جمهورية بولندا (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 0 - عددالزوار : 26 )           »          جمهورية ليتوانيا (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 0 - عددالزوار : 20 )           »          كالينينغراد.. مقاطعة روسية وسط أوروبا (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 0 - عددالزوار : 19 )           »          بولندا تفتح الباب لنشر أسلحة نووية على أراضيها وروسيا ترد (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 0 - عددالزوار : 25 )           »          الجيش الإسرائيلي يعلن حصيلة جديدة لإصابات جنوده في غزة (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 0 - عددالزوار : 21 )           »          بايدن يلتقي مشرعين معارضين للحرب الإسرائيلية على غزة (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 0 - عددالزوار : 25 )           »          مقتل 10 في تصادم مروحيتين عسكريتين في ماليزيا (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 0 - عددالزوار : 20 )           »          هل قرر المجلس العسكري في مالي البقاء في السلطة؟ (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 0 - عددالزوار : 37 )           »          عبد المجيد الزنداني ...سياسي وداعية إسلامي يمني (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 0 - عددالزوار : 35 )           »          حزب الله يهاجم مواقع عسكرية ويسقط مسيرة إسرائيلية (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 0 - عددالزوار : 44 )           »          ألم المستقيم.. الأسباب والعلاج (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 0 - عددالزوار : 38 )           »          "الجزيرة 360" تروي قصة اختفاء أميركي يقاتل مع الروس في دونيتسك (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 0 - عددالزوار : 52 )           »          جنود وتدريبات وقواعد عسكرية.. روسيا تثبت أقدامها في القارة السمراء (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 0 - عددالزوار : 45 )           »          تعرف على أبرز الطائرات المسيرة الإيرانية (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 0 - عددالزوار : 43 )           »          القوة النارية الإيرانية.. بين العقيدة الهجومية ونقاط الانتشار (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 2 - عددالزوار : 45 )           »         



 
العودة   ..[ البســـالة ].. > جـناح الدراســات والبـحوث والقانون > قســــــم الدراســـــات والتـقـاريــر
التعليمـــات قائمة الأعضاء وسام التقويم مشاركات اليوم
 


هل يداوي بوتين جراحه بالنووي؟ حرب أوكرانيا ومأزق النهايات

قســــــم الدراســـــات والتـقـاريــر


إضافة رد
 
أدوات الموضوع

قديم 06-10-22, 08:12 PM

  رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
الباسل
المديــر العـــام

الصورة الرمزية الباسل

إحصائية العضو





الباسل غير متواجد حالياً

رسالتي للجميع

افتراضي هل يداوي بوتين جراحه بالنووي؟ حرب أوكرانيا ومأزق النهايات



 

هل يداوي بوتين جراحه بالنووي؟ حرب أوكرانيا ومأزق النهايات


ينتظر العالم "زلة واحدة" أو ضغطة على الزر النووي، تبدو هذه الفرضية صعبة بوقائع التاريخ، لكنها غير مستبعدة بواقع الميدان والتصعيد المستمر بأوكرانيا.
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
هل يمكن هزيمة روسيا النووية بأوكرانيا؟.. خطوة واحدة قبل الهاوية

6/10/2022


استحضر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش في أغسطس/آب 2022 أزمة الصواريخ الكوبية لعام 1962 في خطابه بمؤتمر الدول الموقعة على معاهدة الحد من انتشار الأسلحة النووية، مؤكدا أنه "وسط تصاعد التوتر في العالم، فالإنسانية تبعد بمقدار سوء تفاهم واحد أو زلّة واحدة عن إبادة نووية".
أضافت حرب روسيا وأوكرانيا، التي يقصدها غوتيريش من كلامه، قدرا كبيرا من سوء التفاهم الذي تحدث عنه. اشتد الصراع المفتوح منذ فبراير/شباط 2022 وشدت الحبال السياسية والاقتصادية والعسكرية على آخرها، لتصل إلى تهديدات صريحة من القادة الروس باستعمال السلاح النووي. وينتظر العالم "زلة واحدة" أو ضغطة واحدة على الزر النووي، تبدو هذه الفرضية صعبة بوقائع التاريخ، لكنها غير مستبعدة بوقائع الميدان، وعلى ظل التصعيد المستمر.
إذا تعرضت وحدة أراضينا للتهديد، سنستخدم كل الوسائل المتاحة لحماية روسيا وشعبنا، هذا ليس خداعا.
بواسطة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين 28 سبتمبر/أيلول 2022

تشير تطورات الأحداث الميدانية، واستعادة القوات الأوكرانية لمدينة "ليمان" الإستراتيجية، والتقدم شرقا وجنوبا، وارتباك القوات الروسية بين الدفاع والهجوم، إلى أن النووي الروسي فقد بالتلويح أو التهديد قوة الردع. فالطرف الآخر لم يستجب للمطالب ولم يطرح مبادرات للحوار أو المفاوضات، واعتبر هذا التهديد مجرد "ابتزاز نووي" ولم يأخذه على محمل الجد. ويدفع هذا الوضع الأزمة إلى انفجار أوسع وأخطر، في ظل وجود ترسانة نووية ضخمة لن تبقى دائما أداة للردع فقط.
ينبغي اتخاذ تدابير أكثر صرامة، بل حتى إعلان الأحكام العرفية واستخدام الأسلحة النووية منخفضة القوة في المناطق الحدودية.
بواسطة الرئيس الشيشاني رمضان قديروف 1 أكتوبر/تشرين الأول 2022
حدود القوة وحدود النصر

