معركة الفلوجة
خالد بن خلف الديحان
تعد معركة الفلوجة لغزاً عسكرياً معقداً يحيّر المحللين العسكريين، وحتى لو افترضنا أن الكفاءة القتالية التي يبديها مقاتلو الفلوجة تدل على أنهم جزء من الجيش العراقي، فإن هذا ليس كافياً أن تهزم ثلة من المقاتلين - قدرتهم المصادر ب 2000 مقاتل، ذوي تسليح بسيط - القوات المحيطة بهم والتي يقدر عددها ب 20 ألف جندي، وهي جزء من الجيش الذي استطاع أن يجتاح العراق في ثلاثة أسابيع ويهزم جيشاً عريقاً قوامه أكثر من 600 ألف مقاتل. إذاً ما الذي حدث؟ وهل كان الحصار مبيتاً له؟
صدمت الصور التي بثتها وسائل الإعلام العالمية لقتلى أمريكان تم التمثيل بجثثهم الرأي العام الأمريكي، الأمر الذي دفع المسؤولين الأمريكان - وعلى رأسهم الرئيس الأمريكي جورج دبليو بوش - إلى إطلاق تهديدات شديدة بالنيل ممن تورطوا بهذا الفعل المشين. ورغم إدانة الزعماء المحليين والقادة الدينيين في الفلوجة والعراق أجمع لهذا الفعل، إلا أن ذلك لم يشفع لهم في تجنيب مدينتهم العقاب الأمريكي. وقد ذكرت مصادر الحزب الإسلامي العراقي - الذي قاد المفاوضات بين القوات الأمريكية والمدافعين عن المدينة - أن الذين مثلوا بجثث الأمريكان هم مجموعة من عائلة واحدة فقدت ثلاثة عشر من أبنائها على يد القوات الأمريكية، وكان تصرفهم عفوي بدافع الغضب.
حقيقة إن الفلوجة - ومنذ سقوط بغداد - لم تسلم زمامها لقوات التحالف، بل كانت عصيّة عليهم؛ فقد اعترف الجنرال (مارك كيميت) أن منطقة الفلوجة ليست تحت السيطرة الكاملة للقوات الأمريكية، وأنها من المدن العراقية التي لازالت لاتريد التكيف مع الوضع الجديد. وقد كشفت الحرب مهارة عالية للاحتلال الأمريكي في استعداء الشعوب، واتبعت قواته سياسة الإذلال ضد أبناء الفلوجة، فاعتقلت زعماء العشائر، وداهمت المنازل ليلاً، ودخلت غرف النوم على النساء دون سابق إنذار، وهو ما ولَّد حالة من الحقد والغضب والرغبة في الانتقام. وكانت ممارسات جنود التحالف مهينة إلى درجة أن المعارضين لصدام حسين ونظامه القمعي أصبحوا يفضلون ظلم الأخير على الوعود الأمريكية بعراق جديد يكون مثالاً للديمقراطية في الشرق الأوسط.
لعبت تركيبة المجتمع الفلوجي دوراً بارزاً في أعمال المقاومة، حيث تضم المدينة مجموعة من العشائر المتجانسة التي يغلب عليها طابع البداوة الذي يتميز بحدة الطباع والشجاعة والفروسية والغيرة المفرطة. وقد أسهم هذا الطابع في تأجيج جذوة المقاومة والرغبة في الثأر من قوات الاحتلال الأمريكية.
يرى (تشارلز بلاكمور) - الخبير السابق في مكافحة الإرهاب بالجيش البريطاني - أن قوات التحالف التي تفوقت في استعداء أهالي الفلوجة لم تتعلم شيئاً من تجارب تي اي لورانس (لورانس العرب) مؤلف كتاب (أعمدة الحكمة السبعة) الذي تمكن من سبر أغوار الدوافع والانتماءات القبلية والدينية المعقدة لأبناء القبائل العربية. وقال بلاكمور: يمثل كتاب لورانس تحليلاً لمواطن القوة والضعف لدى العرب، وأن قوات التحالف لم تتعلم أي درس من هذا الكتاب، وأشار إلى أنه لايمكن التعامل مع أولئك الناس بالشدة، لأن لديهم إحساساً عالياً بالكبرياء.
