البنتاغون يعلن بدء بناء رصيف غزة البحري والاحتلال يتولى حمايته (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 0 - عددالزوار : 5 )           »          وكالة الأونروا (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 3 - عددالزوار : 16 )           »          ما هي السنة الضوئية ؟ (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »          ليز غراندي ... سياسية أميركية (مبعوثة للشؤون الإنسانية بالشرق الأوسط) (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 0 - عددالزوار : 5 )           »          رشاد العليمي - سياسي يمني (رئيس مجلس الرئاسة اليمني) (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 1 - عددالزوار : 1730 )           »          مراسم استقبال حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق لدى وصوله لأبوظبي في زيارة "دولة" بتاريخ 22 إبريل 2024م (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 0 - عددالزوار : 26 )           »          الولايات المتحدة تناقش بدء انسحاب قواتها من النيجر (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 1 - عددالزوار : 27 )           »          كتيبة طولكرم .. تنظيم فلسطيني مسلح (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 0 - عددالزوار : 25 )           »          تدابير مهمة لحماية الهوية من السرقة على الإنترنت (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 0 - عددالزوار : 24 )           »          سفينة يونانية تعترض طائرتين مسيرتين للحوثيين في البحر الأحمر (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 0 - عددالزوار : 20 )           »          فيديو غراف.. 200 يوم من المظاهرات المنددة بالعدوان على غزة (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 0 - عددالزوار : 21 )           »          جمهورية بولندا (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 0 - عددالزوار : 38 )           »          جمهورية ليتوانيا (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 0 - عددالزوار : 34 )           »          كالينينغراد.. مقاطعة روسية وسط أوروبا (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 0 - عددالزوار : 33 )           »          بولندا تفتح الباب لنشر أسلحة نووية على أراضيها وروسيا ترد (اخر مشاركة : الباسل - عددالردود : 0 - عددالزوار : 30 )           »         



 
العودة   ..[ البســـالة ].. > جـناح القــوات البــريــة > قســـــــم الهندســـــــة العســـــكرية
التعليمـــات قائمة الأعضاء وسام التقويم مشاركات اليوم
 


الحرب العالمية النووية.. على أعتاب فناء الحياة وبلوغ ساعة القيامة

قســـــــم الهندســـــــة العســـــكرية


إضافة رد
 
أدوات الموضوع

قديم 20-03-22, 10:21 AM

  رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
الباسل
المديــر العـــام

الصورة الرمزية الباسل

إحصائية العضو





الباسل غير متواجد حالياً

رسالتي للجميع

افتراضي الحرب العالمية النووية.. على أعتاب فناء الحياة وبلوغ ساعة القيامة



 

الحرب العالمية النووية.. على أعتاب فناء الحياة وبلوغ ساعة القيامة

14 مارس 2022

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

وضعت الحرب العالمية الثانية أوزارها صيف 1945 بعد مضي ست سنوات من اندلاعها، مخلّفة ضحايا يتراوح أعدادهم بين 70 و85 مليون قتيل، أي ما يعادل 3% من سكان العالم حينذاك البالغ تعدادهم نحو 2.3 مليار إنسان. كانت شهورا عصيبة عاشها كوكب الأرض، حيث آلة الدمار تحصد الأرواح غير مبالية بالعواقب. وكما كانت المناطق المدنية معاقل لتصفية الحسابات، كانت كذلك أرضا خصبة لتجارب شتى أنواع مسببات الموت والدمار.
صحيح أنّ ما أوقف هذا السيل الدموي المنهمر هو الاستعانة بسلاح القنبلة النووية الذي استُخدم في تلك الحرب لأول مرة، لكنه كان إيذانا بعصر جديد للبشرية ولكوكب الأرض.

