من بين المتحدثين البارزين في المؤتمر الافتراضي لاستيطان الجنوب اللبناني، ظهر حغاي بن أرتسي، أحد أعضاء الحركة وصهر رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، الذي انتقد في كلمته الانسحاب الإسرائيلي من لبنان عام 2000 بعد احتلال دام 18 عاما، قائلا إن أزمة الحدود الشمالية مع جنوب لبنان بدأت حينها، وقد رحب أعضاء الحركة بتلك التصريحات مقترحين استخدام قنابل النابالم في غزو لبنان وحرق تحصينات حزب الله.
ليست هذه الرؤى الداعية إلى توسيع الحدود الشمالية لإسرائيل حتى نهر الليطاني وليدة أحداث 7 أكتوبر، بل تعود جذورها إلى ما قبل نشأة الدولة الصهيونية نفسها، فقد ترددت أولا
على لسان ديفيد بن غوريون، رئيس الوزراء الإسرائيلي الأول، عندما صرح علانية عن رؤيته لمصير لبنان، داعيا لإقامة دويلة مسيحية صغيرة موالية لإسرائيل تقف حدودها عند
نهر الليطاني، على أن تُضاف المناطق المقتطعة من الجنوب اللبناني إلى الحدود المتمددة للدولة الصهيونية، وهو مخطط حاول
أرييل شارون تنفيذه عام 1982، تزامنا مع الاجتياح الإسرائيلي للبنان، وقبل أن يتولى حتى منصب رئاسة الوزارة في إسرائيل.
اعتُبِر شارون حينها عرَّاب العلاقات اللبنانية الإسرائيلية، كما جمعته علاقة وطيدة بالرئيس اللبناني
بشير الجميل، الذي وصل إلى كرسي الرئاسة بدعم إسرائيلي في أغسطس/آب 1982 واغتيل في غضون شهر واحد من توليه الرئاسة بعد موافقته على
الاجتياح الإسرائيلي للبنان، وهو هجوم كان من بين أهدافه إعادةُ تشكيل المشهد السياسي اللبناني بما يخدم المصالح الإسرائيلية. وقد وردت معلومات تفصيلية عن هذه المرحلة في شهادة الرئيس اللبناني الأسبق أمين الجميل مع الإعلامي أحمد منصور في برنامج شاهد على العصر، الذي أذيع على شاشة الجزيرة عام 2009.
تهاوت الأوهام الصهيونية الداعية لاستعمار الجنوب اللبناني واستيطانه في الثمانينيات مثل قطع الدومينو إثر صعود قوة حزب الله، الذي أجبر قوات الاحتلال على الانسحاب من بيروت أولا، ثم من الجنوب اللبناني عام 2000، فسيطر حزب الله على الشريط الحدودي، وألقى الأمين العام السابق للحزب السيد
حسن نصر الله من قرية
بنت جبيل خطبة النصر الشهيرة التي قال فيها: "إن إسرائيل التي تملك أسلحة نووية وأقوى سلاح جو في المنطقة، هي أوهن من بيت العنكبوت".