للأسباب السابقة قادت الفلوجة حرب المقاومة ضد المحتل، وأدى سقوط 19 قتيلاً في مظاهرة سلمية في أواخر أبريل من العام الماضي - أي بعد أيام قلائل على سقوط بغداد - إلى انطلاق الشرارة الأولى من المقاومة، وكانت الفلوجة أولى الجبهات التي شهدت زرع متفجرات متكررة أودت بحياة عدد كبير من الجنود الأمريكان، وضربت صحيفة الفاينانشيال تايمز مثالاً للود المفقود بين أهالي الفلوجة والقوات الأمريكية بلافتة كتب عليها: "مرحباً بكم في الفلوجة" تستقبل القوات الأمريكية، لكن اللافتة تحمل كراهية ضمنية على شكل قنابل يتم التحكم فيها عن بعد، كانت عادة ما تخبَّأ في القاعدة الأسمنتية للافتة، وتقول الصحيفة إنه بعد تعرض القوات الأمريكية لخمس هجمات بالقنابل - على الأقل - خلال شهر واحد، قرر القادة الأمريكيون إزالة اللافتة التي أصبحت تحمل معنى ساخراً.
كما احتضنت الفلوجة أيضاً عملية إسقاط مروحية أمريكية من طراز "شينوك" أسفرت عن قتل ما يزيد على العشرين جندياً أمريكياً. ولم تقف الفلوجة عند هذا الحد، بل أمطر مقاوموها المراكز الأمريكية داخل المدينة ودورياتها بوابل من القذائف الصاروخية، الأمر الذي جعلها تنسحب من المدينة وتسلِّم زمام الأمن للشرطة العراقية، التي نالت نصيبها من هجمات المقاومة، وكان أبرزها الهجوم على قيادة الشرطة وتحرير عدد من السجناء.
وبلغ حنق أهالي الفلوجة على القوات الأمريكية أن نصبوا كميناً للجنرال (جون أبي زيد) القائد العام للقوات الأمريكية في منطقة الشرق الأوسط وجنوب آسيا، نجا منه بأعجوبة هو ورفيقه الجنرال (تشارلز سواناك) قائد الفرقة 82 المحمولة جواً، واضطر أبي زيد وسواناك إلى إلغاء جولة كان مقرراً لهما القيام بها في البلدة وقفلاً عائدين إلى أقرب قاعدة عسكرية أمريكية. كانت أعمال المقاومة السابقة مبرراً أمريكياً في التخطيط المسبق لتأديب المدينة الثائرة، ولم يكن لحادث التمثيل بالأمريكان من دور إلا التعجيل بالعمليات العسكرية.
العمليات العسكرية
تقع الفلوجة - 368 كم مربع، 300 ألف نسمة - إلى الغرب من بغداد، على بعد 50 كيلومتراً، وتطل على نهر الفرات، وعلى ذراع لنهر دجلة، وأراضيها زراعية منبسطة تكثير فيها أشجار النخيل، وتعطي طبيعة أرضها المنبسطة قدرة كبيرة للآليات العسكرية في الحركة والمناورة. ومع القدرة العالية للمدرعات والآليات في المناورة، إلا أنها هي أيضاً هدف واضح للرماة المهرة.
