الصين تعلن إبعاد مدمرة أميركية قرب جزر سكاربورو (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 0 - عددالزوار : 1 )           »          السجن المؤبد على 13 شخصا بتهم الإرهاب في بوركينا فاسو (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 0 - عددالزوار : 1 )           »          اختراق تخزين مستندات المحاكم الأميركية (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 0 - عددالزوار : 1 )           »          ديميتري بيسكوف.. دبلوماسي روسي (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 0 - عددالزوار : 1 )           »          كتاب: تاريخ شعوب الصحراء الشرقية (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          دول أوروبية تهدد بتفعيل "آلية الزناد" مع إيران (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 0 - عددالزوار : 2 )           »          الجيش الإسرائيلي يقر "الخطوط العريضة" لخطة احتلال غزة (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 0 - عددالزوار : 2 )           »          اصفرار البول: إليك الأسباب وطرق العلاج (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 0 - عددالزوار : 16 )           »          علاج آلام الظهر بطريقة مبتكرة وفعالة (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 0 - عددالزوار : 18 )           »          الصين تتكلم.. كيف ستواجه الحروب المقبلة؟ (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 1 - عددالزوار : 17 )           »          تحالف دول الساحل.. تكتل أفريقي (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 0 - عددالزوار : 20 )           »          خطوة في طريق مسدود.. قراءة إيرانية في زيارة وفد الطاقة الذرية لطهران (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 0 - عددالزوار : 19 )           »          هل ينهار النظام السياسي الهندي؟ (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 0 - عددالزوار : 19 )           »          يرين خان... المقررة الأممية المعنية بحقوق حرية التعبير (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 0 - عددالزوار : 12 )           »          وثائق للبنتاغون: إدارة ترامب تدرس تشكيل قوة رد سريع لمواجهة الاضطرابات (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 0 - عددالزوار : 72 )           »         



 
العودة   ..[ البســـالة ].. > جـناح الدراســات والبـحوث والقانون > قســـــم الكـتب العســــكريــة والسياســــــــية
التعليمـــات قائمة الأعضاء وسام التقويم مشاركات اليوم
 


كتاب: تاريخ شعوب الصحراء الشرقية

قســـــم الكـتب العســــكريــة والسياســــــــية


إضافة رد
 
أدوات الموضوع

قديم 13-08-25, 03:41 PM

  رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
الباسل
المديــر العـــام

الصورة الرمزية الباسل

إحصائية العضو





الباسل غير متواجد حالياً

رسالتي للجميع

افتراضي كتاب: تاريخ شعوب الصحراء الشرقية



 


"تاريخ شعوب الصحراء الشرقية".. بدو رُحل صنعوا التاريخ حائرون بين قارتين

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
تاريخ شعوب الصحراء الشرقية يغطي فترة زمنية واسعة تمتد من عصور ما قبل التاريخ (قبل 500 ألف سنة) وصولا إلى العصر الهيلينستي

(حوالي 2500 سنة مضت) (الجزيرة)

علي الكفراوي
13/8/2025

تؤكد الوقائع الحديثة أن معظم الدراسات التي تناولت مشاكل الصحراء الشرقية لم تهتم كثيرا بالشعوب التي عاشت على رمال هذه المنطقة، وأن هذه الصحراء، على الرغم من أهميتها التاريخية، وإن لاقت اهتماما كبيرا بالجانب التاريخي نتيجة الصراع والحروب التي جرت على رمالها، فإنها قوبلت بإهمال كبير، ولم تلقَ الاهتمام الكافي لدراسة شعوبها من الناحيتين الأنثروبولوجية والاقتصادية.
وبقي إنسان هذه الصحراء مهملا ومهمشا على مر التاريخ، يوظف فقط في جولات الحروب لصالح الجانب المهيمن، أما معرفة هموم ومشاكل هذا الإنسان فلم تكن في حسبان أي من الأطراف المتصارعة، ونتج عن هذا الإهمال عدم فهم لطبيعة هذه الشعوب، مما يصعب احتواءها في أوقات الانتفاض أو الانفصال.

