إيما بونينو
سياسية وحقوقية إيطالية، عرفت بدفاعها عن حقوق الإنسان وخاصة النساء، وتعتبر من أبرز الشخصيات السياسية في إيطاليا. تولت مناصب سياسية رفيعة في حكومة بلدها ومؤسسات الاتحاد الأوروبي.
المولد والنشأة
ولدت إيما فيليبو بونينو يوم 9 مارس/آذار 1948 في ريف بلدة "برا" بإقليم بييمونتي شمالي إيطاليا حيث عاشت السنوات الأولى من طفولتها، ثم انتقلت عام 1954 مع عائلتها إلى بلدة "برا" نفسها التي بدأ والدها فيها تجارة الأخشاب.
الدراسة والتكوين
حصلت على شهادتها الجامعية في تخصص اللغات الحديثة والأدب من جامعة بوكوني بميلانو شمالي البلاد، حيث تخرجت عام 1972 بأطروحة حول "السيرة الذاتية لمالكوم العاشر".
الوظائف والمسؤوليات
نالت عضوية مجلس النواب الإيطالي على مدى ثلاثين سنة، كما تولت مناصب في مؤسسات الاتحاد الأوروبي، وهي عضو في مجلس المجموعة الدولية لمعالجة الأزمات، ومجلس المجتمع المفتوح من أجل أوروبا، والمجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية، والمجلس الإداري في معهد الشؤون الدولية.
التجربة السياسية
بدأت بونينو نشاطاتها السياسية مع الحزب الراديكالي الليبرالي الإيطالي، وتولت مناصب سياسية في البرلمان الإيطالي والبرلمان الأوروبي على مدى عقود، فتميز عملها السياسي بمبدأ "اللاعنف" وعملت دوما من أجل حقوق الإنسان، وعلى وجه الخصوص حقوق المرأة.
تمارس الضغط على الحكومات المتعاقبة لتبني أفكارها وتطبيق القانون عن طريق الإضراب عن الطعام والشراب، والعصيان المدني الذي ميّز بشكل عام حزب الراديكاليين.
أسست عام 1975 مركز التعقيم والإجهاض، وكانت المروجة لاستفتاءٍ مهّد لتبني قانون الإجهاض بإيطاليا.
انتخبت عضوا في مجلس النواب للمرة الأولى عام 1976 -وهي في سن 28 عاما- وأعيد انتخابها للأعوام: 1979، 1983، 1987 1992، 1994 ولسابع مرة عام 2006.
أصبحت نائبة في البرلمان الأوروبي عام 1979، وأُعيد انتخابها في الأعوام 1984، 1999 و2004. وتولت رئاسة الحزب الراديكالي خلال 1989-1993، وصارت أمينة عامة في 1991-1993.
كانت المبادرة للاستفتاء ضد الطاقة النووية (1986) الذي بموجبه رُفض برنامج الطاقة النووية المدنية في إيطاليا، وتعتبر مؤسسة وسكرتيرة "الجمعية الدولية للغذاء ونزع السلاح" الدولي، وبصفتها سكرتيرة أطلقت عام 1986 حملة لمكافحة الجوع في العالم ومنح الحق في الحياة، ووقعتها من قبل 113 شخصية فائزة بجائزة نوبل.
أسست حملة "زهرة للمرأة في كابل" لمكافحة التمييز ضد النساء، والسماح بوصول المساعدات الإنسانية إلى النساء الأفغانيات.
رشحت نفسها عام 1999 لرئاسة الجمهورية الإيطالية، وانتقلت في ديسمبر/كانون الأول عام 2001 انتقلت -بعد فشل قائمتها في الانتخابات العامة الإيطالية- إلى القاهرة لدراسة اللغة والثقافة العربية، وهي أستاذة فخرية في الجامعة الأميركية بالقاهرة.
كانت من مؤسسي المنظمة الدولية "لا سلام بدون عدالة" 1993 المحكمة الجنائية الدولية، ومروجة لحملة إلغاء ختان الإناث في أفريقيا وخاصة بمصر. وقادت في 1994 الوفد الإيطالي للحملة "ضد عقوبة الإعدام" لدى الأمم المتحدة.
عُينت خلال 1994-1999 مفوضة أوروبية ومسؤولة عن ملف سياسة المستهلكين ومسؤولة المكتب الأوروبي للمساعدات الإنسانية الطارئة.
رأست في نوفمبر/تشرين الثاني 2002 الوفد الإيطالي لمؤتمر الحكومات الأوروبية الديمقراطية في سول، وقادت في 2005 الوفد الإيطالي للمؤتمر الوزاري الثالث في سانتياغو بتشيلي، كما تولت رئاسة بعثة مراقبي الاتحاد الأوروبي للانتخابات البرلمانية والإقليمية.
دخلت البرلمان الإيطالي عن قائمة حركة "وردة في قبضة اليد" عام 2006، بعد أن استقالت من منصبها في الاتحاد الأوروبي.
أسندت إليها في 17 مايو/أيار 2006 وزارة التجارة الدولية والسياسات الأوروبية في حكومة برودي الثانية. وكانت المرة الأولى التي يُعين فيها وزير من الحزب الراديكالي في تاريخ السياسة الإيطالية.
صارت خلال 2008-2013 نائبة رئيس مجلس الشيوخ، وفي 28 أبريل/نيسان 2013 شغلت منصب وزيرة الشؤون الخارجية في حكومة جاني ليتا، فكانت ثاني امرأة تشغل هذا المنصب بعد سوزانا إنييلي.
المؤلفات
أصدرت كتابيْ "بونينو الأبجدية" 2010، "واجبات الحرية 2011"، كما شاركت في كتابة مقدمات لكتب عدة مؤلفين إيطاليين.
الجوائز والأوسمة
حصلت بونينو على عدة أوسمة من دول متفرقة لمساهمتها في نشر الديمقراطية وتقديرا لنشاطها لصالح حقوق الإنسان، خاصة ضد عقوبة الإعدام.
اختيرت للقب "الشخصية الأوروبية" لسنة (1996) من قبل المجلة الكاثوليكية "الحياة"؛ ولقب "أفضل شخصية تواصُلِية أوروبية" لسنة (1997)، وحصلت على "جائزة نساء أوروبا 2004" و"جائزة المجتمع المفتوح".
المصدر : الجزيرة نت