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
فقاعة قنبلة "الرجل البدين" التي ألقتها الولايات المتحدة على مدينة ناغازاكي اليابانية يوم 9 أغسطس/آب 1945 (أسوشيتد برس)

الحافة النووية

سبق للعالم أن خبر أهوال الدمار النووي جزئيا، عندما ألقت الولايات المتحدة قنبلتين ذريتين على مدينتي هيروشيما وناغازاكي اليابانيتين يومي 6 و9 أغسطس/آب 1945 بنهاية الحرب العالمية الثانية إيذانا بتشكل عالم جديد. كانت واشنطن في ذلك الوقت تحتكر السلاح النووي، أي أن الأمر كان يتعلق باختبار قوة مفرط من جانب واحد لفرض حقائق عسكرية وسياسية جديدة على العالم.
خلال الحرب الباردة والانقسام الدولي على أساس أيديولوجي وعسكري معززا بقوة نووية أكثر فتكا، ومع تعدد الأزمات العالمية والصراعات والحروب بالوكالة بين الاتحاد السوفياتي (السابق) والولايات المتحدة (المعسكرين الشرقي والغربي) وقف العالم أكثر من مرة على الحافة النووية، لكن لعبة التوازن وإدراك حتمية الدمار المتبادل والخطوط الحمراء التي وضعها العملاقان لحدود صراع القوة، والتفاهمات على أعلى مستوى، جعلت الخيار النووي منذ 1945 أداة للردع وليس للاستعمال.
في واحدة من أكثر الأزمات العالمية حدة في أكتوبر/تشرين الأول 1962، وهي أزمة الصواريخ الكوبية، حبس العالم أنفاسه عندما رفع كل الاتحاد السوفياتي والولايات المتحدة حالة التأهب إلى الدرجة القصوى، أي استعمال الأسلحة النووية الإستراتيجية، لكن التوازنات شديدة الحساسية وإدراك الرئيس الراحل جون كينيدي أن حشر العملاق النووي (الاتحاد السوفياتي) وقيادته (نيكيتا خروتشوف) في الزاوية -وهو الذي جلب صواريخ نووية إلى الخاصرة الأميركية في كوبا- سيكون خيارا لا تحتمل تبعاته، وقدم مبادرة تفاهم تلقفتها القيادة السوفياتية بدورها، وجنبا العالم حربا نووية كانت وشيكة.
سمح إدراك طرفي النزاع لحدود القوة وحدود النصر والهزيمة، في هذه الأزمة، بالتفاهم على سحب الاتحاد السوفياتي صواريخ "إس إس 4" متوسطة المدى التي نصبها في كوبا وعدم التعهد بتركيزها مجددا، مقابل رفع الولايات المتحدة الحصار البحري عن الجزيرة والتعهد بعدم غزوها، وتفكيك صواريخ "جوبيتر" النووية المنصوبة في تركيا على مقربة من الاتحاد السوفياتي.
عمليا، حافظت الدولتان والزعيمان على هيبتهما، وساد منطق "لاغالب ولا مغلوب". استند ذلك إلى حقيقة أنه لا يمكن فرض الاستسلام على دولة نووية بشروط مجحفة، وتم الاتفاق أيضا على إنشاء خط ساخن لتجنب أي حوادث عرضية ساهم لاحقا في تفاهمات الحد من الأسلحة الإستراتيجية.
في إطار هذه القاعدة، نزع فتيل الحرب النووية خلال حقبة الحرب الباردة أكثر من مرة، بالتفاهمات الضمنية وإدراك حقائق القوة واستحالة النصر الكامل وتحطيم إرادة العدو كهدف نهائي لأي حرب. وتم استبعاد حتى الضربات التكتيكية المحدودة لأنها ستواجه برد إستراتيجي لا مناص منه ومهلك للجميع.

الردع النووي وحقائق القوة

في أزمة حصار برلين (1948-1949): هددت الولايات المتحدة الاتحادَ السوفياتي برد قوي في صورة تعرضه للجسر الجوي الضخم الذي أقامته واشنطن وحلفاؤها لإمداد برلين بعد أن حاصرت موسكو خطوط الإمداد الأخرى، وامتثلت الأخيرة حرصا على تجنب صدام سيكون نوويا بالضرورة، وانتهت الأزمة بتقسيم برلين عام 1961.
خلال الحرب الكورية (1950-1953): نشر الرئيس الأميركي هاري ترومان (1945-1953) أسلحة نووية بالمحيط الهادي لردع الصين والاتحاد السوفياتي، كما وجه خلَفه دوايت أيزنهاور(1953-1961) تهديدا باستعمال السلاح النووي ضد الصين غير النووية آنذاك (والحليفة لكوريا الشمالية) في حال لم تعمل على اتفاق ينهي حرب في الكوريتين، وهو ما تم لاحقا.
في أزمة السويس عام 1956: أو العدوان الثلاثي على مصر بعد تأميم قناة السويس، تراجعت بريطانيا وإسرائيل وفرنسا إثر الإنذار السوفياتي الشهير الذي وجهه رئيس الوزراء نيكولاي بولغانين (1955-1958) بأن موسكو "مصممة على سحق المعتدين عن طريق استخدام القوة.. وإن هناك دولة لا يلزمها استعمال أسطول أو قوة جوية للوصول إلى سواحل بريطانيا لكن يمكنها استخدام وسائل أخرى مثل الصواريخ.. ". وإدراكا لحقائق القوة، انسحبت الدول الثلاث المعتدية، خصوصا بعد أن وقفت الولايات المتحدة على الحياد لضرورات إستراتيجية.
كان هذا الإنذار النووي والموقف الأميركي ودروس الحرب الباردة هي التي دعت الرئيس الفرنسي الراحل شارل ديغول (1959-1969) لاحقا إلى إعادة التفكير في جدوى "المظلة النووية الأميركية" داعيا إلى قوة ردع أوروبية خاصة في مواجهة الاتحاد السوفياتي من منطلق أن "الولايات المتحدة لن تجازف بتدمير واشنطن ونيويورك من أجل عيون لندن وباريس".
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

