بيد أن السؤال الأصعب، وفق الصحيفة، هو "كيف يعقل أن إسرائيل، التي تستطيع تجنيد عملاء في إيران التي تبعد عنها آلاف الكيلومترات، لم تفهم ما يجري على بعد 100 كيلومتر جنوبي
تل أبيب؟".
وعزت يديعوت أحرونوت سبب فشل إسرائيل في اختراق قيادة حماس إلى عدة أسباب من بينها عزلة غزة، بسبب انسحاب إسرائيل من القطاع في عام 2005، والحصار المفروض على القطاع.
وقالت إن غزة بقيت من دون "اقتصاد أو سياحة أو علاقات دبلوماسية، وهي قنوات الدخول المعتادة لأي دولة"، مشيرة إلى أنه "من دون احتكاك، يصعب تجنيد العملاء".
أما العامل الثاني الذي أدى لفشل إسرائيل في اختراق حماس، وفق الصحيفة، فهو كون الحركة فهمت الكثير عن الأساليب الإسرائيلية وهو ما لم تدركه إسرائيل إلا في وقت متأخر.
وأشارت يديعوت أحرونوت إلى أن حماس أغلقت طرق الاختراق عبر الحدود والبحر والمعابر، ونفذت إعدامات علنية وعمليات تطهير متكررة بحق عملاء إسرائيل.
وعامل ثالث أوردته الصحيفة، حيث أشارت إلى توصيات أصدرتها القيادة السياسية الإسرائيلية، وتحديدا رئيس الوزراء الإسرائيلي
بنيامين نتنياهو، الذي قالت يديعوت أحرونوت إنه أصدر توجيهات للجيش الإسرائيلي بتجنب التصعيد في غزة، ورفض تصفية قادة من حماس لأن ذلك يعني "حربا بمبادرة إسرائيلية".
وقال الصحيفة إن المفارقة هي أن عزلة غزة -التي كانت توصية سياسية وأمنية- جعلت إسرائيل عمياء وصماء ومشلولة تجاه حماس.
كما أشار تقرير الصحيفة إلى عامل آخر يتعلق بطبيعة
حركة حماس بصفتها "تنظيما مغلقا، سريا، منضبطا، وعقائديا" مما جعل اختراقها من الصعوبة بمكان.
وزعمت الصحيفة أنه "كان لدى الشاباك عملاء من الرتب الدنيا، لكن لم يبلغ أي منهم تقريبا عن معلومات ذات قيمة قبل السابع من أكتوبر 2023″، مشيرة إلى أن إسرائيل أدركت متأخرة بعد السابع من أكتوبر/تشرين الأول أن حماس "هي أصعب خصم في
الشرق الأوسط".