ومن أجل هذا، تأتي أهمية كتاب "تاريخ شعوب الصحراء الشرقية" لمؤلفيه هانز برنارد وكم دايشترمات، بترجمة وتقديم عاطف معتمد، وشارك في الترجمة أسامة حميد وعزت زيان، والصادر عن المركز القومي للترجمة.
يقدم الكتاب دراسة شاملة لتاريخ وتطور المجتمعات التي عاشت واستوطنت الصحراء الشرقية لمصر والسودان وسيناء عبر عصور مختلفة.
الكتاب يتناول موضوعا حيويا، وهو شعوب الصحراء الشرقية (الممتدة من البحر الأحمر إلى النيل، وتشمل سيناء وتمتد جنوبا في السودان وإلى إثيوبيا وإريتريا، وترتبط بصحراء الجزيرة العربية عبر البحر الأحمر)، ويتتبع تاريخهم الطويل من الاستقرار والتجوال عبر مئات آلاف السنين وصولا إلى العصر الحديث، ويؤكد على أهمية فهم تاريخ هذه الشعوب، خاصة البجا والعبابدة، لفهم حاضرهم.
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

الدكتور عاطف معتمد (الجزيرة)

المؤلف عالم آثاري، قدم من خلال هذا الكتاب تاريخا كاملا للشعوب التي عاشت في الصحراء الشرقية، ونبّه إلى أن الصحراء الشرقية لم تكن مفتوحة للبحث الأثري بشكل واسع بسبب الظروف الأمنية وامتداد الحروب في تلك المنطقة من مصر، مما أدى إلى قلة الاكتشافات الأثرية فيها.

الصحراء الشرقية، هنا، هي المسرح الذي شهد فصولا طويلة من الحراك السكاني والتنوع الحضاري والتفاعل البيني منذ عصور ما قبل التاريخ، مرورا بالدولة المصرية القديمة، وفترات الغزو الفارسي واليوناني والروماني والعربي، حيث قامت علاقات وثيقة بين قبائل صحراء مصر الشرقية (خاصة البجا والعبابدة) وبقية الشعوب في السودان والنوبة والحبشة من جانب، وشبه الجزيرة العربية من جانب آخر.
أكثر من 30 عالما وضعوا خلاصة خبراتهم العلمية في هذا الكتاب الشامل المهم، الذي يطرح موضوعات متنوعة عن جذور الإنسان السلالية وأصوله وهجراته في هذه الصحراء، وما تركه من أدلة على اهتمامه بالفنون والأديان والأنشطة الاقتصادية والتجارية، وعلاقاته المتشابكة والشائكة مع سكان المركز في وادي النيل.
وفي تقديمه للكتاب، يشير الدكتور عاطف معتمد، أستاذ الجغرافيا بجامعة القاهرة، إلى أن كتاب "تاريخ شعوب الصحراء الشرقية" يعد مرجعا فريدا شاملا وموسوعيا عن شعوب وقبائل صحراء مصر الشرقية، حيث يأخذنا في مسيرة متلاحقة عبر مئات آلاف السنين. والكتاب نتاج جهود أكثر من 30 عالما متخصصا قدموا فيه خلاصة أبحاثهم المعمقة، فضلا عن المستوى العالي من الدقة العلمية للكتاب من خلال احتوائه على نحو 1500 مصدر مرجعي.