الزعيم السوفياتي خروتشوف (يمين) مع نظيره الأميركي كينيدي خلال قمة فيينا 1961(الفرنسية)


وقوف العالم على شفير الحرب النووية بشكل ما في أزمات أخرى، بينها حادثة إسقاط طائرة التجسس الأميركية "يو-2" فوق الاتحاد السوفياتي، في مايو/أيار 1960، وأسر طيارها. وقد وصف الرئيس السوفياتي خروتشوف (1953-1964) نظيره الأميركي أيزنهاور بـ "المراهق الذي يتجسس على جارته"، وطالبه بالاعتذار أثناء مؤتمر باريس للسلام في باريس عام 1961 (فرنسا وبريطانيا والاتحاد السوفياتي والولايات المتحدة) فرد أيزنهاور بأن "رئيس الولايات المتحدة لا يعتذر عن حقيقة من حقائق الحياة". وانسحب خروتشوف من المؤتمر، وأعلنت واشنطن حالة التأهب في جميع قواعدها، ورد الاتحاد السوفياتي بالمثل، لكن إدراك حقائق القوة وحقيقة الدمار المتبادل الحتمي فرضت نفسها مرة أخرى.
جميع الأزمات والاحتكاكات بين القوى العظمى حلت في ذروة صراع النفوذ وسباق التسلح والحروب بالوكالة والأزمات العالمية الكبرى: خصوصا في الشرق الأوسط (حرب يونيو/حزيران 1967، حرب أكتوبر/تشرين الأول 1973) وفي حرب فيتنام (1955-1975) وحرب أفغانستان (1979- 1989) بإدراك حقائق القوة. ووصلت الضغوط العسكرية والسياسية بين العملاقين النوويين (قبل أن تنضم 7 دول أخرى إلى النادي النووي) إلى أقصى مداها، واختبار القوة التقليدية إلى ذروته، دون الوصول إلى الهاوية النووية.

العقائد النووية المرنة

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
صاروخ "ميلتمان-3" الأميركي العابر للقارات خلال تجربة إطلاق من إحدى القواعد في كاليفورنيا (رويترز)

ورثت روسيا عن الاتحاد السوفياتي ترسانة نووية هي الأضخم والأقوى في العالم، ومع نهاية نظام القطبين وضعف الدولة سياسيا واقتصاديا وتدهور مؤسساتها خلال عقد التسعينيات وانحسار الدور الروسي عالميا، ومحاولة انخراطها في النظام العالمي الجديد، تراجع الحديث عن القوة العسكرية والنووية تحديدا بشكل كبير، والتركيز على الإصلاحات الداخلية.
استعاد الرئيس فلاديمير بوتين الحديث عن روسيا كقوة نووية ضمن سياقات إعادة التموضع "واستعادة هيبة روسيا" خلال العقد الماضي، بالمشاركة العسكرية المباشرة في الحرب السورية (2015) والأزمات الأخرى والإعلان عام 2018 عن تحديثات مهمة في الترسانة التقليدية والنووية الروسية، ولاحقا أسلحة فرط صوتية أخرى "لا نظير لها" قادرة على حمل رؤوس نووية، افتتح بها سباقا عالميا جديدا لهذا النوع من السلاح.
ضمن عقيدتها العسكرية، تؤكد روسيا أن أسلحتها النووية تعد وسيلة للدفاع والردع فحسب، أي الرد، لكن وفق آخر التعديلات على هذه العقيدة في يونيو/ حزيران 2020، تحت عنوان "أسس سياسة الدولة في مجال الردع النووي" لا يشترط أن تتلقى روسيا الضربة الأولى من دولة معادية، إذ يمكنها استخدام السلاح النووي في ضربة استباقية في الحالات التالية:
حصول روسيا على بيانات مؤكدة تشير إلى عزم طرف ما على إطلاق صواريخ باليستية تجاه أراضيها أو أراضي حلفائها.
تعرض روسيا أو أحد حلفائها لهجوم بأي نوع من أنواع الأسلحة غير التقليدية (النووية والكيميائية والبيولوجية).
يمكن لموسكو أن تستخدم ترسانتها النووية حتى لو استهدفت بأسلحة تقليدية، في حال كان هذا الاستهداف يهدد وجود الدولة.
-في صورة تعرض مواقع حكومية أو عسكرية حساسة إلى هجوم من قبل عدو ما، فإن العقيدة النووية الروسية تتيح لها استخدام السلاح النووي للرد.

