وقد استندت الخريطة، التي أعدها قسم الأوردو في الخدمة العالمية من بي بي سي، على الأبحاث المحلية وتقارير المراسلين الصحفيين، بالإضافة إلى النقاشات والحوارات التي تم إجراؤها مع عدد من المسؤولين في البلاد.
تعزيز المواقع
وتُظهر الخريطة أن حركة طالبان آخذة بتعزيز مواقعها وتشديد قبضتها على معظم أنحاء منطقة شمال غربي البلاد.
وتنخرط باكستان في الوقت الراهن بعملية عسكرية ترمي إلى إعادة سيطرة الحكومة على جزء من المنطقة كان قد سقط في أيدي مسلحي طالبان.
وقد شهد العالم مؤخرا ضجة كبيرة عندما دخل المسلحون منطقة بونير الواقعة على بعد 100 كيلو متر فقط من العاصمة إسلام آباد.
مناطق التغطية
وقد غطَّى التقرير الذي استندت إليه الخريطة المناطق الـ 24 التي تشكل إقليم جبهة شمال غرب باكستان والهيئات القبيلية السبع ومناطق الجبهة الست التي تتألف منها المناطق القبلية التابعة للإدارة الفيدرالية.
وقام الباحثون الذي أعدوا التقرير بتحليل تقارير مراسلي قسم الأوردو في بي بي سي خلال الأشهر الـ 18 المنصرمة، ودعموا نتائج تحليلاتهم بحوارات مع مسؤولين محليين وضباط شرطة وصحفيين.
وقد استنتج الباحثون أن 24 بالمائة من مساحة المنطقة لم يعد للحكومة المدنية من سيطرة عليها وأن قادة طالبان قد استلموا زمام السيطرة الإدارة على المنطقة.
سيطرة تامة
وتبين للباحثين أيضا أن مسلحي حركة طالبان هم إما قد باتوا يحكمون سيطرتهم التامة على المنطقة، أو أن الجيش ينخرط حاليا معهم في عمليات عسكرية بغية دحرهم عنها.
وتوصل الباحثون أيضا إلى نتيجة مفادها أن طالبان باتت تتمتع بوجود دائم في 38 بالمائة أخرى من مساحة المنطقة، الأمر الذي يعني أن المسلحين قد أنشأوا قواعد في القرى والأرياف، مما حدَّ من أنشطة الحكومة المحلية وعرَّض للخطر الإدارة المحلية.
وقد أظهرت حركة طالبان مرارا وتكرارا مقدرتها على الضرب بقوة وحزم في تلك المناطق التي تشمل ثلاثا من المناطق القبلية التابعة للإدارة الفيدرالية و11 من إقليم جبهة شمال غرب البلاد، كما أفاد التقرير.
مدارس الفتيات
وأضاف التقرير قائلا إن المسلحين جعلوا الآخرين يشعرون بوجودهم القوي من خلال تنفيذ هجمات منتظمة على مدارس الفتيات ومحلات الموسيقى ومحطات ومخافر الشرطة والمباني الحكومية.
وتقدم الخريطة الجديدة للصراع في باكستان نظرة خاطفة للوضع الراهن في البلاد، إلاَّ أن مواصلة القتال بين القوات الحكومية ومسلحي طالبان يعني أن الوضع على الأرض قد يتغير في المستقبل.
وللمنطقة سمعة سيئة بسبب افتقارها للقانون والنظام، وبالتالي فقد طبق الباحثون سلسلة من من القواعد والشروط لكي يتم وفقها التمييز بين نشاط طالبان وبين الحالة العامة من انفلات القانون وغياب الأمن في المنطقة.