أوكرانيا.. كييف تستعد لمعركة "نهائية" في ماريوبول وموسكو تؤكد: العملية العسكرية تهدف إلى إنهاء الهيمنة الأميركية
دمار واسع في مدينة ماريوبول الأوكرانية جراء القصف الروسي (رويترز)
11/4/2022
اتهم الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي روسيا بالتخطيط للهجوم على دول أخرى بعد أوكرانيا، في المقابل قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إن العملية العسكرية الروسية الخاصة في أوكرانيا تهدف إلى إنهاء هيمنة واشنطن على العالم.
وقال الرئيس الأوكراني -في كلمة له عبر الفيديو أمام برلمان كوريا الجنوبية- إن خطط روسيا القادمة تشمل تدمير مناطق أخرى من أوكرانيا والهجوم على دول مجاورة، على حد تعبيره.
وطلب زيلينسكي من كوريا الجنوبية تعديل سياستها وإمداد بلاده بالأسلحة لمواجهة الغزو الروسي.
واتهم زيلينسكي القوات الروسية باستهداف أماكن تمركز المدنيين، وأشار إلى أن القصف الروسي تسبب في تدمير أكثر من 900 مؤسسة تعليمية وأكثر من 300 مستودع أدوية.
عملية مستمرة
في المقابل، قال وزير الخارجية الروسي إن العملية العسكرية الروسية الخاصة في أوكرانيا تهدف إلى وضع نهاية للتوسع والنهج المتهور لهيمنة الولايات المتحدة والدول الغربية التابعة لها على العالم وعلى المحافل الدولية.
وأضاف -في تصريحات تلفزيونية- أن العمليات العسكرية في أوكرانيا لن تتوقف قبل الجولة المقبلة من المحادثات، مشيرا في الوقت نفسه إلى أنه لا توجد أسباب تمنع استمرار المحادثات مع أوكرانيا.
وأكد لافروف أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمر بتعليق العمليات العسكرية خلال الجولة الأولى من المحادثات بين المفاوضين الروس والأوكرانيين في أواخر فبراير/شباط الماضي، لكن موقف موسكو تغير منذ ذلك الحين، بعد أن أصبحنا مقتنعين بأن الأوكرانيين لا يخططون لفعل المثل.
وفي المقابلة التي أذيعت اليوم الاثنين، أشار لافروف أيضا إلى أن الدعوات التي وجهها مسؤول السياسة الخارجية والأمن بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل للتكتل لمواصلة تسليح كييف تمثل "منعطفا خطيرا للغاية" في السياسة الأوروبية.
ويقول مسؤولون روس إن محادثات السلام مع أوكرانيا لا تتقدم بالسرعة التي يريدونها، واتهموا الغرب بمحاولة عرقلة المفاوضات عبر إثارة مزاعم بارتكاب القوات الروسية جرائم حرب في أوكرانيا، وهو ما تنفيه موسكو.
ورفضت كييف تصريحات لافروف في ذلك الوقت، ووصفتها بأنها نهج لتقويض أوكرانيا أو لتحويل الانتباه عن الاتهامات الموجهة للقوات الروسية بارتكاب جرائم حرب.
معارك في الشرق
ميدانيا، أعلنت الإدارة الإقليمية في خاركيف مقتل 11 مدنيا وإصابة 14 آخرين جراء القصف الروسي خلال 24 ساعة الماضية.
وأعلنت الحكومة الأوكرانية -أمس الأحد- أنه تم حتى الآن العثور على أكثر من 1200 جثة في منطقة كييف التي سيطرت القوات الروسية على قسم منها لعدة أسابيع.
وأكدت أنها مستعدة لخوض معركة كبيرة في شرق البلاد، الذي يشكل أولوية لدى موسكو، بينما يتواصل إجلاء المدنيين خوفا من هجوم وشيك في هذه المنطقة.
وقال سيرغي غايداي رئيس الإدارة العسكرية الإقليمية التابعة للجيش الأوكراني في لوغانسك إن الجيش الروسي يحاول الاستيلاء على منطقة دونباس بالكامل.
وأضاف في بيان أن القوة والمعدات العسكرية الروسية تراكمت في المنطقة استعدادا لاشتباكات عنيفة في المستقبل، مؤكدا أن القوات الأوكرانية مستعدة لذلك.