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

لحظة إطلاق صاروخ "سارمات" الروسي العابر للقارات من منصة تحت الأرض (الأوروبية)


الدب الروسي .. مخالب فتاكة

وفق تقديرات معهد ستوكهولم للسلام، تمتلك روسيا 4447 رأساً نوويا بينها نحو 1588 في المناوبة القتالية الفعلية ضمن ما يعرف بالثالوث النووي، الذي يعني أدوات إطلاق تلك الأسلحة من المخزون النووي الإستراتيجي، وتتمثل في القاذفات الإستراتيجية، والصواريخ الباليستية العابرة للقارات التي تطلق من منصات ثابتة أو متحركة، والصواريخ الباليستية التي تطلق من الغواصات الإستراتيجية.
الهدف من امتلاك نظام نووي، من 3 مكونات، هو تقليل خطر التدمير الكامل للقوة النووية من قبل العدو في حال تلقي الضربة الأولى، وبالتالي ضمان توجيه ضربة رد انتقامية.
ووفق المعلومات والتقديرات المتاحة، تضم الترسانة الروسية حاليا 5 أنواع من الصواريخ العابرة للقارات، (التي يفوق مداها 5 آلاف كيلومتر) تعمل ضمن المناوبة القتالية لأفواج الصواريخ الإستراتيجية الموجودة في الخدمة حاليا بإجمالي 1185 رأسا نوويا مخصصا لهذه الصواريخ، تخدم ضمن 3 جيوش صاروخية أساسية، برية وجوية وبحرية، وأهم هذه الأنواع هي:
صاروخ " آر إس -28/ سارمات" (RS-28/Sarmat): دخل الخدمة عام 2021، تصل سرعته إلى 15 ألف كيلومتر في الساعة بمدى يتراوح بين 10 آلاف و18 ألف كيلومتر، ويطلق من منصات وصوامع تحت الأرض، ويستطيع حمل ذخائر تصل زنتها إلى 10 أطنان، في شكل رؤوس حربية ثقيلة أو 10 مركبات انزلاقية (صواريخ فرط صوتية). ويمكنه اجتياز أي منظومات دفاع جوي في العالم وفق التقديرات الروسية، وتدمير مدن كاملة أو منطقة بحجم تكساس ثاني أكبر الولايات الأميركية.
صاروخ "إس إس- 19/أفنغارد"(SS-19/Avangard): ويعد من الأسلحة فرط الصوتية، إذ يستطيع التحليق بسرعة تصل إلى 27 ماخ (33 ألف كيلومتر/ساعة)، بمدى يبلغ 6 آلاف كيلومتر مع قدرة خارقة على المناورة وتغيير المسار، بحمولة نووية تبلغ قدرتها التدميرية 2 ميغا طن (ألفي كيلو طن، ويساوي كيلو طن واحد ألفَ طن من مادة تي إن تي). ونشرت موسكو مؤخرا فوْجين من هذه الصواريخ وفق وسائل إعلام محلية.
صاروخ "إس إس-29/ يارس (SS-29/Yars): دخل الخدمة عام 2010، يبلغ مداه نحو 12 ألف كيلومتر ويطلق من صوامع ثابتة أو منصات ذاتية الحركة، يحمل 3 رؤوس حربية منفصلة مزودة بتقنية "إعادة الدخول" (Multiple independently targetable reentry vehicle) أي إمكانية توجيه كل منها بشكل منفصل نحو أهداف مختلفة، وتبلغ زنة هذه الرؤوس مجتمعة 1.2 طن، بقوة تدمير تصل إلى 200 كيلو طن، وتعمل بالوقود الصلب.
- صاروخ "إس إس-18/ ساتان" (SS-18/Satan): ويعرف أيضا باسم "آر 36-إم" أو الشيطان، دخل الجيل السادس من هذه الصواريخ الخدمة عام 1988، ويطلق من صوامع تحت أرضية، ويعمل على مرحلتين بالوقود السائل بسرعة تصل إلى 24 ألف كيلومتر في الساعة، ويمكنه حمل 10 رؤوس حربية منفصلة مزودة بتقنية إعادة الدخول، أي أنه يمكن توجيه كل منها بشكل منفصل نحو أهداف مختلفة، بقوة تدميرية تبلغ 750 كيلو طن، ويصل مداه 16 ألف كيلومتر.
صاروخ "إس إس-27/ توبول إم" (SS-27/Topol-M): دخل الخدمة عام 1997، ويطلق من صوامع تحت أرضية ومن منصات ذاتية الحركة، ومزود برأس حربي واحد تبلغ زنته 1200 كيلوغرام. يعمل هذا الصاروخ على 3 مراحل بالوقود الصلب، ويحمل 10 رؤوس نووية تقدر قوة رأسه النووي بنحو 500 كيلو طن. يبلغ مداه الأقصى 11 ألف كيلومتر ويتميز بقدرته على المناورة وتغيير الاتجاه.