وخير ما يمكن الاستشهاد به لوصف هذه الحقبة الحرجة وهذا المنعطف التاريخي الذي آلت إليه نتائج استخدام هذا السلاح المدمّر هو المقولة المنسوبة للعالم الألماني الشهير "ألبرت أينشتاين" إبان الحرب، فقد سئل عن الأسلحة التي يتوقع استخدامها في الحرب العالمية الثالثة ليرد: أنا لا أعرف ما السلاح الذي سيستخدمه الإنسان في الحرب العالمية الثالثة، لكنني أعلم أنه سيستخدم العصا والحجر في الحرب العالمية الرابعة.
دلالة الجملة واضحة بما يكفي لكي تصف حال ما بعد نشوب أي حرب عالمية جديدة مرتقبة، فلن يقتصر الأمر على استخدام الأسلحة الثقيلة أو الدبابات والمدرعات ونحوه، بل إنّ أسلحة الدمار الشامل ستكون حاضرة بقوّة في هذه المرّة في ظلّ تجهّز أعظم قوى العالم لمثل هذا الحدث طيلة عقود ماضية.
وها هي الأحداث الأخيرة تلوح في الأفق مع تسارع وتيرتها من غزوٍ روسي لأوكرانيا، لتضع العالم على محك وأمام اختبار حقيقي ممتحنة مدى فطنة الإنسان الحديث أمام تراشقات شتى من جميع الأطراف في شأن استخدام الأسلحة النووية المحرّمة دوليا على الرغم من التصديق على معاهدات عدّة، لكن من يأبه لأي اتفاقيات إذا ما اندلعت الحرب.


البداية.. جحيم القنبلة الأولى

شرعت الولايات المتحدة الأمريكية في الدخول إلى مضمار التسليح النووي في عام 1942 بإطلاق مشروعها النووي السري للغاية، برنامج "منهاتن"، تحت إشراف عالِميْ الفيزياء النظرية الإيطالي "إنريكو فيرمي" والهنغاري "ليو سيزلارد"، وليلتحق بهما لاحقا العالم الأمريكي "روبرت أوبنهايمر" مترأسا المشروع الذي كان يسير على قدم وساق دون انقطاع برعاية الحكومة الأمريكية، ذلك أنه ورد للمخابرات الأمريكية وللرئيس "فرانكلين روزفلت" أنّ ألمانيا بقيادة الحزب النازي بدأت العمل على مشروع مشابه منذ سنوات عديدة، وهو ما يعني أنها ستمثل تهديدا حقيقيا إذا تمكنت من صناعة أوّل قنبلة نووية نازية.
لذا، وفي غضون ثلاث سنوات كان مشروع "منهاتن" قد أُنجز. وفي 16 يوليو/تموز 1945 تم اختبار أول قنبلة نووية بنجاح في منطقة صحراوية نائية على أطراف ولاية "نيومكسيكو"، ويُرمز إلى هذه العملية باسم "ترينتني"، وكان قد نشأ من الانفجار سحابة فطر هائلة بلغ ارتفاعها نحو 12 كيلومترا.
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

القنبلتان النوويتان الأمريكيتان اللتان فجرتا في هيروشيما وناغاساكي اليابانيتين سنة 1945

وفي هذه اللحظة قال "أوبنهايمر" المسؤول عن المشروع قولته الشهيرة: "لقد علمنا أنّ العالم تغير، ولن يعود كما كان".2
وبعد أقل من شهر، جرى قصف مدينتي "هيروشيما" و"ناغازاكي" اليابانيتين من قبل قوات الطيران الأمريكية في حادثة دفعت إمبراطور اليابان إلى استسلام غير مشروط في 15 أغسطس/آب 1945 واضعا حدا للحرب الأكثر شراسة في التاريخ.
وأشارت دراسات يابانية وأخرى أمريكية إلى أنّ عدد الضحايا جراء الانفجار النووي قدّر بـ200 ألف قتيل، منهم من توفي مباشرة، ومنهم من تعرض لإصابات أودت بحياته لاحقا، فضلا عن الضرر الإشعاعي الذي نال من عدّة أجيال لاحقة. كما أظهرت مسوحات جوية أن ما لا يقل عن 60% من الدمار وقع على مدينة ناغازاكي وحدها من حيث الأبنية والبنى التحتية.
نتجت هذه النتائج المأساوية عن انفجار قنبلتين تعادل إحداهما 15 ألف طن من مادة تي إن تي، والأخرى تعادل 20 ألف طن، متسببة بدمار شامل لكل ما يقع ضمن دائرة قطرها نحو 5 كيلومترات.
صحيح أنّ مكاسب هاتين الضربتين المدمرتين هي نهاية حرب راح ضحيتها 3% من سكان العالم، لكنها كانت مجرد بداية لما قد يكون أعظم وأفظع، لقد كان إيذانا ببداية عصر التسليح النووي في عمر الحضارة البشرية.


