بعد دخولها أول جيوش الناتو.. تعرف على القصة المدهشة لصناعة الدرونز التركية

محمد السعيد - الجزيرة الوثائقية
29/5/2021
المقدمة
ليس هناك أي مبالغة في تصنيف تركيا حاليا بوصفها قوة كبرى في عالم الطائرات بدون طيار (الدرونز)، إلى درجة أن بعض الخبراء يعدونها القوة الثالثة بعد الولايات المتحدة وإسرائيل على مستوى حرفية تشغيل الدرونز في العمليات العسكرية. أثبتت تركيا هذه الحقيقة مرارا وتكرارا، سواء في عمليات مكافحة الإرهاب على أراضيها، أو في أنشطتها العسكرية الخارجية بداية من سوريا (إدلب)، مرورا بليبيا، وانتهاء بأذربيجان التي تلقت دعما تركيّا لاستعادة أراضيها المحتلة من أرمينيا خلال الجولة الأخيرة من القتال بين البلدين خريف العام الماضي 2020.
جلبت هذه السمعة إشادات مرموقة من قوى عظمى لصناعة الدرونز التركية، على رأسها بريطانيا التي أطلقت برنامجا خاصا لصناعة المسيرات يستلهم التجربة التركية، فضلا عن العديد من الدول التي باتت تتسابق لشراء المسيرات التركية، مثل أوكرانيا والمملكة العربية السعودية، ومؤخرا بولندا التي وقعت قبل أيام عقدا لشراء 24 مسيرة مسلحة تركية، لتصبح بذلك أول دولة عضو في حلف الناتو يتجهز لتشغيل المسيرات التركية.
في المادة التالية نستعرض القصة المدهشة لعالم الدرونز التركي، وكيف أصبحت أنقرة قوة كبرى في عالم الدرونز الذي يقتصر عسكريا واستخباراتيا على نخبة من دول العالم، ونوضح أيضا مستقبل المشروع وأهداف الأتراك بعيدة المدى منه، وما قد تصل إليه تكنولوجيا الجيل القادم من طائراتهم المتقدمة.
نص التقرير
في 15 أغسطس 2018، كان إسماعيل أوزدن، القيادي التركي البارز في حزب العمال الكردستاني والمسؤول عن عمليات الحزب في سنجار شمال العراق، يحضر مراسم تذكارية بالقرب من قرية كوتشو، 15 كيلومترا جنوب سنجار، وبينما كان "أوزن" يغادر الحفل التذكاري، نجحت المخابرات التركية في رصد موقعه من خلال مراقبة هواتف مساعديه التي تعمل عبر الأقمار الصناعية وتمكنت في النهاية من تحديد موقعه بدقة داخل شاحنة بيضاء ضمن قافلة لحزب العمال الكردستاني تسير فوق أحد الطرق السريعة في المنطقة.
يتبع