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
الغواصة النووية الروسية "بيلغورود" القادرة على حمل طوربيدات "بوسايدون" (شترستوك)

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
غواصة "بيلغورود" تطلق صواريخ تجريبية (الأوروبية)

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
طائرات "ميغ- 31" الاعتراضية تحمل أسفلها صاروخ "كينجال" فرط الصوتي (ويكيميديا)

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
القاذفة الإستراتيجية "تي يو- 95" أثناء التزود بالوقود في الجو (رويترز)

العقيدة النووية الأميركية.. الغموض المحسوب

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
حاملة الطائرات الأميركية "يو أس أس/ رونالد ريغن" من فئة نيميتز خلال إبحارها بالمحيط الهادي (رويترز)

لا تختلف العقيدة النووية الأميركية بشكل كبير عن الروسية، وهي تنتهج سياسة الغموض المحسوب ولا تلغي إمكانية توجيه ضربة استباقية (الضربة الأولى) في "نطاق ضيق من الحالات الطارئة والاستثنائية" ووفق هذه العقيدة الواردة ضمن "وثيقة مراجعة الموقف النووي 2018" تلتزم واشنطن بعدم تهديد أي دولة غير نووية باستخدام هذه الأسلحة، طالما أنها كانت موقعة على اتفاقية حظر الأسلحة النووية وممتثلة لالتزاماتها.
كما أن الأسلحة النووية تساهم في "ردع الهجمات النووية وغير النووية، وضمان الحلفاء والشركاء، وتحقيق أهداف الولايات المتحدة إذا فشل الردع". وتعمل القوات النووية تحت رقابة صارمة، ويملك الرئيس فقط سلطة إصدار الأمر باستخدام الأسلحة، بعد التشاور مع كبار مستشاريه.
وتشير العقيدة النووية الأميركية إلى أنه إذا تعرضت البلاد للهجوم، سيتعين على الرئيس النظر في خياراته في غضون 6 دقائق تقريبا. أما في الحالات الأخرى، فيمكنه التفكير لفترة أطول ثم يتخذ القرار، على أن تكون خطة الهجوم معدة مسبقا.
وتَعتبر العقيدة النووية الأميركية لعام 2010 والمنقحة سنة 2018 أن القدرات العسكرية المتنامية لروسيا، وكذلك إمكانيات الصين وكوريا الشمالية وإيران، تُشكل التهديد الخارجي الرئيسي لأمن الولايات المتحدة.
وخلال حملته الانتخابية عام 2020، أكد الرئيس جو بايدن أن بلاده "لا تحتاج إلى أسلحة نووية جديدة" وأن الغرض من الوحيد للترسانة النووية سيكون "ردع هجوم نووي والرد عليه، بالحفاظ على رادع قوي وموثوق" وتقليل الاعتماد والإنفاق المفرط على الأسلحة النووية، لكن هذه السياسة تلقى اعتراضات كثيرة من المسؤولين السياسيين والعسكريين.
ويشتكي مسؤولو الدفاع الأميركيون من أن الترسانة الأميركية تعتمد جزئيا على مخزون قديم من الأسلحة، في الوقت الذي تقوم فيه روسيا والصين بتحديث ترسانتهما النووية بأسلحة حديثة.
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

صاروخ "مينيتمان-3" أثناء إطلاقه من صومعة تحت الأرض (الصحافة الأميركية)


الترسانة النووية الأميركية

وفق تقديرات يتكون الثالوث النووي الأميركي حاليا من حوالي 76 قاذفة من طراز "بي-52 ستراتوفورترس" (Boeing B52 Stratofortress) و20 قاذفة مأهولة من طراز "بي-2/ سبيريت" (Northrop Grumman/ B2 Spirit): و400 صاروخ باليستي عابر للقارات من طراز "مينيتمان- 3" (Minuteman III) و14 غواصة مسلحة بصواريخ باليستية من فئة أوهايو(Ohio class).
وتشير تقديرات معهد ستوكهولم لأبحاث السلام إلى أن الولايات المتحدة تمتلك حاليا نحو 5 آلاف رأس نووي منها 1457 تحت المناوبة القتالية ضمن الثالوث النووي، أي القاذفات الإستراتيجية والصواريخ الباليستية والغواصات النووية، وهذا العدد أقل من 1550، وهو الحد الأقصى المسموح به وفق معاهدة "ستارت- 3" الجديدة مع روسيا، التي مُددت في فبراير/شباط 2021 حتى 2026، كما يوجد عدد 2300 بين قنابل ورؤوس نووية أخرى مخزنة.
صاروخ "مينيتمان 3" (Minuteman III): هو صاروخ عابر للقارات يطلق من صوامع تحت الأرض يتكون من 3 مراحل ويعمل بالوقود الصلب، ويمكنه اختراق الغلاف الجوي للأرض ويحمل 3 رؤوس نووية، تصل القدرة التدميرية لكل منها إلى 335 كيلوطن (335 ألف طن من مادة تي إن تي) ويصل مداه إلى 13 ألف كيلومتر.
ويعد "مينيتمان 3" الصاروخ الوحيد من فئة أرض أرض العابر للقارات بالترسانة النووية الأميركية، بعد أن خرجت عدة أنواع من الخدمة لتقادمها. وتمتلك واشنطن 450 صاروخا من هذا النوع الذي يعد حجر الزاوية في قوة الردع النووي الأميركية.
وقد أجرت الولايات المتحدة تجربة على صاروخ جديد من فئة (Minuteman) في 16 أغسطس/آب 2022 بقدرات أكثر تطورا، ينتظر دخوله الخدمة قريبا وفقا مصادر أميركية.
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

