بينما واجهت شركة
سامسونغ اتهامات بتقديم تبرعات قدرها نحو 36 مليون دولار لعدد من المؤسسات الخيرية التي تشرف عليها صديقة الرئيسة، مقابل الحصول على دعم الرئيسة.
وتسببت هذه الفضيحة في خروج مظاهرات تطالب بتنحيها عن السلطة.
وقد أيدت المؤسسة التشريعية في ديسمبر/كانون الأول 2016 مساءلة باك غن هيه، بسبب اتهامات لها بالتواطؤ مع صديقتها تشوي سون سيل للضغط على شركات كبرى كي تتبرع لمؤسستين أنشئتا لدعم مبادرات الرئيسة السياسية.
وقد تبنى البرلمان الكوري في ديسمبر/كانون الأول 2016 مذكرة إقالة باك غن هيه وذلك بأغلبية 234 صوتا مقابل 56.
وعلى إثر هذا التصويت، توقفت باك عن أداء جميع صلاحياتها التنفيذية، وفوضت سلطاتها إلى رئيس وزراء البلاد هوانغ كيو آن.
واتهم البرلمان الرئيسة بـ"انتهاك الدستور وارتكاب جنح، والفشل في حماية الشعب، والفساد، واستغلال السلطة". وتتهمها النيابة بالتواطؤ مع صديقتها التي تحاكم بتهمة الابتزاز واستغلال النفوذ.
كما تتهم الرئيسة بأنها أمرت معاونيها بنقل وثائق رسمية إلى صديقتها التي لا تتولى أي منصب رسمي ولا تملك الأذونات الأمنية الضرورية لذلك.
فيما نفت الرئيسة الاتهامات الموجهة إليها، ونقلت عنها وسائل إعلام محلية قولها إن هذه الاتهامات "تلفيق وافتراء".
وذكرت وكالة يونهاب للأنباء ومحطة "واي تي أن" التلفزيونية، أن باك صرحت بأن صديقتها القديمة تشوي سون سيل "كانت من المعارف فحسب"، ونفت السماح لها بممارسة نفوذ غير مستحق واسع النطاق في شؤون الدولة.
وفي 5 يناير/كانون الثاني 2017 بدأت محاكمة تشوي سون سيل التي نفت الاتهامات الموجهة إليها، والمتمثلة في التواطؤ مع رئيسة البلاد من أجل الضغط على مؤسسات قطاع خاص لتمويل مؤسسات غير ربحية مقربة من الرئيسة.
وفي 28 فبراير/شباط 2017 وجّه القضاء الكوري الجنوبي رسميا الاتهام بالفساد إلى وريث مجموعة سامسونغ
لي جاي يونغ (48 عاما) وأربعة مسؤولين كبار في الشركة.
وكان لي أودع الحبس الاحتياطي في 17 فبراير/شباط 2017 بناء على طلب المحققين، بسبب دوره المزعوم في فضيحة الفساد التي بدأت على إثرها مساءلة رئيسة البلاد.
وقال المتحدث باسم الادعاء الخاص لي كيو تشول -في اليوم الأخير من التحقيقات- إن المديرين الخمسة سيواجهون "اتهامات بالرِّشى والاحتيال وإخفاء أصول في الخارج"، مضيفا أن لي سيُتهم أيضا بالشهادة الزور أمام البرلمان.
ووجه فريق الادعاء العام لرئيس سامسونغ تهمة تقديم مبالغ مالية إلى صديقة الرئيسة مقابل تلقي دعم الأخيرة في عملية اندماج اقتصادية مثيرة للجدل في البلاد، تشمل مؤسستين تابعتين لمجموعة سامسونغ؛ وبسبب هذه القضية أصبح لي جاي يونغ أول رئيس لسامسونغ يعتقل منذ تأسيسها.
وفي 10 مارس/آذار 2017، أيدت المحكمة الدستورية في كوريا الجنوبية اتخاذ إجراءات لعزل الرئيسة باك غن هيه وقال مراسل الجزيرة إن القرار أزال الكثير من الاحتقان والتوتر الذي شهده الشارع الكوري الجنوبي قبيل الإعلان عن قرار المحكمة، مضيفا أن رئيسة المحكمة أشارت إلى مواجهة باك لـ13 تهمة وتطرقت للتهم الرئيسية، وبرأتها من تهمة الإهمال المؤدي إلى الوفاة في قضية وفاة طلبة في عبّارة قبل بضع سنوات.
وبهذا القرار أصبحت باك أول رئيسة للبلاد منتخبة ديمقراطيا تجبر على ترك المنصب. وينص الدستور على إجراء انتخابات الرئاسة في غضون 60 يوما.
وقبل صدور قرار المحكمة، كان مكتب الادعاء الخاص قال إنه لن يتمكن من استجواب الرئيسة شخصيا، بعدما رفض مكتبها طلب الادعاء الحصول على تسجيل فيديو أو تسجيل صوتي لأي استجواب.
وفي 29 مارس/آذار 2017، أوقفت باك ووُضعت في مركز للاحتجاز على خلفية فضيحة الفساد واستغلال النفوذ التي أدت إلى إقالتها.
الجوائز والأوسمة
اعتبرت مجلة فوربس عامي 2013 و2014 باك غن هيه من أكثر السيدات تأثيرا في العالم وشرق آسيا، ووضعتها في المركز الـ11 في قائمة فوربس لأقوى مئة سيدة في العالم.
وفي عام 2014 احتلت باك المرتبة الـ46 في قائمة فوربس لأكثر الشخصيات نفوذا في العالم، لتحتل بذلك المرتبة الثالثة من بين الشخصيات الكورية الجنوبية.