بدوره، قال مسؤول كبير في وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) إن الولايات المتحدة تعتقد أن روسيا بدأت تعزيز قواتها وتزويدها بالعتاد في منطقة دونباس شرقي أوكرانيا.
من جهة أخرى، قال أوليكسي أريستوفيتش مستشار الرئيس الأوكراني إن قواتهم تقوم بعمليات هجومية مضادة وتسيطر على شمالي أوكرانيا.
في المقابل، أعلنت وزارة الدفاع الروسية سيطرة قواتها على منطقة كامينكا، التي وصفتها بأنها خط تحصين القوات الأوكرانية في إيزيوم.
وبثت وزارة الدفاع صورا قالت إنها للمعارك بالقرب من بلدة توبولسكي التابعة لإيزيوم، كما قالت إنها استهدفت 78 منشأة عسكرية أوكرانية.
وأضاف الناطق باسم الوزارة إيغور كوناشينكوف أن قواتهم دمرت 4 قواعد إطلاق صواريخ "إس 300″، وأنها قضت على 25 جنديا أوكرانيا قرب مدينة دنيبروبيتروفسك.
وأشار إلى أن أوكرانيا تستعد لما وصفه باستفزازات جديدة ضد روسيا في مقاطعة سومي، بمساعدة القوات الخاصة البريطانية.
وأضاف أن قوات خاصة فرنسية مع تقنيين وصلت إلى أوكرانيا، وأن هدفها الرئيسي إخفاءُ ما قالت إنها جرائم حرب ارتكبتها القوات الأوكرانية، وتلفيقُ اتهامات للجيش الروسي.
ذخائر فوسفورية
وفي السياق، قالت الاستخبارات العسكرية البريطانية إن استخدام القوات الروسية الذخائر الفوسفورية في منطقة دونيتسك يثير الشكوك في إمكانية استخدامها مستقبلا في مدينة ماريوبول المحاصرة.
وأضافت أن القوات الأوكرانية صدت هجمات روسية عدة في منطقتي دونيتسك ولوغانسك أسفرت عن تدمير دبابات ومركبات ومعدات مدفعية روسية.
كما أوضحت الاستخبارات العسكرية البريطانية أن اعتماد روسيا المستمر على القنابل غير الموجهة يقلل قدرتها على تمييز الأهداف ويؤدي إلى وقوع المزيد من الضحايا المدنيين.
في الجانب الإنساني، قالت نائبة رئيس الوزراء الأوكراني إن 9 ممرات إنسانية لإجلاء المدنيين ستفتح اليوم الاثنين في مناطق متعددة، من بينها مدينة ماريوبول (جنوبي البلاد) المحاصرة.
عقوبات وتحركات
وتأتي التطورات الميدانية في وقت يجتمع فيه وزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي -اليوم الاثنين- لبحث فرض حزمة سادسة من العقوبات على موسكو على خلفية الحرب في أوكرانيا، غير أن التكتل لا يزال منقسمًا بشأن مسألة حظر واردات الغاز والنفط الروسيين.
ويلتقي المستشار النمساوي كارل نيهامر الرئيسَ الروسي فلاديمير بوتين اليوم الاثنين في موسكو، ليكون أول مسؤول أوروبي يجتمع ببوتين منذ بدء الهجوم الروسي على أوكرانيا في 24 فبراير/شباط الماضي، حسب ما أعلنته المستشارية الأحد.
في حين يعتزم الرئيس الأميركي جو بايدن التشاور عبر الفيديو مع رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي، اليوم الاثنين، وفق ما أعلنه البيت الأبيض.
وشهدت ألمانيا في نهاية الأسبوع مظاهرات عدة مثيرة للجدل، دعت إليها الجالية الكبيرة للناطقين بالروسية في البلاد، التي ترى أنها تتعرّض للتمييز منذ بدء الغزو الروسي لأوكرانيا.
وفتحت أوكرانيا 5600 تحقيق في ما تقول إنها جرائم حرب على أراضيها منذ بداية الهجوم الروسي، حسب ما أعلنته أمس الأحد المدعية العامة الأوكرانية إيرينا فينيديكتوفا.
وفي 24 فبراير/شباط الماضي، شنت روسيا هجوما عسكريا على جارتها أوكرانيا، مما دفع عواصم ومنظمات إقليمية ودولية إلى فرض عقوبات على موسكو شملت قطاعات متعددة، منها الدبلوماسية والاقتصادية والمالية والرياضية.
المصدر : الجزيرة + وكالات