500 ألف سنة

ويغطي الكتاب فترة زمنية واسعة تمتد من عصور ما قبل التاريخ (قبل 500 ألف سنة) وصولا إلى العصر الهيلينستي (حوالي 2500 سنة مضت). وهو مقسم إلى قسمين، و32 فصلا، ويتناول جوانب متعددة تشمل: تطور المجتمعات في هذه المناطق، بما في ذلك الأنشطة الدينية والمعتقدات التي تجسدت في "آلهة الأرض الحمراء"، وأنماط الدفن التي تكشف عن الاستمرارية الثقافية.
ويعرب المترجم عن سعادته بتقديم هذا العمل المهم للقارئ العربي، لكنه في الوقت نفسه يبدي أسفا شديدا لقلة الباحثين المصريين المشاركين في مثل هذه الأعمال الرائدة، ويعزو ذلك إلى عدم وجود مدرسة علمية متكاملة وفرق بحثية متفرغة في الجامعات المصرية، قادرة على إجراء بحوث ميدانية معمقة في الصحاري المصرية، بسبب الأعباء التدريسية ونقص التمويل.
ويقول الدكتور عاطف معتمد: علماء الجغرافيا والجيولوجيا في دول أوروبا يقولون إن مصر كان من المفترض أن تتقدم دول العالم في علم الجغرافيا، لأن فيها دروسا مفتوحة، بل متاحف جيولوجية مكشوفة لفهم مبادئ العلم وتطوره.
وخلال جولاته في الصحراء الشرقية، يسوق لنا الدكتور معتمد على صفحته الأدلة على وجود أودية كبرى تبدو جافة اليوم، كانت تحوي قبل عشرات آلاف السنين نهرا عامرا بالمياه، وبه كهوف يسكن فيها إنسان العصر الحجري، الذي ذهبت الأبحاث إلى أن تاريخ وجوده هنا يتجاوز 100 ألف سنة مضت.
فضلا عن أودية أخرى، هي جزء من منظومة واد كبير، كانت تتدفق فيه جداول وبحيرات، وتتجمع فيها قبل عشرات آلاف السنين حيوانات عاش عليها إنسان الصيد والقنص، وكانت أدواته وأسلحته محلية الصنع من صخور المكشف الجيولوجي الموجود بالمنطقة، ولم يستوردها من مناطق أخرى. وقبل ما يزيد على 100 ألف سنة، صنع الإنسان في العصر الحجري أسلحته لصيد الحيوان وذبحه وتقطيعه، كما استخدمها في الدفاع عن نفسه، أو في قتل أخيه الإنسان، واستخدمها أيضا لإشعال النار.

وعن مكانة سيناء في الصحراء الشرقية، يوضح لنا الكتاب كيف كانت علاقة سكان الصحراء الشرقية بالحضارات المجاورة، مثل الحضارة المصرية القديمة، والمشرقيين، وبني إسرائيل.
ويناقش الكتاب أيضا دور النبات الطبيعي في حياة سكان الصحراء وإدارتهم للمشهد الثقافي، بالإضافة إلى استعراض حياة البدو وعلاقتهم بالنيل، ويقدم فصولا خاصة تستعرض تاريخ سكان مناطق صحراوية محددة مثل مرمريكا.
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

أسوار دير أنبا بولا في الصحراء الشرقية (شترستوك)

قصة الكتاب

وتبدأ قصة هذا الكتاب في نوفمبر/تشرين الثاني 2008، حيث عقد مؤتمر في المعهد الفلمنكي بالقاهرة تناول دراسة سكان الصحراء الشرقية، الذين هم في أكثرهم شعب مرتحل، وخُصص جزء كبير من المؤتمر للنقاش مع ممثلي القبائل البدوية من سيناء وساحل البحر الأحمر.
وبدا أن البدو مدركون للتغيرات الحديثة التي طرأت على بيئتهم ونمط حياتهم، حيث اشتكوا جميعا من عوامل "طرد الصحراء" وبيئتها الآخذة في التدهور، وعوامل جذب المدن في الوادي بما فيها من مغريات مثل المدارس والمستشفيات والوظائف والتلفاز والهواتف المحمولة، وكلهم مشغولون بهاجس فقدان عاداتهم وتقاليدهم المتأصلة في تاريخهم الشفوي وهويتهم الجذرية.
ومن هذا المؤتمر انطلقت فصول هذا الكتاب، التي تكشف عن أن للصحراء الشرقية سكانا محليين وتاريخا مميزا، رغم البيئة القاسية والإهمال البحثي. وكانت الصحراء الشرقية موضع تركز للنشاط البشري لأن المياه الباطنية كانت قريبة نسبيا من سطح الأرض، مما سمح بنمو نبات متناثر، فضلا عن أن هذه المنطقة تحوي ثروة معدنية من الذهب وأحجار الزينة.
وكان وصول جماعات الصيد والرعي من المناطق شديدة الجفاف إلى وادي النيل آنذاك من بين العوامل الكثيرة التي أدت إلى ظهور حضارة مصر القديمة. وتشير المصادر التاريخية إلى الذين سكنوا الصحراء منذ ذلك الحين، مثل قبائل "المجاي" للفترة من 2250-1800 ق.م، و"البليمي" للفترة من 600 ق.م-600 م.
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

صورة عامة لدير الأنبا بولا بالبحر الأحمر (شترستوك)

