وتلخّص المحطات الزمنية الآتية سيطرة الجيش على مفاصل السلطة السياسية في البلاد في المرات الخمس الناجحة:
- في 17 نوفمبر/تشرين الثاني 1958، بقيادة الفريق إبراهيم عبود.
- في 25 مايو/أيار 1969 بقيادة العقيد جعفر نميري.
- في 6 أبريل/نيسان 1985 عندما تم تكليف المشير عبد الرحمن سوار الذهب -وزير الدفاع حينذاك- برئاسة مجلس عسكري مؤقت لحكم السودان بعد الانتفاضة.
- في 30 يونيو/حزيران 1989 بقيادة العميد عمر البشير، والذي أصبح رئيسا للسودان على مدى 30 عاما.
- في 11 أبريل/نيسان 2019 بقيادة الفريق أول أحمد عوض بن عوف وزير الدفاع ونائب الرئيس عمر البشير حينذاك برئاسة مجلس عسكري مؤقت لحكم السودان بعد ثورة 19 ديسمبر/كانون الأول 2018.
حجم القوات وتسليحها
- يصل عدد أفراد الجيش السوداني إلى 105 آلاف جندي فاعل، إضافة الى 85 ألف جندي في قوات الاحتياط.
- وتضم القوات الجوية السودانية 191 طائرة حربية من بينها 46 مقاتلة، ويمتلك السودان 81 طائرة هجومية و23 طائرة شحن عسكري، إضافة إلى 11 طائرة تدريب. فيما يصل إجمالي المروحيات العسكرية التي يمتلكها الجيش السوداني إلى 73 مروحية من بينها 43 مروحية هجومية، ولديه 74 مطارا صالحا للاستخدام العسكري.
- ويمتلك الجيش السوداني 830 دبابة و450 مركبة قتالية مدرعة، و15 مدفعا ذاتي الحركة، ونحو 7 آلاف مركبة عسكرية و379 مدفعا. و20 منصة إطلاق صواريخ و750 مدفعا يجر يدويا.
- وتصل ميزانية الدفاع السودانية إلى حوالي 4 مليارات دولار سنويا.
يعتمد الجيش السوداني عقيدة قتالية تقوم على أساس الدفاع عن الوطن والحفاظ على سيادته ووحدته الوطنية وحماية الدستور. كما يقوم بمهام مدنية تتمثل في تقديم المساعدات أثناء الكوارث الطبيعية وحفظ الأمن في حالة الأوضاع الأمنية المضطربة.وتتّبع القوات المسلحة السودانية نظام انضباط عسكريا صارما. وتتسلسل فيها الأوامر والتكليفات على نحو هرمي دقيق، من أعلى رتب الضباط في القيادة إلى أدنى رُتب الجنود في الميدان، شأنها في ذلك شأن الجيوش النظامية في البلدان الأخرى.
وللجيش السوداني مشاركات إقليمية ودولية، وفق ما تمليه التزامات دولة السودان في الإقليم والعالم، لانضوائها تحت مظلة الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي، ومعاهدات الدفاع العربي المشترك.
وتبعا لمهمة حفظ الأمن القومي واجه الجيش السوداني حركات المعارضة المسلحة، ومحاولات الانفصال.
فمنذ تأسيس "قوة دفاع السودان" شاركت في الحرب العالمية الثانية ضد الإيطاليين في إريتريا وإثيوبيا، وحرب الصحراء الغربية لدعم الفرنسيين في "العلمين"، لوقف تقدم "ثعلب الصحراء"، الجنرال الألماني رومل.
وشارك الجيش السوداني في حروب فلسطين في الأعوام 1948 و1973، إلى جانب مشاركاته في عمليات الأمم المتحدة في كل من الكونغو وتشاد وناميبيا، وضمن "قوات الردع العربية" في لبنان، وكذا في "عاصفة الحزم" باليمن.