صاروخ "ترايندت 2" أثناء إطلاقه من غواصة فئة أوهايو (غيتي)


ومقابل الصاروخ الروسي "سارمات" تطور الولايات المتحدة أيضا صاروخا عابرا للقارات تحت اسم "إل جي إم-35 إيه/ سينتنيل" (LGM-35A /Sentinel). ويتوقع أن يتجاوز مدى هذا الصاروخ 5500 كيلومتر، وسيتم تزويده برأس نووية حربية من نوع "دبليو 87-1" (W87-1) ويستطيع إطلاق الرأس النووية في منتصف الطريق لتنطلق باتجاه الهدف. ويمكنه الوصول إلى أي هدف في الأرض خلال 30 دقيقة حسب موقع (Bulletin of the Atomic Scientists).
صاروخ "ترايدنت- 2" (trident- 2): هو صاروخ باليستي عابر للقارات، مكون من 3 مراحل، ويعمل بالوقود الصلب، يمكن إطلاقه من منصات وصوامع تحت الأرض، كما تستخدمه كل من الولايات المتحدة على غواصات "أوهايو"، وبريطانيا على متن غواصاتها "فانغارد" ويمكنه حمل 8 رؤوس نووية من طراز"إم كيه- 5" (MK-5) ويصل مداه إلى 12 ألف كيلومتر.

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

صاروخ "توماهوك" الجوال منطلقا من بارجة حربية أميركية (الأوروبية)


القوات البحرية

وفق موقع "غلوبال فاير" (Global fire) تمتلك الولايات المتحدة 68 غواصة مقابل 70 لروسيا و79 للصين، لكن الولايات المتحدة لديها أكبر عدد من الغواصات النووية تعمل ضمن القوات البحرية في أكثر من فئة، ومن أهمها:
غواصات "يو إس إس أوهايو" (USS Ohio class): وهي غواصة نووية تعد عماد الثالوث النووي الأميركي، ومازالت 14 غواصة من هذا النوع بالخدمة من بين عدد 16، وتحمل كل منها 24 صاروخا نوويا عابرا من طراز "ترايدنت-2 دي- 5″(Trident- 2 -d-5) ويمكن لكل صاروخ حمل ما يصل إلى 12 رأسا نوويا، كما تحمل 22 صاروخا من طراز "بي جي إم-109/ توماهوك" (BGM-109- /Tomahowk).
صنف موقع "ناشيونال إنترست" (National Interest) هذه الغواصات على أنها قادرة على "إنهاء العالم". ومنذ سنة 2016، تم نشر 9 غواصات من هذه الفئة بالمحيط الهادي، و5 غواصات أخرى بالمحيط الأطلسي.
غواصات فئة "ذئب البحر"(Sea Wolf class): "يو أس أس سي/ ولف" (SSN 21): هي غواصات نووية هجومية فائقة السرعة، تملك البحرية الأميركية 3 منها، وقد صُممت أثناء الحرب الباردة، تبلغ كلفة الغواصة الواحدة منها 3 مليارات دولار. وتعتبر أكثر سرعة وهدوءا في المياه مقارنة بفئة لوس أنجلوس، وأكثر تسليحا، حيث يمكنها حمل 50 صاروخا من نوع "بي جي إم- 109/ توماهوك" (BGM-109- /Tomahowk) وصواريخ هاربون (Harpoon) المضادة للسفن، بالإضافة إلى الألغام البحرية والتوربيدات.
غواصات فئة "فرجينيا" (Virgina class uss): هي غواصة نووية هجومية تعتبر الأحدث بأسطول الغواصات الأميركية، تتميز بقدرتها على التخفي والتسلل والبقاء فترة طويلة تحت الماء، يضم تسليحها صواريخ "بي جي إم-109/ توماهوك" (BGM-109/ Tomahowk وتوربيدات "مارك 48" (Mark 48 torpedo) وصواريخ سطح سطح مضادة للسفن من نوع هاربون (Harpoon) إضافة إلى الألغام البحرية.
غواصات فئة لوس أنجلوس (Los Angelos Class): فئة غواصات هجوم سريع تعمل بالطاقة النووية، وهي في الخدمة منذ نحو نصف قرن وتعد الفئة الأكثر انتشارا بالأسطول الأميركي النووي، يمكنها حمل وإطلاق صواريخ "توماهوك" التي يصل مداها إلى 2500 كيلومتر، وتوربيدات من نوع "إم كي- 48"(Mk-48) وصواريخ مضادة للسفن من نوع "هاربون" (Harpoon) يصل مداها إلى أكثر من 150 كيلومترا.
غواصات فئة كولومبيا (Columbia-class): تعمل البحرية الأميركية على تجديد أسطولها من الغواصات لا سيما غواصة "أوهايو" الأساسية بالثالوث النووي، وبدأت منذ عام 2020 في بناء 12 غواصة من فئة " كولومبيا" وستحتوي كل غواصة على 16 قاذفة لصواريخ "تريدنت دي-5 " (Trident D-5) يحمل كل منها حتى 14 رأسا نوويا من طراز "دبليو- 76- 1" (W-76-1) بقوة تتراوح بين 300 و475 كيلوطن، ويتراوح مدى هذه الصواريخ من 7500 إلى 13 ألف كيلومتر.