وأمام طبيعة الميدان والتسليح الضعيف للمقاومة داخل الفلوجة، انكفأ المقاتلون في محيط المدينة للدفاع عنها وتركوا المساحات المفتوحة لتناور فيها القوات الأمريكية، ولهذا السبب كثرت الخروقات الأمريكية لدفاعات المقاومة البسيطة، إلا أنها لم تستطع الحفاظ على مواطئ أقدامها بسبب اعتماد المدافعين على الكر والفر. كان بإمكان القوات الأمريكية - بما تتمتع به من قوة نيران ورصد إلكتروني - تدمير الدفاعات الثابتة، مما يجعل تمركز المدافعين خلف متاريس أمراً مستحيلاً ولا فائدة منه، ويمكن تقسيم معركة الفلوجة إلى ثلاث مراحل رئيسة:
المرحلة الأولى: وهي التي اعتاد فيها المخططون العسكريون الأمريكان على شن حرب إعلامية ونفسية مركزة، تمثلت هذه المرة بإلقاء منشورات تحض على الاستسلام وتحمل عبارات مثل: "استسلم فأنت محاصر" و "إذا كنت إرهابياً عليك الحذر، فآخر يوم في حياتك كان يوم أمس"، إضافة إلى بث المقابلات مع القادة العسكريين وهم يتوعدون بتدمير الخصم بجانب استعراض الآلة العسكرية الأمريكية، وكان لقرب مدينة الفلوجة من قاعدة الحبانية العسكرية أثر في سرعة حشد ما يزيد على 20 ألف جندي بمعداتهم وآلياتهم، وتشديد الطوق حول المدينة وإقامة نقاط تفتيش ومراكز مراقبة.
المرحلة الثانية (العزيمة المتيقظة): في الخامس من أبريل 2004م انطلقت الأعمال التعرضية الأمريكية ضد المدينة الباسلة تحت شعار: (العزيمة المتيقظة)، إلا أن عزيمة المقاومين كانت أكثر تيقظاً، إذا استطاعت - وعلى مدى أربعة أسابيع - أن ترد عدداً من محاولات الاقتحام، وأن تمتص الهجمات الأمريكية وترد القوات المهاجمة على أعقابها بهجمات مضادة.
بدأت العمليات العسكرية بقصف شديد طال أهدافاً مدنية، بهدف حمل الزعماء المحليين على الضغط على المقاومين من أجل تسليم القتلة والانصياع إلى الإملاءات الأمريكية. وخلال الثلاثة أسابيع التي أعقبت الخامس من أبريل، شهدت المنطقة معارك ضارية استبسل فيها المقاومون إلى درجة أبهرت القوات الأمريكية.
وقد رصدت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية تعليقات قادة الوحدات العسكرية الأمريكية على معارك الفلوجة، وبدأت الصحيفة تقريرها بالإشارة إلى إحدى معارك الفلوجة فوصفتها بأنها أشرس المعارك التي دارت منذ العدوان على العراق، حيث استمرت لما يقرب من 14 ساعة، وتقول الصحيفة إن هذة المعركة التي وقعت يوم الثلاثاء الثالث عشر من أبريل الماضي في قرية الكرمة، والتي تبعد ستة أميال شمال شرقي الفلوجة، أظهرت ليس فقط كثافة المقاومة ولكن رغبة المقاومين الشديدة في الموت.
وتنقل الصحيفة عن مقدم أمريكي قوله: الكثير من هؤلاء الرجال كان لديهم رغبة شديدة في القتال، من الأجدر وصفهم بأنهم مقاتلون انتحاريون، وقالت الصحيفة إن جنود البحرية قاتلوا من بيت لبيت ومن مدخل إلى مدخل، وحاولوا صد نيران الرشاشات، ووابل الصواريخ، ويقول العريف توم كونروي: لقد ضربونا بكل شيء كان لديهم. وتضيف الصحيفة: إن القتال داخل وحول الفلوجة كان أشبه بنوع من حروب المدن لم يعرفه جنود البحرية إلا في الأفلام.