تاريخ مبكر

وعن التاريخ البشري المبكر في ربوع ومتاهات الصحراء الشرقية، تشير المصادر التاريخية إلى أنه ربما وصل البشر المحدثون -وفق ما يسميهم علماء التشريح- إلى المنطقة الواقعة شمال ملتقى النيل الأزرق والنيل الأبيض الحالي في العصر الحجري القديم الأوسط، منذ حوالي 120 ألف سنة، وكان ذلك أثناء واحدة من الفترات الرطبة العديدة خلال آخر فترة بين جليدية (130-110 آلاف سنة).
وفي نهاية المطاف، انتشروا شمالا حتى ساحل الشام على البحر المتوسط، حتى أوقفت هجرتهم تحركات إنسان نياندرتال، وما نتج عنها من فترة جليدية أخيرة، فيما بين 110 آلاف و12,500 سنة مضت، شاملة ذروة العصر الجليدي الأخير قبل حوالي 21 ألف سنة، ثم تناقص هطول الأمطار بشكل جذري في كل من الصحراء الكبرى والصحراء الشرقية، مما جعل معظم المنطقة غير صالحة لحياة البشر، فتراجع البشر المحدثون نحو الجنوب وإلى مناطق وادي النيل المعاصر، في حين استطاعت مجموعة صغيرة نسبيا من البشر المحدثين عبور البحر الأحمر ثانية نحو شبه الجزيرة العربية، وصولا إلى باب المندب عبر شبه جزيرة سيناء.
ولعل هناك من التغيرات الجغرافية التي وقعت بالمنطقة، في ضوء اتجاه التحركات التكتونية المحلية ومستويات سطح البحر المنخفضة في ذلك الوقت، ما يشير إلى أن المعبر من أفريقيا إلى شبه الجزيرة العربية كان أقصر من المسافة الحالية البالغة (30-40 كم)، ومن الواضح أن شبه جزيرة سيناء كانت سهلة الوصول والعبور.
وقد وجدت مصنوعات يدوية من العصر الحجري القديم في الصحراء الشرقية، في كل من وادي أبو حاد، وشمال غرب الغردقة في وادي بلي، وكهف صدمين، وشمال غرب مدينة القصير، ما يعني أن الصحراء الشرقية وساحل البحر الأحمر الشمالي ربما كانا طريقين جاذبين للبشر الأوائل لفترة أطول مما كنا نفترض سابقا، وربما كان هذان الطريقان من طرق الهجرات البشرية "خروجا من أفريقيا".

الهجرات الكبرى

وظلت الصحراء مهجورة حتى أدى تزامن "النيل الشرس" وبداية الفترات المطيرة الهولوسينية إلى دفع البشر إلى خارج وادي النيل، وجذبهم مجددا إلى المناطق الصحراوية الحالية، حيث توغلوا أكثر في الصحراء الشرقية ليستعيدوا الحياة في المواقع التي هجرها أسلافهم منذ آلاف السنين.

وشهدت منطقة النوبة هجرات كبرى وتقلبات في سكانها، حيث تبدو النوبة السفلى في بعض الأوقات مهجورة تماما، وفي أزمان أخرى قد غزتها شعوب عدة، مثل "النوبا" من الجنوب الغربي، و"الفونج" من الجنوب، و"بنو الكنز" من الشمال الشرقي، والأكسوميون، والمصريون. وكذلك شهدت الصحراء الشرقية وصول بدو "المعازة" و"الرشايدة" من الجزيرة العربية في القرنين التاسع عشر والعشرين الميلاديين.
ومع نشأة مصر الفرعونية، حل خوف كبير من المناطق الجافة الشاسعة التي تسمى بالمصرية القديمة "الأرض الحمراء"، ونشأت عاطفة قوية تجاه "كمت" (الأرض السوداء)، أي وادي النيل الخصيب، الذي كان المصريون يتجنبونه سابقا بسبب مستنقعاته وحياته البرية وحيواناته.
وكان تأثير مصر الفرعونية في المنطقة التي تقع جنوب الجندل الأول (النوبة) يقتصر على الصلات التجارية (بل إن اسم مدينة أسوان المصرية وتنويعاتها "سوينت" SWENET و"سييني" SYENE مشتق من الكلمة المصرية القديمة وتعني "التجارة").
ومنذ عصور ما قبل الأسرات، كان سكان وادي النيل يستكشفون الصحراء الشرقية بحثا عن الذهب وأحجار الزينة لصنع الأواني والتماثيل، وكانوا يعبرون المنطقة في طريقهم ذهابا وإيابا إلى البحر الأحمر، وكانوا يتركون خلفهم أدلة من النصوص والصور، كالنقوش والكتابات الجدارية، بالإضافة إلى مواقع الاستيطان وما يرتبط بها من مبانٍ ولقى أثرية ومقابر وطرق اتصال.
ومن أشهر السجلات الفرعونية في الصحراء الشرقية: بقايا ميناء قديم عند مرسى جواسيس (يسمى أحيانا وادي جاسوس) قرب مدينة سفاجا المصرية الحالية، بالقرب من البحر الأحمر، وعدد من المناجم والمحاجر والنقوش.
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