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
قاذفة القنابل الإستراتيجية "بي-52" تعد من أعمدة الثالوث النووي الأميركي (رويترز)

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
القاذفة الإستراتيجية "بي-1/ لانسر" يمكنها أن تحمل 24 صاروخا مجنحا (غيتي إيميجز)

السيناريوهات ومأزق النهايات

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
الرئيس الروسي بوتين مع وزير الدفاع ورئيس الأركان (الأوروبية)

في غياب التفاهم الضمني أو المباشر على قاعدة "حدود القوة وحدود النصر" في المواجهة الحالية في أوكرانيا، تبدو كل السيناريوهات مطروحة مع استبعاد مواجهة نووية شاملة حاليا. فروسيا التي تورطت في أوكرانيا، ولم تنجح في الحرب الخاطفة وتعثرت في المعارك الدفاعية حتى الآن، لن يناسبها الانسحاب دون تحقيق حد أدنى من أهدافها.
ومع إعلان ضم المناطق الأوكرانية الأربع رسميا إليها، يصعب على موسكو التنازل أو تكبد هزيمة قاسية دون رد قوي. كما أن أوكرانيا تسعى بدعم غربي قوي إلى استعادة أراضيها بشتى الطرق، وترفض أي حوار مع الرئيس بوتين، كما أكد نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، بما يضع هذه الحرب في دائرة مأزق النهايات، مع تصاعد وتيرتها بشكل متواصل.
وفي سياق بنود العقيدة العسكرية الروسية، يمكن لموسكو أن توجه ضربة نووية تكتيكية (محدودة) لأوكرانيا بمجرد "حصول روسيا على بيانات مؤكدة تشير إلى عزم طرف ما على إطلاق صواريخ باليستية تجاه أراضيها أو أراضي حلفائها" مثل بيلاروسيا. وهذا الطرف يمكن أن يكون الحكومة الأوكرانية، أو من تسميهم روسيا "النازيين الجدد" أو أي طرف آخر. كما يمكن أن يكون ذلك تحت ذريعة الرد على "استفزازات كيميائية أو بيولوجية".
الأسلحة النووية التكتيكية رؤوس نووية صغيرة وقصيرة المدى تستعمل لتوجيه ضربة محدودة لقوات العدو دون تعريض القوات الصديقة للخطر. وتستخدم لقصف تشكيلات قوات المشاة أو الدبابات أو المنشآت العسكرية والمخابئ أو إيقاف زخم هجومي كبير، ويكون استخدامها لغاية حسم مجريات معركة وليس الحرب.
لكن إمكانية اللجوء إلى النووي تعتمد بشكل كبير على أداء القوات الروسية في الميدان، خصوصا في الشرق، ومدى انعكاس خطة التعبئة الجزئية على سير المعارك، وتثبيت خطوطها الدفاعية واسترداد المبادرة العسكرية، وتحقيق مزيد من التقدم لتأمين المناطق التي ضمتها.



بعد ضم مناطق شرق أوكرانيا (دونيتسك ولوغانسك وخيرسون وزاباروجيا) ستصبح أراضي روسية، وبالتالي ستكون العمليات الموجهة ضدها اعتداء على موسكو، وفق العقيدة العسكرية، خصوصا وأن أوكرانيا -كما تؤكد روسيا- تحارب بدعم كامل من الولايات المتحدة وحلف الناتو، وبالتالي فإن:
أي هزيمة مؤثرة للقوات الروسية في أوكرانيا أو شرقها الروسي، مع ضعف أداء القوات البرية، قد يدفع القيادة الروسية إلى رد غير تقليدي محدود تجاه القوات الأوكرانية.
استمرار الحرب مع خسائر كبيرة لروسيا، والإمعان في محاولة تكبيد قواتها خسائر فادحة وغير محتملة في أوكرانيا قد يستدعي وقفها بضربة نووية محدودة.
محاولة حشر روسيا في الزاوية عسكريا وسياسيا ومحاصرتها اقتصادية، ودفعها إلى الاستسلام أو الخروج دون تحقيق أي أهداف، بقطع النظر عن كونها الدولة المعتدية، مما قد يؤدي إلى حرب نووية.
يهدف بوتين من خلال خطواته العسكرية والسياسية الأخيرة إلى ما يسميه إعادة هيبة روسيا، وفي صورة تعرض قواته إلى إذلال غير محتمل أو انتهاك لأراضي بلاده سيكون الرد نوويا.
شدة الضغوط العسكرية والسياسية والاقتصادية التي تمارسها الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي على روسيا، والتصعيد المستمر -دون وجود قنوات للتواصل وتنفيس الأزمة- قد يؤدي إلى انفجارها بشكل أكبر باستعمال النووي.
عدم إدراك الخصوم لحقائق القوة واستحالة الهزيمة الكاملة لدولة نووية ودفعها إلى الاستسلام -وهو المبدأ الذي حل كل الأزمات السابقة- مما سيؤدي إلى حرب نووية محدودة أو شاملة.
عدم التعامل بجدية مع التهديدات الروسية دون محاولة إيجاد آليات لحل الأزمة بالحوار والمفاوضات، والإمعان في الصدام العسكري بين الطرفين سيؤدي تدريجيا إلى تضاؤل فرص الحل العسكري التقليدي باتجاه الحل النهائي بالأسلحة غير التقليدية.
التقديرات الخاطئة من روسيا -بشأن عدم رد الولايات المتحدة أو حلف الناتو على ضربة نووية في أوكرانيا- قد يدفعها لتوجيه ضربة محدودة تؤدي إلى استسلام أوكرانيا.
عدم تعامل الأمم المتحدة والمنظمات الدولية مع الأزمة بالجدية اللازمة، وعدم إطلاق أي مبادرة لتنفيسها قد يعجّل بالخيار النووي، مع تعقد الأزمة وتدحرجها نحو ضغوط أشد وسيناريوهات أسوأ.
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