ويقول القادة العسكريون الأمريكيون: إن العدو في الفلوجة منظم بشكل جيد جداً، فقد نفذ 15 مقاتلاً - في إحدى الجولات - هجوماً منسقاً على جنود البحرية المرابطين في ناحية من نواحي المدينة، وكان الهجوم شرساً للغاية، حتى أن جنود البحرية لم يفلتوا من الهجوم إلا بعد تدخل المروحيات المسلحة، ويقول اللواء (جيم ماتيس) - قائد فرقة المارينز في المنطقة الجنوبية الوسطى - إنها حرب مدن كلاسيكية، كل ما درسناه عن الحرب العالمية الثانية وحروب كوريا وفيتنام والصومال كان هناك .. الناس ستدرس حرب الفلوجة لسنوات قادمة. ونقلت الصحيفة عن الرائد بحري (تي. جونسن) قوله: الفلوجة هي مكان من يريد قتل الأمريكيين.
يعد خوض العمليات القتالية داخل المناطق السكنية من أسوأ القرارات التي تتخذها القيادات العسكرية، وتأتي من باب الإكراه أكثر من كونها بطولة، لأن قدرة الجنود على الاستفادة من مميزات التكنولوجيا فائقة التطور خلال القتال في الأزقة والشوارع الضيقة تكون أقل كثيراً من قدرتهم على استخدامها في المسارح المفتوحة. وقد كشفت لجنة الدفاع القومي في ديسمبر 1996م في تقويمها للجيش الأمريكي أنه غير مستعد لخوض معركة ممتدة في شوارع مدن العالم الثالث الشعبية والضيقة. وعقب نشر نتائج هذا التقويم، بدأت القطاعات الأربعة للقوات المسلحة الأمريكية - وبالتنسيق مع لجنة العمل الحضرية التي تتولى التخطيط والتنظير لحرب المدن - بتنفيذ برامج مكثفة لإجادة فنون حرب الشوارع وفقاً ل "الظروف الواقعية للعالم الثالث".
وبعيداً عن الأضواء الكاشفة، استُدعي المستشارون الإسرائيليون لتدريب جنود البحرية الأمريكية وحرس الحدود والقوات الخاصة على أحدث "التكتيكات، وخصوصاً ما يتعلق ب (التنسيق المتطور لفرق القناصة وفرق الهدم بالدروع الثقيلة والقوات الجوية الساحقة) والمستعملة من طرف قوات الدفاع الإسرائيلي في غزة والضفة الغربية. وصممت على هذا الأساس مدينة شعبية لمحاكاة ظروف المعركة في المناطق المأهولة بالسكان مثل بغداد، وكثير من أفراد القوات الأمريكية العاملة في العراق خريجو تمارين "المحارب المدني" في المعسكرات الأمريكية بولاية آريزونا وبرامج "العمليات العسكرية في المناطق الحضرية" الجديدة، والتي قدرت تكلفتها ب 34 مليون دولار وأُجريت في فورت بولك، في ولاية لويزيانا. ورغم هذا، فإن المنظرين العسكريين متورطون الآن في سوء التقدير بشأن قدرة الحرب الحديثة المتطورة على احتواء التمرد الذي اندلع في الفلوجة.
إضافة إلى التكتيك الإسرائيلي، استفادت
القوات الأمريكية من الاستراتيجية الألمانية الهتلرية المعتمدة على عنصر التخدير والمفاجأة، إذ كثيراً ما لعبت الدبلوماسية الألمانية دوراً مسانداً للأعمال العسكرية، ففي الحين الذي تعقد فيه الاتفاقات السياسية مع الدول، تفاجئ الأخيرة بهجوم نازي كاسح معتمد على تراخي القوات المقابلة التي تخدرت بفعل العمل السياسي.
وكثيراً ما حاولت القيادة الميدانية الأمريكية استغلال بعض حالات الهدوء النسبي في المدينة نتيجة اتفاقات هشة لإحداث اختراقات عسكريّة مفاجئة، لبسط السيطرة على أحيائها وإثبات قدرة الجيش الأمريكي على احتلال المدينة، ومن ثمّ فرض شروط الإذلال على سكانها، إلا أنّ محاولاتها باءت بالفشل، لأنّ المقاومة العراقيّة كانت يقظة، وتدرك أن المفاوضات في ظل إحاطة القوات الأمريكية بالمدينة ما هي إلا حيلة لأخذ المقاومين على حين غرة.
