قمة منظمة معاهدة الامن الجماعي تصادق على اتفاقية تشكيل قوات الرد السريع

صادقت قمة منظمة معاهدة الامن الجماعي على اتفاقية تشكيل قوات الرد السريع في اجتماعها بموسكو يوم 14 يونيو/حزيران في غياب الوفد البيلوروسي برئاسة الكسندر لوكاشينكو.
وكان الرئيس البيلوروسي الكسندر لوكاشينكو قد اعلن سابقا رفض بلاده المشاركة في اجتماع مجلس الامن الجماعي لمنظمة معاهدة الامن الجماعي بسبب ازمة الالبان بين مينسك وموسكو التي منعت استيراد منتجات الالبان من بيلوروسيا بذريعة عدم تطابقها مع المعايير الصحية الجديدة في روسيا الاتحادية.
وحول عدم مشاركة بيلوروسيا في القمة أعرب الرئيس مدفيديف عن أسفه وقال "أعتقد أن المسائل الاقتصادية الثنائية يجب حلها بطريقة الاتصالات المباشرة بين الدوليتين. ولا يجوز ربط مثل هذه المسائل الثنائية بالتعاون المتعدد الجوانب الذي يضمن الأمن والاستقرار في العديد من الدول. لكن هذا القرار اتخذه شركاؤنا البيلوروس وآمل في أن المشاكل المتعلقة بصناعة الالبان واللحوم لن تؤثر سلبا على أعمال القوات المشتركة للتدخل السريع التي تعد مفيدة لبيلوروسيا أيضا.
واشار الرئيس الروسي الى انه تم اتخاذ قرارت هامة جدا تهدف الى تطوير آلية الأمن الجماعي وتعزيز قدرة المنظمة بشكل كبير. اما الحدث الرئيسي في القمة فهو توقيع إتفاقية تشكيل قوات التدخل السريع. وهذه الاتفاقية هي خطوة لتشكيل قوات يأخذ الجميع بحسبانها والتي ستتمكن من التصدي لمختلف التهديدات. ويجب ان تكون هذه القوات سريعة ومزودة بكل ما هو مطلوب لعملها. ومن المهم أن تقوم هذه القوات بتدريبات عسكرية وعمليات مشتركة فبهذه الطريقة فقط يمكن تشكيل قوات جادة يحسب حسابها الجميع.
من جانب آخر اعلن الناطق الرسمي باسم الخارجية البيلوروسية اندريه بوبوف ان بلاده تنطلق من ضرورة اتخاذ موقف متكامل من ضمان الامن الجماعي في فضاء المنظمة وان جميع جوانبه مرتبطة فيما بينها. ويجب ان تصبح الاجراءات الكفيلة بضمان الامن الاقتصادي لاعضاء المنظمة احدى المقومات الاكيدة في هذا المجال. ونوه بوبوف بان فضاء منظمة معاهدة الامن الجماعي يشهد حاليا، وللأسف الشديد، ظواهر غير بناءة في مجال التعاون الاقتصادي، اذ اننا بصدد تطبيق احد بلدان المنظمة اجراءات تمييز اقتصادي سافر بشأن استيراد بعض المنتجات من بيلوروسيا، التي هي عضو في المنظمة. واضاف بوبوف ان تصرفات من هذا القبيل تقوض الامن الاقتصادي للبلد العضو والذي يعتبر الاساس الذي يقوم عليه الاستقرار، وتقوض بالتالي الامن الجماعي الشامل".
فيما قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في وقت سابق عقب اجتماع وزراء خارجية الدول الاعضاء في المنظمة ان غياب الوفد البيلوروسي لن يشكل عقبة امام اقرار الوثائق في قمة منظمة معاهدة الامن الجماعي خلال الجلسة التي تعقدها في الكرملين يوم 14 يونيو/حزيران. وعن نتائج الاجتماع الوزاري قال لافروف انه قد تم اعداد الوثائق الخاصة بنظام نشر قوات الرد السريع وقوامها وكذلك حددت خطة الاعمال للفترة حتى 2012 في مجال ازالة آثار الاحوال الطارئة ومكافحة الهجرة غير المشروعة. وافاد الوزير الروسي كذلك بان الاجتماع الوزاري صادق على الاعلان حول التعاون بين منظمة معاهدة الامن الجماعي ومنظمة الامن والتعاون الاوربي.
وكان رؤساء دول أعضاء المنظمة قد قرروا تشكيل هذه القوات في فبراير/شباط الماضي خلال الدورة الاستثنائية للمنظمة، وذلك بهدف تعزيز الأمن في منطقة الدول الأعضاء في ضوء التهديدات القائمة والمحتملة ومواجهة الإرهاب والتطرف وتجارة المخدرات. وتضم منظمة معاهدة الأمن الجماعي كلا من روسيا وأرمينيا وبيلوروسيا وكازاخستان وأوزبكستان وطاجيكستان وقرغيزستان.