النادي النووي.. نادي إفناء الوجود
ما صنعته أمريكا بسلاحها المثير كان مذهلا بما يكفي ليحض الدول الأخرى على امتلاك مثيل لهذا السلاح، لا سيما الدول التي كانت تطمح لقيادة العالم، وعلى وجه التحديد الاتحاد السوفياتي (روسيا اليوم) الذي امتلك أكبر ترسانة نووية في العالم تقدر بـ6257 رأسا نووية، تليها الولايات المتحدة الأمريكية بـ5550 رأسا.
وإضافة إلى هاتين القوتين، ثمّة 6 دول أخرى تمكنت من صناعة وحيازة سلاحها النووي الخاص وهي على النحو التالي: الصين وتمتلك 350 رأسا، ثمّ فرنسا بـ290، فإنجلترا 225، ثمّ الهند بـ160 فباكستان بـ165 والكيان الصهيوني بـ90 وأخيرا كوريا الشمالية بـ45. ليكون بذلك مجموع الرؤوس النووية نحو 13100 حول العالم، ومنها ما هو في حالة تأهب قصوى، وذلك وفقا لإحصاءات معهد أستوكهولم الدولي لبحوث السلام.4
ومعظم هذه الرؤوس النووية يفوق انفجارها أضعاف تأثير قنبلتي "هيروشيما" و"ناغازاكي" مجتمعتين، بل إن أعظم قنبلة فتاكة صُنعت على الإطلاق كانت من نصيب الروس وتدعى قنبلة "قيصر" (Tsar Bomba)، وقد بلغ تأثير قوتها نحو 3800 ضعف قوة القنبلة التي أُلقيت على "هيروشيما".
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

الدول النووية تمتلك ترسانة تضم نحو 13100 رأس نووي

إن قنبلة كهذه قادرة على إحداث دمار شامل لم يشهده الإنسان من ذي قبل، ففي نهاية عام 1961، حملت طائرة تابعة لقوات الطيران السوفياتي قنبلة قيصر لتجربتها فوق خليج "ميتوشيكا" في أقصى شمال شرق أوروبا قرب جزيرة "نوفايا زيمليا" المهجورة. وعلى ارتفاع نحو 4 كلم فوق سطح البحر، انفجرت القنبلة المريعة متسببة بنشوء سحابة "عيش الغراب" بارتفاع 60 كلم. وقد شوهد وميض الانفجار على بعد 1000 كلم محدثا أضرارا هائلة حتى إنّ القرية التي كانت تقع على مسافة 55 كلم، قد سُويت أبنيتها بالأرض كما لو أنها خُسفت. كما تشير التقديرات إلى أن الحرارة المنبعثة من الانفجار يتسبب بحروق من الدرجة الثالثة في محيط دائرة قطرها 100 كلم.5
وتشكل الدول الثماني النووية المذكورة ما يُطلق عليه عُرفا بـ"النادي النووي"، إذ كانت الرقابة الدولية على حيازة أسلحة الدمار الشامل معدومة، أو بمعنى أصح ليست ذات سلطة. لذا عهدت قوى العالم برعاية الأمم المتحدة إلى صياغة ميثاق "معاهدة الحد من انتشار الأسلحة النووية" منعا من انضمام المزيد لهذه الدول، وقد ساهمت هذه المعاهدة بشكل كبير في تقليص الترسانة النووية حول العالم والتي كانت أضعاف العدد الحالي، وسنعود ثانية لأمر المعاهدة بعد قليل.
ويظهر لمهتمين بتاريخ الحروب بأن استخدام جزء من هذه الأسلحة سيفضي إلى حدوث أكبر إبادة جماعية في تاريخ البشرية، وهذا ما استدعاهم إلى رسم توقع لهذه السيناريو الرهيب في حال حدوثه، مطلقين عليه اسم "الهولوكوست النووي".