دبابات تركها الجيش الروسي بعد انسحابه في مواجهة القوات الأوكرانية (رويترز)


سيناريوهات مقلقة

وتشير التقارير والتحليلات -التي تستند إلى تطورات الحرب ومتغيراتها- إلى السيناريوهات التالية لحل الأزمة الأوكرانية:
استمرار الحرب وتكثيف الغرب الضغوط العسكرية والسياسية والاقتصادية على روسيا واستنزافها وعزلها وحصارها بشتى الطرق، واستغلال عامل الزمن لتفكيك جبهتها الداخلية، وإحداث انهيار وتغيير من الداخل، كما حدث مع الاتحاد السوفياتي، مع تغير الظروف وموازين القوى.
تقدم القوات الأوكرانية بشكل كبير في مناطق إقليم دونباس، التي أصبحت تحت السيادة الروسية، بما يجعل موسكو توجه ضربة نووية محدودة لأوكرانيا تفرض عليها الاستسلام أو الحوار.
توجيه موسكو ضربة نووية محدودة تثير موجة سخط دولية وغربية، والمزيد من الضغوط العسكرية والسياسية والاقتصادية بما يهدد بحرب أوسع.
ضربة نووية روسية موجهة إلى مدن أوكرانية تستوجب ردا مماثلا (تقليديا) على المدن الروسية بما يشعل الحرب النووية.
التوصل إلى تفاهمات بالحد الأدنى لروسيا توقف الحرب، رغم عدم وجود ما يشير إلى ذلك، والولايات المتحدة وأوروبا وحلف الناتو لا تأخذ التهديدات الروسية على محمل الجد.
تراجع روسيا عن أهدافها في أوكرانيا وعمليتها العسكرية مع تراجع الولايات المتحدة وحلف الناتو عن ضغوطه ورفع بعض العقوبات، لكن هذا السيناريو يبدو بعيدا في غياب أي بوادر للحوار أو المفاوضات، وتأزم الوضع العسكري ينبئان بالتصعيد أكثر من الحل.
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

الرئيس الأوكراني زيلينسكي رفض الحوار مع نظيره الروسي بوتين (الأوروبية)


تشير التقارير والتقديرات إلى أنه في حالة قيام روسيا بضربة محدودة لأوكرانيا بناء على السيناريوهات السابقة، يستبعد أن ترد الولايات المتحدة أو حلف الناتو، أو فرنسا وبريطانيا، بضربة مباشرة مماثلة لغياب المبررات، فأوكرانيا ليست عضوا بحلف الناتو أو الاتحاد الأوروبي، كما أن الرد أو الانخراط المباشر في الحرب قد يؤدي إلى حرب شاملة مدمرة لن تجازف هذه الدول بإطلاقها. وقد يكون الرد بمزيد من الضغوط العسكرية والسياسية والاقتصادية.
تقول روسيا إن حربها في أوكرانيا لم تكن من أجل التوسع وحيازة مساحات جغرافية، بل بهدف حماية أمنها القومي ودفع الولايات المتحدة وأوروبا إلى احترام احتياجاتها الأمنية والاعتراف بها مجددا كقوة عظمى لها دور عالمي، لكن الغرب انتقل بعد غزو أوكرانيا من تصنيفها كعدو إلى "دولة مارقة" دون فتح أي نوافذ للحوار، لذلك يأتي تهديد موسكو الجدي بالنووي وسيلة لتحقيق هذا الهدف.

إعداد وتحرير: زهير حمداني

المصدر : الجزيرة نت


 

 


 

الباسل

يتولى القادة العسكريون مهمة الدفاع عن الوطن ، ففي أوقات الحرب تقع على عاتقهم مسؤولية إحراز النصر المؤزر أو التسبب في الهزيمة ، وفي أوقات السلم يتحمّلون عبء إنجاز المهام العسكرية المختلفة ، ولذا يتعيّن على هؤلاء القادة تطوير الجوانب القيادية لديهم من خلال الانضباط والدراسة والتزوّد بالمعارف المختلفة بشكل منتظم ، واستغلال كافة الفرص المتاحة ، ولاسيما أن الحياة العسكرية اليومية حبلى بالفرص أمام القادة الذين يسعون لتطوير أنفسهم وتنمية مهاراتهم القيادية والفكرية

   

رد مع اقتباس

إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 11:15 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
 

شبكـة الوان الويب لخدمات المـواقع