المرحلة الثالثة: وفيها تجاوزت المقاومة في الفلوجة عقدة الرهبة، وبدأت تلتقط أنفاسها وتدير عملياتها العسكرية بمهارة وقدرة لا يمكن وصفها إلا أنها معجزة ربانية. يتميز الشبان العراقيون بدراية كافية - على أقل الأحوال - باستخدام السلاح الشخصي، وكثير منهم كان مجنداً في الجيش العراقي السابق، فلا عجب أن يقول عنهم الأمريكان إنهم منظمون بطريقة تثير الإعجاب، ونجح المقاتلون العراقيون في الاستفادة من مرونة الحركة في شن هجمات سريعة ثم الانتقال إلى مواقع بعيدة عن استهداف النيران الأمريكية. وقد أدى هذا الأسلوب إلى تشتيت تركيز القوات المهاجمة وإرباكها.
وأمام تفوق القوات الأمريكية، لم يكن أمام المقاتلين في الفلوجة إلا استدراج الخصم بانسحابات مدروسة، ثم الإطباق على القوات المهاجمة في كمائن وكثافة نيران فاعلة أسقطت 137 جندياً أمريكياً - حسب المصادر الأمريكية ذاتها - وإن كانت التقديرات العراقية أكثر من ذلك بكثير. وقد نجح المقاومون نجاحاً باهراً، وكان مصدر هذا النجاح والتميُّز هو العنصر البشري. ففي حين يستبسل المقاتل العراقي في الدفاع عن عرضه ودينه، يحجم الجندي الأمريكي عن الاندفاع والمغامرة لأنه فقد الهدف الذي من أجله يخوض المعركة، ولا يريد أن يخسر حياته لقضية لم يعد مؤمناً بها.
وقد واجهت القوات الأمريكية في العراق تكتيكاً جديداً لاستنزاف قواتها على جبهات متعددة من أجل مضاعفة حجم خسائرها، وخاضت تلك القوات معارك شرسة مع رجال المقاومة من أجل تأمين خطوط الإمداد والتموين العسكرية الحيوية، حيث استهدفت المقاومة قوافل الإمداد واختطفت عدداً من المدنيين الذين يعملون في خدمة الاحتلال الأمريكي. وقد أرهب هذا الأسلوب كثيراً من المتعاقدين والمتعهدين الذين أحجموا عن الاستمرار في تعاقداتهم.
هل انتهت معركة الفلوجة الخالدة بهزيمة القوات الأمريكية؟ وهل كان بإمكان القادة الأمريكيين تلافي هذه الهزيمة، أو بمعنى آخر هل كانوا عاجزين عن تدمير الخصم؟ فوجئ كثير من المتابعين بالسرعة التي أعلن فيها عن بدء المفاوضات، وإن كان الجانب الأمريكي نفى مراراً طلبه من هيئة علماء المسلمين والحزب الإسلامي العراقي بالتوسط في عقد هدنة، إلا أن سير المفاوضات ولغة الحوار والشروط المطروحة من الجانب الأمريكي تشير إلى أن القوات الأمريكية كانت في مأزق لا تحسد عليه. ولا نبالغ عندما نقول إنها وصلت إلى مرحلة التهديد باستخدام أسلحة تدميرية فتاكة لو وصلت المفاوضات إلى طريق مسدود.
وكان أهم ما ركزت عليه قوات الاحتلال هو الخروج باتفاق يحفظ لها ماء وجهها، وهو ما اتهم به المدافعون عن المدينة فريق الوسطاء من الحزب الإسلامي، في الوقت الذي أكد فيه ممثلو الأخير أنهم ضغطوا على المدافعين من أجل تجنب كارثة كالتي حلت بالجيش العراقي في معركة مطار بغداد