الهولوكوست النووي.. سيناريو يوم القيامة

قدم المؤلف الأمريكي "جوناثان شيل" في عام 1982 أطروحته في كتابه "مصير الأرض" متضمنا ثلاث مقالات مطوّلة تتناول وضع كوكب الأرض بعد حرب نووية مرتقبة. وينظر بعض النقّاد إلى أن الكتاب يُعد أحد أهم المؤلفات في ذلك العقد لقدرته على توظيف الحقائق العلمية والاستعانة بحجج أخلاقية توضح مخاطر الإقدام على مثل هذا الفعل بمفهوم بشري عمومي.
يشير الكاتب إلى أن المقياس الوحيد والصحيح لتقدير قوة أي انفجار نووي هو الاستعانة بآثار انفجار قنبلتي "هيروشيما" و"ناغازاكي". وكما هو متوقع، فبسبب التطور الذي طرأ على صناعة السلاح النووي لمدة عقدين، يمكن القول إن آثار هاتين القنبلتين يكاد لا يذكر وفق معايير القنابل الأحدث، بل إنهما مجرد "أسلحة تكتيكية" في التوصيف الحديث.
ويتناول المؤلف ما قد يتجنب معظمُ الأشخاص مواجهته، وهو أنّ نتائج أي حرب نووية تؤول دون شك إلى نهاية البشرية وانقراضها، وربّما نهاية معظم أشكال الحياة على كوكب الأرض. يقول واصفا ذلك:
"ستصاب بالعمى كل الحشرات والطيور والحيوانات حول العالم، وستنقرض العديد من الكائنات البحرية التي من بينها ما يشكل أساسا في السلسلة الغذائية الحياتية، وسيتغير مناخ الأرض بشكل مؤقت أو دائم، مع احتمالية حدوث تغيرات "دراماتيكية" في بنية الغلاف الجوي، وبالتالي تتلوث البيئة بأكملها بثاني أكسيد الكربون. أما أولئك الذين بقوا على قيد الحياة عند تعرضهم للإشعاع النووي لمدة عشر دقائق دون وقاية، فسيكونون عرضة للأمراض المزمنة وللأمراض الخبيثة والطفرات الجينية، ومن شأن ذلك انتشار أوبئة عالمية. وللنباتات نصيبها من الكارثة، فستنخفض عملية التمثيل الضوئي بشكل كبير، وستحترق المحاصيل الزراعية، عدا حدوث تسمم لجميع الفقاريات بسبب زيادة حادة في مستويات فيتامين "د" في جلدهم نتيجة لزيادة الأشعة فوق البنفسجية".6
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

في أقل من ثانية تستطيع القنابل النووية الحديثة أن تحرق مدينة كبيرة بأكلمها فلا تبقي فيها ولا تذر

غير أنّ نقّادا رأوا في توقعات جوناثان شيل شيئا من المبالغة، فالبروفيسور "بريان مارتين" الحاصل على شهادة الدكتوراة في الفيزياء من جامعة "سيدني" في أستراليا يقول في أطروحته "حجج عن مصير الانقراض":
إن الكاتب (جوناثان شيل) يعتمد في منهجيته حدوث الأسوأ دائما، ليحوّر النتائج فتكون الأسوأ. فعلى سبيل المثال لو أن هجوما يعادل 10 آلاف ميغا طن استهدف الولايات المتحدة الأمريكية، فإن هذا الأمر يصبح حقيقة وموضعا للنقاش مع إسقاط ونفي جميع المؤهلات التي تستوفي حدوث هذا الأمر. وقياسا على هذه المعطيات التي حددها الكاتب، فإن معظم سكان الولايات المتحدة سيتعرضون للوفاة مباشرة.
ويكمل مارتين: هذا أمر غير ممكن، فكي يحدث مثل هذا الهجوم الضخم، فإن القنابل يجب أن تتنشر بشكل متساو على المناطق السكنية، وهذا ما ستمنعه دفاعات القوات الأمريكية. ولو ردّت الدولة الثانية على الأولى بنفس الضربة النووية، فإنّ ثمة دولا أخرى لن تتعرض لهذه الحرب، مع إمكانية حدوث وفيات نتيجة للإشعاعات النووية، لكنها ستكون أقل عرضة للمخاطر، وهذه الدول هي التي تقع في جنوب الكرة الأرضية إذ لا مصلحة لها في أي نزاع نووي. لذا فالتوقع بانقراض البشر أمر مستبعد منطقيا.
وعلى أية حال، وإذا ما توقعنا أسوأ سيناريو، فإن هذا المقال يعرض أبرز العواقب الناجمة من الحرب العالمية النووية بالنظر إلى إجمالي عدد الرؤوس النووية وانتشارها ومدى استعداد كل قوة عسكرية لشن حرب على هذا النحو.
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

