معارك في باخموت.. الناتو يرحب بتدريب طياري إف-16 الأوكرانيين ومسؤول أوروبي: الأسابيع المقبلة ستكون حاسمة للحرب
رغم تأكيد موسكو السيطرة على باخموت، فإن كييف تنفي ذلك، وتؤكد تواصل المعارك في المدينة (الأناضول)
23/5/2023
رحب الأمين العام لحلف شمال الأطلسي "ناتو" (NATO) ينس ستولتنبرغ -اليوم الثلاثاء- بقرار دول عدة في الحلف تدريب طيارين أوكرانيين على طائرات "إف-16" (F-16)، مشيرا إلى أن هذا القرار لا يجعل من الحلف طرفا في الصراع.
وقال ستولتنبرغ -في تصريحات صحفية- "أوكرانيا لها الحق في الدفاع عن النفس.. ونساعدها على التمسك بهذا الحق. هذا القرار لا يجعل حلف شمال الأطلسي وحلفاءه طرفا في الصراع".
وأضاف "أعتقد أنها فكرة جيدة، وأرحب بقرار عديد من حلفاء حلف الناتو، بما في ذلك ألمانيا، بالبدء في تدريب الطيارين، لأن ذلك يمنحنا الفرصة لاتخاذ قرارات بشأن التسليم في وقت لاحق. سأترك لكل حليف الإعلان بالضبط عن موعد بدء التدريب".
وأردف قائلا إن "الولايات المتحدة تُعد المزود الرئيسي لطائرات إف-16، وأعلنت أيضا أنها ستبدأ في التدريب. هذه خطوة مهمة ستمكننا على ما يبدو من تسليم الطائرات المقاتلة في مرحلة ما، وترسل أيضا إشارة واضحة جدا بأننا هنا للبقاء لفترة طويلة، وأن روسيا لا يمكن أن تنتظرنا وتنهي هذه الحرب".
دعم أوروبي
من ناحية أخرى، قال مفوض السياسات الخارجية والدفاعية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل إن الاتحاد قدم دعما عسكريا بما يزيد على 10 مليارات يورو إلى أوكرانيا منذ بداية الحرب، وإن تدريب الطيارين الأوكرانيين على طائرات إف-16 قد بدأ.
وأضاف "أنا سعيد بأن تدريب الطيارين على طائرات إف-16 قد بدأ أخيرا، وسيستغرق ذلك وقتا في عديد من دول الاتحاد، ومن الأفضل أن يتم تسريع هذا الدعم الذي يحتاجه الأوكرانيون للدفاع عن أنفسهم". وأكد المسؤول الأوروبي أنه -مع نهاية العام الحالي- ستكون دول الاتحاد قد دربت أكثر من 30 ألف جندي أوكراني، وأن التركيز في المرحلة المقبلة سيكون على توفير الدعم العسكري لكييف، وهو موضوع محل إجماع من الدول الأوروبية.
وأشار بوريل إلى أن هذا الدعم سيكون بتوفير الذخيرة والسلاح والتدريب وتقديم الاستشارات والمساعدات، مؤكدا أن الأسابيع والشهور المقبلة ستكون "مهمة وحاسمة" بالنسبة للحرب في أوكرانيا.
لا انتصار عسكريا
على صعيد آخر، رأى رئيس الوزراء المجري فكتور أوربان أن أوكرانيا لا يمكنها الانتصار عسكريا في الحرب مع روسيا، معتبرا أن على واشنطن التدخل لوضع حد للنزاع.
وقال أوربان -وهو الزعيم القومي الذي يختلف مع الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي بشأن الحرب ويرفض تقديم مساعدة عسكرية لجارته كييف- إنه "من الواضح أن الحل العسكري لا يجدي نفعا"، مؤكدا أن الحرب الروسية على أوكرانيا كانت نتيجة "فشل الدبلوماسية"، وجاء ذلك خلال جلسة حوارية ضمن أعمال منتدى قطر الاقتصادي المنعقد حاليا في الدوحة.
وأكد أنه "بالنظر إلى الواقع والأرقام والسياق وواقع أن حلف شمال الأطلسي ليس مستعدا لإرسال قواته، من الواضح أن ليس هناك انتصار للأوكرانيين المساكين على أرض المعركة. هذا موقفي".
