أزمة أوكرانيا.. تحركات أميركية أوروبية لمنع غزو روسي محتمل وموسكو تتهم الغرب باستفزازها
اجتماع وزراء خارجية أميركا وألمانيا وفرنسا وبريطانيا يأتي قبل يوم من اجتماع بلينكن بنظيره الروسي (رويترز)
20/1/2022
بحث وزير خارجية أميركا أنتوني بلينكن، مع نظرائه في بريطانيا وفرنسا وألمانيا الأزمة الأوكرانية الروسية، وقد سبقت زيارة بلينكن إلى أوروبا زيارة سرية لمدير وكالة الاستخبارات الأميركية للغرض نفسه. في المقابل قالت روسيا اليوم الخميس إن تهديدات الولايات المتحدة بفرض عقوبات عليها لا تساعد على خفض التوتر، متهمة الغرب باستفزازها عسكريا.
والتقى بلينكن صباح اليوم في برلين نظيرته الألمانية أنالينا بربوك والفرنسي جو إيف لودريان، فضلا عن وزير الدولة البريطاني للشؤون الخارجية جيمس كليفرلي، وذلك لمناقشة الجهود الدبلوماسية المشتركة لدرء شبح الحرب مع روسيا، في ظل تقديرات غربية بأن موسكو على وشك غزو الجارة أوكرانيا.
وتأتي اجتماعات اليوم بعد يوم من زيارة الوزير الأميركي للعاصمة الأوكرانية كييف حيث التقى الرئيس فولوديمير زيلينسكي، وقبل يوم من اجتماع بلينكن مع نظيره الروسي سيرغي لافروف غدا في مدينة جنيف السويسرية.
وتعهد بلينكن، في كييف أمس، بأن تتبع بلاده المسار الدبلوماسي قدر استطاعتها تجاه الأزمة بين الغرب وروسيا.
وأمس أيضا، أعطى الرئيس الأميركي جو بايدن أقوى إشارة حتى الآن على اعتقاده بأن الهجوم الروسي على أوكرانيا بات مرجحا. وقال مشيرا إلى نظيره الروسي فلاديمير بوتين "تخميني أنه سيتحرك.. يتعين عليه القيام بشيء ما".
زيارة سرية
قالت صحيفة "وول ستريت جورنال" (Wall Street Journal) الأميركية إن مدير وكالة الاستخبارات المركزية "سي آي إيه" (CIA) بيل بيرنز زار سرا العاصمتين الألمانية والأوكرانية، قبل أسبوع من رحلة بلينكن لها.
وكان الغرض من زيارة بيرنز إقناع الحلفاء الأوروبيين بالتوحد خلف رد قوي تجاه روسيا، وكذلك دعم أوكرانيا.
وفي تطور لافت، نقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن مسؤولين أميركيين قولهم إن واشنطن أقرت مطالب لدول البلطيق بشحن صواريخ أميركية وأسلحة أخرى لديها إلى أوكرانيا.
ويقصد بدول البلطيق كل من لاتفيا وأستونيا وليتوانيا المجاورة لروسيا، والتي انضمت لحلف شمال الأطلسي (ناتو) عام 2014.
وبموجب قيود الصادرات، يتعين أن تحصل الدول على موافقة الخارجية الأميركية قبل نقل أي أسلحة حصلت عليها من واشنطن إلى طرف ثالث. ونقلت رويترز عن مصدر مطلع أن اتفاقات النقل لطرف ثالث ستسمح لإستونيا بنقل صواريخ جافلين المضادة للدبابات إلى أوكرانيا، في حين سيُسمح لليتوانيا بإرسال صواريخ ستينغر.
وفي سياق متصل، قالت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين اليوم إن الاتحاد الأوروبي سيرد على روسيا بعقوبات اقتصادية ومالية "هائلة" إذا قامت بهجمات أخرى على أوكرانيا. وأضافت "لا نقبل محاولات روسيا لتقسيم أوروبا إلى مناطق نفوذ" وذلك في رد على مطالب روسيا بألا يضم حلف الناتو دولا كانت في السابق ضمن نفوذ الاتحاد السوفياتي.قالت الخارجية الروسية إن التصريحات الأميركية بشأن الغزو الروسي المزعوم لأوكرانيا "ضرورية لخلق خلفيات من أجل استفزاز روسيا عسكريا على نطاق أوسع".
الاتهامات الروسية
بالمقابل، دعت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا الدول الغربية إلى التوقف عن المساهمة في "عسكرة" أوكرانيا، واعتبرت التصريحات الأميركية بشأن الغزو الروسي المزعوم لهذا البلد "ضرورية لخلق خلفيات من أجل استفزاز روسيا عسكريا على نطاق أوسع".
وذكرت أيضا أن اللقاء المرتقب بين وزير الخارجية مع نظيره الأميركي، غدا بجنيف، سيبحث الخطوات المستقبلية المحتملة بشأن الضمانات الأمنية التي طرحتها روسيا، ونتائج مشاورات جنيف وبروكسل التي جرت قبل أيام مع الغرب.
وقالت الرئاسة الروسية إن التهديد الأميركي بالعقوبات لا يساعد في خفض التوتر بأوروبا، ويمكن أن يؤدي لزعزعة الاستقرار، وأضاف الكرملين أنه لا يستبعد اتصالا بين الرئيسين بوتين وبايدن في المستقبل القريب، ويرحب بمثل هذه المحادثة، مؤكدا أن موسكو تنتظر ردا خطيا من واشنطن على المقترحات الأمنية الأسبوع المقبل.
ولفت الكرملين إلى أن تصريحات واشنطن، بشأن عدم قبول أوكرانيا في الناتو على المدى القصير، لا تعني أن هذا لن يحدث على المدى المتوسط.
المصدر : الجزيرة + وكالات