تبلغ درجة حرارة وميض القنبلة النووية أكثر من درجة حرارة باطن الشمس البالغة 15 مليون درجة

ووفقا لـ"مكتب تقييم التكنولوجيا" التابع للكونغرس الأمريكي، يمكن اختصار آثار الطاقة النووية في تحولها إلى عدد من الأنماط على النحو الآتي: خطر الانفجار ويشبه الانفجار الكيميائي العادي لكنه أشد وأعظم، خطر الأشعة النووية، خطر الأشعة الحرارية، خطر النبضات الكهرومغناطيسية، وأخيرا خطر احتشاد مجموعة من الجسيمات المشعة في طبقات الجو العليا ثمّ هبوطها لاحقا على الأرض ويُسمى بالهبوط الإشعاعي.


فعالية التدمير.. انفجار مثالي للقنبلة النووية

أول وأهم عامل يضمن فعالية أي قنبلة نووية مدى قدرتها على إحداث دمار تفجيري شامل للمنطقة المستهدفة، فالانفجار يولّد اختلافا في ضغط الهواء مما ينتج عنه تأثيران: الضغط الزائد السكوني الذي يتولى أمر سحق الأبنية وخسفها في الأرض، والتأثير الآخر هو الضغط الديناميكي ويظهر على شكل رياح عاتية.
ووفقا للدراسات فإن الحصول على أسوأ الأضرار المادية يكون عند انفجار القنبلة النووية على ارتفاع معيّن من سطح الأرض، ويُطلق عليه الارتفاع المثالي. وهذا ما حدث بالفعل مع كلا قنبلتي "هيروشيما" و"ناغازاكي" إذ انفجرتا على ارتفاع نحو نصف كيلومتر فوق سطح الأرض، وغالبا ما تقع الخسائر البشرية من آثار تحطم الأبنية وتهدمها على سكانها إذا تناولنا تأثير الانفجار وحده فقط دون العوامل الأخرى التالية.
إشعاع نووي.. خلل وراثي جيني لعدة أجيال
من مزايا القنبلة النووية قدرتها على إنتاج أشعة نووية حادة وخطيرة في لحظات معدودة، ومخاطر هذه الأشعة أنها تفتك بخلايا الجسم الحي، علمًا بأن الدراسات التي تتناول مدى استجابة الإنسان للإشعاع المؤيّن ما زالت قائمة بسبب الجدل الكبير بشأنها. ويبدو أنه حتى التعرض للجرعات الصغيرة من الأشعة لا يقل سوءا عن التعرض لجرعات أكبر. ويمكن تجزئة آثار هذه الأشعة على قسمين: تأثيرات قصيرة المدى وأخرى طويلة المدى.
فعندما يتعرض الإنسان لجرعة مكونة من 600 "ريم" لستة أو سبعة أيام، فإنه سيكون معرضا بنسبة 90% لأمراض خطيرة ستُنهي حياته في غضون أسابيع. ("ريم" وحدة قديمة كانت تستخدم لقياس الجرعة المكافئة من الإشعاع عند تعرض الإنسان له).
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

يمكن للشتاء النووي أن يتسبب بقتل كل من لم يفن في الانفجار النووي

وتقل نسبة الخطر بنقصان الجرعة على المدى القريب، ولكن على المدى البعيد فإنّه حتى الجرعات القليلة نسبيا -أي أقل من 200 ريم- ستؤدي إلى نتائج لا يحمد عقباها.
ومن هذه العواقب الوخيمة وأكثرها شيوعا حدوث خلل وراثي وجيني، ويمكن ملاحظته في الأجيال التي تبعت الناجين من كارثتي هيروشيما وناغازاكي، وما زال الاختلاف والجدل قائما بشأن نسبة الإشعاع النووي التي يمكن التعرض لها بشكل آمن.


