عرض مشاركة واحدة

قديم 17-07-09, 07:21 PM

  رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
الباسل
المديــر العـــام

الصورة الرمزية الباسل

إحصائية العضو





الباسل غير متواجد حالياً

رسالتي للجميع

افتراضي القتال في المدن دروس مستفادة من الحرب الروسية الشيشانية عام 2000م



 

القتال في المدن دروس مستفادة من الحرب الروسية الشيشانية عام 2000م

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

في أواخر عام 1999م وأوائل عام 2000م شنَّت القوات الروسية هجوماً على العاصمة الشيشانية غروزني بنيران المدفعية والقوات الجوية بدلاً من الهجوم بالدبابات والمشاة كما كانت تفعل في معاركها السابقة، فتحولت المدينة إلى أنقاض ودمار؛ فقد كان هجوم روسيا هذه المرة يختلف اختلافاً كبيراً عن هجومها الفاشل على غروزني عام 1995م، سواء من حيث الاستراتيجية أو من حيث التكتيكات التي طبقتها. فما هي الدروس التي استفادها الجيش الروسي من حربه السابقة في الشيشان عام 1995م وطبقها في معاركه عام 2000م؟ وما هي الدروس التي لم يستوعبها، أو آثر عدم تطبيقها؟ هذا ما سوف نسعى إلى الإجابة عليه بين ثنايا سطور هذه المقالة.

أسباب الحرب

بررت روسيا استخدامها للقوة العسكرية في شمال القوفاز بدخول القوات الشيشانية إلى جمهورية داغستان في أغسطس 1999م، وسعت إلى كسب شرعية دولية من خلال الإعلان عن أن أعمالها العسكرية تستهدف مكافحة الإرهاب. وعندما تصاعدت أعمال القتال بعد سلسلة التفجيرات في روسيا، تقدمت القوات الروسية وفق تخطيط محكم ودقيق عبر السهول الروسية الشمالية نحو نهر التيريك بهدف القضاء على القوات الشيشانية؛ وكانت التفجيرات في روسيا قد أحدثت أثراً كبيراً في أوساط الرأي العام الروسي مؤكِّدة على المزاعم الروسية التي تصور جمهورية الشيشان على أنها وكر لقطَّاع الطرق والخارجين على القانون والنظام، وتتفشى فيها أعمال الإرهاب والخطف، مما يشكِّل تهديداً مباشراً على روسيا يستلزم القضاء عليه حتى يعيش المجتمع الروسي آمناً.

لم تشن القوات الروسية هذه المرة هجوماً مباغتاً على العاصمة غروزني، وإنما قامت بمناورة في اتجاه نهر التيريك، وقد بلغ عدد قوات التدخٌُّل الروسية عند بداية الهجوم 80 ألفاً من القوات البرية و 30 ألفاً من قوات الشرطة؛ فمن الدروس التي استفادها القادة الروس من حربهم الأولى في الشيشان أنهم عملوا على حشد عدد كبير من القوات منذ اشتعال شرارة الحرب لشن الهجوم الذي أعدوا خطة محكمة لتنفيذه، فكان عدد القوات الفيدرالية الروسية يفوق متوسط عدد قواتهم في الحرب الروسية الشيشانية الأولى بضعفين أو ثلاثة أضعاف؛ كما أن الرئيس الروسي السابق بوريس يلتسين وعد القادة العسكريين بعدم وقف إطلاق النار كما حدث في الحرب الأولى، الأمر الذي أثار سخط القادة العسكريين واتخذت القيادة العسكرية الفيدرالية قرارات تتعلق بزخم الهجوم وتوقيت المهام، وتكتّمت السلطات الروسية على المعلومات المتعلقة بتطور مراحل الحرب.

وفي إطار الاستعدادات لشنِّ الهجوم على العاصمة غروزني انتشرت وحدات الاستطلاع في ضواحي المدينة في منتصف شهر نوفمبر، وبحلول شهر ديسمبر كانت القوات الروسية قد أحكمت تطويقها للمدينة. وحتى لا تتعرض القوات لهجمات مفاجئة أثناء دخولها للمدينة، فقد نشرت القيادة الروسية وحدات خاصة للاستطلاع، واتخذ القنّاصة مواقعهم لضرب الأهداف ورصد تحركات القوات الشيشانية داخل المدينة، وطلب نيران الإسناد بالمدفعية ضد المواقع المشتبه فيها.

