إسحق موردخاي
سياسي وعسكري إسرائيلي هاجر إلى فلسطين من كردستان العراق عاصر حروب 1967 و1973 و1982 وكان له فيها أدوار مميزة، ويعتبر العسكري الوحيد في إسرائيل حتى الآن الذي تولى قيادة المناطق الشمالية والجنوبية والوسطى خلال حياته العسكرية.
الميلاد والنشأة
ولد إسحق موردخاي يوم 22 نوفمبر/تشرين الثاني 1944 في بلدة عقرة التابعة لمحافظة دهوك بكردستان العراق، لأسرة يهودية متدينة حيث كان والده حاخاما.
ثم هاجر مع عائلته إلى فلسطين المحتلة وهو في الخامسة من عمره، وأقاموا حتى عام 1960 في مخيم للاجئين قبل أن يحصلوا على منزل لهم في منطقة طبرية، التي ما زال يسكنها عدد كبير من يهود كردستان العراق.
الدراسة والتكوين
مزج موردخاي في تعليمه بين العلوم العسكرية والسياسية والدينية، فبعد أن نال درجة البكالوريوس في التاريخ من جامعة تل أبيب التحق بجامعة حيفا، وحصل فيها على الماجستير في مجال العلوم السياسية، وأثناء ذلك تلقى دورات تعليمية في الدراسات اليهودية والقانونية بجامعة بار إيلان.
أما عن دراسته العسكرية فقد تخرج في كلية القادة والأركان بإسرائيل، ثم أكمل دراسته العسكرية في جامعة كامبريدج بإنجلترا.
التوجه الفكري
ينتمي إسحق موردخاي إلى مدرسة اليمين الإسرائيلي المتشدد. وبالرغم من استناد أصحاب هذا الاتجاه إلى منطلقات دينية في توجهاتهم السياسية فإن موردخاي اشتهر بعدم تقيده بالسلوك الديني المتشدد، عكس غيره من بعض القادة العسكريين والسياسيين الإسرائيليين.
التجربة العسكرية والسياسية
عاش موردخاي معظم سنوات حياته في الجيش الإسرائيلي منذ أن التحق به وهو في الثامنة عشرة من عمره عام 1962 وحتى تقاعده برتبة فريق أول عام 1995.
قاد كتيبة المظليين في حرب 1967 في سيناء، وكان لها دور مهم في العمل خلف خطوط القوات المصرية.
وفي حرب 1973 كان أيضا قائدا لكتيبة مظليين على الجبهة الأمامية في قناة السويس، واستطاع الصمود والمقاومة أمام القوات المصرية التي فاجأت الجيش الإسرائيلي بهجومها ظهر السادس من أكتوبر/تشرين الأول، ولذلك منحته إسرائيل ميدالية الشجاعة.
وفي الفترة 1983-1986 تولى رئاسة سلاح المظلات بأكمله، ثم اختير رئيسا لقسم التدريب بجيش الدفاع ورقي إلى رتبة فريق أول، وفي عام 1986 اختير قائدا للمنطقة الجنوبية، ثم للمنطقة الوسطى عام 1989، وبدءا من عام 1991 تولى قيادة المنطقة الشمالية.
تقاعد موردخاي 1995 والتحق بحزب الليكود فانتخب عضوا في الكنيست في مايو/أيار 1996، ثم عُين في يونيو/حزيران 1996 وزيرا للدفاع في حكومة بنيامين نتنياهو خلال 1996-1999.
اشترك في تأسيس حزب سياسي أطلق عليه "حزب الوسط الجديد" ودعا إلى إقامة سلام مع الفلسطينيين يهدف إلى تحقيق الأمن الداخلي في إسرائيل.
وقد رشح نفسه عن هذا الحزب لمنصب رئيس الوزراء في انتخابات عام 1999، لكنه عاد وسحب ترشيحه بعد أن تأكد من ضعف فرصته للفوز. وأعيد انتخابه في الكنيست في مايو/أيار 1999 رئيسا للحزب.
اختير في يوليو/تموز 1999 وزيرا للنقل ونائبا لرئيس الوزراء، لكنه قدم استقالته بعد اتهامه بفضيحة جنسية في مايو/أيار 2000، وحكم عليه بالسجن لمدة 18 شهرا مع وقف التنفيذ عندما ثبتت بحقه الاتهامات في مارس/آذار 2001.
لا تعرف لموردخاي آراء معينة تفرد بها في الحياة السياسية الإسرائيلية، غير أنه كثير التشديد على مسألة الأمن ويعتبر ذلك أهم ما يمكن أن تسعى إليه أي حكومة في إسرائيل. ويقول في هذا الصدد: "لا يمكن الحديث عن سلام بين العرب وإسرائيل إلا إذا خرج المواطن الإسرائيلي من بيته متوجها إلى أحد المحلات لشراء حاجياته دون أن يعود أشلاء ممزقة بسبب عملية إرهابية".
المصدر : الجزيرة نت