عواصف حرارية.. كرة نار تلتهم الأخضر واليابس

من أشد المشاهد التي قد تصادف الإنسان رعبا رؤية كرة نارية ملتهبة في ظرف أقل من جزء من الثانية منذ ظهور أول وميض، إذ تظهر كرة نارية ضخمة للغاية من العدم، وتزداد نموا مبتلعة الهواء المحيط وكلّ ما يصادفها. وترتفع هذه الكرة النارية في الهواء شيئا فشيئا مثل المنطاد الممتلئ بالغاز الساخن، وفي غضون سبعة أعشار الثانية سيبلغ عرضها نحو 134 مترا إذا كان وزن القنبلة النووية 1 ميغا طن. وتبلغ أقصى اتساع لها نحو 1.7 كلم في 10 ثوان.
وقد تصل درجة حرارة الكرة النارية بضع عشرات الملايين درجة مئوية، أي ما يزيد على درجة حرارة باطن الشمس، وهذه الحرارة إضافة إلى الضغط المرافق لها كفيلان بتفكيكٍ كامل للجزيئات والذرات الموجودة في الطبيعة. بمعنى آخر فإن كل ما هو داخل هذه الكرة النارية سيتعرض إما للتبخر أو الذوبان.
وتنشأ نبضتان حراريتان من هذه الكرة النارية: النبضة الأولى وتتكون من الأشعة فوق البنفسجية ولا تستمر سوى عُشر ثانية. أما النبضة الثانية فتستمر لعدة ثوان وتنطلق بجميع الاتجاهات بسرعة قريبة من سرعة الضوء، لتتسبب باشتعال كل المواد القابلة للاحتراق، ويقل تأثير الموجة أو العاصفة الحرارية كلّما ابتعدنا عن نقطة الانفجار.10
وتمثل الطاقة الحرارية نسبة 35% من الطاقة النووية، لذا نرى أضرارها الآنية أعنف وأشد من أي أضرار أخرى.


شتاء نووي.. خلل كوني يدمر دورة الحياة

لقد كان تصوّر العالم عن تبعات الحرب النووية مقصورا على ما تم ذكره في الأعلى، وبقيت الآثار غير المباشرة على البيئة والكوكب مهملة إلى حد كبير لسنوات طويلة. ففي عام 1983 جرت دراسة تناولت المخاطر المتوقعة على الغلاف الجوي وطبقة الأوزون إذا وقع انفجار نووي. عُرفت هذه الدراسة باسم "تي تي إيه بي إس" (TTAPS) وكان من ضمن القائمين عليها العالم الأمريكي "كارل ساغان".
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

في جزيرة "سبتسبرجن" النرويجية بالقرب من القطب الشمالي يقع قبو "سفالبارد" العالمي للبذور

