مفهوم السلم في الفكر الإسلامي
تأليف: د . محمد سيد نوري البازيــاني
منذ أحداث الحادي عشر من سبتمبر 2001م، يتعرّض الإسلام ـ عقيدة وشريعة وفكراً وسلوكاً ـ إلى هجمات شرسة تقودها الولايات المتحدة الأمريكية تحت شعار: الحرب على الإرهاب، وتزكي أوارها الصهيونية العالمية، لإبراز الإسلام في صورة دين العنف والقتال والحرب والإرهاب، وإظهار المسلمين في مظهر المقوضين للأمن والسلم الدوليين؛ وتهدف تلك الهجمة الهمجية إلى إقصاء الرؤية الإسلامية ـ القائمة على العدل والحق ـ عن ساحة العلاقات الدولية والتسويات السلمية التي يُسعى إلى فرضها لحل قضية المسلمين الأولي (قضية فلسطين) لصالح الطرف الإسرائيلي المحتل الغاصب على حساب الحقوق الفلسطينية المشروعة.
في ظل هذا الواقع القاتم، يحتفي المثقف العربي المسلم بأي إنجاز علمي أكاديمي ـ كالذي نعرضه في هذا العدد ـ يبرز ما في الإسلام من حقائق وقواعد لنشر السلم وسيادة الأمن وصيانة الأمان للبشرية كلها، وليس للشعوب الإسلامية وحدها؛ ليعلم أعداؤه أن محاولات القضاء عليه أو إقصائه أو تشويهه، أمرٌ بعيد المنال مهما كانت المحاولات، لأنه قائم على كتاب خالد محفوظ من الله تعالى وعلى سنّة معصومة من الزلل والهوى، وليعلم المبهورون من أبنائه بالنظريات الغربية المتداولة عن مفهوم السلم وحقوق الإنسان . . . وغيرها؛ أو المتصورون منهم أن الإسلام لا دخل له في شأن العلاقات الإنسانية أو القوانين الدولية، وأنه مقصور على علاقة العبد بربه في عبادته فحسب ، أنهم قد قصروا في فهم دينهم، فضلاً عن تقصيرهم في نصرته بالدعوة إلى ما جاء به من هدى للبشرية جمعاء وبالعمل على تدويل ضوابطه وقواعده العادلة لتحقيق الأمن والسلم العالميين.