دير الأنبا أنطونيوس (شترستوك)

مراحل تاريخية

500 ألف سنة هي موضوع هذا الكتاب، وصولا إلى العصر الهيلينستي قبل 2500 سنة، وينقسم إلى قسمين، و32 فصلا، في أكثر من 550 صفحة من الحجم الكبير.
يتناول القسم الأول تطور المجتمعات في هذه المناطق، بداية من عصر ما قبل التاريخ، ومرحلة الصحراء الشرقية النوبية، بما في ذلك المشاهد الفنية للفن الصخري في بئر نورايت (السودان)، والأنشطة الدينية والمعتقدات التي تجسدت في "آلهة الأرض الحمراء"، ومكانة سيناء عند المصريين والمشرقيين وبني إسرائيل، وأنماط الدفن التي تكشف عن الاستمرارية الثقافية.
وفي رحلة جيولوجية وأثرية في غاية الأهمية، يستعرض الكتاب الآثار والبقايا التي تدل على الوجود البشري في الصحراء الشرقية قبل ظهور الكتابة، بما في ذلك الفن الصخري وأدوات العيش.
أما القسم الثاني من الكتاب، فيركّز على الفترة اللاحقة، بدءا من العصر البطلمي، مرورا بالعصر الروماني والعصور القديمة المتأخرة، وصولا إلى العصور الحديثة، ويتناول صورة حية للصحراء الشرقية تحت الحكم البطلمي والروماني، بما في ذلك وجود الأنباط، وأهمية المنطقة في تعدين الذهب، وتفصيلات عن شعوب النوباديين والبليميين.
ويتعرّض لتأثير السكان المحليين من القرن الأول إلى القرن السابع الميلادي، وهناك فصل مستقل عن أسرار الظهور والاختفاء في حياة رهبان الصحاري في سير القديسين نهاية العصر الروماني، وصورة الصحراء والبدو والرهبان والشياطين والنساك حول دير القديس أنطونيوس، وكيف نشأت البداوة وحياة الرهبنة في الصحراء الشرقية بالذات؟
ولكن كيف تكيفت العشائر البدوية الرعوية مع بيئتها الصحراوية؟ هذا موضوع دراسة مستفيضة عن التنوع الثقافي في الإستراتيجيات الاقتصادية لشعوب البجا، والتي تشمل معظم العشائر الزراعية الرعوية التي تحتل الصحراء الشرقية بين وادي النيل والبحر الأحمر. وتشغل عشائر البجا السودانية ولاية البحر الأحمر شرق السودان، وتشمل 3 مناطق رئيسية: السهل الساحلي لمنطقة الجوينب، وتلال البحر الأحمر، وهضبة التمراب التي تمتد غرب هذه التلال نحو وادي النيل.

