتصدي للنزاعات الانفصالية العرقية والتطرف الديني. ومع مرور الوقت، توسعت أولوياتها لتشمل أيضا قضايا التنمية الإقليمية.
ومنذ عام 2005، نالت المنظمة صفة مراقب في
الجمعية العامة للأمم المتحدة. وفي أبريل/نيسان 2010، وقّعت أمانتا المنظمة
والأمم المتحدةإعلانا مشتركا للتعاون.
كما نسجت المنظمة شراكات مع منظمة الأمم المتحدة للتربية والتعليم والثقافة (
يونسكو)، ومنظمة السياحة العالمية والمنظمة الدولية للهجرة، إلى جانب تعاونها المستمر مع مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة، ولجنة الأمم المتحدة الاقتصادية والاجتماعية لآسيا
والمحيط الهادئ، ومكتب الأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب.
وفي يوليو/تموز 2017، عيّنت إدارة الشؤون السياسية وبناء السلام مسؤول ارتباط دائما لدى منظمة شنغهاي للتعاون في بكين.
المبادرات الرئيسية
في مجال الأمن
مثّلت مكافحة الإرهاب والتطرف الحجر الأساس للمنظمة، ففي الفترة ما بين 2011 و2015، أفاد الهيكل الإقليمي لمكافحة الإرهاب أنه استطاع إحباط 20 "هجوما إرهابيا"، كما عطّل 650 "جريمة إرهابية" ودمّر 440 معسكرا تدريبيا، وأوقف 2700 من عناصر "الجماعات المتطرفة"، وصادر 3250 عبوة متفجرة و52 طنا من المتفجرات و450 ألف طلقة ذخيرة.
وللمنظمة أيضا دور مهم في مكافحة تهريب المخدرات، إذ أسهمت بين عامي 2012 و2017 في ضبط 14٪ من إجمالي المخدرات المصادَرة عالميا.
في مجال الطاقة
تأسس نادي الطاقة التابع للمنظمة عام 2013، ليعزز التعاون بين الدول المنتجة (مثل روسيا وإيران والسعودية وكازاخستان وأوزبكستان) والدول المستهلكة (مثل الصين والهند وباكستان وتركيا).
وقد دعم النادي مشاريع كبرى مثل خط أنابيب الغاز بين آسيا الوسطى والصين، مع خطط لتحويل تركيا إلى مركز رئيسي للغاز يربط آسيا بأوروبا. كما أسهمت الصين وروسيا في تصدير مفاعلات نووية إلى دول أعضاء.
التكامل الاقتصادي والبنية التحتية
تتقاطع مشاريع المنظمة مع مبادرة الحزام والطريق الصينية، بما في ذلك ممر الصين-باكستان الاقتصادي ومشروع سكة حديد الصين-قرغيزستان-أوزبكستان.
المصدر: الجزيرة نت + وكالات + مواقع إلكترونية
"منظمة شنغهاي".. حلف سياسي واقتصادي