المحطات التاريخية وأهم العمليات
كان للقوات السودانية على مر التاريخ حضور مهم في الأزمات التي شهدها القرن الأفريقي المتاخم للسودان، أو تلك التي حدثت في الجوار الأفريقي والإقليم العربي، وصولا إلى أبعاد عالمية في قارات مختلفة، ومن أبرز هذه المحطات:
شاركت وحدات سودانية ضمن الجيش المصري في حروب محمد علي باشا، والي مصر في سنتي 1854 و1856.
استقدمت السلطنة العثمانية وحدات من المقاتلين السودانيين للمشاركة معها في حرب القرم إلى جانب القوات التركية ضد الإمبراطورية الروسية، بين عامي 1853 و1856.
شاركت في المكسيك سنة 1862، عندما طلبت كل من فرنسا وإنجلترا وإسبانيا إرسال فرقة من السودانيين لحماية رعاياها ضد العصابات المكسيكية.
في الحرب العالمية الأولى أرسلت بريطانيا فرقتين من الجنود السودانيين إلى جيبوتي بناء على طلب من فرنسا لتحل محل الجنود السنغاليين هناك.
ومرة أخرى توجهت وحدات من القوات السودانية إلى معارك بالمكسيك إبّان فترة الاحتلال البريطاني للسودان.
أثناء الحرب العالمية الثانية شاركت قوات الدفاع السودانية في عمليات خارجية وداخلية ضد الإيطاليين الذين كانوا يحتلون إريتريا، وذلك عندما حاولوا احتلال مدينة كسلا في شرق البلاد، وهو ذلك الانتصار الذي جعل تشرشل يعدل عن الاستسلام للألمان كما ظهر لاحقا.
شاركت القوات السودانية في حملة الصحراء الغربية لدعم الفرنسيين حيث رابطت في واحتي الكفرة وجالو في الصحراء الليبية بقيادة القائد البريطاني أرشيبالد ويفل، وفي العلمين لوقف تقدم الجنرال الألماني رومل الملقب بثعلب الصحراء.
شارك الجيش السوداني في حرب فلسطين عام 1948.
كما شارك في حرب أكتوبر/تشرين الأول 1973، عندما أرسلت الحكومة السودانية قوة قوامها لواء مشاة إلى شبه جزيرة سيناء.
شاركت القوات المسلحة السودانية أيضا في عمليات دولية تصب في مساعي حفظ السلام والاستقرار كما في "الكونغو البلجيكية" عام 1960 وتشاد عام 1979 وناميبيا في 1989.
شاركت القوات المسلحة السودانية ضمن قوات الردع العربية في لبنان أواسط سبعينيات القرن الماضي، لحفظ السلام تحت لواء جامعة الدول العربية.
شارك السودان في عملية إعادة الحكومة المدنية الشرعية في جمهورية جزر القمر، حيث أسهمت قوات المظليين السودانية في استعادة جزيرة أنجوان وتسليمها لحكومة جزر القمر عام 2008.
كما كانت القوات السودانية شريكا أساسيا إلى جانب القوات السعودية والإماراتية، في "عاصفة الحزم" باليمن.
اشتباكات أبريل/نيسان 2023
في أبريل/نيسان 2023 تأهب الجيش السوداني لمواجهة قوات الدعم السريع التي رفضت الاندماج مع الجيش، وبدأت مواجهات عسكرية بين الطرفين يوم 23 أبريل/نيسان 2023.
كانت المواجهات في محيط مطار مَرَوي شمالي السودان. ثم امتدت لتشمل المناطق كلها بما في ذلك العاصمة الخرطوم. وأدت هذه المواجهات إلى سقوط مئات القتلى وإصابة الآلاف وتشريد آلاف آخرين. كما أدت إلى أضرار مادية كبيرة وأزمة مياه وكهرباء خانقة.
وتدخلت وساطات دولية بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع لإجراء مفاوضات تنهي النزاع.
المصدر : الجزيرة نت + مواقع إلكترونية