استخدمت القوات الروسية تكتيك المناورة بالنيران لتدمير مواقع القوات الشيشانية بالقصف الجوي ونيران المدفعية، وقد استفاد الروس في ذلك من تجربة القوات الأمريكية في يوغوسلافيا، حيث طبّقت استراتيجية الحرب عن بعد أو عدم الالتحام القريب، إلا أنهم لم يكترثوا لما يصاحب ذلك القصف من دمار، على عكس ما كان يزعمه القادة الروس من أن تلك الهجمات كانت أكثر دقة من ذي قبل. وكان الروس قد أطلقوا تحذيرات إلى السكان في أوائل شهر ديسمبر بإخلاء المدينة لتقليل الخسائر في صفوف المدنيين حسب مزاعمهم إلا أنه اتضح أن حوالي 20 30 ألفاً من السكان كانوا متمركزين في مخابئ المدينة عندما بدأت المعركة بما في ذلك كبار السن والأطفال والنساء علاوة على أن 4000 من المقاتلين الشيشانيين لم يكونوا قد غادروا المدينة حتى ذلك الحين، وكان حي (منيوتكا) الذي يمثّل ملتقى طرق وخطوط اتصال مستهدفاً في المقام الأول مثلما كان القصر الرئاسي مقر الرئيس الشيشاني السابق جوهر دوداييف هو الهدف الرئيس في حرب عام 1995م.

لم تدخل القوات الروسية في بداية الهجوم إلى وسط المدينة كما فعلت عام 1995م باستثناء حالة تسلل واحدة نفذتها القوات البرية، وكانت بمثابة نكبة لهم ولم تستخدم قوات الاقتحام إلا في أواخر شهر يناير، حيث كانت الخطة ترمي إلى عدم دخول المدينة إلا بعد تدمير المباني بنيران المدفعية والقصف الجوي، وإنما استخدمت مفارز من القوات الخاصة وقوات الشرطة وقوات التدخّل السريع لهذا الغرض، ودخلت القوات البرية لاحقاً. وعندما طوَّقت القوات الروسية المدينة وتقدمت نحوها بحركة بطيئة، كانت القوات الجوية تقصف مواقع تمركز المقاتلين وأبراج المراقبة ومرافق الاتصالات قصفاً كثيفاً في أماكن متفرقة من الشيشان، بهدف عزل المقاتلين الشيشانيين وقطع الإمدادات عنهم.

وفي يوم 13 ديسمبر 1999م، كانت القوات الروسية قد احتلت الضاحية الشرقية من العاصمة غروزني (ضاحية كانكالا)، بل وحاولت دخول المدينة من تلك الناحية في يوم 16 ديسمبر، إلا أن تلك المحاولة منيت بالفشل الذريع، وتراجعت القوات البرية التي كانت تتقدم ذلك الهجوم مفسحة المجال لقوات الشرطة لكي تتقدم وتقوم بأعمال القتال حتى منتصف شهر يناير. وفي غضون ذلك، كانت القوات الروسية قد أعادت تجميع القوات استعداداً لمحاولة أخرى لاحتلال المدينة، وبالفعل شنَّت هجوماً مدبراً وحذراً في يوم 17 يناير على مدى ثلاثة أسابيع. وكانت الحرب سجالاً بين القوات الروسية والمقاتلين الشيشانيين على المواقع والمباني الرئيسية في وسط المدينة. وفي اليوم الأول من شهر يناير أصدر القادة الشيشانيون أمراً بالانسحاب من غروزني بعد أن تكبدت قواتهم خسائر جسيمة وانقطعت عنهم الإمدادات؛ وسعت القيادة الشيشانية إلى تنظيم الانسحاب في اتجاه الجنوب الغربي والالتجاء إلى مدينة (كانكالا)، ولكنهم وقعوا في حقل ألغام أثناء انسحابهم من المدينة فتكبدوا خسائر كبيرة وفقدوا العديد من قادتهم الرئيسيين الذين كان من بينهم القائد الشيشاني المشهور شاميل بساييف الذي أصيب بجرح غائر. وقد اتضح أن هذا الطريق الذي فتح قبل يوم واحد من الانسحاب كان بمثابة فخ نصبه الروس للشيشانيين

 

 


 

الباسل

يتولى القادة العسكريون مهمة الدفاع عن الوطن ، ففي أوقات الحرب تقع على عاتقهم مسؤولية إحراز النصر المؤزر أو التسبب في الهزيمة ، وفي أوقات السلم يتحمّلون عبء إنجاز المهام العسكرية المختلفة ، ولذا يتعيّن على هؤلاء القادة تطوير الجوانب القيادية لديهم من خلال الانضباط والدراسة والتزوّد بالمعارف المختلفة بشكل منتظم ، واستغلال كافة الفرص المتاحة ، ولاسيما أن الحياة العسكرية اليومية حبلى بالفرص أمام القادة الذين يسعون لتطوير أنفسهم وتنمية مهاراتهم القيادية والفكرية

   

رد مع اقتباس