تضع الدراسة بعين الاعتبار عنصري الدخان والسخام الناتجين عن احتراق الوقود البترولي والبلاستيك في المدن التي دمرتها الأسلحة النووية، حيث إنّ الدخان الناتج من هذه المواد قادر على امتصاص ضوء الشمس بفعالية أكبر من الدخان الناتج من الانفجار نفسه أو من احتراق الأخشاب.
هذا الدخان ينتمي كيميائيا إلى عائلة أوكسيد النيتروجين، ومن شأنه استنفاد طبقة الأوزون المسؤولة عن حماية الكائنات الحية من الأشعة فوق البنفسجية القادمة من الشمس.
ليس هذا فحسب، بل إن وقوع عدة انفجارات نووية وبالتالي اندلاع عواصف نارية عدة سيسمح لألسنة اللهب أن تفتعل حرائق على نطاق واسع ولن تكون خاضعة للسيطرة حينئذ، وينتج عن ذلك إطلاق مئات الملايين من الأطنان من الدخان والسخام إلى طبقات الجو العليا، ومن ثم ستنجرف هذه الأعمدة والتكتلات الدخانية بواسطة رياح قوية من الغرب إلى الشرق حتى تشكل حزاما من الجسيمات والغبار حول النصف الشمالي من الكرة الأرضية.
وبعد تشكلها ستحجب هذه الغيوم السميكة السوداء جميع أشعة الشمس إلا جزءًا يسيرا منها لفترة قد تمتد لأسابيع، وبالتالي ستنخفض درجة الحرارة على نحو ملحوظ. وقد صاغت الدراسة هذه النتيجة باسم "الشتاء النووي".11
جاءت التسمية تيمنا بفصل الشتاء، لكنّه شتاء مدمر أبعد من أن يكون فصلا اعتياديا من فصول السنة. فهبوط درجات الحرارة على نحو مفاجئ على دورة الكائنات الحية وغياب أشعة الشمس سيتسبب بتفاقم الأضرار التي ستقود بشكل أو بآخر إلى مجاعة قد تكون عالمية، وهو ما يطلق عليه كذلك بـ"المجاعة النووية". وتوضح دراسة قادمة من "رابطة الأطباء الدوليين لمنع الحروب النووية" بأنّ أكثر من ملياري شخص من أولئك الذين سيظلون على قيد الحياة معرضون لتهديد مباشر بسبب مجاعة عالمية إذا استُخدم فقط 0.5% من الترسانة النووية الحالية.


قبو سفالبارد.. محاولات يائسة استعدادا للأسوأ

وبمناسبة الحديث عن المجاعات العالمية، فإنّ احتراق أو اندثار أو حتى انقراض أي نوع من النباتات كان ومازال واردا في ظل الكوارث الطبيعية والبشرية، لذا أقدمت مجموعة من العلماء برعاية الحكومة النرويجية وبالتعاون مع المجموعة الاستشارية للبحوث الزراعية الدولية، على إنشاء بنك بذور آمن تحت الأرض لحمايته من أي تهديدات خارجية، ويطلق عليه قبو "سفالبارد" العالمي للبذور.
يقع القبو في الجزيرة النرويجية "سبتسبرغن" في أقصى شمال الكرة الأرضية قرب القطب الشمالي، ويضم أكثر من مليون عيّنة لبذور شتى، ملخصا حقبة عمرها 13 ألف سنة من التاريخ الزراعي، منذ افتتاحه في عام 2008.
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

في عام 1968 وقعت بريطانيا وأمريكيا والاتحاد السوفيتي بمشاركة 59 دولة أخرى معاهدة الحد من انتشار الأسلحة النووية

وقد شبّه رئيس الوزراء النرويجي السابق "ينس ستولتنبرغ" هذا البنك العالمي للبذور، بسفينة نوح (عليه السلام) من وجه تأمين التنوع البيولوجي للأجيال القادمة من النباتات.
وعلى الرغم من مثل هذه التأهبات الصارمة لتأمين مستقبل كوكب الأرض، ما زال العالم في قدَر الله أمام احتمالات عدة، ومنع حدوث حرب نووية وشكية ما زال الخيار الأول لدى لدول العالم عزيزها وصغيرها. لذا توجهت عدة دول كبرى إلى تبني معاهدات تقتضي عدم استخدام هذا النوع من أسلحة الدمار الشامل.
في 1 يوليو/تموز 1968 أعلنت المملكة المتحدة البريطانية والولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد السوفياتي بمشاركة 59 دولة أخرى توصلها إلى اتفاقية تنص على عدم الجواز لدولة نووية مساعدة أي دولة أخرى على صناعة الأسلحة النووية، وتعرف بمعاهدة "الحد من انتشار الأسلحة النووية".
وصدقّت دول عدة على المعاهدة لاحقا لتشمل 174 دولة، بينما رفضت باكستان والهند وكوريا الشمالية التوقيع (هذا من الدول التي أعلنت سلفا امتلاكها القنبلة النووية ولا تتضمن الدول التي لم تعلن كإسرائيل)، وباعتبارهم دولا نووية فإنّ هذا ما زال إلى اليوم يخلق أجواء مشحونة إزاء كلّ ما طرح في أمر المعاهدة.
وتقتضي المعاهدة التعهد بأمرين أساسيين: منع الدول غير النووية من حيازة الأسلحة النووية أو تصنيعها. والأمر الآخر الهام هو ما يخص الدول النووية التي وافقت، بحيث أن يتم تقنين استخدام السلاح النووي ويتم التخلص مما هو زائد عن الحاجة.14


