عربيا أشاد مجلس التعاون الخليجي بالوساطة القطرية، وبالجهود التي بذلتها
دولة قطرفي "التوسط بين ممثلي حكومة جمهورية الكونغو الديمقراطية وممثلي تحالف نهر الكونغو، والتي أسفرت عن التوصل إلى إعلان مبادئ يمهد الطريق إلى انطلاق مفاوضات بناءة تهدف إلى تعزيز السلام والاستقرار في جمهورية الكونغو الديمقراطية".
وقال الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي جاسم محمد البديوي في بيان إن هذه المبادرة تعكس التزام دولة قطر الثابت بسياسة الوساطة، والحرص على تسوية النزاعات بالوسائل السلمية والحوار، بما ينسجم مع ميثاق الأمم المتحدة
والقانون الدولي.
وثمن ما وصفه بـ"الدور الدبلوماسي الفاعل لدولة قطر وسعيها المتواصل لتعزيز دعائم السلم الإقليمي والدولي".
كما رحبت المملكة العربية السعودية بالاتفاق الموقع في الدوحة. وعبرت وزارة الخارجية السعودية عن تطلع المملكة لأن "يشكل هذا الإعلان خطوة إيجابية نحو تحسين الأوضاع الإنسانية والاقتصادية في جمهورية الكونغو الديمقراطية، وأن يعود بالنفع على الأمن والسلم الإقليمي والدولي".
وثمنت الوزارة "المساعي الدبلوماسية المبذولة والدور البنّاء الذي قامت به دولة قطر الشقيقة في هذا الشأن".
ومن جانبه، رحب
الاتحاد الأفريقي بتوقيع الاتفاق، وأعلن رئيس مفوضية التكتل محمد علي يوسف في بيان أن "هذا التقدم الكبير يمثل محطة مهمة في الجهود المبذولة من أجل إحلال السلام والأمن والاستقرار بصورة دائمة في شرق جمهورية الكونغو الديموقراطية ومنطقة البحيرات العظمى".
وخصّ يوسف بالشكر أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني على التزامه المتواصل وجهوده الإيجابية في دعم السلام والاستقرار في
أفريقيا.
كما أشاد بما وصفه بالدور البنّاء للإدارة الأميركية ودولة قطر في تيسير هذا الاتفاق، وثمن المساهمات القيمة لمختلف الأطراف المعنية.
وجاء التوقيع بعد سلسلة من المفاوضات المعقدة استضافتها قطر منذ مارس/آذار الماضي، وشهدت مشاركة مباشرة من الطرفين المتنازعين، برعاية قطرية وبدعم دولي واسع، من ضمنه
الولايات المتحدة.
وقال وزير الدولة في وزارة الخارجية القطرية، محمد بن عبد العزيز الخليفي، إن الاتفاق يمهد لمرحلة جديدة من الشراكة بين جميع مكونات المجتمع الكونغولي، ويؤسس لخريطة طريق عملية من أجل المصالحة الوطنية.
وأشار إلى أن "الجهود القطرية في هذا الملف بدأت منذ استضافة الدوحة لقاء جمع رئيسي رواندا والكونغو الديمقراطية، في مارس/آذار الماضي، الذي شكل نقطة انطلاق حقيقية للحوار".
وأضاف الخليفي أن إعلان المبادئ لا يقتصر على وقف العنف فحسب، بل يفتح الطريق لمفاوضات مباشرة ترمي إلى التوصل لسلام شامل يعالج الجذور العميقة للنزاع، مؤكدا أن قطر لعبت دورا محوريا في تقريب وجهات النظر.
وجاء توقيع الاتفاق اليوم، تتويجا لجهود سياسية ودبلوماسية بدأت قبل شهور، أبرزها توقيع اتفاق واشنطن بين جمهورية الكونغو الديمقراطية ورواندا في 27 يونيو/حزيران الماضي، الذي شكل أساسا للتنسيق الذي سبق إعلان الدوحة.
وعلى مدار العقدين الماضيين، لعبت قطر دورا أساسيا في التوسط لإبرام اتفاقيات سلام أو تسهيل حوارات في أزمات معقدة، مثل النزاع في دارفور بالسودان والأزمة اللبنانية ومفاوضات
أفغانستان، وصولا إلى جهودها الحالية في جمهورية الكونغو الديمقراطية.