قدر عدد سكان القرية قبل
الحرب العالمية الأولى بين ألفين و3 آلاف، وكانت قرية صغيرة بنيت بيوتها من أحجار بيضاء وسقفها من القرميد على الجانب الشرقي من الطريق المؤدية إلى خط السكة الحديدية.
وفي عام 1918 خضعت طولكرم
للانتداب البريطاني، وحينها كثر عدد سكانها مع تزايد الهجرة إليها من القرى المجاورة مثل الطيبة وجيوس وكور وسفارين وغيرها، ووصل عددهم عام 1931 إلى نحو 5 آلاف نسمة موزعين على 960 بيتا، وارتفع العدد إلى 8 آلاف عام 1945.
وصودرت مساحات واسعة من أراضيها لصالح الاحتلال الإسرائيلي في
حرب 1948، إذ فقدت 13 قرية، و30 ألف دونم من أراضيها الزراعية، وأبقيت فيها التلال الوعرة المهملة، وذلك لمرور "خط الهدنة" من جزئها الغربي الذي حدد في اتفاقية رودس.
ومع تزايد عمليات الهجرة واللجوء أيام النكبة خاصة من قرى قاقون والحوارث ومسكة وغيرها، أقيم في المدينة مخيمان هما مخيم "طولكرم"
ومخيم "نور شمس"، وزادت رقعتها.
وزاد عدد السكان عام 1961 إلى 30 ألف نسمة، وامتد عمرانها مسافة 5 كيلومترات من الشمال للجنوب، و3 كيلومترات من الشرق للغرب، فاتصلت بقرية زبانة شرقا، وأرتاح من الجهة الجنوبية الشرقية.
ضمت المدينة بين عامي 1948 و1967 نحو 42 قرية، واحتل ما تبقى منها في حرب
يونيو/حزيران 1967، وبدأ الانتشار الاستيطاني على أراضيها، وحينها نزح كثير من سكانها، ولم يسمح لهم الاحتلال بالعودة إلى منازلهم، فنزل تعدادها إلى 15 ألف نسمة.
وأقام الاحتلال حول المدينة أكثر من 25 مستوطنة، غالبيتها مستعمرات سكنية وتعاونية (
كيبوتس). وأصر أهل المدينة على إعمار أرضهم رغم ممارسات الاحتلال، فوصل تعدادهم عام 1997 إلى نحو 24 ألفا، وأنشؤوا كثيرا من المشاريع منها دار البلدية وسوق للخضار ومسلخ جديد، وارتفع العمران وأنشئت شبكة مجاري.
وفي عام 1995 وبعد
اتفاق أوسلو، انسحب الاحتلال الإسرائيلي من المدينة وخضعت
للسلطة الوطنية الفلسطينية التي حولتها إلى محافظة، لكن أعيد احتلالها بعد اجتياح 2003 قبل أن تنسحب منها.
أُعلن عن تأسيس
كتيبة طولكرم التابعة
لسرايا القدس الجناح العسكري
لحركة الجهاد الإسلامي في مارس/آذار 2022 على أيدي مجموعة من شباب المدينة، يتقدمهم سيف أبو لبدة
ومحمد جابر أبو شجاع، واتخذوا مخيم نور شمس مركزا لهم، وبقي الاحتلال يهدف لتصفيتهم من حينها.
وفي أكتوبر/تشرين الأول 2023 بدأت
إسرائيل عملية عسكرية في مخيم طولكرم، امتدت 30 ساعة، وقتل فيها 13 فلسطينيا بينهم 5 أطفال، وهدفت -حسبما أعلن- "القضاء على المطلوبين والمسلحين"، وتحول مدخل المخيم وساحته لخراب.
وفي 18 أبريل/نيسان 2024، اقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلي مخيم نور شمس خلال عملية عسكرية استمرت 50 ساعة، وأسفرت عن استشهاد 14 فلسطينيا وتدمير البنية التحتية.
ومنذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023 حتى 18 أبريل/نيسان 2024، تعرضت طولكرم لأكثر من 20 اقتحاما، أدى إلى استشهاد 56 شخصا.
وفي 28 أغسطس/آب الماضي، بدأت قوات الاحتلال عملية عسكرية سمتها "
مخيمات صيفية" شمال الضفة الغربية، شملت هجوما على محافظات جنين وطولكرم و
طوباسومخيماتها في وقت متزامن.
وفي 29 أغسطس/آب الماضي، اغتالت قوات الاحتلال قائد كتيبة طولكرم محمد جابر أبو شجاع و4 آخرين كانوا برفقته، بعد محاصرة المبنى الذي كانوا فيه.