بذكرى معركة العلمين.. هذا ما فعلته حدائق الشيطان بالتنمية غرب مصر

موارد بشرية وتقنية عديدة تحتاجها مصر لإزالة الألغام (موقع الأمانة التنفيذية لإزالة الألغام وتنمية الساحل الشمالي)
24/10/2021
رغم مرور 79 عاما على معارك الصحراء الغربية المصرية خلال الحرب العالمية الثانية (1939-1945)، فإن تركة ثقيلة خلّفتها القوات البريطانية والإيطالية المتحاربة لا تزال حاضرة بقوة عبر ملايين الألغام التي أحالت قرابة ربع مساحة مصر الكلية (نحو مليون كلم مربع) إلى ما يصفها البعض بحدائق الشيطان وقبور التنمية.
ففي 23 أكتوبر/تشرين الأول 1942، اندلعت شرارة معركة العلمين الثانية (غرب الإسكندرية)، التي استمرت قرابة 20 يوما، بين قوات الحلفاء (بريطانيا والولايات المتحدة ودول أخرى) بقيادة البريطاني برنارد مونتغومري، وبين قوات المحور (ألمانيا وإيطاليا واليابان) بقيادة إيرفين روميل الملقب بـ"ثعلب الصحراء".
وكانت هذه إحدى أبرز المعارك الحاسمة في هزيمة الزعيم الألماني أدولف هتلر وحلفائه من دول المحور في الحرب العالمية الثانية، غير أنه منذ ذلك التاريخ فإن منطقة جنوب الساحل الشمالي وحتى حدود مصر الغربية مع ليبيا أصبحت أشبه بقنبلة موقوتة بسبب وجود نحو 17.5 مليون لغم من مخلفات هذه المعركة.
وهذه المساحة تزيد على ربع مليون فدان صالحة للزراعة، وتمثل 22% من مساحة مصر الكلية البالغة نحو مليون كلم مربع، خلافا لما يقرب من 5 ملايين و500 ألف لغم في سيناء (شمالي شرقي) خلفتها الحروب المصرية الإسرائيلية، وفق
تقارير رسمية.
وبشكل إجمالي، يوجد حاليا في مصر ما يقرب من 22 مليون لغم، تمثل نحو 20% من مخلفات الألغام المزروعة عالميا، علما بأن الجيش المصري -وهو الجهة الوحيدة المخولة بإزالة الألغام في البلاد- يقول إنه نجح منذ عام 1995 في إزالة ما يقرب من مليون و200 ألف لغم.
وفي السنوات الأخيرة، وضعت مصر -وفق تصريحات سابقة لوزير الاستثمار والتنمية المحلية سحر نصر- التنمية المستدامة لمنطقة الساحل الشمالي الغربي أولوية قصوى لهذه الأراضي الغنية بالموارد، ومن شأن ذلك إحداث حوالي 750 ألف فرص عمل جديدة بحلول عام 2032، وجذب 6 ملايين مواطن لإعادة التوطين بالمنطقة بحلول عام 2050، والتي منها حاليا مدينة العلمين الجديدة التي أقيمت بعد معالجة 151 كلم2 من الأراضي الملوثة بمخلفات الحروب.
كما افتتحت الحكومة المصرية عام 2016
مركزا لمعالجة ضحايا الألغام في مدينة مرسى مطروح.