لحل القضايا العالقة.. اتفاق جديد لتبادل المعلومات بين طهران ووكالة الطاقة الذرية

مؤتمر صحفي بطهران لرئيس منظمة الطاقة الذرية محمد إسلامي وبجواره مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل غروسي (رويترز)
5/3/2022
اتفقت طهران والوكالة الدولية للطاقة الذرية، اليوم السبت، على خارطة طريق لحل القضايا العالقة، في وقت قال مصدر إيراني مطلع إنه لا أساس لما نقلته رويترز عن أحد المسؤولين بشأن طلب موسكو ضمانات تتعلق بالاتفاق النووي.
ويأتي هذا الإعلان بينما قالت جميع الأطراف المشاركة في المحادثات غير المباشرة، الرامية إلى إعادة امتثال طهران وواشنطن للاتفاق النووي، إنهما على وشك التوصل إلى اتفاق في فيينا.
وقال رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية محمد إسلامي "وافقنا على أن نقدم للوكالة الدولية للطاقة الذرية، بحلول 21 يونيو/حزيران، وثائق تتصل بالقضايا المتبقية بين طهران والوكالة".
وأكد إسلامي -في مؤتمر صحفي في طهران مع مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل غروسي- أن تسوية الملفات العالقة بين الطرفين يجب أن تتم قبل إعادة تفعيل الاتفاق النووي.
من جانبه، قال غروسي "من المهم أن يكون لدينا هذا التفاهم… للعمل معا، وللعمل بشكل مكثف للغاية".
وأضاف المسؤول الدولي أن من الصعب التوصل إلى اتفاق في فيينا، إذا لم تحل المسائل العالقة بين طهران والوكالة.
ومضى قائلا إن ما يقومون، والأسئلة التي يتم طرحها، ناتجة عن تقارير وكالته ولا تفرض عليهم أي أجندة خارجية، حسب تعبيره.
ووصل جروسي طهران في وقت متأخر أمس لمناقشة إحدى آخر القضايا الشائكة التي تعوق إحياء الاتفاق النووي وتوجب رفع العقوبات عن إيران وتقييد تخصيبها اليورانيوم ليكون من الصعب إنتاج مواد تستخدم في صنع أسلحة نووية.
وأنعشت الزيارة لإيران الآمال في إحراز تقدم بشأن واحدة من آخر القضايا الشائكة التي تعرقل الموافقة على إحياء الاتفاق النووي الذي انسحب منه الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب عام 2018، وأعاد فرض عقوبات واشنطن على طهران.
وردا على انسحاب ترامب، بدأت إيران منذ عام 2019 في خرق بنود الاتفاق النووي وأعادت بناء مخزونات من اليورانيوم المخصب وقامت بتخصيبه إلى درجة نقاء انشطاري، وتركيب أجهزة طرد مركزي متقدمة لتسريع الإنتاج.
وعثرت الوكالة الدولية للطاقة الذرية على جزيئات من اليورانيوم المعالج في 3 مواقع قديمة لم تعلن إيران عنها قط، وقالت مرارا إن طهران لم تقدم إجابات شافية.
وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف (رويترز)
مطالب روسية
وفي سياق متصل، قال مصدر إيراني مطلع "أي مسؤول أو عضو في وفدنا في فيينا لم يتحدث إلى وكالة رويترز، تعليقا على طلب روسيا ضمانات تتعلق بالاتفاق النووي".
وكانت رويترز نقلت -عمن وصفته بأنه مسؤول إيراني كبير- قوله إن مطالبة روسيا قبل يومين بضمانات مكتوبة من الولايات المتحدة بأن العقوبات عليها لن تضر بتعاونها مع طهران أمر غير بناء لمحادثات فيينا.
وأضاف ذلك المسؤول الإيراني أن ثمة فهما بأن روسيا -عبر تغيير موقفها بمحادثات فيينا- تريد تأمين مصالحها في أماكن أخرى.
وكان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف قال إن العقوبات الغربية المفروضة على بلاده بسبب الصراع بأوكرانيا أصبحت حجر عثرة في الاتفاق النووي الإيراني، مطالبا بضمانات مكتوبة من الولايات المتحدة بأن العقوبات على روسيا لن تضر بتعاونها مع إيران.
وأضاف لافروف للصحفيين أن بلاده تريد ضمانات مكتوبة بأن العملية الراهنة التي بدأتها الولايات المتحدة "لن تضر بأي حال بحقنا في التعاون التجاري والاقتصادي والاستثماري الكامل والحر والتعاون العسكري الفني مع إيران".
وتجري إيران والقوى المنضوية في اتفاق عام 2015 (فرنسا وبريطانيا وروسيا والصين وألمانيا) مباحثات لإحياء التفاهم الذي انسحبت منه واشنطن أحاديا عام 2018.
وبلغت المباحثات -التي تشارك فيها واشنطن بشكل غير مباشر- مرحلة متقدمة لكن دون حسم كل التباينات، وقد طالبت دول غربية بإنجازها هذا الأسبوع خصوصا في ظل ما تعتقده من تسارع أنشطة إيران النووية.
المصدر : الجزيرة نت + وكالات