سيناء وسواكن

والكتاب يحتوي على تفصيلات موسعة حول التوثيق الأثري الثقافي الكامل لبدو جنوب سيناء، من خلال دراسة تجريبية في سرابيوم الخادم غرب شبه جزيرة سيناء، والتي تشمل أطلال منجم فيروز من عصر الدولتين الوسطى والحديثة، والعمل على مسح وتوثيق التراث الثقافي لبدو جنوب سيناء بالتعاون مع البدو المحليين.
وفيما يتعلق بسعي المؤسسة الوطنية للآثار والمتاحف في السودان لإعلان سواكن "موقع تراث عالمي"، والتي تقع شمال شرق السودان، منذ أن وضعت على القائمة الأولية في عام 1994، تدور أحداث فصل مهم حول استحقاق سواكن لهذا الاهتمام، على الرغم مما لحق بها من دمار واضح لعدد من المباني التي تشتهر بها.
وتظهر القصة أن موقع سواكن يمثل جزءا أساسيا من الثقافة العالمية، إذ إن ما منح هذه المدينة شهرتها العالمية هو أنها بنيت من كتل من المرجان بين القرنين الخامس عشر والعشرين، ولم يتغير نمطها منذ العشرينيات عندما هجر الميناء رسميا لصالح ميناء بورتسودان المشيد حديثا.
فضلا عن ذلك، كانت سواكن، لأكثر من ألف عام، بوابة الثقافة الإسلامية إلى السودان، وميناء الحج الأفريقي الرئيسي، وميناء تجاريا حيويا على الطريق بين شمال شرق أفريقيا وآسيا عبر البحر الأحمر والمحيط الهندي. وقد تأسس الميناء في العصور المصرية الفرعونية، واستمر استخدامه من قبل التجار اليونانيين والرومان والبيزنطيين والعرب منذ ذلك الحين.
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

دير الأنبا أنطونيوس أقدم أديرة العالم (شترستوك)

العبابدة أحفاد الزبير

وتقف قبيلة العبابدة كأهم القبائل العربية في هذه المنطقة، ومن خلال دراسة ميدانية مهمة عن قبيلة العبابدة البدوية التي تقطن الصحراء الشرقية في مصر والسودان، فيما بين نهر النيل والبحر الأحمر، حيث يعيش عبابدة مصر على ساحل البحر الأحمر ومدينة أسوان، أما عبابدة السودان فيقطنون بورتسودان وأبو أحمد وكسلا، ويتكونون من عشائر عديدة، منها: العنقارباب، العقدة، عوادلاب، بلالاب، بطران، فليميداب، حارناب، عشباب، زيدان، جابرناب، كارجاب، وتحت مسمى "جماعاب" و"محاميداب" يتجمع عدد كبير من العائلات.
والعبابدة كلهم من أصل واحد، وجدهم الأكبر هو "الزبير بن العوام"، أحد أعظم المحاربين في عصر الرسول، وأحد صحابة النبي محمد صلى الله عليه وسلم، ما يعني أن العبابدة هاجروا من جزيرة العرب خلال الفتح الإسلامي لمصر، واستقروا في الصحراء الشرقية بمصر والسودان.
وتشتهر جبال العبابدة بالأعشاب الطبية، مثل: حلفا بر، وبلح السكر، والدمسيسة، والحنظل، وشجر العفين، وشجر الأراك، ونبات العشر، وشجر القلقلة، وترصد الدراسة كثيرا من التغيرات التي لحقت بأبناء قبائل العبابدة في الجبال والصحاري.
وكتاب "تاريخ شعوب الصحراء الشرقية" ليس كتابا فقط، بل موسوعة كبرى يدشنها الفكر الغربي على أرض العالم الثالث، ربما تكون دراسة علمية بريئة قد تستفيد منها الإنسانية، وربما تكون مقدمة لغزو فكري، أو كتيبة استطلاع لآلة القتل الغربي.

المصدر: الجزيرة نت


 

 


 

الباسل

يتولى القادة العسكريون مهمة الدفاع عن الوطن ، ففي أوقات الحرب تقع على عاتقهم مسؤولية إحراز النصر المؤزر أو التسبب في الهزيمة ، وفي أوقات السلم يتحمّلون عبء إنجاز المهام العسكرية المختلفة ، ولذا يتعيّن على هؤلاء القادة تطوير الجوانب القيادية لديهم من خلال الانضباط والدراسة والتزوّد بالمعارف المختلفة بشكل منتظم ، واستغلال كافة الفرص المتاحة ، ولاسيما أن الحياة العسكرية اليومية حبلى بالفرص أمام القادة الذين يسعون لتطوير أنفسهم وتنمية مهاراتهم القيادية والفكرية

   

رد مع اقتباس

إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 04:55 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
 

شبكـة الوان الويب لخدمات المـواقع