تعاون استخباري مصري سوري لبناني
معدات لشبكات تجسس إسرائيلية
كشفت في لبنان عام 2009
كشفت مصادر أمنية مصرية لصحيفة قطرية عن وجود تعاون استخباري كبير بين مصر وسوريا ولبنان أدى إلى كشف شبكات تجسس إسرائيلية على قطاع الاتصالات في الدول الثلاث، ومنها شبكة التجسس الأخيرة بمصر التي اتهم بها مصري وضابطين إسرائيليين، وشبكة أخرى في سوريا سيتم الإعلان عنها قريبا.
وقالت المصادر لصحيفة "العرب" القطرية التي نشرت الخبر في عددها الصادر اليوم إنه نتيجة التحقيقات المصرية في القضية أبلغت الأجهزة المصرية نظيرتها السورية بمعلومات وردت على لسان المتهم المصري بالقضية طارق عبد الرزاق وهو ما أدى إلى اعتقال السلطات السورية لمسؤول أمني بارز ثبت تجسسه لصالح إسرائيل، ومن ثم كشفت التحقيقات معه عن وجود شبكة أخرى تم تفكيكها تعمل في سوريا للتجسس على قطاع الاتصالات، وستكشف السلطات السورية قريبا عن ضبط تلك الشبكة الكبيرة بعد انتهائها من التحقيقات أيضا.
وأضافت المصادر أن المتهم المصري طارق عبد الرازق كشف خلال التحقيقات عن أن ضباط الموساد الذين كان يتعامل معهم طلبوا منه دخول سوريا عدة مرات تحت اسم مستعار وبجواز سفر مصري مزور يحمل اسم "طاهر حسن" بزعم التجارة واستيراد منتجات سورية ومن ثم تم تكليفه بتسليم مبالغ مالية كبيرة للمسؤول الأمني الذي يعمل بجهاز حساس قدم له على أساس أن اسمه "م.أ"، وفقا للصحيفة.
"
التحقيقات: الموساد حاول استخدام المتهم المصري طارق عبد الرازق في تجنيد رئيس تحرير صحيفة لبنانية مقربة من النظام السوري وحزب الله عن طريق إغرائه ماليا
"مغلفات مغلقة
وطبقا للمتهم المصري أيضا فإنه حمل طرودا شديدة التغليف تتعلق بمعلومات تضر الأمن السوري وقام بتسليمها إلى ضباط الموساد كما قام أيضا بجمع معلومات عن الشارع السوري والوضع العام بالبلاد.
وكشفت التحقيقات أيضا أن جهاز المخابرات الإسرائيلي (الموساد) حاول استخدام المتهم المصري طارق عبد الرازق في تجنيد رئيس تحرير صحيفة لبنانية مقربة من النظام السوري وحزب الله عن طريق إغرائه ماليا وبرحلات سياحية إلى جنوب أفريقيا قبل أن يعرض عليه إنتاج برنامج تلفزيوني له مقابل 200 ألف دولار.
وتشير التحقيقات إلى أن المتهم حاول تجنيد شباب سوريين ولبنانيين يعملون في قطاع الاتصالات وطبقا للمصادر المصرية فقد تم نقل هذه المعلومات أيضا إلى الجانبين السوري واللبناني وكذلك أسماء الشباب من الجنسيتين الذين حدث معهم الاتصال، حسبما ذكرته الصحيفة.
تكتم شديد
وتوضح المصادر أن الأجهزة الأمنية المصرية والسورية واللبنانية بذلت جميعا مجهودا مشتركا كبيرا في هذه القضية في ظل تكتم شديد الأمر الذي أدى إلى كشف خيوط عدة شبكات للتجسس في المنطقة خاصة في قطاع الاتصالات، وأنه ترك لكل دولة حرية اختيار التوقيت المناسب للإعلان عن تفاصيل الشبكات التي لديها بعد انتهاء كل منها من جميع التحقيقات، وكان لبنان أول من كشف تلك الشبكات في قطاع الاتصالات.
وطبقا للمصادر ذاتها فقد كشفت التحقيقات عن جهود إسرائيلية كبيرة للسيطرة على قطاع الاتصالات المتنامي في المنطقة والتجسس على المكالمات وتحليلها الأمر الذي يضع تحديات كبيرة أمام أجهزة الأمن العربية ويدفعها إلى مزيد من التنسيق فيما بينها لتبادل المعلومات والتنسيق وإيجاد سبل جديدة لحماية الشبكات الوطنية حسب الصحيفة.
وأفادت التحقيقات أن كل الشباب المصريين الذين جمع الجاسوس المصري معلومات وبيانات شخصية عنهم في القضية التي حملت رقم 650 لسنة 2010 لم يتم استدعاؤهم أو الاستماع لأقوالهم لأنهم قدموا لعبد الرزاق هذه المعلومات بغرض إيجاد فرص عمل لهم ولم يدر بينهم وبينه أي حديث عن الجاسوسية وهو ما كشفته الرسائل الإلكترونية المتبادلة بين الطرفين، وينتمي هؤلاء الشباب لمحافظات القاهرة الكبرى.
المصدر:الجزيرة نت