تقليص الأسلحة.. معاهدات تجمّل منظر الموت

إلا أن الأمر لم يكن كافيا كما ينبغي، فما زال الخطر الأكبر يتمثل بأعظم قوتين على كوكب الأرض اليوم روسيا وأمريكا اللتين تطلّب منهما الجلوس على طاولة مفاوضات منفصلة ومخصصة لهما فقط لمناقشة تداعيات نمو الترسانة النووية لكلا الدولتين.
وبالفعل دعت موسكو واشنطن لإبرام صفقة في عام 2002 تشترط تقليص القوات النووية المنتشرة إلى ما بين 1700 و2200 رأس نووية لكل منهما، وهذا ما تم قبوله بالفعل في اتفاقية عُرفت بمعاهدة "تقليص الأسلحة الهجومية الإستراتيجية" التي تشمل كلا الدولتين فقط دون غيرهما، على أن تكون مدة صلاحية الاتفاقية 10 سنوات وتتجدد عند انتهائها بموافقة الطرفين.
إن مثل هذه الاتفاقيات قادرة على احتواء جزء من المشهد، وقادرة على تأخير أي احتدام مرتقب، وما أن تقرع الطبول فالأمر يتجاوز الاتفاقيات السياسية لتكون النزاعات العسكرية هي الفيصل، وتاريخ البشرية مليء بوقائع مشابهة. ولعلّ نزع السلاح النووي تماما هو الحل الأمثل لتفادي وقوع كارثة عظيمة على كوكب الأرض.


ساعة القيامة.. يفصلنا عنها دقيقة و40 ثانية!

وفي خضمّ كل تلك التهديدات والصراعات، نعود إلى ما أقدم عليه علماء في جامعة شيكاغو الأمريكية عام 1947، وهو ابتكار ساعة رمزية تشير إلى نهاية العالم وفق الأحداث التي تطرأ على كوكب الأرض، والتي من أهم عواملها تدشين الأسلحة النووية، ويطلق عليها "ساعة القيامة" (Doomsday Clock) باستعارة مجازية للإشارة إلى كارثة عالمية ستحل على الأرض، وتحدث تلك الكارثة فقط حينما ينطبق عقربا الساعة على بعضهما عند منتصف الليل.
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

100 ثانية باقية على منتصف الليل كما تشير إليه "ساعة القيامة" التي تنذر بفناء الأرض بسبب الحرب النووية

وكما بدا فإنّ العقود الماضية شهدت تأرجحا لعقرب دقائق الساعة، وتقلبات عدّة بين التأخر والتقدم، بين لحظات سلام وأخرى احتدام، لكن ربما نعيش اليوم أسوأ تلك اللحظات كما تشير الساعة إليه الآن وفق تقدير صناعها، إذ إنها الآن الساعة الثانية عشر إلا دقيقة و40 ثانية فحسب.. فاللهم سلّم.


المصادر: الجزيرة الوثائقية - يمان الشريف



 

 


 

الباسل

يتولى القادة العسكريون مهمة الدفاع عن الوطن ، ففي أوقات الحرب تقع على عاتقهم مسؤولية إحراز النصر المؤزر أو التسبب في الهزيمة ، وفي أوقات السلم يتحمّلون عبء إنجاز المهام العسكرية المختلفة ، ولذا يتعيّن على هؤلاء القادة تطوير الجوانب القيادية لديهم من خلال الانضباط والدراسة والتزوّد بالمعارف المختلفة بشكل منتظم ، واستغلال كافة الفرص المتاحة ، ولاسيما أن الحياة العسكرية اليومية حبلى بالفرص أمام القادة الذين يسعون لتطوير أنفسهم وتنمية مهاراتهم القيادية والفكرية

   

رد مع اقتباس

إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 10:11 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
 

شبكـة الوان الويب لخدمات المـواقع