بندقية ذكية لسلاح المشاة في معارك المستقبل غير التقليدية
تقنيات استشعار حراري لتصويب الهدف بدقة في الليل وشعاع ليزر لقياس المسافات وبرامج لتفجير القذائف قرب المخابئ
خلال حرب الخليج عام 1991 لعبت الإلكترونيات والبرامج الدور الرئيسي في توجيه القنابل الذكية وصواريخ كروز بالليزر لأهداف على مسافات بعيدة. ويبدو أن هذه التكنولوجيا المتقدمة ستدخل في معدات «المستوى الأساسي في القتال»، أي جنود المشاة.
ومع أن العديد من الخبراء يقولون أن البندقية المتقدمة لن تكون جاهزة للخدمة في المعارك المقبلة ضد الإرهابيين، الا ان المصممين يقولون أن هذه البندقية ستكون سلاح المشاة في المستقبل. ونتج هذا السلاح عن عمل ثلاث شركات دفاع منذ عام 1994، وهي «أليانت تيك سيستمز» وهي شركة تختص في دمج نظم السلاح وشركة «براشر إل بي» وهي شركة تصنع البصريات وشركة «هكلر اند كوخ» وهي شركة أسلحة ألمانية. ويعد مطورو هذا السلاح أنه سيمنح جنود المشاة تفوقا في المعارك غير التقليدية المقبلة.
* تصويب إلكتروني
* ويكمن في لب هذا السلاح نظام تصويب متقدم إلكتروني طورته شركة «براشر». ويستخدم نظام التصويب هذا الأشعة تحت الحمراء التي يولدها جسم الإنسان مثلا حتى يتسنى للجنود للتصويب على الهدف في ظروف قاسية مثل الليل أو تحت مطر شديد. ويستخدم نظام التصويب أيضا شعاع ليزر ليقيس المسافة بدقة عن الهدف.
وتمرر هذه المعلومات لقذيفة بعيار 20 ملم متفجرة بالهواء وهي ذخيرة تم تصميمها خصيصا لهذه البندقية. ويمكن لهذه القذيفة أن تحدد إن كانت قريبة كفاية من الهدف لتفجر نفسها. ويقول أحد المصممين أن دمج نظام التصويب المتقدم مع الذخيرة الجديدة يجعلان من هذه البندقية سلاحا دقيقا جدا. إذ لا يستطيع قاذف القنابل اليدوية «ام 203» والذي يركب على بندقية «ام 16» إصابة الهدف إلا بنسبة 10 في المائة عن بعد 300 متر. ولكن نماذج أولية من هذه البندقية حققت 50 في المائة.
وتمنح إمكانية برمجة القذيفة لتحدد وقت تفجرها، الجندي القدرة على إصابة الأهداف المختبئة. فمثلا لإصابة قناص مختبئ خلف كثيب رمل، يقوم الجندي بقياس المسافة نحو الهدف ثم يبرمج القذيفة للانفجار بعد الهدف ببضعة أمتار. وفي بيئة جبلية مثل أفغانستان توفر هذه الميزة إمكانية مهاجمة أهداف من مسافات أبعد وأأمن للجنود.
وتستطيع هذه البندقية أن تطلق رصاصا بعيار 5.56 ملم وهي الذخيرة المستخدمة في بندقية «ام 16». وبينت الفحوص الأولية أن الرصاص الذي يطلق من هذه البندقية يستطيع اختراق درع الكفلار عن مسافة 500 متر. ويمكن إصابة أهداف بعيدة بسهولة لأن نظام الإطلاق بالبندقية يعرض نقطة حمراء داخل منظار التصويب مبينا للجندي المسافة نحو الهدف وأين يصوب ليصيب بدقة.
وبالرغم من كل هذه التحسينات التي ستدخلها هذه البندقية الا انها لن تكون متوفرة للجنود في المستقبل القريب. وقد تم صنع بضعة نماذج أولية للتجارب، وبينما اجتاز السلاح «المرحلة الأولية» فهو الآن يخضع لمرحلة «تعريف البرنامج وتقليل المخاطر».
وفي هذه المرحلة والتي قد تبدأ نهاية هذا العام سيقوم الجيش الاميركي بدراسة أداء البندقية في معارك المستقبل. ومع أن بندقية «ام 16» دخلت الخدمة في الستينات أثناء حرب فيتنام، فان العديد من الخبراء يقولون أن انها سلاح مجرب وما تزال له سنوات عدة من الخدمة. ولا توجد هناك متطلبات للقوات العسكرية للحصول على سلاح جديد، لان التحديث المستمر الذي تعرضت له بندقية «ام 16» خلال العقود الأربعة الماضية لن يؤدي الى ضرورة استبدالها حتى عام 2015.