ترشح بيترو للانتخابات الرئاسية عام 2022 مرشحا عن ائتلاف "الاتفاق التاريخي"، وركزت حملته على مكافحة الفساد وتعزيز العدالة الاجتماعية والدفاع عن البيئة، ونجح في جذب دعم قطاعات واسعة من السكان، خاصة الشباب والفئات المهمشة التي رأت فيه خيارا للتغيير.
وفي 19 يونيو/حزيران 2022، انتخب رئيسا لكولومبيا في الجولة الثانية بعد حصوله على 50.4% من الأصوات، متغلبا على رودولفو هيرنانديز، فأصبح أول رئيس يساري يتولى حكم البلاد.
تولى بيترو الرئاسة في وقت كان فيه تنفيذ اتفاق السلام مع جماعة
القوات المسلحة الثورية الكولومبية مستمرا، إلى جانب مواجهة الأزمة الاقتصادية التي أعقبت جائحة كورونا (كوفيد-19).
وقبيل أيام قليلة من تولي الرئيس الأميركي
دونالد ترامب منصبه أواخر يناير/كانون الثاني 2025، دخل في خلاف مع الحكومة الكولومبية بعد رفضها ترحيل المهاجرين غير القانونين القادمين من كولومبيا.
وفرض
البيت الأبيض تدابير جمركية، إذ رفع الضرائب على المنتجات الكولومبية، مما أشعل أزمة تجارية قصيرة الأمد. وقد حُلت هذه الأزمة في النهاية عندما وافق بيترو على استقبال المهاجرين غير النظاميين.
وفي الأشهر التالية، واجهت الحكومة الكولومبية أزمة سياسية حادة بعد أن قدم عدد من الوزراء استقالاتهم وسط تصاعد السخط الشعبي تجاه إدارة بيترو.
وتفاقمت الأزمة بفعل ضغوط من قطاعات اقتصادية وسياسية انتقدت غياب التوجيه في الإصلاحات التي يقودها الرئيس بيترو.
عُرف بيترو بتأييده القوي للقضية الفلسطينية، ويصف دوما نضال الفلسطينيين بأنه "نضال من أجل الحرية والاستقلال"، معبرا عن سخطه على فكرة الخلط بين الدين والدولة، مؤكدا أن
إسرائيل لا تمثل اليهودية كما أن كولومبيا لا تمثل المسيحية.
وقارن بيترو انتهاكات إسرائيل ضد الفلسطينيين "بالجرائم التي ارتكبها
أدولف هتلر و
النازيونضد اليهود"، حسب وصفه.
وقال بيترو في تغريدة له على
منصة إكس، موجها حديثه إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي -المطلوب لدى
المحكمة الجنائية الدولية–
بنيامين نتنياهو "سيسجلك التاريخ في خانة مرتكبي الإبادة الجماعية"، مضيفا أن "إلقاء القنابل على آلاف الأطفال والنساء وكبار السن الأبرياء لا يجعل منك بطلا".
وشدد على أنه "كما أن الإبادة الجماعية التي ارتُكبت ضد الشعب اليهودي في أوروبا النازية غير مقبولة، فإن الإبادة الجماعية ضد الشعب الفلسطيني غير مقبولة أيضا".
وأوضح بيترو قائلا "أنا علماني وجمهوري ومناصر للناس العاديين ولست من أنصار
حركة حماس، ومبادئي الديمقراطية والعلمانية والدينية تقودني إلى رفض الإبادة الجماعية والهمجية اللاإنسانية التي يمارسها نتنياهو".
وفي خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة يوم 23 سبتمبر/أيلول 2025، دعا بيترو إلى تشكيل جيش دولي لتحرير فلسطين والوقوف ضد الاستبداد و
الشمولية التي ترعاها
الولايات المتحدة والغرب عموما، حسب تعبيره.
وقال "نحن بحاجة إلى جيش قوي من الدول التي لا تقبل الإبادة الجماعية. ولذلك، أدعو دول العالم وشعوبها -قبل كل شي، كونها جزءا لا يتجزأ من الإنسانية- إلى توحيد السلاح والجيوش"، مضيفا "يجب أن نحرر فلسطين. أدعو جيوش آسيا والشعب السلافي العظيم الذي هزم هتلر ببطولة عظيمة وجيوش بوليفار في أميركا اللاتينية".
وذكر بيترو في تصريح له أنه يؤمن بأن حلم الرئيس الراحل
ياسر عرفات بإقامة
دولة فلسطينية يقترب من التحقق، وأن إنقاذ الفلسطينيين في
قطاع غزة هو إنقاذ للإنسانية جمعاء.