وتابع "قلوبنا مع الأوكرانيين.. نفهم مدى معاناتهم. التصعيد يجب أن يتوقف، وعلينا الدفع باتجاه السلام والمفاوضات".
ورأى أوربان أنه ينبغي التفاوض مع موسكو على اتفاق أمني أوروبي وقال إن "أوكرانيا، كدولة، هي بالطبع مهمّة جدًا، لكن على مدى أبعد، ومن وجهة نظر إستراتيجية، فإن أمن أوروبا المستقبلي على المحكّ".
وتابع "من الواضح أنه من دون الولايات المتحدة، ليست هناك هندسة أمنية لأوروبا. ولن يكون بالإمكان وقف هذه الحرب إلا إذا توصَّل الروس إلى اتفاق" مع واشنطن.
ألوية جديدة
ميدانيا، أعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي -خلال زيارته لمواقع مشاة البحرية في مقاطعة دونيتسك شرقي البلاد- عن تشكيل ألوية جديدة في سلاح مشاة البحرية تعتمد على المعدات والأسلحة الحديثة.
واعتبر زيلينسكي أنه منذ بداية الحرب الروسية على بلاده كانت الوحدات العسكرية ووحدات سلاح مشاة البحرية تتولى الدفاع بشكل موثوق في القطاعات الأكثر أهمية في الجبهة، وفق تعبيره.من ناحية أخرى، قالت وزارة الدفاع الروسية -اليوم الثلاثاء- إنها أبعدت مَن تبقى مِن مهاجمي مقاطعة بيلغورود الروسية الحدودية مع أوكرانيا، الذين وصفتهم موسكو بالمخربين الأوكرانيين.
وذكرت الوزارة أن من تبقى من وحدات تتهمها موسكو بشن هجوم على بيلغورود أُجبروا على العودة إلى الأراضي الأوكرانية، في حين قُتل أكثر من 70 من المهاجمين.
وكانت وزارة الدفاع الروسية قالت -في وقت سابق- إنها تتعاون مع وكالات إنفاذ القانون لتمشيط منطقة غرايفورون في بيلغورود، بعد تسلل مجموعة أوكرانية تخريبية، على حد وصفها.
في المقابل، نفت أوكرانيا أي علاقة لها بالهجوم على المقاطعة الروسية، وقالت هانا ماليار نائبة وزير الدفاع الأوكراني إن الوضع في بيلغورود "أزمة داخلية روسية"، وأضافت أن المهاجمين "وطنيون روس، هذا ما نعرفه".
وأعلنت مجموعتان من المقاتلين الروس المناهضين للرئيس فلاديمير بوتين، هما "فيلق حرية روسيا" و"فيلق المتطوعين الروس"، مسؤوليتهما عن هذا الهجوم على بيلغورود، وسبق أن تبنّت هاتان المجموعتان عمليات توغل مسلحة في روسيا الأشهر الماضية.
وقد أعلن البيت الأبيض أنه لا يشجع أي دعم للهجوم على أراضي روسيا ويركز على التأكد من أن أوكرانيا يمكنها الدفاع عن نفسها، مشيرا إلى أنه لا يملك معلومات بشأن هجوم بيلغورود وأن مجموعات روسية متعاطفة مع الحرب في أوكرانيا تقف -على ما يبدو- وراءه.
جبهة باخموت
وبخصوص الوضع في باخموت، بث قائد القوات البرية للقوات الأوكرانية ألكسندر سيرسكي تسجيلا مصورا -عبر صفحته في تليغرام- يظهر ما قال إنه استمرار للمعارك على جبهة باخموت، وأضاف سيرسكي أن القوات الأوكرانية تحقق نجاحات في ضواحي المدينة.
وكانت قوات فاغنر قد أعلنت قبل 3 أيام سيطرتها الكاملة على باخموت.
وقالت هيئة الأركان الأوكرانية إن القوات الروسية لجأت إلى تنفيذ غارات جوية على ضواحي المدينة التي توجد فيها القوات الأوكرانية.
وذكّرت نائبة وزير الدفاع الأوكراني بأن قوات بلادها ما زالت تسيطر على منطقة الطائرات في باخموت، وأضافت أن القوات الروسية تفتش المناطق التي استولت عليها بحثا عن جنود أوكرانيين.
المصدر : الجزيرة نت + وكالات